الأخبار

الوقت لم يعد متاحاً لأحادية القيادة الأمريكية

التحليل من كتاب الحرب النفسية وسائلها واساليبها الملتوية لمؤلفه العميد الدكتور حسن حسين الرصابي.

 الوقت لم يعد متاحاً لأحادية القيادة الأمريكية

في فترة سابقة أنبرى المتعصبون للإمبراطورية الامريكية يبشرون بأحادية السيطرة الأمريكية على العالم وعلى المجتمع الدولي .. حتى ظننا أن هذا القرن قرن أمريكي بامتياز لكن جرت مياه كثيرة تحت الجسور واستجدت قضايا وتبين ان البعبع الامريكي خيال من قش لا يهش ولا ينش واتضح إن الدور الأمريكي ينسحب إلى الداخل وان أمريكا بالكاد قادرة على أن تسند طولها في عالم متغير وعاصف .. واتضح ان الساحة العربية والمنطقة السياسية العربية تشهد انكماشاً واضحاً للدور الامريكي الذي اصبح هلامياً ولم يعد له ذلك الأثر الذي كان يحدثه .. وكانت تجند له الطاقات الكبيرة ويسند إلى آليه فاعلة كانت تحرص على أن يكون للدور الأمريكي حضور وأثر وقابلية لدى الآخرين .

وفي هذا المضمار تشير صحيفة الجارديان البريطانية على لسان كاتبها سايمون تيسدال الى ان عصر الولايات المتحدة الامريكية ولى كما ولت من قبله الامبراطورية البريطانية .. ولم يكتف سايمون تيسدال بهذه العبارات الصادمة حول أفول الدور الأمريكي وتعرض الامبراطورية الامريكية الى بداية انهيارات متوقعة إذ يؤكد ان الاوضاع التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والعالم تشير إلى ترجع نفوذ أمريكا في العالم ويضيف : ان عصر القوة المهيمنة في العالم اقترب من نهايته ..

وهذه التأكيدات البريطانية ومن صحيفة بريطانية تعتبر من الصف الأول في التأثير وفي التعبير عن المزاج الغربي العام وتحديداً المزاج البريطاني .. هذه التأكيدات أقوى رسالة ميزت الواقع الجيوسياسي في العالم وفي المنطقة العربية .. وربما هذا الذي قاد الى اطلاق المراقبين توقعات توضح ان النفوذ الامريكي في الشرق الأوسط في السنوات المقبلة ربما سيؤدي ويقود إلى طغيان جهود اعادة تشكيل الخارطة الجيوسياسية للمنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط ..

هذه حقائق السياسة .. ومرتكزات النشاط الجيوسياسية للعديد من القوى الاقليمية الصاعدة أو للقوى الدولية التي تمتلك زخم الانشطة الاقتصادية المتدفقة , وهي ذات فاعلية مؤثرة جعلت أمريكا تقف امام أسئلة ملحة ومصيرية .. وقد كشفت هزال وهشاشة الإمبراطورية الأمريكية التي تشهد آلياتها وأدواتها تآكلاً واضحاً وفيما الرداء الأمريكي يتعرض للانكماش الواضح .. وهذا سوف يقود إلى تطورات عديدة في نطاقات اقليمية ودولية ربما لن تكون في مصلحة أمريكا أو في مصلحة دول الغرب التي تقودها أمريكا وسبق أن ورطتها في حرب مفتوحة مع الروس عبر الحصان الخاسر أوكرانيا التي نقلت الأزمة العميقة للرأس مالية إلى أوروبا ومفاصلها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ..

والواقع أن الامبراطورية الامريكية في الوقت الراهن لا تعيش امجادها التي كانت تمني نفسها بها .. وكان منظروها يؤكدون في العديد من نظرياتهم ان هذا القرن قرن أمريكي بامتياز .. لكن الذي جرى أن القرن الحادي والعشرين تحول إلى وبال والى ويلات امام أمريكا .. بدءاً من ازمة الرهن العقاري ووصولاً اليوم إلى أزمة الطاقة الخانقة .. وازمة التمرد الإقليمي على أمريكا وضربت النظرية الأمريكية في مقتل ولم تعد أمريكا احادية القطب , بل تعددت الأقطاب وتعدد النفوذ بكل صوره الاقتصادية والجيوسياسية , بل والعسكرية ورغم التفوق العسكري الأمريكي المهول لكنه ظل قاصراً ولم يحقق لأمريكا الابعاد السياسية التي كانت ترتجيها ..

وقد استطاعت الصين مؤخراً أن تمارس على واشنطن ضغوطاً اقتصادية عاصفة من خلال صناعة الليثيوم ووصولاً الى صناعة اشباه المواصلات .. وفي قادمات السنوات المنظورة سيكون على أمريكا ونظامها الرأسمالي المتوحش أن يواجه اشكالياته العديدة .. هذا النظام الذي اصبح يعاني من الكساح السياسي .. وأصبح في مرمى الاتهامات حتى من اقرب خلفائه الذين يرون في واشنطن مصدر توريط وذروة الاطماع التي لم تترك لحلفائها حتى متنفساً اقتصادياً جراء وقوع العالم أجمع في الأزمة الخانقة للطاقة وامن الطاقة . . ولم تحرك واشنطن أي جهد , بل تركت اوروبا لتحدياتها ولأزمتها في الطاقة .

تقييمات
(1)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا