الأخبار

مراوغة المبعوث الأمريكي لليمن وحسابات المواجهة المرتقبة

 

التحليل من كتاب الحرب النفسية وسائلها واساليبها الملتوية لمؤلف العميد القاضي د \ حسن حسين الرصابي

مراوغة المبعوث الأمريكي لليمن وحسابات المواجهة المرتقبة

تناقلت وكالات الأنباء المختلفة تحركات ونشاطات المبعوث الامريكي إلى اليمن وجولته المكوكية لدول وانظمة الخليج العربي .

وفي محتوى الخبر ان أمريكا تسعى إلى بناء هدنة كبيرة في اليمن هكذا وردت المعلومات وليس بناء سلام .. هذا المعلن في مفهوم المبعوث الأمريكي الذي يبدو انه ينظر إلى ارساء عملية سلام مستدامة في اليمن والمنطقة مطلباً ترفياً وطلباً فائض موقف لا تحتمله هذه الادارة الأمريكية حتى تخلط اوراق عديدة وحتى تتسع المساحة لاستيعاب مجالات المصلحة الأمريكية من تصاعد احداث وتعدد مواقف واتساع الخرق على الراتق .. هي إذاً سياسة أمريكية تعمل على الاستفادة القصوى من مختلف الأحداث ومن تجليات وتعدد المواقف حتى وان تصاعد منها شرر الخلافات الحادة وتضاف هذه الجولة المكوكية إلى سابقاتها .. بدءاً من الرياض ووصولاً الى مسقط مروراً بأبو طبي .. وكلها جولة دبلوماسية برتوكوليه خاضعة للأخذ والرد في ذات القضايا دون حسم أو مناقشة المسائل في عمقها وابعادها المتعددة .. وكل ما يجري هو تكرار في تكرار واستنطاق قضايا سبق أن تم بحثها والأمر كله ينحصر في من يقدم تنازلات ومن يحقق لغيره قضايا ظلت معلقة من جولات سابقة جرت .. ولا يسود أي تفاؤل عندما تأتي التحركات من أمريكا ورموزها وهي تحركات لا تخلو من شبهة ولا تقل عن ممارسات ومراوغات لا طائل منها إذ يفهم منهم جميعاً أن هناك احتيالاً سياسياً يجري تخريجه في إطار ما تريده أمريكا وما تسعى إليه فقط , لان عملية السلام الدائم لا يتوافق مع حساباتها الخفية ولا تحرص على انجازه , وتكتفي بذر الرماد على العيون بتحركات بهلوانية لا جدوى حقيقية منها ؟!

ونحن لسنا على اتفاق مع تلك الدعوات الطائشة والمشرعة التي بدأت تتعالى بشأن تسرب تسلل أفراد من وحدات عسكرية أمريكية إلى بعض مناطق اليمن المحتلة وإلى مقربة من باب المندب .. دعوات توريط أكثر منها دعوات صادقة مع ان اجراءات التصدي لمثل هذا التدخل الأمريكي قد جرى اتخاذها بحسب تصريحات معلنة من وزير الدفاع اللواء محمد ناصر العاطفي الذي أكد الاستعداد الكامل والجاهزية القتالية العالية للتعامل مع هكذا تطورات عسكرية خطيرة .. ودون شك ان الدوائر الاستخبارية العسكرية والاستراتيجية تتدارس كل التصريحات وكل المواقف .. وربما الامور مرشحة لمزيد من الاحتقان والتشدد وقد تنفلت المواقف من عقالها ونشهد صراعاً محتدماً في هذه المنطقة إذ لا يمكن أن تقبل القيادة في صنعاء مثل هدا التدخل الأمريكي والانحشار الأجنبي في البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب لان فيه مساس واضح بالسيادة الوطنية وفيه مقاربة ذات ابعاد سياسية خطيرة على اليمن وقيادتها وأمنها واستقرارها ..

وينظر المراقبون الى تحركات المبعوث الأمريكي إلى اليمن والى دول الخليج في اعلان أمريكي لتحريك ورقة الهدنة انها لا تتوافق كثيراً مع التحركات العسكرية المباشرة وتحسب كمراوغة سياسية لتغطية تحركاتها الحربية والقتالية والأمنية والمخابراتية وكذا كواحدة من أوراق الانتخابات الامريكية القادمة لهذه الإدارة التي يطغى عليها الكثير من الفشل والخيبات التي ملأت المشهد السياسي والدبلوماسي الأمريكي 

أمريكا في هذه المرحلة كشفت عن وجه أشد قبحاً واشد وقاحةً في سياساتها وفي مواقفها .. وفي التدابير التي تتخذها إزاء التطورات التي هي من صناعتها ومن صياغة احداثها , وفي المجمل أن الادارة الأمريكية بقيادة بايدن تعاني أشد المعاناة من هشاشة واضحة من سيا سات هشة في منطقة الشرق الأوسط وهي اليوم بحاجة إلى استعادة بعض هيبتها المهدرة ومواقفها المهزوزة في أهم منطقة في العالم وأهم ممر ملاحي دولي .

تقييمات
(4)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا