محليات

مهرجان التسوق للبن.. حضور الجودة وثقافة القهوة اليمنية

مهرجان التسوق للبن.. حضور الجودة وثقافة القهوة اليمنية

ثلاثة أيام حددتها اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري لمهرجان التسوق للبن، الذي يأتي في إطار الاحتفال باليوم الوطني لزراعة البن.

هذا المهرجان الذي انطلق تحت شعار "نُحيي التاريخ ونزرع الأمل”. "من أهدافه استعادة مكانة البن اليمني التاريخية في المجتمع كمشروب رئيسي، وتصدير ثقافة الجودة والتفرد لهذا المحصول للأسواق الخارجية.

 كميات وجودة
اهتمام القيادة الثورية والسياسية، ترجمه حضور عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي وتدشينه للمهرجان، وكذا حديثه عن جودة البن اليمني الذي لا يزال المتصدر لأسواق البن العالمية.
وفي إطار الاهتمام والتوسع في زراعة محصول البن، قال السامعي: ”نريد أن نصل بإنتاجنا من هذا المحصول النقدي إلى كميات كبيرة وذات جودة عالية بما يمكننا خلال الأعوام القادمة من منافسة الدول المنتجة للبن، وهذا يحتاج إلى مزيد من التوعية للمزارعين وتحفيزهم على الاتجاه نحو زراعته وقلع شجرة القات المضرة بصحة المواطنين”.
وحث عضو السياسي الأعلى، الجهات المعنية بوزارة الزراعة ومركز بحوث البن والجمعيات والمؤسسات المهتمة، بالتركيز على إرشاد المزارعين وتوعيتهم للاهتمام بالأصناف الجيدة من البن.. مؤكداً أن الاستمرار في تشجيع المزارعين من قبل مؤسسات الدولة وتجار البن، سيجعل اليمن بعد عشرة أعوام في صدارة دول العالم جودة وإنتاجاً للبن.

دخل قومي
من جانبه أشار وزير الزراعة والري المهندس عبدالملك الثور، إلى أن الاهتمام بزراعة البن واستعادة مكانته في أعلى قائمة المحاصيل الزراعية النقدية ومصدراً للدخل القومي، يتطلب تكاتف جهود المزارعين والمصدرين والمسوقين.
وقال وزير الزراعة ”لدينا استراتيجية لتنمية قطاع البن بدأناها بإنشاء مركز أبحاث تطوير البن، وإنشاء إدارة عامة للبن بالوزارة وإنشاء العديد من المشاتل لزراعة شتلات البن في مختلف المحافظات”.
واعتبر المهندس الثور، مهرجان التسوق للبن اليمني أحد الآليات المحفزة للمزارعين والمنتجين والمصدرين للاهتمام أكثر بمحصول البن، وبالتالي زيادة مساحة زراعته وإنتاجيته.

 ارتفاع الإنتاج
في حين توقع نائب وزير الزراعة والري نائب رئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا الدكتور الرباعي، ارتفاع إنتاجية بلادنا من البن خلال الأعوام القادمة، والتوسع في زراعته خاصة وأنه سيتم توزيع أكثر من مليون شتلة بن خلال موسم التشجير الحالي، وكذا الاهتمام بمراحل الإنتاج وسلاسل القيمة في إنتاج وتصنيف البن.

  تعدد نكهات
فيما يؤكد مختار فيصل الحنشلي رئيس مؤسسة المخا لتنمية البن اليمني اهمية تجديد ثقافة البن التي تعد  جزءاً من هوية الإنسان اليمني، وضرورة الترويج لهذا المنتج الاقتصادي ورفع العائدات لدعم الاقتصاد الوطني بالعملة الصعبة.
ويشير الحنشلي إلى أن مؤسسته سعت من خلال مهرجان التسوق للبن، إلى تدريب نحو 100 من متذوقي القهوة، لتوعية المواطنين بجودة البن وتعدد نكهاته وتنوعها من منطقة الى أخرى.. لافتا إلى أن اليمنيين وبالفطرة كانوا قادرين على تذوق البن والتفريق بين أنواعه وجودته، لكن هذه الثقافة وبفعل عوامل كثيرة انحسرت وأصبح جيل الشباب غير قادر على التذوق بشكل صحيح.
وأشار إلى أن أحد الوسائل المعبرة عن استمرار عطاء الإنسان اليمني وإصراره على تحدي ظروف العدوان والحصار، وهي الرسالة الأبرز للعالم عن تاريخ اليمن وعراقة حضارته وموروثة الأصيل.
وأشاد الحنشلي بالتوجه الرسمي الداعم للجانب الزراعي، خصوصاً في زراعة محصول البن، والرؤية الواضحة التي تعمل عليها مؤسسة بنيان بالتعاون مع المؤسسات والجمعيات العاملة في جانب البن.. وأضاف: بعد صدور قرار منع استيراد البن الأجنبي، وقرار منع تداوله، جاء قرار اعتماد القهوة "البن اليمني" مشروبا في مؤسسات الدولة، وهذه الخطوات ستكون لها نتائج طيبة في استعادة مكانة البن وثقافة البن في المجتمع.

السوق المختص
وقال رئيس مؤسسة المخا: "لدينا سوقان للبن، السوق التجاري المعروف، والسوق الخاص أو المختص الذي يتطلب من المزارعين الاهتمام بجانب الجودة، وهنا تبرز أهمية توعية المزارع بالطرق الصحيحة لضمان الجودة، بداية في عملية الزراعة وقطف البن وتجفيفه".

تقديم الاستشارات
في حين تحدث أحمد الهمداني- مؤسسة الهمداني لتجارة وتصدير البن- بأن الحديث عن الجودة يتطلب دعم المزارع أولاً وتوعيته بالطرق الصحيحة للعناية بشجرة البن التي تحتاج إلى مناخ معروف وكميات محددة من المياه، وكذلك تعريف المزارع بتوقيت وطرق جني البن وكذلك تجفيفه في مجففات خاصة تحافظ على نكهته ولونه الطبيعي.
وأشار الهمداني إلى اتجاه المؤسسة لدعم المزارع من خلال تقديم الاستشارات الزراعية، ونزول خبراء المؤسسة لمناطق زراعة البن وتقديم الحلول العملية لضمان جودة المنتج، التي سوف يستفيد منها المزارع والتاجر من خلال تحقيق عائدات مجزية، والمحافظة على أصالة القهوة اليمنية وشهرتها التاريخية التي تتصدر الأسواق العالمية.
وأعتبر أحمد الهمداني مهرجان تسويق البن فرصة لإعادة ثقافة البن اليمني وتبادل الخبرات والأفكار بين المؤسسات الرسمية في اللجنة الزراعية العليا ووزارة الزراعة، وبين المزارعين والتجار والمصدرين الذين من خلال عملهم المتواصل في الميدان ومعرفتهم بالانواع الجيدة من البن ، سيفيدون في مختلف مراحل زراعة وتصدير محصول البن للخارج، وتأصيل هذه الثقافة ليكون البن المشروب الأول في المجتمع اليمني.  

التركيز على الجودة
في حين قال محمد حسن الكبوس- مؤسسة الكبوس التجارية- إن الاهتمام بالجودة هو الموضوع الأهم في زراعة وتجارة محصول البن.. مؤكداً أن التركيز على الجودة يخدم المحافظة على سمعة البن اليمني في السوق العالمية، كما يخدم شجرة البن وهويتها اليمنية الأصيلة.
 وأشار محمد الكبوس إلى أن السنوات الأخيرة شهدت شحة في كميات الإنتاج ذات الجودة العالية.. محذراً من نتائج تأثير الأصناف الرديئة من محصول البن التي يتم إنتاجها حالياً على سمعة ومكانة البن اليمني، ومطالباَ في ذات الوقت توجيه الدعم لمزارعي ومنتجي البن خصوصاً القطاع الصناعي منه، حتى يكتمل دوران العجلة الخاصة بتنمية واستعادة مكانة البن اليمني كهوية وثقافة.

رؤية قومية
من جانبه يرى كامل سعيد القدسي المستشار التجاري لحراز كوفي، أن جودة البن تأتي بداية من الشتلة وعدم اقترابها من أشجار أخرى، وكذا عدم استخدام الأسمدة المضرة، وقبل ذلك نوعية التربة، وطريقة قطف البن وتجفيفه وعملية التحميص، وصولاً للتعبئة والتصدير.
وقال:نسعى في حراز كوفي ومن خلال رؤية قومية تبنيناها للترويج للبن اليمني وأنواعه وطرق زراعته وإعادة شهرة البن كأحد الكنوز المدفونة وكبديل لشجرة القات التي أضرت كثيراً بمجتمعنا.
وأشار إلى أنه ومن ضمن آليات إعادة الاهتمام بمحصول البن من الناحية الاقتصادية، هي توزيع شتلات البن على المزارعين بأسعار مخفضة جداً، ونشر ثقافة البن وافتتاح مشاريع ومعارض للتعريف به.. لافتاً إلى أن حراز كوفي يعمل حالياً على إطلاق اكبر مشروع للاهتمام بشجرة البن، وخلال الأشهر القادمة سينطلق هذا المشروع الذي يحمل أكثر من فكرة للاهتمام بالبن وتصديره بطرق حديثة تظهر تفرد اليمن بأنواع ذات جودة عالية منافسة في الأسواق العالمية.
وأوضح أن نشاط التوعية والترويج للبن الذي تنفذه حراز كوفي التي تعد أول شركة يمنية لديها مختصون في الجودة، لا يقتصر على منطقة حراز بل يشمل كافة مناطق زراعة البن في اليمن كبني حماد وبعدان ويافع والمطري وغيرها من المناطق.

حزمة إجراءات
رئيس اتحاد منتجي البن محمد حسن عثمان يشير إلى حزمة من الخطوات والإجراءات التي بدأ الاتحاد بتنفيذها، ومنها المهرجان التسويقي للبن الذي تضمن عدداً من الأنشطة كالندوات العلمية التي قدمها مختصون في مجال زراعة وإنتاج وتصدير البن، وكذلك جلسات التذوق، ورافق ذلك مجموعة من الأنشطة في الميدان وتوزيع عدد من الشتلات، بالإضافة إلى استهداف نحو 20 ألف مزارع بجلسات توعية مباشرة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة.
وأفاد عثمان أن التراكمات والتحديات المختلفة التي واجهت زراعة وإنتاج البن طيلة الفترات الماضية، أثرت كثيراً على زارعة البن وإنتاجه.. مؤكداً أن الفترة السابقة شهدت تدميراً ممنهجاَ لقطاع البن، كان من نتائجه انخفاض الصادرات من 60 ألف طن إلى 20 ألف طن، بالإضافة إلى تغييب ثقافة القهوة عن المجتمع اليمني حيث لا يصل نسبة استخدام البن سوى 10% من الإنتاج في حين وصلت إلى 50% في الدول الأخرى المنتجة للبن.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا