محليات

وكيل قطاع الحج والعمرة الأستاذ عبدالرحمن النعمي لـ« 26 سبتمبر »:تعرّضت فريضة الحج للاستهداف من قبل النظام السعودي خدمة لمآرب الأعداء الاستعمارية التوسعية

وكيل قطاع الحج والعمرة الأستاذ عبدالرحمن النعمي لـ« 26 سبتمبر »:تعرّضت فريضة الحج للاستهداف من قبل النظام السعودي خدمة لمآرب الأعداء الاستعمارية التوسعية

أوضح وكيل قطاع الحج والعمرة بوزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة الأستاذ عبدالرحمن النعمي

أن النظام السعودي عمل وفق سياسة ممنهجة على صنع العراقيل أمام حجاج بيت الله الحرام؛ لمنعهم من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام.
وأشار النعمي في لقاء خاص مع صحيفة " 26 سبتمبر" إلى أن آل سعود حوَّلُوا مقاصد الحج وأهدافه، وأفرغوه من محتواه الديني ليصبح مسيسًا بالدرجة الأولى، ومصدرًا لجباية الأموال الطائلة التي لا يستطيع الكثير من المسلمين دفعها، ناهيكم عن الإجراءات التي يتَّبعها هذا النظام لتقليص أعداد الحجاج سنويًا تحت حجج واهية لا تخدم سوى أعداء الأمة من الصهاينة والأمريكان وأنظمة الاستكبار التي باتت تخاف من أي دعوة أو اجتماع لتوحيد الأمة الإسلامية.

26 سبتمبر: عبدالحميد الحجازي
وتحدث وكيل قطاع الحج والعمرة عن العراقيل التي وضعتها السعودية لمنع الحجاج اليمنيين من أداء مناسك الحج لهذا العام والأعوام السابقة، ومنها رفع رسوم الحج وفرض رسوم وتكاليف باهظة تصل إلى ما يقارب العشرين ألف ريال سعودي أي ما يعادل (3 ملايين ريال يمني)، أما في المناطق المحتلة فإن المبلغ يصل إلى الضعف بحكم ارتفاع سعر الصرف، وذلك بهدف حرمان اليمنيين من أداء فريضة الحج بيسر وأمان، وهذا الموسم (1443هـ) تم تحديد تكاليف خدمات الحج بحوالي (14,000) ريال سعودي كخدمات الحج والسكن والنقل، منها ما يقارب (6500) ريال سعودي مقابل خدمات وهمية تحت مسميات عدة منها: (باقة خدمات وضرائب وتأمينات، ورسوم تحسين وتأشيرة، ورسوم إيواء وتحويلات بنكية).
إضافةً إلى المصروفات الخاصة بالحاج التي لا تقل عن (5000) ريال سعودي خاصة مع مضاعفة أسعار البضائع والخدمات وبالتحديد في أيام الحج إلى أضعافٍ مضاعفة، بينما كانت رسوم الحج قبل العدوان مبلغًا لا يتجاوز (6500) ريال سعودي، في سياسة واضحة تشير إلى أن نظام آل سعود أصبح يستثمر ويتاجر بأموال الحجاج، فمعَ قيامه بتخفيض أعداد أضاف مبالغ باهظة لتعويض تلك المبالغ من الحجاج وجني المليارات من الدولارات.

شروط وانتقائية
وأضاف النعمي: إلى جانب رفع تكاليف الحج، عمد النظام السعودي هذا العام إلى تقليل نسبة الحجاج، والانتقائية في منح تأشيرات الحجيج، ووضع شروط متعمدة ومجحفة تحول دون قدرة الحجاج اليمنيين -خاصة- على أداء فريضة الحج، حيث لم يسمح النظام السعودي إلا لأقل من (40%) من العدد الذي يسميه حصة اليمن فقط، حيث حدد العدد هذا الموسم بــ(10981)حاج فقط مما يعني عدم إمكانية اليمنيين للحج، حيث لازالوا يحسبون عدد سكان اليمن 24 مليوناً منذ عشرات السنين وحسب توزيعهم للحصص على الدول يتم احتساب ألف حاج لكل مليون نسمة، بالإضافة إلى تحديد وحصر فريضة الحج للأعمار التي لا تتجاوز(65)عامًا، وهو ما يعد منعًا وصدًا عن بيت الله الحرام، حيثُ وهي الفئة الأشد حرصًا لأداء هذه الفريضة.
ولفتَ إلى أن من ضمن العراقيل التي تعرقل وصول الحجاج اليمنيين، وعدم استجابة نظام آل سعود ومرتزقته لدعوات فتح الطرقات القريبة المؤدية لمنفذ الوديعة لتجنيب الحجاج عناء ومشقة السفر ومخاطر الطرق التي يسلكونها للوصول إلى المنفذ.

معاناة الحجاج بالسفر
 وقال وكيل قطاع الحج والعمرة: " قدمنا مبادرة لفتح طرق قريبة وآمنة للحجاج وتم تسليمها إلى مكتب المبعوث الأممي، إلا أنها قوبلت بالمماطلة وعدم التجاوب معها، رغم أنها كانت تختصر مسافة الطريق إلى حوالي 10 ساعات بدلًا من 3 إلى 5 أيام من السفر والمعاناة خاصة لأصحاب الأعذار كالمرضى والمسنين، مبينًا أن تلك المبادرة تضمنت مقترحًا بفتح طريق صنعاء - نهم - مفرق الجوف – مأرب – الوديعة والتي تقدر بحوالي 500 كم.. وكذلك فتح طريق صنعاء – البيضاء – مأرب – الوديعة والتي تقدر بحوالي 750 كم.. بالإضافة إلى المطالبة بفتح مطار صنعاء للراغبين في السفر عبر الجو.
إلَّا أن العدوان ومرتزقته رفضوا تلك المبادرة مما زاد من معاناة الحجاج بالسفر لمسافة طويلة وشاقة تمر عبر تسع محافظات وتقدر بحوالي (2500كم) إلى مكة المكرمة منها (1500كم) إلى منفذ الوديعة، يمر الحاج بـ 9 محافظات (صنعاء – ذمار – إب – تعز - الضالع – عدن – أبين – شبوة - مأرب) منها محافظات تحت الاحتلال ينعدم فيها الأمن والسلامة، إضافة إلى أن طرقها غير معبدة ولا مؤهلة لمرور قوافل الحجاج والمسافرين إلى المنفذ التجاري الوحيد (منفذ الوديعة) والذي هو الآخر غير مؤهل لخدمات الحجاج والمسافرين.

منع الحج وتسييسه
وأكد الاستاذ عبدالرحمن النعمي أن فريضة الحج من أهم الفرائض الإسلامية وأعظمها أثرًا على حاضر ومستقبل المسلمين نظرًا لما تشتمل عليه من مناسك جليلة وشعائر عظيمة ومقاصد هامة ومنافع واسعة للأمة الإسلامية في دينها ودنياها، ولأهمية هذه الفريضة وما تمثله من محطة محورية في حياة الأمة ذكر الله تفاصيلها في أكثر من سورة وآية وبين كثيراً من دروسها التربوية ومقاصدها الروحية والإيمانية والأخوية والاجتماعية ومضامينها الدينية، إلا أن هذه الفريضة تعرضت - ولازالت- للاستهداف من قبل النظام السعودي عبر التاريخ حتى يومنا هذا خدمة لمآرب الأعداء الاستعمارية وأطماعهم التوسعية في البلاد الإسلامية، وفي مقدمتها السيطرة على أهم مقدساتها المتمثلة في الحرمين الشريفين والقدس الشريف لإفراغها من محتواها وتعطيل رسالتها السامية التي أرادها الله سبحانه وتعالى في توحيد المسلمين واجتماعهم وانطلاقهم للدفاع عن الدين الحنيف.. مضيفًا أن منع الحج وتسييسه في السنوات السابقة من قبل النظام السعودي خير شاهد وأكبر برهان على أن هذا النظام المتماهي مع الصهيونية له دور وظيفي يخدم الأجندات الأجنبية، ولا يخدم الإسلام، ولم يكن يومًا حريصًا على فرائض الإسلام وشعائره أو حريصًا على توحيد كلمة المسلمين أو صادقًا في معاداة من يعادي الأمة الإسلامية ويستهدف ثوابتها وأخلاقها، وما زال علماء السلاطين تستخدم منبـر الحرمين الشريفين كأداة لتلميع سياسات النظام السعودي والقاتل لسلمان وابنه.

تحذير الشهيد القائد
ونوه وكيل وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، بأن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي كان من أوائل من حذروا الأمة من المؤامرات التي تحاك ضد الحج، فقد كان يقرأ الوضع القائم حينها ويدرك مآلاته ومخاطره، ففي العام(2003) قال في دروس من هدي القرآن الكريم -معرفة الله- الدرس الثاني عشر: (الحج إذا ما خفض العدد يكون مقبولًا جدًا؛ لأنه روضنا أنفسنا، وروضتنا حكوماتنا المباركة الجاهلة التي لا تعرف عن اليهود شيئاً، التي لا يهمها أمر الدين ولا أمر الأمة» وحين قال أيضاً: «يكونون قد عودونا قليلًا ثم أحيانا يقولون: السنة هذه اتركوها للمصريين، والشعب الفلاني والشعب الفلاني السنة هذه يؤجل، أو السنة هذه احتمال يكون هناك وباء ينتشر يؤجل.. وهكذا حتى يموت الحج في أنفسنا، حتى يضيع من ذاكرتنا…).
وأكد أن الشهيد القائد رأى في ملامح تلك الإجراءات من تقليل لعدد الحجاج إلى رفع للتكاليف إلى آخره، مخططًا أمريكيًا، بل أن الشهيد القائد لخص المشهد حين قال رضوان الله عليه: « إذاً ليست المشكلة أن هناك ثلاثة ملايين، مكان يزدحمون فيه نتيجة عدم وعي، نتيجة قلة رحمة بين المسلمين أنفسهم، يأتي أناس يتجمعون ويتكتلون قد يصلون إلى حدود خمسين شخصًا أحيانًا، ثلاثين شخصا عشرين شخصًا وشكلوا زحمة وضروا الذين قبلهم وليس هو من أصله، الإشكالية لديهم هم وليس من أجل كثرة العدد، إذا كان الزحمة قد تحصل بحضور ألفين في ذلك المكان لا يؤدي إلى أن تقول يجب أن نقلل عدد الحجاج وكل بلد لا يحج منه إلا عدد معين ثم يرفعون تكاليف الحج هذه خطة يبدو أمريكية ترويض للناس أن يتقبلوا تقليص وتقليل عدد الحجاج من كل بلد عدد معين ويكون عددًا قابلًا للتخفيض وكل سنة يخفضون أكثر وكل سنة يفتعلون شيئاً فيما يتعلق بالكعبة يقولون: قد حصل وباء أو حصل كذا من كثرة الازدحام ، إذاً قللوا العدد قللوا العدد حتى يصبح الحج قضية لا تعد محط اهتمام عند المسلمين أو في الأخير يوقفوه»، وقال رضوان الله عليه في ملزمة "لا عذر للجميع أمام الله": «اليهود يريدون أن يسيطروا على الحج. لماذا؟ ليحولوا دون أن يستخدم الحج من قِبَل أي فئة من المسلمين لديها وعي إسلامي صحيح فيعمم في أوساط المسلمين في هذا المؤتمر الإسلامي الهام الحج، الذي يحضره المسلمون من كل بقعة».

نصب ومتاجرة ومشقة
وتطرق النعمي إلى أن وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة ومن خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته مؤخرًا، أكدت الرفض والإدانة لوضع العراقيل أمام حجاج اليمن الذين لا يستطيع الكثير منهم الذهاب للحج في ظل النظام السعودي.. مشيرًا إلى أن استمرار تسييس النظام السعودي لفريضة الحج وعدم تعامله مع حكومة صنعاء ممثلة بوزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة (قطاع الحج والعمرة) وعدم قبوله الجواز الصادر من صنعاء، عرض الحجاج للنصب والاحتيال والمتاجرة من لصوص المرتزقة وحكومة الفنادق، والوكالات غير المرخصة والوهمية التي اعتمدها المرتزقة، وكذلك تعريض الحجاج للمشاق والغرامات الباهظة وخطورة التنقل في المناطق المحتلة.

حالات التقطع والاختطاف   
ولفت النعمي إلى أن الحجاج اليمنيين الذين أغلبهم من المحافظات الحرة بحكم الكثافة السكانية، يتعرضون باستمرار لحالات التقطع والاختطاف من مرتزقة العدوان وسادتهم في المحافظات المحتلة، الذين يعمدون إلى استخدام الحج والعمرة كأداة سياسية ووسيلة للبطش واستدراج الآمنين واعتقالهم وتسليم ضيوف الرحمن لأنظمة العدوان.. مضيفًا أن استهداف الحجاج اليمنيين من قبل النظام السعودي بدأ بارتكابه مجزرة (تنومة) التي راح ضحيتها نحو (3500) حاج يمني، وتوالى الاستهداف بتسجيل عدد من الحوادث التي يتحمل مسؤوليتها النظام السعودي وراح ضحيتها عدد كبير من الحجاج اليمنيين، ومن تلك الحوادث التي استشهد فيها عدد من الحجاج اليمنيين على سبيل المثال لا الحصر:
أحداث ما تسمى بالتدافع في منى وخلال رمي الجمرات وفي الأنفاق حيث حصلت وتكررت في عدة مواسم منها:
في الموسم 1410هـ الموافق 1990م استشهد 1426 حاجاً بينهم يمنيون إثر تدافع في نفق مؤدي إلى الحرم المكي.
وفي الموسم 1414هـ الموافق:1994 م تدافع على جسر الجمرات يؤدي إلى استشهاد 270 من الحجاج.
وفي الموسم 1418هـ الموافق:1998م تدافع خلال رمي الجمرات يسفر عن استشهاد 180 حاجاً.
وفي الموسم 1424هـ الموافق: 2004م استشهد 251 شخصاً وإصابة 244 إثر تدافع في رمي الجمرات.
وفي الموسم 1426هـ الموافق:2006م استشهد 363 في تدافع خلال رمي الجمرات.
وفي الموسم 1436هـ الموافق 2015م استشهد 717 حاجاً على الأقل وإصابة 863 في أسوأ كارثة قريبة في تدافع في مشعر منى حسب ما أسمته السلطات السعودية.
أما الحوادث الأخرى مثل اشتعال النيران في المخيمات وانهيار مباني وليس آخرها سقوط رافعات فقد حصلت في العام 1417هـ الموافق: 1997م حيث استشهد 340 حاجاً وإصابة 1500 في منى إثر اشتعال النيران في الخيام. وفي الموسم 1426هـ الموافق:2006م انهيار فندق في مكة يسكنه حجاج آسيويون أسفر عن استشهاد 76 حاجاً.
وغيرها من الحوادث التي تسبب بها النظام السعودي في سوء إدارته للحرمين الشريفين ليس أولها مجزرة تنومة وسدوان قبل أكثر من 100 عام وليس آخرها التدافع وسقوط الرافعة.

توعية الأمة واستنهاضها
وعبَّر الوكيل النعمي عن استنكاره للصمت المخزي والمعيب الذي تبديه الكثير من الدول الإسلامية والهيئات والمؤسسات العلمائية، وغضها الطرف عن الإجراءات التعسفية التي يمارسها النظام السعودي برفع تسعيرة تكاليف الحج ووضع الشروط التعجيزية، وتقليل عدد الحجاج بذريعة كورونا التي لم يعد لها ذكر هذه الأيام إلا عند الحديث عن الحج.. داعيًا أحرار الأمة وشعوبها إلى إدانة جرائم ومجازر آل سعود بحق حجاج بيت الله الحرام المتكررة منذ نشأة النظام السعودي وحتى يومنا هذا والتي سفكت فيها دماء آلاف الحجاج ظلمًا وبغيًا في عرفة ومنى والحرم المكي، بما في ذلك مجزرة (تنومة) بحق حجاج اليمن والمجازر المرتكبة بحق حجاج الشام والعراق وإيران التي سالت فيها دماء ضيوف الرحمن بدم بارد.
كما ناشد علماء العالم الإسلامي للقيام بواجبهم ومسؤولياتهم الدينية تجاه المقدسات الإسلامية وتوعية الأمة واستنهاضها وتعبئة الشعوب ضد المشاريع الهدامة والمخططات الأجنبية والأطماع الصهيونية وتحريك همم وعزائم الشباب وتوعيتهم وتربيتهم على الوقوف في وجه الطغاة والظلمة والمستكبرين وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل والنظام السعودي والإماراتي، إضافة إلى إصدار فتوى صريحة من قبل علماء الأمة قاطبة تدعو لإدانة التواجد العسكري الأمريكي والبريطاني والصهيوني في بلاد الحرمين الشريفين وكل المنطقة والعمل على إخراجها من كل البلاد الإسلامية كونها تمثل خطرا على الإسلام والمسلمين ومقدساتهم.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا