أخبار وتقارير

الرسول .. المربي والمعلم

الرسول .. المربي والمعلم

تتجلى بوضوح في حركة النبي محمد عظمة وقوة الرسالة الإلهية وقدرتها على التغيير ومواجهة التحديات, وإذا أرادت الأمة اليوم تغيير واقعها وتصحيح وضعها

فذلك مرتبط بعودتها الجادة الواعية إلى مبادئ وقيم وأخلاق هذه الرسالة, وإلى الرسول (صلى الله عليه وآله) قدوة تقتدي به وقائداً وأسوة والتعرف عليه وعلى مسيرته العملية وحركته بالرسالة الإلهية التي هي رحمة من الله للعالمين, وبالتمسك بها تحظى الأمة من الله بالنصر والعون والتأييد وتستعيد دورها الحضاري بين الأمم مقيمة للعدل متخلصة من هيمنة الطغاة والظالمين.. رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يبني المسجد كمنطلق لتربية الامة ورسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عندما وصل إلى المدينة - بنى المسجد، لكن ما بنى المسجد ليجلس في الزاوية، بنى المسجد كقاعدة عسكرية، قاعدة للجهاد، بنى المسجد ليؤاخي - داخل هذا المسجد - بين أصحابه، بين جموع المهاجرين والأنصار، بنى المسجد ليكون منطلقا ليوحد بين الأمة، بنى المسجد لينطلق منه لمقارعة الظلم والطغيان ليوحي للأمة أن المساجد لها أهميتها، لها قيمتها، لكن لا يجوز أن تتحول إلى دار عجزة، لا يجوز أن تتحول إلى [مَكَاسِل، مَكْسَلة]، لا يجوز أن تتحول إلى منابر تجمِّد المسلمين. فكان مسجده أشبه شيء بثكنة عسكرية، قاعدة عسكرية، كان منبره صوت يهز الكفر، يهز الطغيان، يهز الظلم، هكذا فهم هو الاعتصام بالله سبحانه وتعالى.
ربى الامة على الاستقلال وكيف تكون لتقف على قدميها فالله سبحانه وتعالى أراد أن يعلمنا بأن دينه يستطيع أن يجعلنا أمة مستقلة، تقف على قدميها، عزيزة، رافعة رأسها، تقهر الأمم الأخرى، ما الذي يحصل الآن؟ أليس كل العرب يتجهون إلى أمريكا لتفكهم من إسرائيل؟ ولو أن أمريكا هي المحتلة وإسرائيل هناك للجئوا إلى إسرائيل تفكهم عن أمريكا! يلجأون إلى أمريكا وروسيا راعيتا السلام أن تفك فيهم من إسرائيل.. النظرة القاصرة التي أراد الله أن يمسحها من أذهان العرب - لو تربوا على دينه، لو تربوا على نهج نبيه (صلوات الله عليه وعلى آله), لو عرفوا سيرته وهو في جهاده من بدر إلى آخر غزوة لم يلجأ إلى طرف آخر، لم يلجأ إلى الفرس، أو يلجأ إلى الروم، وهما القوتان التي كانت تمثل القوى العظمى في العالم في ذلك العصر لم يلجأ إلى الفرس ليساعدوه ضد الروم، ولا إلى الروم ليساعدوه ضد الفرس، ولا إلى الفرس ليساعدوه على قريش، ولا إلى الروم ليساعدوه على قريش، ربى الأمة تربية توحي لها بأن في استطاعتها أن تقف على قدميها وتقارع الأمم الأخرى وكان أبرز مثال على هذا ما عمله هو في ترتيبات [غزوة تبوك]؛ لأنه كان رجلاً قرآنياً (صلوات الله عليه وعلى آله) يتحرك بحركة القرآن، ويعرف ماذا يريد القرآن أن يصل بالأمة إليه في مناهجه التربوية وهو يربي نفوسهم كيف تكون كبيرة، كيف تكون معتزة بما بين يديها من هذا الدين العظيم فلا تحتاج إلى أي قوى أخرى.
هو كان شخصاً حكيماً وقديراً ذكياً فاهماً، قائداً على أعلى مستوى للقيادة فعلاً، حتى أن الغربيين عندما حللوا شخصيته ومواقفه اعتبروه أنه أعظم قائد في التاريخ كما يحكى أنهم فعلاً اعتبروا أنجح وأعظم قائد في التاريخ محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)..  وكيف كان على الرغم من كفاءته العالية يتوكل على الله {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}(آل عمران: من الآية159).
لاحظ أليس هذا مبدأ هام جداً؟ مبدأ هام جداً أنه حتى لو كنا في حالة معاناة شديدة لن نستعين بأطراف أخرى على الإطلاق, يجب أن تتحرك نحن, نحن, كما عمل في تبوك, كما عمل في تبوك ربى المسلمين على استشعار المسئولية وعلى المبادرة والمسارعة
فالقرآن الكريم جعله الله نوراً للمؤمنين، نوراً للمسلمين يهتدون به قبل أن تهجم عليهم الظُّلْمة، يتحركون هم على أساسه قبل أن يهجم عليهم العدو إلى عُقرِ ديارهم، سواء بفساده، أو أن يصل بقدمه وبنفسه، ألم يتحرك الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) هو في غزوة [تبوك] ليهاجم هو، وعلى مسافة طويلة جداً من المدينة نحو (750 كم) إلى تبوك ليواجه دولة عظمى في ذلك الزمن هي دولة الرومان.
أراد أن يقول لأمته: إن من ينتظرون، ويصمتون هم من سيكونون أذلاء إذا ما هجم عليهم العدو، هم من سيكونون معرّضِين لأن يُفتنوا عن دينهم، ولأن يتنازلوا ببساطة عن دينهم إذا ما هجم عليهم العدو إلى داخل ديارهم، الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ربّى المسلمين على الاهتمام، ربّى المسلمين على المبادرة، ربى المسلمين على استشعار المسؤولية، على أن تكون لديهم روح وثّابة داخل كل شخص منهم، روح جهادية روح تستشعر المسؤولية فتنطلق، لا تنتظر الأعداء وإن كانوا كباراً، وإن كانوا يمتلكون مختلف وسائل القوة، لا ينتظرونهم حتى يهجموا عليهم.
حرك المجتمعات ورفع معنوياتهم واستوعب الكل فالإسلام يستوعب الأقوياء من أول يوم، يستوعب الذين بعدهم، يستوعب الذين بعدهم، يستوعب الذين بعدهم، يستوعب الكل، ولهذا يأتي بخطاب: يا أيها الذين آمنوا، أليس يا أيها الذين آمنوا؟ لأن كل مؤمن يستطيع أن يشتغل، وكل مؤمن هو مدعوّ إلى ميدان يتسع له مع الآخرين كيفما كانت وضعيتهم، من ناحية التركيبة الإجتماعية، أو باعتبار البيئة الحاصلة، باعتبار الوضعية الحاصلة، لاحظ كان رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، هكذا، يحرك المجتمع، نفس المجتمع، ذلك المجتمع على ما هو عليه، لا يوجد عنده فكرة أنه أولاً يدرسهم، يدرسهم، يدرسهم، يحميِّه، يحميِّه، يحميِّه، وفي الأخير يفلته. لا، ناس يسلمون وقال: هيا يسرح معهم، يسرح معهم، يسلم أول يوم، وثاني يوم يسرح معهم، ولأن الله يتدخل في بناء النفوس، هذه القضية أساسية، يرفع معنويات الناس، يشد قلوبهم، يربط على قلوبهم، ينير أفكارهم فيصبح الذين كانوا يرون أنفسهم أغبياء في الأخير يصلون إلى أن قد عندهم قدرة، عندهم قدرة في إدراك الأشياء، في فهم الأشياء، في تحليل الأشياء، رؤية الأشياء، وهكذا.. لهذا أنها تعتبر معجزة للإسلام نجاح رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، تعتبر معجزة في حد ذاتها، لاحظ عندما تتأمل القرآن كم فيه من أعداء يتحدث عنهم، أعداء صناديد، وأعداء مكارين، وأعداء متآمرين، من مشركين، من كل الفئات: مشركين، ويهود، ونصارى، ومنافقين، ومع هذا اجتاز الكل، ألم يكتسح الكل؟ وصدَّر ما كان يعمل هؤلاء؛ ليبين لك بأنه هكذا الدين يعلو فعلاً، يعلو إذا هناك من يتحرك على أساسه، ألم يصدر في القرآن ماذا كان يقول الآخرون، أصحاب الدعايات، والمتآمرين، كلها صدرها هنا؛ لترى بأنه فعلاً معجزة أنه خرج من بين هؤلاء، واكتسحها، وهمش كل هذه الفئات: اليهود، والنصارى، والمشركين، والمنافقين، {وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ}.
الاسلام يربي رجالاً وينتج أبطالاً أعزاء كما كان عزيزاً والإسلام - يربي رجالاً يحملون الحديد فيذودون به عن هدى الله, فيواجهون به الطغاة, ويواجهون بالحديد المستكبرين, ويواجهون بالحديد الطامعين الذين يريدون أن يطفئوا دين الله، إن دين الله يربي رجالاً, ينتج رجالاً, ينتج أبطالاً يخلعون ثوب الذل, وكذلك يكونون بعيداً عن السكينة المسكنة والهوان والإذلال والتعاسة, رجالاً أعزاء بعزة الله العزيز, وبعزة رسوله العزيز, وبعزة القرآن العزيز, أنزل الله الحديد ليكون أبناء الإسلام, أمة محمد, أتباع محمد رجالاً يحملون الحديد فيدافعون بالحديد عن أنفسهم, وبالحديد الذي حمله رسول الله درعاً, وبالحديد الذي حمله رسول الله سيفاً, وبالحديد الذي حمله رسول الله سهماً, تحرك رسول الله كأعظم قائد عسكري وبطل ورجل عظيم ليقارع الطغيان, ليقارع المنكر, واجه اليهود وهزمهم, وواجه مشركي العرب وطغاة العرب, والمفسدين من العرب وهزمهم, وواجه أيضاً النصارى بكل إمكانياتهم العسكرية وانتصر عليهم.. يجب أن يكون هذا الانتماء انتماء العمل, انتماء الإتباع, انتماء التمسك, أن نكون كما يريده محمد منا, محمد رسول الله يريد لنا أن نكون أعزاء كما كان عزيزاً, وكما الله عزيز {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}(المنافقون:من الآية 8) وللمؤمنين, يريد لنا أن نكون مجاهدين, أن نكون رجالاً في مواجهة أعدائنا, ألا نبقى أمة ذليلة يقتلها أعداؤها يومياً, يستبيحون دماءها ويستبيحون كرامتها, أما من لا يتبع محمد, ولا يتمسك بمحمد, لا يسير على درب محمد, ولا يتمسك بتعاليم محمد فهو من يتبرأ منه محمد ويلعنه محمد.
الرسول مهمته هي للناس معلماً ومربياً والله جل شأنه يقول: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}(الجمعة: 2-4) حينما بعث الله فينا نحن الأميين, نحن العرب, حينما بعث الله فينا ومنا محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) رسولاً له مهمة كلفه الله بها, منوطة بنا هي لنا, رسول لنا لخدمتنا, يعمل من أجلنا, كلما لديه, كلما يقدمه لنا ومن أجلنا, يتلو عليهم آياته, آيات الله التي تمنحنا الوعي, وتمنحنا البصيرة, فلا يستطيع أحد أن يضلنا, ولا يستطيع أحد أن يخدعنا, ولا يتمكن أحد من إفسادنا طالما تحلينا بذلك الوعي وهاتيك البصيرة {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ} ونحن محتاجون إلى الزكاء, الإنسان يحتاج إلى زكاء نفسه كي يكون من الأبرار, وعنصراً صالحاً في الدنيا, يقوم بدور عظيم يترتب عليه فلاحه وخيره وفوزه في الدنيا والآخرة.. {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} وأيضاً معلماً, رسول الله من مهامه تجاهنا - أيها الإخوة - أن يكون معلماً لنا, يعلمنا كتاب الله الحكيم, كتاب الله الكريم, كتاب الله الذي يتضمن التعاليم العظيمة, التي إن أخذنا بها نسعد في الدنيا والآخرة ونسلم من عذاب الله في الدنيا والآخرة, ونعيش في عزة وسعادة ويكون مصيرنا إلى خير في الآخرة أيضاً, معلم, معلم, يعلم كتاب الله, ويعلم هذه الأمة الحكمة لتكون أمة حكيمة, حكيمة في مواقفها, حكيمة في سلوكها, حكيمة في أعمالها, حكيمة في إدارة شؤون حياتها, حكيمة في مواجهتها مع أعدائها, تصرفاتها حكيمة, ومواقفها حكيمة, وأعمالها حكيمة..
هذا هو الرسول, وهذا هو مشروعه للأمة أولها ولاحقها, سابقها وآخرها, رسول الله هو لهذه المهمة؛ لأن يكون لنا معلماً لنا, مربياً لنا, قائداً لنا, مصلحاً لنا, يحل مشاكلنا, يزكي أنفسنا, يقودنا إلى حيث الخير, إلى حيث الرشاد, إلى حيث العزة, إلى حيث المجد, إلى حيث الفلاح, إلى السعادة, يشدنا نحو الله, ويصلنا بالله بما يكسبنا رضوان الله, وتوفيق الله, وعون الله, ونصر الله, رسول يتكفل بهذه المهمة لهذه الأمة, السابقين منهم واللاحقين {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} إذاً هذا يمثل فضلاً من الله علينا لنعرف هذا, رسول الله حينما بعث الله فينا رسولاً منا, هذا يعتبر فضلاً من الله علينا نحن, منة من الله علينا نحن, فحينما قال الله: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} هذا من أعظم ما أكرمنا الله به أن يجعل منا رسولاً, رسولاً له هذه القيم, وهذه التعاليم, وهذه المهام العظيمة
المربي والمعلم الذي يعمل على تربية الأمة، على تزكية النفوس، على تعليم هذه الأمة الكتاب والحكمة، يقول الله جل شأنه: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}(الجمعة: 2-3)، هكذا أراد الله لنبيه، وهكذا هي مهمته، وعلى أساس أن يكون ارتباط هذه الأمة الارتباط الذي يتيح هذه الثمرة، ارتباطاً ينتج هذه النتيجة، أن ترتبط هذه الأمة بنبيها, بمنهجه, بمساعيه, بجهده وعمله كقائد وكمربي وكمعلم؛ لتزكوا النفوس وليستفيد الناس الحكمة والهداية، وإلا فلا يمكن حينما تكون الأمة مبتعدة عن نبيها وعن تعاليمه بل وجاهلة به، وجاهلة بتعاليمه، لا تستفيد لا زكاءً ولا تكسب حكمة، ولا تستفيد عزةً، ولا تصل إلى نتيجة.
بناء مجتمعاً متآلفاً موحداً متراحماً عزيزاً
أن دين الله يقدم على أساس بناء النفوس، وبناء المجتمع بناءً متآلفاً يجعل من هذا المجتمع أمة متوحدة متآلفة، بعيدة عن كل ما يثير العداوة والبغضاء فيما بينها في داخل المجتمع المسلم, المجتمع الإيماني المتربي بتربية محمد, المتمسك بنهج محمد, الآخذ بتعاليم محمد, }رحماء بينهم{, داخلهم الرحمة, الرحمة في كل أشكالها, في تعاملهم مع بعضهم البعض, في اهتمامهم ببعضهم البعض, في طريقة تعاطيهم مع قضاياهم الداخلية, الإيثار, التعاون, التكاتف, }رحماء بينهم{, لا مكان للشدة فيما بينهم, مجتمع متوحد, متكاتف, معتصم وقوي, ربى أمته على أساس العزة ومفاهيم العزة، ألاَّ يكون لديها القابلية للإذلال والقهر والاستعباد أن هذه الطريق التي هي طريق القرآن، وطريق محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) نبياً معلماً مرشداً نتبعه نقتدي به نسير على أساس حركته ونهجه، شيء لن نقبل من أحد أن يبعدنا عنه أبداً، أبداً مهما حاولوا ومهما عملوا على أساس أنّا أمة تسير على أساس القرآن وتنتمي إلى القرآن وتنتمي إلى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله), من هذا المنطلق نفسه، من منطلق القرآن، ومن منطلق الرسول، ومن عزة الإسلام.
بنى المسجد ليؤاخي - داخل هذا المسجد - بين أصحابه، بين جموع المهاجرين والأنصار، بنى المسجد ليكون منطلقا ليوحد بين الأمة، بنى المسجد لينطلق منه لمقارعة الظلم والطغيان.
نستذكر من  هذه الذكرى  أعظم ما أتى به(صلوات الله عليه وعلى آله) هو الحث على الإحسان وبناء مجتمع مسلم متكافل متعاون يرحم بعضه بعضا، والتواصي بالرحمة والمرحمة في القرآن الكريم من أهم المسائل التي ركز عليها القرآن الكريم والإحسان إلى الفئات المحتاجة، من اليتامى من المساكين، من الفقراء، كل الفئات المتضررة والمعانية من أكثر ما أوصى به الله سبحانه وتعالى وأمر به وحث عليه ورغَّب فيه ووعد فيه بالأجر الكبير.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا