كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث بول دريش جامعة أكسفورد(12)

تاريخ اليمن الحديث بول دريش جامعة أكسفورد(12)

توفي محمد الإدريسي عام 1923 م وكان البريطانيون أكثر تحفظا مع الإمام وتركوا آل إدريس لمصيرهم ، كان الإمام نادرا ما يكون مطلعا على السياسة البريطانية 

قبل الحرب العالمية الأولى وكان الإيطاليون قد دعموا الإدريسيين ضد الأتراك الأمر الذي أدانه الإمام يحيى باعتباره كافرًا  ولكن مع مواجهة بريطانيا بالقرب من عدن والإدريسي الذيي يطلب المساعدة البريطانية  وقع الإمام يحيى في عام 1926  م معاهدة مع إيطاليا التي كانت لها مستعمرات عبر البحر الأحمر  باعه الإيطاليون ورشة أسلحة وآلات لصك قطعة نقود جديدة رائعة   وكان الريال الفضي مكتوبًا عليه أمير المؤمنين المتوكل على الله بعدها أرسل ابنه المفضل محمد في مهمة إلى إيطاليا  وبعد ذلك بقليل وصل الابن البكر أحمد إلى صنعاء من حجة  وخرج للقائه الأمراء والعلماء والنبلاء والتجار وكل الناس ووصل في موكب ضخم  ولما غادر حجة استقبلته كل قبيلة بدورها حتى وصل صنعاء وفيها حشد كبير.
كان خريجو التعليم الديني اغلبهم هم الحكام والقضاة واغلبهم من عائلات السيد المشهورة عبدالله الوزير  على سبيل المثال  الذي ساعد الإمام يحيى في ذمار عام 1915  م كان شخصية بارزة في السيطرة على اليمن السفلي وتطهير محافظة البيضاء في قضية الزيديين  وقاتل حاشد في خمر محافظا على إب ثم الحديدة ، علي الوزير  الذي عمل لمصلحة الإمام يحيى في حصار صنعاء (1911)   م أصبح منذ عام 1920 محافظ تعز  حيث تنافس بلاطه محكمة الإمام حملت هذه الشخصيات الكبرى لقب القائد أو الأمير حكم آخر الوزراء  محمد ذمار لفترة لكن الشخصية المهيبة الأخرى كانت بالفعل بحلول عشرينيات القرن الماضي هو أحمد بن يحيى أكثر محاربًا من والده لكنه أيضًا ذكيا وشاعرا  فقد انصاع معظم الناس له كان العثمانيون قد ارتدوا إلى الوراء بسبب الضغط الدبلوماسي او التهديدات البريطانيه بصوره اصح  ولكن عندما كانت القوة المباشرة هي محل الخلاف  انسحب البريطانيون إلى عدن ثم قاموا بتسليح رؤساء القبائل المنضويين تحت المعاهدة  وفي عام 1922 م استخداموا الطائرات  التي لم يكن للإمام قدرة على مواجهتها وقاموا بقصف رجال الإمام من حوشبى جنوب الضالع أحرزت المفاوضات في عام 1926 القليل من التقدم في تقريب وجهات النظر بين الطرفين  وفي عام 1927 م تم قصف مدينة قبعه (شمال الخط الأنجلو-تركي القديم) وإطلاق النار عليها بالرشاشات لمدة خمسة أيام  وفي هذه المرحلة كان رجال الإمام على بعد 50 كيلومترًا من عدن  حتى إب على بعد 100 كيلومتر إلى الشمال من عشبة  تعرضت للقصف وتم قصف تعز نفسها.
كان الشعب غاضبا جدا من البريطانيين حتى أن قصيدة  يحيى الارياني يا بريطانيا العظمى رويدا رويدا انتشرت بقوة بين الناس وهي قصيدة ألقاها الشاعر اليمني القاضي "يحيى بن محمد الارياني" عندما قام الاحتلال البريطاني بقصف جوي لأكثر من منطقة يمنية ومنها اب ويريم وذمار ورداع في وسط اليـمـن .. القصيدة : يا بريطانيا رويداً رويدا إن بطش الإله كان شديدا إن بطش الإله أهلك فرعون وعاداً من قبلكم وثمودا إن تبيدوا من البيوت بطيّاراتكم ما غدا لدينا مشيدا فلنا في الجبال تلك بيوتٌ صنعتها.
تراجع الإمام عن تحرير عدن لكن المعاهدة أصبحت غير فعالة  وكان التهديد الجديد من  الشمال من قبل السعودية  في منتصف عام 1932م تحركت قوات الإمام يحيى إلى بارات موطن ذي محمد وذي حسين  تم أخذ الولاء نفسه باستخدام المزيج المعتاد من الجهاد والمفاوضات والبشارة الصالحة والرضا المقدم.
سيطر الإمام بعدها على نجران بعد قتال مع أنصار ابن سعيدو كانت نجران موطن اليمنيين قبل ألف عام وكانت موطنا للاسماعيليين خصوصا وموطنا لقبائل يام  الإسماعيليون في يام الذين دعموا في كثير من الأحيان إخوانهم في صنعاء في الآونة الأخيرة  سعى رجال من يام للخدمة في جيش الإمام يحيى ضد الوهابيون في نجران.
 الحرب على جبهتين لم تكن مستدامة  وكانت التسوية مع البريطانيين على عجل من أجل التركيز على جبهة شمال اليمن حيث المد الوهابي الذي يهدد اليمن.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا