محليات

التحول الرقمي وبناء الإنسان

التحول الرقمي وبناء الإنسان

بقلم الدكتور طارق النهمي
انطلاقاً من الحاجة الملحة إلى التحول الرقمي في شتى جوانب الحياة خصوصاً الجوانب المرتبطة بخدمة المواطن وإنجاز معاملاته المالية والقضائية والتعليمية والصحية وغيرها من المعاملات الأخرى.

ويعد التفكير بالانتقال إلى الرقمنة في اليمن خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، خصوصاً اذا ما نظرنا إلى تجارب العديد من الدول التي سبقتنا بتبني هذا التحول، والأثر الكبير في تطوير الأداء المؤسسي الحكومي والخدمات التي يقدمها للمواطنين، وكذلك خدمات القطاع الخاص الذي أضحى رديفاً فاعلاً في تحقيق النهوض والتنمية المستدامة.
وها نحن في اليمن ورغم الحصار والعدوان نمضي في تنفيذ المشروع الوطني العظيم مشروع الرؤية الوطنية التي حددت في أهدافها الاستراتيجية الوصول إلى مؤشرات مهمة في الأتمتة والأنظمة الإلكترونية في كافة مؤسسات الدولة وصولاً إلى الحكومة الالكترونية الرقمية.. ولكي نصل في بناء الدولة اليمنية الحديثة إلى المستويات المطلوبة، كان لزاماً على القيادة السياسية والحكومة ومعها القطاع الخاص والمدني، الاتجاه أولاً لبناء الإنسان تعزيز قدراته العلمية والعملية بما يمكنه من استيعاب التطور، والانطلاق نحو فضاءات الإبداع في مختلف المجالات.
ولهذا جاءت الحاجة لعقد المؤتمر العلمي الثالث للمعرفة الإلكترونية والتحول الرقمي في التعليم العالي، الذي طرحت فيه أكثر من 70 ورقة علمية من كبار الأكاديميين والباحثين من داخل اليمن وخارجه، لإثراء هذا الجانب بالنتائج والتوصيات الهامة التي حددت متطلبات التحول الرقمي في اليمن انطلاقاً من التعليم الرقمي، واستكمال البنية التحتية التكنولوجية اللازمة لإحداث هذا التطور.
إن طموحنا الكبير في الرقمنة الكاملة لكافة الأعمال، ينطلق من قدرات العقل اليمني للكادر الوطني المؤهل الذي لو اتيح له المجال وتوفرت أمامه البيئة المحفزة، لحقق الكثير من النقلات المتطورة التي ستجعل اليمن ينافس العديد من دول المنطقة.. فالمطلوب الآن من قيادتنا الحكيمة هو تبني مسألة التحول الرقمي، ودعم  مخرجات الجهد العلمي ليرى النور بخطوات عملية تؤسس في المستقبل القريب لتحول واعد، وتحفيز الابتكار وتوليد الكفاءات وتحسين الخدمات في كافة القطاعات، وصولاً إلى النمو الشامل والمستدام.

* رئيس مجلس أمناء جامعة الرازي

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا