محليات

الإعلامية اللبنانية زهراء ديراني لـ« 26 سبتمبر » الشعب اليمني بات نموذجاً وقدوة لكل الأحرار في العالم

الإعلامية اللبنانية زهراء ديراني لـ« 26 سبتمبر » الشعب اليمني بات نموذجاً وقدوة لكل الأحرار في العالم

  في سنيِّ العدوان والصّمود، نضح الفرق بين من لزم الجمود واختار لجم الحقيقة عن الأمم التي لم تصلها ما صنعه تحالف الشّر والمكر بحق أرضٍ وشعبٍ بأكمله..

وبين من تفجَّرت به عنفوان الدّفاع والمُناصرة لليمن وإماطة لثام الزّيف والبُهتان عبر فضائيّات المحور الجهادي المُقاوم، وتوقّدت فيه مشاعل الاستمراريّة بالمُضي قُدماً نحو إيصال الحقيقة بعينها وتقديمها ككلماتٍ باليستيّة تؤرق مسامع العدو وتصيبه أرق التفكير بلسان الحال: ألهذه الأصوات باليستيّة الصّوب الدقيق نحونا بعيدا عن الصّواريخ والمُسيَّرات!!!
ومن هذه النّماذج الصّادقة بوعدها لتصويب هدف الإعلام الصّحيح بمكانه المطلوب وهدفه المنشود.. اللبنانيّة انتماءً وموطناً اليمنيّة هويّة وهوى، الإعلاميّة الحرة القديرة والصحفية لدى قناة الميادين الفضائيّة: "زهراء ديراني" صاحبة التقارير الباليستيّة، الحاضرة بكلماتها الصّادقة في مترس الإعلام المُقاوم..
تحلّ ضيفةً على صحيفة "26سبتمبر"، وتشرَّفنا بلقائها ومحاورتها.. وإلى تفاصيل اللّقاء:

حوار : زينب إبراهيم الديلمي
• بدايةً نُحييكِ أستاذتنا القديرة في هذا الحوار الذي تشرفنا إجراءه مع حضرتك الكريم.. نبذة تعريفيّة عن زهراء ديراني؟
- في البداية أشكركم أيها الأعزاء جزيل الشكر على استضافتكم.. زهراء ديراني صحفية لبنانية حائزة على إجازة بالإعلام من جامعة بيروت العربية، حائزة على جائزة في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية، وحائزة على ماجستير بالعلاقات الدولية من الجامعة الإسلامية..
بدأت مسيرتي الإعلامية بشكل متواضع، وكان بداية انضمامي للجامعة عام2007م وكان هناك محاولات خجولة متواضعة.. تنقلت بين عدة مؤسسات إعلامية إلى أن استقر الحال وحالفني الحظ بالانضمام إلى فريق قناة "الميادين" على مدى عام ونصف العام تقريباً من 2011م إلى 2012م من تأسيس القناة.
بدأنا الاعداد والتجهيزات والتحضير دورات تدريب مكثفة تحت الهواء قبل الانطلاقة، التدريب على الصوت، الكتابة للصورة، وكذا بلغة الجسد، التعامل مع الشاشة، المراسل، المراسل الميداني أيضاً، كل هذه التفاصيل المتعلقة بتهيئة صحفي شامل لا يقتصر فقط على أداء وظيفة معينة، وإنما يكون ملماً في كل الأمور التي يحتويها الصحفي الشامل.
وبالفعل كانت الانطلاقة عام 2012م، وهنا يمكن أن أؤرخ لهذه المرحلة بأنها هي فعلياً البداية بالعمل الصحفي الواضح، الهوية والرؤية والوجهة؛ لأن قناة "الميادين" تتماهى و أتماهى مع سياستها التحريرية، نهجها، تبنيها للقضية الفلسطينية، شعارها في الدفاع عن الإنسانية، وهي رفعت شعار مع الإنسان في كل مكان، نقل الواقع، وكانت المرحلة التي انطلقت فيها الميادين مرحلة جداً حساسة، من تاريخ المنطقة، مرحلة مفصلية، كنا على بداية  الأزمة في سوريا، وكانت المنطقة تغلي خلال ما سمي بالربيع العربي، وكان هناك حاجة ملحة إلى إعلام عربي يكون موضوعي وينقل الواقع بلا إضافات، بلا تغيير بلا تضخيم، بلا تدليس، بلا تزييف، وبلا تحريف إلى  المشاهد العربي، فكانت ولادة "الميادين" وكانت ولادتي الإعلامية معها.
• "زهراء ديراني" جسَّدت أروع الأمثلة في جبهة الإعلام المُقاوم عبر التقارير الإخباريّة.. حدثينا عن تجربتكِ الإعلاميّة في هذا المجال؟
- سبق وأشرت بالإجابة الأولى أن انضمامي إلى الميادين شكل فارقاً نوعياً في مسيرتي الإعلامية وفي مشواري المهني، أيضاً على المستوى الشخصي بلورة الوعي السياسي الثقافي عندي.
كان للميادين هذا الأثر، وهذا العامل الإيجابي في هذا المنحى - كما أشرت - أننا خضعنا إلى تدريبات مكثفة تحت الهواء، خلال هذه الفترة كان من المقرر أن أكون مذيعة إخبارية وخضعت لتدريبات في هذا الإطار، وهذا كان حلمي بكل أمانة مذ كان عمري تسع سنوات.
كنت أقول لوالدتي بأنني سأصبح يوماً ما مذيعة إخبارية، وكنت أمارس هذه الأمور في فترة الطفولة، و أحاول أن أتقمص وألعب وآخذ دور وشخصية المذيع إلى أن تحقق هذا الحلم أو الهدف؛ لأنني لا أعتبر أنني إنسان لديها أحلام، ولا أؤمن بوجود الأحلام، أنا أؤمن بوجود الأهداف بأن الإنسان بإمكانه أن يضع هدفاً مهماً كان مستحيلا، أو أيضاً لا أؤمن بكلمة المستحيل فعلياً؛ لأن لا شيء مستحيل طالما أن الإرادة موجودة، وهذا أيضاً من ضمن الأمور والمبادئ والمفاهيم التي عززتها خلال تجربتي المهنية في قناة "الميادين".
لنقول هنا بدأت مشواري في الكتابة إلى أن أعد التقارير بـ2012م خلال العدوان عن غزة، كان أول تقرير إنساني أعده عن مجزرة عائلة الدلو التي راح ضحيتها تسعة أفراد، كل العائلة تقريباً، وهي تذكرني جدا بالمجازر التي  أعددت تقارير عنها في اليمن، ومن هنا كان هناك تفاعل كبير مع هذا التقرير، وحصلت على تنويه بسبب هذا التقرير؛ لأنه نقل هذه المأساة والجارية بحق الشعب الفلسطيني.
وهكذا كانت البداية، تنوعت التقارير التي أعددتها بين السياسية، ثقافية، إجتماعية، وطنية تاريخية، قراءات سياسية.
• هل لزهراء مشاركات إعلاميّة أخرى إلى جانب إعداد التقارير؟
- بفضل الله شاركت بتغطية الانتخابات الرئاسية في إيران عام 2013م، وكانت انتخابات مفصلية؛  لأنه كان ضخ إعلامي كبير على إيران في ذلك الوقت، أيضاً في 2014م كان لدي مشاركة في الانتخابات البرلمانية العراقية، في 2021م كان لدي مشاركة أيضاً بالانتخابات البرلمانية العراقية، شاركت بتغطية الانفجارات التي تعرضت لها الضاحية بين 2014 و2014م وكل الملفات إلى حد ما بإمكاني أن أقول أنني في كل ملف تركت بصمة وفي كل قضية كان لي تقرير.
وكان تركيزي في الأساس على التقارير الإنسانية، وتميزت بهذا اللون وبهذه التقارير عن سواها من المواضيع.
• في ظلّ انتشار محطّات فضائيّة وصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي تهدف لتضليل الحقائق.. كيف ترين دور الإعلام المُقاوم لاسيما وهو يتعرّض لمحاولات الحجب والتشويش إلى درجة الإغلاق الكُلّي؟
- الإعلام المقاوم يتعرض إلى حرب شرسة وحرب ضروس جداً لا تقل ضراوة عما تتعرض له المقاومة فعلياً في الميدان، الإعلام أكد وأثبت أنه رأس الحربة تحديداً في السنوات و العقدين الماضيين بالحروب التي اندلعت في منطقتنا، نعود إلى 2003م خلال الغزو الأمريكي، ونتذكر أن الحرب كانت في الأساس هي كذبة، وترويج لكذبة إعلامية تبين لاحقاً أنه لا وجود لسلاح دمار شامل، كما كان يروج الإعلام البريطاني الأميركي، والآلة الإعلامية الغربية الخليجية أيضاً؛ لأنه كان هناك تناغم بين هاتين المنظومتين الخليجية والغربية.
تواصل الأمر عام 2006م، كان هناك أيضاً التحريض، وسبقه الحرب التي تعرضت لها المقاومة وجنوب لبنان، ووصولاً إلى القضية الفلسطينية منذ عقود، هي تتعرض وإعلامها إلى استهداف شامل، إلى حجب وتضييق وتكميم أفواه، واحتكار للصور، ومحاولة تصدير الرواية الواحدة من صوت واحد، وحجب رواية الحقيقة عن الرأي العام العالمي، وصولاً إلى ما حدث في اليمن، سبقه أيضاً هجمة إعلامية ضخمة تحشيد إعلامي ضخم، إمبراطورية كبرى كانت هي التي تدير هذه المواجهة، ونعلم حجم الضخ المالي والمادي والطاقات البشرية والإمكانات التي تمتلكها هذه إمبراطوريات البترودولار.
نعم نحن نتعرض إلى حرب كبيرة جداً ولكن العزيمة أكبر وأقوى.
• سياسة تكميم الأفواه التي انتهجتها إدارتا فيسبوك ويوتيوب في إغلاق القنوات اليمنيّة الوطنيّة المُناهضة للعدوان.. هل ترين أنّ هذه السياسة هي نتاجٌ لقوّة الرسائل اليمانيّة في دحض حرياتهم الدعائيّة؟
- ما حدث مؤخراً من تعرض لأكثر من 40 قناة يمنية  للحجب وإغلاق الصفحات والحسابات على الفيس بوك ويوتيوب من بينها قنوات الإعلام الحربي، قنوات المنشد الثوري، عيسى الليث وغيرها من القنوات، وكل ذلك يدل على أن صوت اليمن والحقيقة أزعج الأعداء، وأرعبهم ووضعهم في خانة العجز عن بيع الوهم والمتاجرة بالأخبار الكاذبة، وبالتالي لجأوا إلى هذه الوسيلة؛ لكي يتمكنوا من تكميم الأفواه، أو من منع تعريتهم أكثر أمام شعوبهم بالدرجة الأولى، وأمام الرأي العام العالمي تحديداً فيما يتعلق بتوثيق المجازر، المعاناة اليومية المتواصلة بسبب الحصار، الأزمة الإنسانية الكبرى، سوء التغذية، الأوبئة.. لم يسلم لا حجر ولا بشر في اليمن إلا وكان عرضة لهذا العدوان، وغاراته وآلة القتل الإماراتية السعودية الأمريكية، الصهيونية، البريطانية، الفرنسية، فكان تحالف يضم 17دولة.. اليوم انفرط العقد، وتبقى السعودية والإمارات في هذا المستنقع، مستنقع الهزيمة.
فأصف ما حدث في اليمن بالمعجزة في زمن قيل عنه إنه خلا من المعجزات، أنا أقول ما حدث في اليمن هو معجزة فعلياً؛ لأنه نتحدث عن أشرس حرب وعدوان وقع في العقود، ألم خلال العقود الماضية، نتحدث عن تحالف شكل من 17 دولة، نتحدث عن حصار بري بحري جوي أكثر من 700 مجزرة، أكبر كارثة إنسانية، 20,000,000 يمني هم بحاجة إلى مساعدات ملحة، محاولة تضييق حتى محاصرة النفس ولو تمكنوا من أن يصادروا الهواء ليقطعوه عن الشعب اليمني لفعلوا ذلك؛ لأنهم استخدموا كل الوسائل لإركاع وإخضاع الشعب اليمني، ولم يفلحوا في تحقيق هدف واحد من الأهداف التي تحدث عنها العدوان بأنه سيأتي ليعيد "الشرعية " ويعيد اليمن إلى الحضن العربي.
أنا أقول لهم من عادوا وهم من عليهم بالأحرى أن يعودوا إلى الحضن العربي، اليمن هو أصل العرب والتاريخ يشهد بذلك، لا يمكن لدول طارئة لم يبلغ عمرها عقود معدودات  أن تتحدث عن هذا اليمن العظيم أو أن توهم نفسها بأنها ستتمكن يوماً من تحقيق الانتصار في اليمن.
من يقرأ التاريخ يعرف أن ما دخل غازياٍ أو محتلا إلى اليمن إلا وكانت الهزيمة متربصة له.
• أين تجد زهراء ديراني نفسها حين تعد تقريراً باليستياً يصف مظلوميّة اليمن وانتصاراته؟
- لا يمكن أن نتجرد من المشاعر ولا يمكن أن أقدم لك إجابة فقط مهنية، حتماً ستكون إجابتي تتداخل فيها العاطفة والانتماء، والشعور بهذا الرابط الوثيق بيني وبين القضية اليمنية التي تبنيتها وأخذت على عاتقي إيصال صوت كل يمني إلى العالم، أو إلى المساحة أو الشعوب أو الدائرة أو الفئة التي يمكن أن أوصل إليها هذا الصوت بقدر المستطاع، وبالإمكانات المتوفرة والمتاحة لنا.
أجد نفسي مكان كل يمني، أجد نفسي صوت كل يمني وضمير كل إنسان لا يزال حياً وهو ينظر إلى هذه الإبادة، أجد نفسي مكان كل أم فقدت عزيزها، سواء كان ابنها، أخاها، زوجها، أباها، أسرتها، أجد نفسي مكان كل طفل وأد حلمه تحت الركام، أجد نفسي مكان كل أب يمني ثكل بولده، وأحنت المصيبة ظهره.
أجد نفسي مكان كل طفل يتضور جوعا وألماً، أجد نفسي  أجد نفسي مكان كل موظف يمني هو محروم من مرتبه منذ سنوات، ولم يثنه ذلك عن أداء واجبه الوطني والأخلاقي والإنساني تجاه شعبه..
أجد نفسي مكان كل عائلة شهيد فقدت عزيزها وقدمت شهيداً، أجد نفسي مكان كل عائلة معتقل في السجون السعودية والإماراتية، وتلك التي يديرها مرتزقة العدوان.
أجد نفسي وقلبي وروحي عند الجبهات، حيث يرابط المجاهدون دفاعاً ليس فقط عن اليمن، هؤلاء يدافعون عن أمة، هؤلاء يتصدون لمشروع كبير اسمه التطبيع.
ما قام به الشعب اليمني هو مشابه طبق الأصل إلى حد ما، لما حدث مع الشعب الفلسطيني، النزوح، المجازر، التآمر، التخاذل المخطط والمشروع الجهنمي الشيطاني، كل ذلك يجعلني في مكان هؤلاء..
أيضاً أريد أن أشير إلى جزئية متعلقة بالتقارير الإنسانية، وصل بالأمر إلى أنني بعد كل تقرير، كان الحزن يظهر على جسدي، على شكل وعكة صحية.. ففي إحدى المرات عندما كنت أعد تقريرا عن عائلة الهميمي الأطفال الذين تعرضوا إلى أورام سرطانية في وجوههم بسبب الأسلحة المحرمة دولياً، أعددناه في عام 2021م من شدة الألم وحصر الحزن في داخلي، لم أعد أتمالك دموعي، بقيت لمدة ثلاثة أيام تقريباً عاجزة عن تحريك يدي اليسرى، وكان أيضاً زملائي عندما يجدونني أضع كيسا يسمونه المحارم، أو المناديل أمامي يجدونني أبكي وأنا أشاهد المشاهد وأعد التقرير، فكانوا يصرخون: "الله يستر زهراء مدري شو محضر لنا اليوم أي تقرير عن اليمن".
حتى أن بعض المذيعين و المذيعات لم يتمالكوا عاطفتهم وأعصابهم على الهواء، فانفجروا بالبكاء منهم الزميلة راميا الإبراهيم خلال مجزرة الصالة الكبرى، بعدما نشر تقريري لم تتمالك نفسها وهي معروفة برباطة جأشها، وراميا بطلة جداً وسيدة وصحفية من الطراز الأول، ولكنها قالت بأنها لم تستطع أن تلجم هذه المشاعر، وأن تكبح جماح هذه العاطفة والوجع والقهر، لم تقدر أن تبقيه محبوساً داخل صدرها، فكانت الدموع هي خير معبر عن ما شعرت به تجاه هذه المجزرة المروعة التي راح ضحيتها المئات، وجرح ما يتجاوز الـ1500 على ما اعتقد.
• كيف تجدين تفاعل الجمهور المُتابع لتقاريرك لاسيما الجمهور اليمني؟
- بعون الله وبحمده بتسديده و بالمصداقية والثقة التي بنيتها من خلال قناة "الميادين" بيني تحديداً جمهورنا وأهلنا، أنا لا أعتبره بجمهور للأمانة، أعتبرهم أهلي ودائماً أحرص على هذه الكلمة: "أهلي في اليمن" وبالتالي التفاعل كبير.
أشعر أنني مع عائلتي، مع أهلي مع شعبي، التفاعل جداً عظيم، هم يكنون لي المحبة وألمس هذه المحبة والتقدير والإجلال والمصطلحات التي تجعلني أذوب خجلاً وأنا أقرأ التعليقات من أهلي في اليمن، حتى أنني أصل إلى مرحلة العجز عن الرد على هذه التعليقات، وتخور كل القوى التي أتسلح بها تحديداً اللغوية والتعبيرية والوصف أمام بلاغة وكرم وطيب أخلاق الشعب اليمني، وهم يتفاعلون مع تقاريري ويثنون عليها ويعتبرونها صوتهم، ويعتبرون هذه التقرير هي تنقل معاناتهم، وهذا يحملني مسؤولية كبرى وليس بالأمر السهل، وهو استحقاق أمامك لتقرير أن تعيدي أن تكتبي عن حرب على مدى تسع سنوات، وتكون تقارير شاملة ولا يحدث تكرار بين تقرير وآخر أو استخدام جملة مشابهة بين تقرير وآخر.
• كيف تصفين الصّمود اليماني خلال ٩ أعوام؟
- بكل أمانة.. من أنا لأصف الصمود اليمني وأعطي شهادة باليمنيين؟ من نحن؟
نحن طلاب في مدرسة الصمود اليمني، والشعب اليمني هو المخول بإعطاء الشهادة؛ لأنه بات نموذجاً وقدوة لكل الأحرار في العالم، لدينا شعار رفعناه في الضاحية الجنوبية لبيروت، هذه اللافتة أحبها جداً: "وإن سألوك عن أهلي في اليمن فقل إنهم أكلوا تراب الأرض وما باعوه".
 وبالفعل عندما مررنا بأزمة في لبنان منذ عام 2019م، كنت دائما أقول لا تتحدث عن العقوبات، لا تتحدث عن الأزمة، نحن في ألف نعمة أمام آلة القتل والإبادة وسياسة التجويع والحصار التي مورست بحق أهلنا في اليمن، ولم نسمع لهم أي اعتراض أو امتعاض، وإنما كان هناك تسلح في الإيمان والعزيمة والاحتساب والصبر، واستراتيجية البصيرة.
هذه البصيرة التي يعني تسلح بها أهلي في اليمن، وبالتالي هذا الصمود لا يمكن أن نقول عنه إلا أسطوري لن يتكرر، لا يوجد نموذج مشابه لأهلي في اليمن إلا أهلي في فلسطين المحتلة، قدموا أروع النماذج للصمود لشموخ الأحرار، ووثقوا بالفعل مقولة: "هيهات منا الذلة"
ونحن نعيش هذه الأيام للإمام الثائر الذي يعني أسس مدرسة الأحرار والثوار الإمام الحسين عليه السلام، وكما يعني يقال  بأن كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء فعلياً كان اليمن هو كربلاء، هذا العصر بكل ما ارتكب به و بحقه وبحق شعبه  والأرض، وكان الشعار اليمني "لن تمحو ذكرنا"، وبالفعل هذا ما حدث، هُزِمَ الجماعة وانتصر اليمن.
وبالتالي أهلي في اليمن هم من يعطون الشهادة وهم من يوقعون عليها، وما علينا إلا أن نقف في صف طويل؛ لننتظر دورنا حراً تلو آخر؛ لنأخذ هذه الشهادة من شعب عظيم قاوم صمد، واجه صبر، احتسب وانتصر.
• كلمة ختاميّة تودّين توجيهها؟
- في الختام.. كل السلام لأهلي في اليمن، ولنا لقاء قريب في صنعاء لنحتفي معاً بالنصر الإلهي، و هذا اليوم المشهود بات قريب جداً، وقطعت عهداً على نفسي أنه طالما أنني لم أسلم الروح إلى بارئها وأنني أتنفس وقلبي ينبض، سأبقى أدافع عن أهلي في اليمن، سأبقى صوتهم و سأرهن قلمي وصوتي؛ خدمة لهذه القضية.
وأيضاً العهد الثاني بأنني إن شاء الله عندما أزور صنعاء، -وهذا قطعته على نفسي- سأزور كل الشهداء الذين أعددت التقارير عنهم وذويهم، وما تمكن بالقدر الذي يسمح به الوقت والظروف، وأن يكون لي إسهاماً حقيقياً في الساحة اليمنية بمساندة أهلي بعد العدوان خلال المعركة  والمواجهة الثانية وهي مواجهة إعادة الإعمار، سواء الإعمار الفكري، الثقافي التعليمي، وأيضاً الإعمار المتعلق بباقي المجالات، سأرهن إن شاء الله كل ما أمتلك من طاقات وإمكانات في خدمة هذا التوجه..
 شكرا جزيلا لطاقمكم الإعلامي، شكرا لأهلي في اليمن، وأشكركم على إتاحة هذه الفرصة لأوصل ما في قلبي إلى أهلي في اليمن، الذين هم أيضاً يتربعون في أعلى منزلة من قلبي، والسلام.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا