كتابات | آراء

اليمن .. وحوار الحكماء ..!

اليمن .. وحوار الحكماء ..!

المؤسف أننا نسمع من هنا أو هناك مناشدات جوفاء.. وأحاديث خرقاء بين الشركاء والفرقاء.. متناسين أزمة وطن, وشعب يعيش تحت خط الفقر بسبب الحرب العدوانية الجائرة عليه ..

فالحوار الجاد هو الحل الأمثل, حوار الحكماء, والعقلاء..
الوطن اليوم يمر بمرحلة حرجة وحاسمة.. بالرغم أن هناك قوى خارجية عميلة تريد استثمار الاوضاع الراهنة لمصالحها وأجندتها الماورائية .. وكلنا يعلم أن هناك قوى إقليمية ودولية تسعى لتعميق الشرخ اليمني بين الأطراف السياسية والحزبية والفكرية..
لذا لا بد أن ننطلق من قناعة وطنية تقوم على الإيمان بوحدة الانتماء  الوطني لليمن أرضاً وإنساناً وتاريخاً وحضارة.. فالوطن دائماً أكبر وأسمى من اي مصالح ذاتية, أو سياسية أو حزبية مهما تناءت بنا الخلافات أو الصراعات.. يكفي الوطن تمزيقاً.. وتجزئة.. ودماء.. فالأوضاع الراهنة, والأزمة الخانقة التي تمر بها البلاد, أعاقت الكثير من المشاريع التنموية, والاقتصادية, والاجتماعية..
نريد حوار السلام الهادف المرتبط بالحقوق والعدالة وتحقيق المساواة على المستوى الداخلي والخارجي.. أما الذين يفسرون السلام تبعاً لاهوائهم ونزواتهم, مرفوض جملة وتفصيلاً..  السلام في مفهوم السلام ان يعيش حراً كريماً مستقلاً.. أن تعيش بكرامة وعزة وشرف دون وصاية أو تبعية.. لست عبداً لأحد من المخلوقين.. وإنما عبد لخالق السموات والأرض.. السلام في العدالة عند توزيع الثروة والخدمات.. السلام في الحرية الدينية والفكرية والثقافية .. السلام في نصرة الحق وأهله.. السلام الذي يحترم حقوق وحريات الآخرين.. سلام المحبة والتراحم والتسامح والعفو عند المقدرة.. فالوطن اليوم في أمس الحاجة لرص الصفوف.. وتوحيد الكلمة والرؤى..فالمطلوب الآن صفاء القلوب والنفوس قبل المصافحة بالأيدي, خاصة في المرحلة المفصلية الفارقة التي تعيشها الأمة اليوم في تاريخها المعاصر..
لذا علينا ان نتسلح بالوعي والمفاهيم الوطنية الصادقة المرتبطة بموروثنا التاريخي والحضاري والثقافي والتراثي.. بعيداً عن الولاءات الضيقة.. والأفكار المتطرفة.. لا بد أن ندرك ان مصلحة الوطن هي العليا.. وفوق كل اعتبارات ومصالح مهما كانت.. وأن وحدة الوطن قدر ومصير الشعب اليمني بكافة أطيافه ومشاربه وألوانه السياسية والحزبية والأيديولوجية .. لأنها بمثابة الوجه الحضاري, والهوية المشتركة, والإنتماء الوطني الواحد القائم على وحدة الهدف والمصير..  من هنا ندرك أهمية تلك المؤثرات الماضوية بالرغم من التباينات الفكرية والأيديولوجية لدى النخب السياسية والحزبية ومدى تأثيرها على سلوك الوعي الجمعي والفردي في حياة الأمة والمجتمع.. كما أنه لا بد من انصهار كتل الجليد المتراكمة منذ عقود, والتي ما زالت طافية في عقول بعض النخب السياسية والفكرية.. وهذا يحتاج إلى وقت حتى تذوب تلك الكتل الجليدية السميكة..
فالخطورة تكمن في تفشي النعرات الفكرية والطائفية, والصراعات الإيديولوجية, والتطرف الديني بين أبناء الوطن الواحد الذي يقود إلى الصراعات الدموية والكراهية, والانتقام..
وهذا ما يريده لنا أعداؤنا في الداخل والخارج, من أجل تكريس فجوة الخلافات, والصراعات بين أبناء الوطن الواحد, وتعطيل عجلة البناء التنموي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي..
لذا علينا أن ندرك أهمية وخطورة المرحلة الراهنة, وما يكتنفها من تحديات ومخاطر.. فالأعداء يحيكون ضدنا سيناريوهات متشابكة, ومؤامرات متباينة, لإغراق اليمن في دوامة الصراعات والأزمات..  لذا على عقلاء الأمة وحكمائها أن يعوا الدرس جيداً, وأن السياسة المؤدلجة لا تصنع نظاماً عادلاً, ولا أمة حضارية, فلا دولة إلا بسياسة واضحة المعالم والرؤى.. دولة مؤسسات وقانون وحكم رشيد, دون ذلك نغرق في أزمات لا متناهية, وشائكة.. الوطن اليوم في ظل الظروف الراهنة يحتاج منا إلى جهود جبارة, وتعاون متكامل من كل القوى الوطنية والسياسية والحزبية, والنخب المثقفة, والقادة الحكماء الذين يدركون أهمية وخطورة المرحلة وآثارها على اليمن أرضاً وإنساناً ووحدة وهوية وانتماء.. وهي مسؤولية الجميع.. وهذا لم ولن يتم إلا في ظل منهجية الحوار الجاد المسؤول, والتسامح والتصالح في إطار رؤى توافقية حقيقية نابعة من القلب, ونوايا صادقة, بعيداً عن المشاحنات والمماحكات أياً كانت, من أجل اليمن ارضاً وإنساناً, حتى نعيد عظمة ومجد اليمن السعيد.. وهذا لن يتم إلا تحت مظلة الإخاء والمحبة والسلام العادل.. والحوار الوطني المسؤول..

كلمات مضيئة:
علينا أن ندرك أن فقه الواقع يحول دون الفوضى والوقوع في مزالق التخبط والارتجال.. فالتخطيط المدروس الدقيق الذي يبنى على دراسة ودراية وعلم عميق لمجريات الأحداث, هو الذي يعطي رؤى متكاملة, واستشرافية لمستقبل زاهر مشرق..  فالأعداء اليوم لنا بالمرصاد من كل حدب وصوب.. وليدرك الجميع ان من أسباب تخلفنا وتأخرنا في عصرنا الحاضر, جهلنا بواقعنا ولهثنا وراء كراسي السلطة والثروات والمصالح الشخصية.. وتناسينا مصلحة الوطن العليا والأمة فأصبحنا عالة على غيرنا في كثير من شؤون الحياة, في الوقت الذي يخطط فيه أعداؤنا على تدمير وطننا وامتصاص ثرواتنا, ونحن غائصون في خلافاتنا, وصراعاتنا الفكرية والمذهبية والسياسية وغيرها.. متى نفيق يا ترى من سباتنا العميق..؟!

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا