كتابات | آراء

اليمن.. لعبة الدم والموت إلى أين؟!.. (124)

اليمن.. لعبة الدم والموت إلى أين؟!.. (124)

ما حدث ويحدث في اليمن , وتحديداً خلال المائة سنة الأخيرة , وما قبلها وما تلاها لم تكن السعودية بغائبة وبعيدة عن ذلك ,

إن لم تكن أساساً ضالعة في هذا الإضطراب والفوضى وعدم الإستقرار التي تسود البلاد .
وهذا ماتُؤكده شواهد ووقائع وقرائن عديدة تدين السعودية ولا تُبرأها بإعتبارها كانت ولا تزال مصدر إقلاق وإشغال لليمن من خلال تدخلاتها الفجة في شؤونه الداخلية , وإستمرارها في التآمر عليه وتغذية المشاكل وعدم الإستقرار فيه .
وقد توقفت ملياً وأنا أقرأ مقالاً مُعبراً للمناضل والأديب والمفكر  والزعيم السياسي البارز. عمر الجاوي رحمة الله تغشاه بعنوان ( نحن وحكام السعودية ) , وهو
مضمون  افتتاحية مجلة الحكمة,  العدد " 162 " - والمنشور في يوليو من عام 1989م , وفي هذا المقال مايؤكد ويُؤيد ويدعم ماسبق وأشرنا إليه حول ابتلاء اليمن بتدخلات السعودية في شؤونه منذ وقت مُبكر ووقوف نظامها حجر عثرة أمام تقدم اليمن ونهوضه وإستقراره .
يقول عمر الجاوي في مقاله :" منذ اقتطاع عسير ونجران عام 1934 والحال في جزيرتنا العربية يتخذ سمات العداء الذي يكاد يصبح تاريخياً , أعني بين اليمنيين وحكام السعودية " .
 وأضاف الجاوي :" وبعيداً  عن سرد الاحداث منذ خمس وخمسين عاما والتي ظل طابعها الغزو والاستيلاء على الاراضي اليمنية، نجد اليوم انفسنا امام مهانة وصلت حد التدخل في كل صغيرة وكبيرة تخص شؤوننا الوطنية دون رادع من القائمين بأمرنا " .
وحول نهم الأطماع السعودية في ابتلاع اليمن وإحتلال أراضيه , يقول الجاوي مُوضحاً هذه النقطة :"  لن نتحدث عن احتلال جديد من الشرورة والبقع وكل الربع الخالي.. ولا نريد ان نجتر احقاد تدخلهم الاحمق للقضاء على ثورة 26 سبتمبر 1962م ومحاولتهم فصل حضرموت عن اراضي الوطن اليمني ودعمهم لكل انواع التخريب منذ سبع وعشرين عاما.. فالامر من جانبنا احتاج الى المزيد من الصبر والابتعاد عن التوتر باعتبار ان المحصلة لن تكون غير وحدة الجزيرة العربية ووحدة العرب جميعا في يوم من الايام " .
 ثم يتحدث الجاوي بلغة البيانات في مقاله المذكور في حينه  : "  منذ عام بالضبط اصدر اتحادنا بيانا للرأي العام اليمني  حول الاجراءات السعودية بعد اضطهاد الحجاج اليمنيين.. وطالبنا سلطاتنا اليمنية ألا تترك هذا الخرق يتسع ليصبح عادة تقرر فيها السلطات هناك الجنسية لمواطنينا " .
 والحق يقال , والكلام لايزال للمفكر عمر الجاوي :"  ان السلطات اليمنية لم تتحرك بجدية لحماية المواطن- الذي له رب يحميه- لان في اليمن سلطات وليس سلطة واحدة ولان الاتجاه السائد يدعو الى المزيد من السكوت... او ان صنعاء تنتظر التحرك من عدن او العكس " .
 وأضاف :" حكام اشقائنا في نجد والحجاز يعرفون هذه المحنة ويستغلونها ليس فقط على طريقة وصية العاهل الاكبر كما يقال " إن اردتم الاستمرار في حكم المملكة عليكم بالاصرار على توحيد الاسرة وتمزيق اليمن " لقد جاوز " العهلة " الجدد هذه الوصية  وذهبوا الى التالي:-
 1) قاموا باحتلال الجزء اليمني من الربع الخالي.
 2) اعطو التابعية السعودية لمواطنين في محافظات صعدة والجوف ومأرب وشبوة وحضرموت والمهرة واصبح الشاعر اليمني الجاهلي المعروف امرؤ القيس واهل قريته مواطنين سعوديين.
 3) صنعوا وهم في الرياض قانون الجنسية اليمنية وعلى مراحل.
 أ- في البداية طلبوا البطاقة الشخصية اضافة الى الجواز حتى يتعرفوا على جنسيتنا " الشمالية "  أو " الجنوبية " .
 
ب- ثم نصحوا " بالعين الحمراء " تبديل جواز الجنوبي الذي يحمل جوازا شماليا.
 ج- في موسم الحج هذا اعادوا حامل الجواز الشمالي اذا شموا من لهجته انه من سكان الجنوب.
 د- اعادوا ابناء شبوة ومأرب الذين يحملون جوازات يمنية الى مناطقهم ولا يقبلون إلا بالتابعية السعودية باعتبار ان هذه مناطقهم وقيد التحرير!!؟
 وقبل هذا مر احتلال مناطق في حضرموت.. تحت بيان صغير كعين النملة.
 هذه هي الوقائع التي لا يمكن نكرانها والتي لم تهز حكامنا المشغولين بالاعتذار عن الذي حصل وسيحصل.
 ولأن البيانات الرسمية اليمنية- السعودية تثمن عاليا وتشيد بالاخوة اليمنية- السعودية، نحن نسأل، بعد كل هذا من أين ستأتي الإخوة يا أصحاب نجد؟!.." .
نعم صدق الجاوي حين قال  مُتسائلاً : بعد كل هذا من أين ستأتي الإخوة ياأصحاب نجد ؟ , ويقصد بأصحاب نجد بني سعود ونظامهم المتخلف الذي كان وما يزال أبناء اليمن يعانون منه الويلات حتى اللحظة , لتبقى السعودية مملكة الرمال هذه مصدر الشر والإقلاق لليمن ماضياً وحاضراً , وحتى مُستقبلاً. إذا لم نبادر كيمنيين بإتخاذ التدابير والإجراءت العملية اللازمة والضرورية لإنهاء حكاية التدخل السعودي في شؤوننا ونقطع يده ودابره. إلى الأبد , وذلك هو الخيار والمأمول أن نفعله عاجلاً أو آجلاً , لنكون سادة على أرضنا ونتفرغ لبناء وطننا وبالله المستعان !.
....... يتبع .......

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا