كتابات | آراء

كلك نظر: لـفقدان كـمال و مـازن و عـائشة.. إنني مسكون بذكراكم أيُّـها الأحبةِ

كلك نظر: لـفقدان كـمال و مـازن و عـائشة.. إنني مسكون بذكراكم أيُّـها الأحبةِ

يوم الأربعاء 11/11/2020 وقع في شمال مدينة دمت م الضالع حادث مروري مؤسف أزهق روحي إثنين من الشباب هما:
١- كمال عبده مثنى طويل -الله يرحمه-.
٢- مازن خالد مسعد الأسعدي -الله يرحمه-.
وأُصيب الشاب زياد يحيى صالح العودي بإصابات بليغة ولم يزل يتلقى العلاج في أحد مستشفيات صنعاء نسأل الله له الشفاء.

ملاحظة: قبل ساعات من الحادث ذهب مازن الأسعدي  وهو شاب دون سن العشرين وكمال طويل وهو شاب عشريني ذهب الإثنان إلى مدرسة جابر بن حيان للتعليم الأساسي لقرى: الحذذ و بيت مهدي و بيت طويل  ووزعا أكثر من مئة حقيبة ومجموعة من الدفاتر والكتب المدرسية للطلاب المحتاجين ضمن مشروع أبيهما وجدهما الخاص بالتبرع بالأدوات المدرسية للطلاب المحتاجين إضافة إلى المبالغ النقدية التي يتبرع بها ويوزعها أبو مازن خالد مسعد الأسعدي.. وجد مازن الأخ الشيخ /مسعد أحمد الأسعدي التي يمنحها للمحتاجين من المواطنين في إطار العزلة، وهذه الأعمال الخيرية ليست جديدة على بيت الأسعدي، فقد كان السبَّاق إلى ذلك الوالد الحاج علي أحمد الأسعدي وهو عميد أسرة بيت الأسعدي، ومن بعده سار في نفس الاتجاه الأخ مسعد أحمد مسعد الأسعدي ثم ابنه خالد ثم حفيده مازن.
عودةً إلى الموضوع: في صبيحة يوم الحادث وزع مازن الأسعدي وكمال طويل الحقائب على الطلبة، وكان الفرح بائنًا على محيا التلاميذ، وقد وعدهم كمال ومازن بدفعات لاحقة من الأدوات المدرسية.
وفي صباح اليوم نفسه "الربوع المشؤوم" -حسب تعبير أهل البيضاء- ذهب كمال طويل ومازن الأسعدي وزياد يحيى العودي إلى مدينة دمت لشراء احتياجاتهم الشخصية، وكان ثلاثتهم على متن سيارة أبي مازن ولم يكن أحد يعرف أن حادثاً مرورياً مشؤوماً سيغيب حياة إثنين منهم ويصيب ثالثهم إصابات بليغة.
نعم لقد كان ذلك الحادث المؤسف مفاجأة صادمة وكارثة مؤلمة هزت وأحزنت اهالي عزلة رخمة من مخلاف عمار م الضالع والمناطق المجاورة بشكل عام وأهل وأقارب الفقيدين كمال عبده طويل ومازن خالد الأسعدي بشكل خاص.
ولكوني من أقارب الفقيدين: كمال طويل ومازن الأسعدي فقد حزنت وتأثرت لرحيلهما المبكر والذي يعد خسارة فادحة لمنطقتهما بشكل خاص وللوطن بشكل عام، كونهما من النماذج النادرة لأقرانهما من الشباب، إذ تميزا بالاخلاق الحسنة والسلوك الراقي وحب الخير ومساعدة المحتاجين.
كانا مفعمين بحب الوطن والعيش فيه رغم الظروف الاستثنائية الحالية.
 لم تغرهما رفاهية الحياة في المهجر، فقد عاد كمال طويل من أمريكا إلى اليمن قبل أقل من عامين وتزوج قبل أكثر من عام وكان يأمل ان يبقىٰ أطول مدة ممكنة في اليمن، وبالنسبة للولد مازن ففي النصف الأول من شهر أكتوبر من عام ٢٠٢٠م كان في أمريكا واتصل به أحد أقاربه في اليمن قائلاً له: اجل السفر، فرد عليه بما معناه : أنا مستعجل اسافر إلى بلادي وادواتي جاهزة داخل حقيبة السفر.
 اي ان كمال ومازن لم يحفلا كثيراً للعيش في أمريكا وعولا على ان يعيشا في اليمن على الرغم ان البلد يعيش اسوأ مأساة إنسانية في العالم..
لكن للأسف لم يمهلهما القدر لتحقيق هدفهم ورحلوا مبكرين بحادث مروري مؤسف.
مراسيم الدفن والعزاء للفقيدين
حظيت بحضور لافتٍ بلغ الآلاف، وهذا يدل على حب الناس لهما، كما يدل على المكانة الرفيعة لأسرتي الفقيدين في قلوب الناس.
نسأل الله ان يتغمد الفقيدين بواسع رحمته وان يعصم قلوب اهلهما الصبر والسلوان.
وفاة عائشة ابنتي يوم 2020/11/16 في الوقت الذي كنت ما أزال اداري أحزاني من الصدمة السابقة أثر رحيل كمال عبده - من أهلنا - ومازن خالد - بزينا- بعد خمسة أيام فقط من رحيلهما توفت ابنتي عائشة بعد صراع مرير مع مرض السرطان دام خمس سنوات.
الإصابة بالورم السرطاني داخل رأسها أوضحته الاشعة والكشفيات المتعددة عام ٢٠١٦م، وكنت أريد أن أعالجها في الخارج على حساب الدولة، لكن ظروف الحرب والحصار لم تسمحا بذلك، ثم طرقت ابواب المستشفيات الكبيرة في العاصمة صنعاء فقال كبار الاطباء أن عملية استئصال الورم ممكنة وأجروا العملية، لكن بعد فترة قصيرة انتكست حالتها، واضطررنا إلى إجراء عملية ثانية في نفس عام ٢٠١٦م وكل ذلك بمبادرة من أصحاب الأيادي البيضاء طيبي الذكر أخوالها الأربعة وهم:
جمال صالح مسعد وإخوانه جبر و ياسر و فوزي.
وقد نجحت العملية الثانية، إلا أن الفرحة لم تكتمل نظراً لفقدانها الرؤية، لكن وبحمد الله تعالى عادت إليها نعمة البصر بعد يومين فقط، وفرحنا جميعاً بما في ذلك الدكتور الذي أجرى لها العمليتين، وبعد تماثلها للشفاء خضعت لـ ٢٥ جلسة علاج كيماوي، وفي الفترات اللاحقة تراوحت حالة عائشة بين التحسن والألم رغم تناولها علاج "البايدن" بشكل يومي، وفي شهر يونيو من العام ٢٠٢٠م الجاري انتكست حالة عائشة وساءت حالتها أكثر من السابق وعرضناها على المستشفى لإجراء كشافة على الورم الذي داخل رأسها، واوضحت الكشافة أن عدة أورام سرطانية قد أنتشرت في رأسها كله، وإن إجراء عملية ثالثة لها غير ممكنة، وأوصونا بالصبر والدعاء إلى الله ان يمن عليها بالشفاء.
وخلال الفترة من يونيو إلى نوفمبر الجاري سارت حالة ابنتي من سيء إلى اسوأ حتى توفاها الله بتاريخ ١٦ نوفمبر الجاري.
إن مأساة ابنتي وإن كانت تبدو للبعض شأنًا شخصيًّا، لكنها تحمل شجنًا عامًّا، وهي حالة واحدة من عشرات الآلاف من حالات أطفال هلكوا خلال الست سنوات الماضية نتيجة الحصار الجائر على بلادنا اليمن.
لذلك فإنني لا أعزي نفسي بل أعزي عشرات الآلاف من الأسر التي قضت الأمراض الخبيثة على أطفالها، وحالت الحالة الراهنة دون علاجهم في الخارج.. فـ إلى متى نظل نحن اليمنيين "مطهقين" وأطفالنا يموتون يوميًّا من الأمراض او الفاقة؟ إلى متى؟
ختاماً  أيها الراحلون إلى باريهم كمال و مازن و عائشة الراحلون إلى جوار ربهم أقول وأكرر القول: إنني مسكون بذكراكم أيها الاحباء ولن ننساكم ما حيينا.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا