أخبار وتقارير

دلالات ورسائل احياء عاشوراء.. يمانيون على نهج الحسين عليه السلام

دلالات ورسائل احياء عاشوراء.. يمانيون على نهج الحسين عليه السلام

احيا أبناء الشعب اليمني ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام بفعاليات ثقافية ومسيرات جماهيرية حاشدة تعبيراً منهم عن وعيهم ومحبتهم وصدق مشاعرهم وولائهم للإمام الحسين رضي الله عنه

ولآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتأكيداً للسير على نهجه الحسيني القويم في رفض الظلم ومواجهة قوى الهيمنة والاستكبار.
ولقد تدفقت مواكب وحشود الأنصار في مختلف المحافظات من كل حدب وصوب نحو الساحات والميادين المخصصة لإحياء المناسبة لتحيي حشود الأنصار بذلك الحضور الفاعل والكبير القيم والمآثر والمبادئ التي سار عليها الامام الحسين عليه السلام ولتستمد منها عوامل القوة والثبات في مواجهة اعدائها بكل اصرار وعزيمة ولتؤكد موقفها الثابت في سبيل الحق الذي تهون من أجله التضحيات.


الهاما عملياً
نعم لقد كانت ثورة الإمام الحسين عليه السلام ثورة لإسقاط الظلم وازاحة قبضة الحاكم الظالم عن رقاب الأمة في مسيرة خلدها التاريخ بمسيرة عاشوراء التي تعتبر مواجهة بين حاكم ظالم وقائد يريد أن يثبِّت قيادة الإسلام الحقة عبر مقارعة تاريخية مع الظالمين واجهها بعزة وبقوة عزيمة ورسوخ إرادة متوكلاً على الله لتصبح ثورته العظيمة في وجه الظالمين الهاما عمليّا للمسلمين على مرّ التاريخ.
وكيف لا نستلهم من مناسبة عظيمة تحيي فينا روحية المنهجية العظيمة للإمام الحسين عليه السلام الذي فتح باستشهاده مدرسة عظيمة تستقي منها الامة واجيالها المتعاقبة الدروس والعبر في كيفية حمل المشروع العظيم وما يتطلبه ذلك من تحمل للشدائد والمصاعب ومقارعة الظلم والظالمين وكيف ينبغي على المرء ان يختار لنفسه طريق السعادة مهما كانت شاقة ومرة.
فهي لم تكن ثورة في مكان وزمان معينين بل كانت على امتداد التاريخ والعالم اجمع لأنها رسمت سبيل الخلاص من الظلم وطلب العدالة والحرية واكدت على ضرورة صلاح شؤون الأمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية وعدم المساومة على الحق ورفض الباطل والزيف والفساد والضلال وكل ألوان الانحراف الأخلاقي والثقافي والاجتماعي والسياسي كما جسد الامام في ثورته الحرية بكل مفاهيمها وقيمها.
عظمة المشروع
ذكرى استشهاد أبي الأحرار الإمام الحسين رضوان الله عليه مناسبة لها دلالاتها واهميتها في استلهام الدروس والعبر من حياة وسيرة الإمام الحسين سلام الله عليه والتزود منها كونها مدرسة حقيقية تستقي منها الأجيال المتعاقبة كل معاني العز والشرف والكرامة الإنسانية التي حددها الإمام عليه السلام في قوله: "إني لم اخرج اشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً إنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم...".
ولعل من أهمّ الدروس والعبر التي نستلهمها من ذكرى استشهاد الإمام أبي عبدالله الحسين سلام الله عليه هو عظمة الاهداف والمشروع العظيم الذي حمله سيّد الشهداء سلام الله عليه وضحى بنفسه من أجل بلوغه والمتمثل في تصحيح مسار الامة على طريق الهداية.
فلقد حمل الإمام الحسين سلام الله عليه قضية الامة واستشهد من أجل أصول الدين والأحكام الشرعية والأخلاق الإسلامية ولهذا من أراد أن يكون على ولائه لسيّد الشهداء وأهدافه السامية عليه أن يسعى في الحفاظ على هذه الأهداف العظيمة التي استشهد من أجلها الإمام وأن يضعها على رأس أولوياته.
معركة المبادئ والمنطلقات
إنها لمسؤولية عظيمة تتطلب منا أن نعمل بما نعلم ونؤمن به وأن نسعى إلى الاقتراب أكثر فأكثر من أهداف وقيم سيّد الشهداء سلام الله عليه خاصة وأن المعركة التي نخوضها اليوم هي معركة المبادئ والمنطلقات التي انطلق منها الإمام الحسين في رفض الظلم وعدم الخضوع لقوى الاستكبار والطغيان.
كما انها امانة ومسؤولية في ان نحثّ الآخرين على أن ينهلوا من هذا المعين الصافي وتعريفهم بشخصية الإمام الحسين سلام الله عليه وأهدافه ومبادئه في نفس الوقت الذي نكون فيه نموذجاً في سلوكياتنا وتعاملاتنا متمثلين التعاليم القيّمة لسيّد الشهداء ونطبّقها قولاً وعملاً لنكون قدوة لغيرنا.
وأنها لمناسبة نؤكد فيها قيم الحب والولاء اليماني للاسلام وللنهج الحسيني سيظل عصياً على الخفوت او الاندثار طالما وهناك راية ومسيرة تنهج القرآن وشعباً ابى الا ان يحمل ويجسد هذا النهج فكراً وقولاً وعملاً.
حقوق الأمة والبشرية
من هنا تمثل ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) في نهضتها قيم ومبادئ حقوق الأمة والبشرية جمعاء كما ان احياء ذكرى عاشوراء ليس إثارة للعواطف والمشاعر أو اجترار للكآبة والحزن بل لنستلهم منها القيم والدروس من عاشوراء والتي من ابرزها:-
- بقاء الدين حيث جاهد الإمام الحسين وأصحابه من أجل بقاء الدين وقيم الإسلام وليس من أجل أطماع وأغراض دنيوية يقول الإمام الحسين في سبب خروجه وحركته: «إني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر».
- تحمل المسؤولية حيث كان بإمكان الإمام الحسين أن يبقى في داره وفي مسجد جدّه كما أشار عليه كثيرون وكما فعل آخرون لكنّه أبى إلاَّ أن يتحمّل مسؤوليته الشرعية والاجتماعية يقول: «وأنا أحق من غيّر».
- مراعاة حقوق الناس حيث أمر الإمام الحسين مناديًا ينادي بين أصحابه: «لا يقتل معنا رجل وعليه دين» فقام إليه رجل من أصحابه فقال له: «إن عَلَيَّ دينًا وقد ضمنته زوجتي» فقال: «وما ضمان امرأة؟» بمعنى انه ليست لها إمكانات مادية عادة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا