محليات

رسام الكاريكاتير كمال شرف لـ( 26 سبتمبر ):هناك شباب مبدعون في مجال الكاريكاتير لكنهم يحتاجون للدعم

رسام الكاريكاتير كمال شرف لـ( 26 سبتمبر ):هناك شباب مبدعون في مجال الكاريكاتير لكنهم يحتاجون للدعم

لا يوجد إطلاقاً معاهد خاصة بتدريس فن الكاريكاتير في اليمن
للأمانة أنصار الله لهم دور كبير في انتعاش فن رسم الكاريكاتير في اليمن
فن الكاريكاتير هو رسم ساخر له القدرة على توصيل الرسائل للفئات المستهدفة بمختلف مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في صورة بسيطة تضاهي كتابة المقالات والتقارير الصحفية،

ومميزاته تتمثل في سرعة انتشاره وسهولة فهمه للمتعلم والجاهل في نفس الوقت، ولأهمية هذا الفن ودوره الكبير في مواجهة تحالف العدوان السعودي الإماراتي ضمن الجبهات الإعلامية الأخرى، التقينا بأحد رواد هذا الفن في اليمن الرسام كمال شرف وإلى حصيلة الحوار:

حاوره : عبدالله عبدالسلام
بداية المشوار
 • ترى كيف تمكن كمال شرف من صنع بصمته الخاصة في مجال رسم الكاريكاتير حتى أصبح له هوية فنية خاصة تميزه عن غيره؟
•• أنا حرصت منذ البداية عام 1997م أن يكون لي خط مميز، وذلك من خلال رسمك لكل ما تؤمن به، وعندما يكون رسام الكاريكاتير صاحب قضية وفكرة وهو مقتنع بها ومؤمن بها، دائماً ما يكون له خط مميز، ومع استمراريته في العمل يبدع في مجاله.. فموضوع رسم الكاريكاتير ليس تنفيذ أفكار الآخرين فقط كما يرى البعض، هذا يسمى منفذا فقط، ولا يصنع أثرا فنيا خاصا به في أوساط المجتمعات، وهذه أهم نقطة إنك تكون صاحب قضية صاحب فكرة ومبدأ تكون صادقا بالذي أنت تفعله حتى لو العمل مادياً غير مناسب لك، حتى لو تقلصت مساحة عملك.. بالنسبة لي أنا طورت نفسي ودرست خارج اليمن في مصر، حاولت أن انتقل إلى موضوع الرسم الرقمي.

الرسم بفكرتك الخاصة
 • هل تقوم أولا بصناعة فكرة المادة.. أم أنك تتلقى هذه الفكرة من غيرك وما عليك إلا القيام بالرسم فقط؟
•• أنا من ضمن الرسامين الذين يحرصون على الرسم من أفكارهم الخاصة بهم، هناك كثير من الرسامين الأمر عندهم طبيعي بأن يرسم من أفكار الآخرين، لكن بالنسبة لي أنا حريص على أن يكون الموضوع من فكرتي، وممكن أطلع على المواضيع التي تهم الصحيفة، مثلاً على موضوع معين البطالة أو الفساد أو غيرها من المواضيع الهامة.
فالاطلاع على القضية ثم البحث عن مستجداتها ومتابعة كل جديد حول تلك القضية، عملية مهمة ثم القيام بتلخيصها إلى فكرة بسيطة، وأخيراً عملية التنفيذ.
لأن رسام الكاريكاتير إذا لم يقم بالعملية المذكورة سابقاً، فليس إلا مجرد رسام فقط، وليس فنانا أو صاحب فكرة لا نه في النهاية ينفذ أفكار الآخرين، وبالتالي لا يستطيع تطوير أدواته الخاصة به..  وإذا مثلاً قمت برسم كاريكاتير من أفكار رؤساء التحرير أو صحفيين، أقوم بمحو توقيعي ولا أكتب عليها شيئا، لأنني لا أعتبر العمل عملي إلا إذا هو مكتمل بجميع أركانه من فكرة وتنفيذ، صحيح هذا يستغرق جهدا ووقتا كبيرين لكن بالأخير تكون فائدة لك وتزيد من خبرتك.
وأحياناً إذا الفكرة ليست فكرتي أقوم بكتابة فكرة فلان الفلاني تنفيذ كمال شرف مثلاً، لأنه يعتبر عملا مشتركا.
 • هل وصل كمال شرف في فترة من الفترات إلى البحث عن فكرة وعندما يصل إلى ذلك هل يلتجأ إلى الآخرين لتزويده بها؟
•• بالنسبة لي أنا أؤمن بقاعدة أن الأفكار هي منحة من الله يعني هي رزق وليست ذكاء، هناك فنانون ليس باليمن فقط وحتى عربياً وفي العالم جهدهم وعملهم المتميزيكون بمنحة ورزق.. مثلاً ترى فترة من الفترات فنانا يعطيك فكرة أكثر من رائعة، وفي فترة أخرى يعطيك فكرة عادية، فالمسألة تكون خاصة برزقك والتوفيق بالأخير هو من عند الله تعالى،وأنا أحياناً أقوم بتطوير فكرة موجودة سابقاً ضمن أعمالي الأخيرة.

الكاريكاتير في اليمن
 • برأيك ماذا يحتاج فن الكاريكاتور لكي يحقق حضوره لا سيما في اليمن؟
•• المشكلة عندنا انه لا توجد معاهد لتدريس فن الكاريكاتير أو مثلاً لا يوجد فنانون من الأوائل يقومون بتدريب الشباب على هذا الفن حتى اتقانه..
 • لا يوجد أي معهد أو مركز يدرس هذا الفن أبدا؟
•• نعم.. لا يوجد إطلاقا نادراً ما تحصل ولا يوجد رسام كاريكاتير متخصص كفن مستقل، لأن رسم الكاريكاتير أولاً هو رسم كارتوني أيضاً، ممكن تحظى بفنانين يقومون بتدريسك رسوما للأطفال، ثانياً حتى لو درست هذا الفن هي منحة موضوع الفكرة هي الأساس في عمل الكاريكاتير.
ولا نستطيع القول أن الكاريكاتير غير حاضر في اليمن، بالعكس الكاريكاتير حاضر وبقوة.. صحيح ان عدد الرسامين الكاريكاتير معدود وقليل في اليمن، مقارنة بمصر مثلا أو أي دولة أخرى، وهذه له أسباب أن الكاريكاتير لا يوجد له دخل كبير، أيضاً موضوع الصحف والجانب الصحفي خلال فترات العدوان لم تعد كالسابق.

شباب مبدعون
ولكن حقيقة، نجد عبر وسائل التواصل الاجتماعي أعمالا رائعة لشباب متميزين في الداخل وذلك يدل على موهبة حقيقية يمتلكها أغلب الشباب، ولكنهم يحتاجون للدعم الحكومي الكبير حتى يظهروا ابداعاتهم الفنية.
فالحكومة يجب أن تدعمهم مثلاً في إقامة معارض مستمرة خلال أيام الأعياد الوطنية كباقي الدول الأخرى، وأيضاً لا يوجد عندنا ملتقى للرسامين العرب، مثلا هذه المعارض المستمرة هي التي ستجعل الفن الكاريكاتوري ينتشر في اليمن وينتعش.
ولكن عندما نقول إنه لا يوجد فنانون في اليمن فهذا الكلام غير صحيح، وحضورنا عربياً ممتاز والدليل على ذلك عندما ننشر رسوماتنا وأعمالنا عبر النت، بعد نشرها نلقى ضجة كبيرة في المستوى العربي وأحيانا عالمياً.
 • إذا عرض عليكم تقديم الدعم والتدريب اللازم للشباب المتدربين على هذا الفن ما موقفكم؟
•• أنا بالنسبة لي دربت قبل عام 2015م، وإذا هناك جهات أو أشخاص تدعم ذلك نحن نتمنى، وأنا اعتبر نقل العلم زكاة عن نفسك وعلمك والله يزيدك من علمه.
وقد دربت عدة شباب الفترة الماضية على الرسوم المتحركة، تعلمته من القاهرة، وأكرر انا مستعد إذا كان هناك جهات ستجهز لنا المكان والأدوات سأدرب كل الشباب المتميزين وانقل لهم كل خبراتي بالذات لشباب طموحين ووطنيين.

الرسم الرقمي
 • كيف توصلت إلى رسم بعض الشخصيات وبتلك الطرق.. هل اعتمدت منذ البداية على الرسم من خلال الكمبيوتر؟
•• في البداية أريد توضيح شيء مهم، وهو أن الرسم الرقمي يشبه الرسم اليدوي، والاختلاف يكون فقط في الأدوات، فالرسم الرقمي له أدواته المختلفة، فمثلاً الرسم الرقمي يكون على لوح رقمي وقلم الكتروني بعكس الرسم اليدوي الذي يكون على ورقة عادية وأدوات عادية.
فمميزات الرسم الرقمي إنه يكون أكثر اتقانا ووضوحا والتنفيذ يكون أيضا أسرع، إضافة إلى كل ذلك فالرسم الرقمي يختصر لك مسافات كثيرة، البعض يعتقد أن الكمبيوتر يرسم تلقائياً وهذا غير صحيح.
بالنسبة لسؤالك عن رسمي للشخصيات، البداية عندما كنت اقلد بعض الرسامين وهذا طبيعي، وخاصة نحن في اليمن لم ندرس وأيضا الدراسة الأكاديمية مهمة انك تدرس فنا تحبه.
 الدراسة خدمتني جداً في هذا الموضوع خاصة رسم الشخصيات وصناعة الرسوم المتحركة وكيفية طريقة التشريح لشخصيات كرتونية، أفادني في موضوع الكاريكاتير بشكل كبير انك تتطور وتكون معك عدة أساليب مختلفة ضروري على الرسام ان يدرس التشريح في رسم الشخصيات الكرتونية كيف تصنع الجسم بشكل متناسق هذا أيضا له قواعده واسلوبه.
أنا ضد من يقول أن الرسام ضروري يكون له نمط واحد، والمميز انك تنوع من طريقة اسلوبك بريشة واحدة، انا ممكن ارسم لك الكاريكاتير بطريقة واقعية وبطريقة كرتونية يعني انا شفت ان هناك أفكاراً تستطيع رسمها بشكل ساخر، وهناك أفكار تحتاج ان ترسمها بواقعية وجدية أكثر، وهذا جعلني اختار عدة أنواع وأساليب مختلفة في رسمي، فمثلاً عندما نأتي ننقاش جرائم العدوان على اليمن ضروري نجسدها بشكل جدي وأكثر واقعية..
 • برأيك أي الأساليب أفضل في توصيل الرسائل وتجسيد آلام اليمنيين جراء العدوان.. الرسم الكرتوني الساخر أو الواقعية؟
  •• الفكرة هي التي تتحكم بذلك، فهناك رسامين في تركيا في ايران في مصر رسوماتهم بسيطة لكن أفكارهم قوية، فالفكرة هي فوق كل هذا، انا أستخدم أسلوب الأكثر واقعية خاصة المواضيع الحزينة، ونركز أن تكون فيه الألوان قليلة، هذا أسلوب خاص بي..
 • ما الذي يميز الرسم من خلال الكمبيوتر عن الرسم باليد؟ وهل كانت تجربتك ملفتة منذ البداية ام واجهتك أسئلة معينة؟
•• موضوع الرسم باليد هو أساسي ان ترسم بيدك، لكن الآن مع تتطور التكنولوجيا لا بد انك تتطور وتطور ادواتك مع الموجود الآن عربياً وعالمياً، وهناك نماذج لفنانين كثر قطعوا شوطاً كبيراً في هذا الجانب.
 فالرسم الرقمي يتيح لك تنفيذ افكارك بشكل أكثر ابهاراً، وكما قلت سابقاً الفرق بينهم ان الرسم اليدوي يتعبك بأدواته ورق والوان وقلم ومساحة والوان زيتية ومائية الخ، وهذه المستلزمات كلها تكلفك مادياً مبالغ مالية كبيرة وبعضها غير متواجدة في السوق المحلي، إضافة إلى أن العمل يدوياً يستغرق وقتا كبيرا، أما بالنسبة للرسم الرقمي أدواته عبارة عن لوح وقلم ومعك كل الأدوات التي تحتاجها في البرنامج وانت تستخدمها ولا يمكن يستخدمها إلا فنان، لأنه من يصنع ويبني كل شيء من الصفر وأغلب الرسامين الكاريكاتير في العالم اصبحوا يستخدمون الرسم الالكتروني.
 • ماذا عن تجربتك في عالم الرسم الإلكتروني؟
•• أنا فادني الرسم الرقمي مع دخولي عالم الرسوم المتحركة، كانت في البداية صعبة لأنك كرسام كنت تستخدم الرسم اليدوي وانتقلت إلى الرسم الرقمي تحس بصعوبة في البداية، وبعد فترة تتحسن ويكون الأمر سهلا، لا أستطيع أن أحدد وأقول أنا أول من بدأ بالرسم الرقمي في اليمن لكني من الأوائل.

الفنان ناجي العلي
 • هل تأثرت بعمالقة هذا الفن وإلى أي مدرسة تنتمي.. إذا كان هناك مدارس واتجاهات؟
•• مدرسة معينة لا توجد لكن في فن الكاريكاتير يوجد الفنان الفلسطيني الكبير ناجي العلي، الذي استشهد وصنع شخصية حنظلة، ويعتبر مدرسة لأنه صنع مع الكاريكاتير قوة وكان صاحب فكرة وقضية، أنا معجب به لأنه ضحى بحياته من اجل كلمة حق واعماله لا زالت باقية الى الان.
ناجي العلي معظم رسوماته صامته ويختزل الفكرة في صورة، وانا برأيي أن ذلك العمل يحتاج لجهد كبير وثقافة تمكنك من اختزال القضايا في فكرة بسيطة وسهلة، وأنا أغلب أعمالي صامتة.
 • أستاذ كمال.. الكثير يتساءل لماذا لا يوجد اهتمام كبير برسم الكاريكاتير في اليمن تحديدا رغم ان هناك تجارب ناجحة لكم ولأسماء أخرى؟
•• لأنه لا توجد نوافذ إعلامية، مثلاً حلم رسام الكاريكاتير اليمني دائماً، انه يكون بصحيفة خاصة برسم الكاريكاتير، وهذا غير موجود، وجدت بفترة معينة أصدرها رواد الفن في اليمن، صدرت بفترة معينة وانتهت ولم يكن لها تسويق كبير.
 إذا الجهات الحكومية دعمت ومولت صحيفة خاصة بالكاريكاتير، هذا سيكون انجازا كبيرا وهذا سيرفع من شأن هذا الفن في اليمن بشكل أسرع.
 نحن فنانو الكاريكاتير عملنا جمعية قبل العدوان واستطعنا جمع الفنانين والشباب، ولكن بعد العدوان انقسمنا أصبح بعضهم مع العدوان وبعض الفنانين ضد العدوان، وأثر ذلك على الجمعية برغم محاولتنا على استمرار العلاقة الإنسانية بيننا..
 • ماهي القضايا أو المواضيع التي تجدها أكثر جذبا للناس في مجال الكاريكاتير؟
•• الكاريكاتير الكوميدية خاصة في هذه الفترة لان الناس تعبوا من مجازر وجرائم الحرب على اليمن، والتعب والضيق ولا توجد مرتبات، فالكوميديا لها صدى كبير وسط المجتمع، وكل فترة إذا انت جسدت الألم والوضع الذي نعيشه ينتشر بشكل أسرع وهكذا، لكن الكوميديا تظل رقما واحدا، في النهاية ضروري تنوع للمجتمع بين آونة وأخرى.

الصعوبات والمعوقات
 • هل واجهتك مصاعب ومعوقات خلال مسيرتك الإبداعية؟ حدثنا عن بعضها؟
•• تعرضت للاعتقال عام 2010م من قبل نظام علي صالح، وحبست في الأمن القومي والسياسي لمدة شهرين، بسبب رسومات واعتقد لا يوجد رسام رسم علي عبدالله صالح في تلك الفترة في كاريكاتير الا رسوماتي التي ناقشت فيها حرب صعدة التي شنها ظلماً، وكنت ارسم شخص علي صالح، وتعرضت لتهديدات أيضاً من مشايخ عندما كنت أرسم عن حميد الأحمر، وتعرضت للضرب في التحرير من بلاطجة علي صالح أيام الثورة.
كما تعرضت لحملة تشهير قامت به بعض المنظمات بسبب بعض الرسومات آخرها كانت رسمة كاريكاتير على تأثير الحرب الناعمة على المرأة (البرامج والمسلسلات) هاجمني بعض موظفي المنظمات واعتبروها تمييزا ضد المرأة، لأنها لم تناسب برامجهم انا لم أتوقع ردة الفعل تكون بهذه الطريقة، وردة فعلهم ذكرتني بأصحاب الزنداني، عندما كنا نرسمه يعني في تعصب شديد لأنك رسمت خارج إطارهم.
التنبيه لهذه الأشياء مهم، وأنا مجهز لهذا الموضوع عدة أعمال جديدة لأنه في شبكات التلفزيون تشجعك على تقبل (المثليين وزنا المحارم في مسلسلات أمريكية وفرنسية) تروج لذلك وانه شكل طبيعي وعادي وانت عندما تقوم بالرد على هذه الأشياء تقوم المنظمات بالداخل وموظفوها يصيحوا.
 • هل هناك أعمال قادمة وعلى مستوى عالٍ من الحرفية ترتقي بفن الكاريكاتير في اليمن؟
•• نعم هناك عدة أعمال، وأنا أقولها للأمانة أنصار الله سبب في انتعاش هذا الفن في اليمن، والآن هناك عدة جهات ومؤسسات محلية تقوم بإنتاج رسوم متحركة، وعكفنا عليها فترة كبيرة، أما في عهد علي صالح عادت كوادر كبيرة من روسيا فأحبطوا ولم يهتم بهم أحد، وكان مفروض أن ندرس على أيديهم وليس في مصر.
هناك مسلسل سيبث إن شاء الله في رمضان عن (الإمام الهادي) كان الشرف لي بمشاركتي به، وقمت بتدريب الفريق وأشرفت عليه، واستكمل الشباب الذين دربتهم حلقات المسلسل، وهناك أفلام ومسلسلات تقوم بها جهات أخرى، رمضان القادم بإذن الله سيكون مليئا بانتاجات يمنية على مستوى فني عال.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا