الأخبار

الروس أين يقفون وماذا ينتظرون ؟!!

التحليل من كتاب الحرب النفسية وسائلها واساليبها الملتوية لمؤلفه العميد الدكتور حسن حسين الرصابي

الروس أين يقفون وماذا ينتظرون ؟!!

ما شهدته وتشهده منطقة الشرق الاوسط من تفاعلات ومن مستجدات كفيلة بان توضح ان هذه المنطقة ضالعة في استقبال هياكل وبنى ومعطيات تحتم على القوى الدولية ان تكون مواكبة ومستوعبة لهذه المستجدات وقادرة على التماهي مع مفاعيل النفوذ الحقيقي القائم على حقائق القوة الاقتصادية وعلى القدرة على مواكبة سياسات النهوض والشراكة القائمة على المغالطات والاحتيال المعتادة التي برعت كثير فيها قوى النفوذ الأمريكية الصهيونية الغربية .. وفي هذا الراهن المعاش الامريكان واقعون في مأزق تحديد أهداف تواجدها في الشرق الأوسط كون الدولة العميقة في الادارات الامريكية اعتادت على أن تنشغل بمختلف القضايا والتفاصيل حسب اعتيادها .. لكن واقع الحال يؤكد ان الأمريكان يفتقرون للإمكانيات والموارد بعد الأزمات العديدة التي تقع فيها الرأسمالية الأمريكية المتوحشة وهي ازمات بنوية وجوهرية جراء عدم قدرتها على فرض كامل سيطرتها المالية والاقتصادية  في أكثر من مستوى بدءا من المستوى الاقليمي إلى المستوى الدولي.. وواضح ان الروس والصينيين ومن تحالف معهما قد تمكنا من إحداث هزات عديدة في المنظومة الاقتصادية الرأسمالية الأمريكية والغربية عموماً .. ومن المؤكد ان النفوذ الاقتصادي والتجاري الصيني قد أحدث اضطراباً في النهج والتوجه وفي البنى الرأسمالية الغربية أوربية وأمريكية من خلال تكافؤ الفرص واحترام ارادات الأخر وليس الاستعلاء عليه والتمادي في إذلاله كما يفعل ذلك الامريكان والصهاينة ..

يضاف إلى هذه الضغوط التي تعاني منها الادارة الامريكية تتنامى ضغوط روسيا على واشنطن التي لا ترى ضرورة أن يبقى الدولار هو المعيار المالي للتعاملات التجارية البنكية وغيرها .. وهذا شجع قوى إقليمية أن يسيروا في هذه المنهجية مما يعني انتزاع اسباب النفوذ وعوامل التأثير من بين المخالب الاقتصادية الأمريكية وكشف المتارس الاقتصادية التي تختفي خلفها الادارة الامريكية الاقتصادية  .. وقد انعكست حالات التدهور الأمريكية وضعف قبضتها وسطوتها المالية والاقتصادية في العالم وفي مناطق إقليمية عديدة , وتبعت هذه الحالة من الانهيارات الامريكية    ايضاً ضعف سطوتها العسكرية في أكثر من منطقة .. وكانت منطقة الشرق الأوسط أكثر المناطق التي اهتزت فيها كثيراً القوة الأمريكية .. ولعل أكبر المخاوف التي شغلت بها الإدارة الامريكية بما يجري في اليمن وتحديداً محاولة الرياض الافلات من السطوة الأمريكية , وبناء خطوات وتدابير تضمن الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة العربية وتجفيف مستنقعات الاحتقان والعدائية ضد اليمن بعد هذه السنوات .. مع ان هذه الخطوة السعودية لبناء اسس لسلام قادم قد أثارة ارتياب وغضب أمريكا التي لا ترى ضرورة من وجهة نظرها  في واشنطن لا نهاء الحرب العدوانية قبل أن تستكمل الرياض وعواصم خليجية خطواتها الملموسة نحو التطبيع مع الصهيونية وتل أبيب والقبول بالإملاءات الأمريكية المعتادة  .. ولهذا نرى تدخلاً امريكياً في هذا الشأن .. وأكتفت رموز أمريكا في عرقلة المسار السلمي واتجهت نحو فرض هدن هشة وابقاء الأوضاع على حالها من الاضطراب ومن تعدد مراكز القوى والسيطرة المليشاوية في اليمن .. وهو وضع يوفر لأمريكا نفوذاً عسكرياً ومخابراتيتاً في عدد من المحافظات التي تقع تحت سيطرة ما يسمى المجلس الرئاسي أو الانتقالي وها نحن اليوم نطلع على الحقائق الجديدة التي تشير إلى إنزال قوات أمريكية وبريطانية في حضرموت وفي المهرة وفي سقطرى  ..  في حين تحولت عدن الى مرتع سهل ومعتاد للمارينز الأمريكي وهذه هي الانماط السياسية والمخابراتية الامريكية والبريطانية التي ترى في اليمن مزرعتها..

ولهذا ينبغي أن تكون المتابعة والرصد والتحليل لما تقوم به أمريكا في المنطقة العربية وفي بعض مناطق اليمن التي فيها موطئ قدم للأمريكان والبريطانيين والتعامل معها كقوة استعمارية يجب مقاومتها بكل قوة. بسم الرحمن الرحيم  أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ صدق الله العظيم .

تقييمات
(1)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا