الأخبار

الجيش يحتفى  بذكرى مولد نبي الهدى

26 سبتمبرنت: علي الشراعي ..

جرت العادة ان تحتفل كل امة او شعب او دولة بمناسبة من المناسبات او حدث من الاحداث كان له الاثر في مجرى حياتها فيكون ذلك اليوم من كل عام رمزا خالدا وباختلاف الحدث يكون موقف كل امة او شعب من هذا الحدث بقدر فهمها ونضجها ووعيها وخاصة اذا كانت هذه الذكرى التي تحتفل بها تتعلق بعقيدة دينية .

الجيش يحتفى  بذكرى مولد نبي الهدى

 وإيمانا بأهمية المناسبة وعظيم الحدث بذكرى مولد نبي الهدى طالعتنا مجلة الجيش الصادرة عن دائرة التوجيه المعنوي في عددها العدد الثاني عشر - السنة الاولي يونيو 1969و العدد (61) ربيع الأول 1395 هجرية الموافق ابريل 1975م بمقال   بعنوان ( في ذكرى مولد نبي الهدي محمد صلى الله عليه وسلم ) نقتطف من ذلك  المقال  شذرات  في احياء ذكرى المولد النبوي.

العدالة الاجتماعية

ونحن في كل عام نحتفل بذكرى ميلاد الرسول محمد صلوات الله وسلامه عليه والاحتفال بذلك يعني الاحتفال بما جاء به من رسالة سماوية أخرجت البشرية من الظلمات إلى النور واستهدفت تحرير الانسان من كل انواع العبودية فجاءت بقيم روحية لتربط الانسان بالقوة الخالقة القادرة المقدرة والتي منها المبتدأ واليها المنتهى  فالفرد وحدة لا يطيق مواجهة الحياة وهو بذلك يعيش كفرد في جماعة وفي مجتمع واذا كانت النظرة ضيقة لدى الفرد في مجتمع ما قبل الاسلام في الجزيرة العربية فهو يعيش في حدود العشيرة والقبيلة وفكرة وثقافته وسلوكه ينطلق من اساس العشيرة والقبيلة فهو لها ومعها ان حقا وان باطلا لا ولاء لأمة ولا لدولة فقد جاء الاسلام بالقيم الاجتماعية لتربط الفرد بالمجتمع وتجعل ولاءه للأمة وللدولة وللنظام وبذلك استطاع ان يكون امة مثالية في تعاون جميع افرادها على بناء الحياة فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقر الحق والعدل يعتمد الفرد فيها على نفسه في كسب رزقة من عمل يده يكره البطالة فلا كرامة الا للعمل ولا احترام الا للعاملين .

ولقد ربط الاسلام بين افراد المجتمع بروابط المحبة والألفة والتعاون والتعاطف يأخذ القوى بيد الضعيف ويفيض الموسر على المعسر بدون منة ولا أذى جعل للفرد حقا وعليه واجبا . كما وضع المعايير وضبط الموازين في الحقوق وركز على الأموال بصفة خاصة من حيث مصادرها والحصول عليها والتصرف فيها والحقوق المتعلقة بها . والأموال كما نعلم هي التي تدور عليها وبها عجلة الحياة ومن طبيعة الأنسان ان يسلك كل سبيل في الحصول عليها لأنها الطاقة القادرة على مواجهة مطالب الحياة الضرورية والكمالية وهي وسيلة تحقيق الملاذ واشباع الشهوات وبالتالي وسيلة فرض السيطرة والنفوذ واستغال واستعباد الاخرين . ولذلك فقد كان الترف من اسباب دفع المترفين إلى معارضة الرسل والتصدي لكل دعوات الاصلاح لأن من اهم دعوات الرسل هو تحقيق العدالة الاجتماعية ومقاومة الفساد الاجتماعي الناتج عن استغلال الانسان لأخيه الإنسان ووجود تفاوت اجتماعي اساسه الظلم والكبت والقهر وسلب حقوق الاخرين ولقد كان القرآن الكريم واضحا وصريحا في كشف الداء ومواقع العلل فبين بجلاء واضح ان المترفين هم الذين وقفوا موقف العداء الصريح والمسلح ايضا ضد الرسالات السماوية وكل دعوات الاصلاح قال تعالى : ( وما ارسلنا في قرية من نذير الا قال مترفوها انا بما ارسلتم به كافرون ) .

منطق الطغيان

وباستعراض كثير من مواقف الأنبياء مع الامم التي ارسلوا اليها نجد دعوتهم تبدأ بصورة معارضة للأوضاع الفاسدة وابدالها بأوضاع صالحة تعيد للإنسان انسانيته وتحقق له حياه تليق به كانسان كرمه الله ثم يتطور الصراع بين الحق والباطل الحق الذى جاء به الرسل لخير الانسانية والباطل الذى يتمسك به الطغاة والمستبدون وقد يكون هينا على الذين استمروا في الفساد ان يقبلوا بعض ما يجئ به المصلحون وفيما لم يمس من اموالهم ويقترب من ثرائهم ويحول بينهم وبين استغلال الأخرين والسيطرة عليهم فليسوا على استعداد للمساومة فيه. وقد نجد منطق الطغيان تكررا على اختلاف الإزمان فأن الطغاة والمستبدين يستغلون جهل الشعوب ويزينون لها ان ماهي فيه من حالة بؤس وشقاء وتخلف ومسكنة واذلال وما ترزح تحته من نيران العبودية والاستغلال هو الدين الذى يجب الحفاظ عليه والدفاع عنه وان الذي يدعو لتغيير الاوضاع الظالمة الجائرة انما يريد القضاء على الدين والقيم والاخلاق والتقاليد وهذا منطق فرعون كما يتحدث بع القرآن الكريم : ( اني اخاف أن يبدل دينكم او أن يظهر في الأرض الفساد ) وهذا هو منطق الطغيان السياسي والطغيان الاقتصادي في كل زمان ومكان .

 

تحرير الإنسان

واذا كنا نحتفل في هذه الايام بذكرى ميلاد الرسول صلوات الله عليه وسلامه فانه من المؤسف ان نسمع في هذه المناسبة كثيرا من الخرافات والاساطير والتي لا اساس لها من الصحة ولا علاقة لها من قريب ولا بعيد بالرسالة التي بعث بها صاحب هذه الذكرى ان لم تكن من الأسباب التي عملت على تثبيط همم المسلمين وجعلتهم يعتقدون صحتها وهذا هو هدف من اهداف اعداء الرسالة السماوية ليصرفوا الناس عن فهم الرسالة التي جاءت لتحرير الانسان من الذل والخوف والظلم والجور والجوع والفاقة وبعثت روح التمرد على الكهانة والدجل وسلحته بالعقل والمعرفة ليؤدب الظالمين ويطهر ارضه من المستعمرين والطغاة المستبدين الذين يعيثون بكرامة الشعوب وينهبون خيراتها ويستعبدون ابناءها.

فما احوجنا ونحن نحتفل بهذه الذكرى ان نوضح للشعوب اهداف هذه الرسالة وندعو لتحرير الانسان الذي يحتفل بهذه الذكرى من كل انواع العبودية ونطلق اسر عقله اولا من سلاسل الدجل والكهانة ونطهر عقله الذي هو اساس التكليف  مما علق به من معلومات وافكار تخدم الاستعمار والاستبداد وتمكن للظلم والظالمين من البقاء والاستمرار ولنقل له ما قاله القرآن الكريم : ( ونريد ان نمن على الذين استضعفا في الأرض فنجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) صدق الله العظيم .

تقييمات
(1)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا