بالمقاطعة نهزم العدوان
عبد الإله عبد القادر الجنيد
في يوم صرختهم ، لبَّى شعب الإيمان والحكمة داعي الحق والهدى ، فهبَّ أبناؤه الأبطال -أحرارهم وأنصارهم من كافة طوائفهم ومختلف تياراتهم- إلى الميقات ، وملؤوا كل الساحات ،
فأبهتوا أعداءهم الكفار بهدير صرخاتهم رافعين للرايات مرددين للشعارات ، وبصرختهم المدوِّية أسمعوا الدنيا بالهتافات ، فأنزلوا بأعداء الله كل الويلات المهلكات ، حتى عاد بالندم والشعور بالحسرات ..
• قد يتساءل البعض قائلاً: - ولكن .. ماذا بعد ؟!
فلكل من يدور في خلده هذا التساؤل أقول :
ألم ترَ كيف قصفنا بصواريخنا ومسيراتنا أهداف المعتدين في السعودية والإمارات ، فأحرقنا آبار النفط ، ودمَّرنا المطارات ، وأوقفنا كل الغارات التي استهدفت بلادنا في كل الأوقات بإسقاط أحدث الطائرات ، وبالبنادق والمدافع حرَّرنا جميع المواقع ، وكسرنا زحوف المنافقين وكلَّ من للأعداء راكع ، وللأمريكي والصهيوني خاضع ، وللسعودي والإماراتي تابع !!
أبعد كل هذا تسأل (ماذا بعد؟) !!
ألم تستمع إلى خطاب السيد القائد وهو يرشدنا بأوضح العبارات ، ويهدينا إلى مختلف المسارات ، ويدلُّنا إلى كل الخيارات ، مستدلاً بما ورد في القرآن الكريم من الآيات الساطعات ، والقول الفصل الذي لا يحتمل أيَّة تأويلات !!
فالجهاد في سبيل الله له مفهوم واسع ، فلا يزال لدينا السلاح الناجع ، والرد الرادع ، والحل النافع ، وذلك بأن نقاطع ، نعم نقاطع كل ما للأعداء من سلع ومنتجات وبضائع ، فلا يجوز الإحجام عن أن نقاطع بإختلاق المبررات والذرائع ، فالمقاطعة لا محالة هي العذاب الواقع ، وليس لأعداء الله - من الكافرين الأمريكيين ، والبريطانيين ، والإسرائيليين ، وأدواتهم السعوديين والإماراتيين - منه دافع ..
إن المقاطعة هي السلاح الصارم ، ذو الأثر الحاسم ، الذي من خلاله سيتحقق للأمة أعظم المنافع ، فتحول دون تدفق أموال الأمة إلى العدو الظالم ، وبالتالي سيقف عاجزاً عن استمراره في ارتكاب أبشع الجرائم في حقنا ، ونكسر ما يفرضوا علينا من حصار آثم ، فتعود أموالنا علينا بالنفع ، فضلاً عن الدعم والتشجيع لمنتجات أمتنا من الثروات الحيوانية والزراعية ، ومختلف الصناعات التي بدورها ستوفر كل احتياجات الأمة ، وتقضي على الفقر والبطالة الجاثمين على صدر الأمة منذ عقود ..
فيحيي الله بالغيث الزرع في كل المواسم ، وتحيا النفوس ، وتتفجَّر المواهب بالإنتاج والإبداع والاختراع ، فيعم الأمة الخير الدائم ..
وكفى بالقرآن حجة قوية تقطع شك كل واهم.. فانظروا إلى أهل الكهف والرقيم وهم بعد 300 عام يلتزمون المقاطعة بقول الله -سبحانه وتعالى- عنهم : [ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْـمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامَاً ] ومقصدهم من ذلك ألَّا يكون الطعام من الأعداء ، فهم لا يزالون على المقاطعة .
وانظر إلى ما أمر الله به سيدنا رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله - والمؤمنين بمقاطعة "كلمة" بقوله تعالى : [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا ] .
وهذا غاندي الثائر الذي قال : "علمني الحسين كيف ينتصر الدم على السيف"
فلم ينتصر على البريطانيين إلا بعد أن استخدم سلاح المقاطعة لكل بضائعهم وكافة منتجاتهم.
وإن شاء الله إنَّا بالقرآن مهتدون ، وبأنبياء الله وأوليائه مقتدون ، ولأعلام الهدى سامعون ومستجيبون ، ولبضائع الأعداء الغزاة مقاطعون ، وبأيدينا لحاجاتنا منتجون ، ولأرضنا زارعون ، وعلى الله متوكلون ، وإنَّا بعون الله وبفضله لقادرون ، وليخسأ الخاسئون ، وإنّا لنحن الغالبون ، والحمد لله رب العالمين .