الأخبار

يجب استبدال الوهم بحقيقة العمل التحرري

26سبتمبرنت /احمد الزبيري

الشعوب عندما تنزلق الى الأوهام وتتصورها حقيقة يصبح الوعي الجمعي لها زائف وهذا ما ادركه من وقت مبكر الاستعمار البريطاني وبقية الفكرة ذاتها وتساير المتغيرات في تغيير الشكل والأساليب والأدوات في عملية التنفيذ.

يجب استبدال الوهم بحقيقة العمل التحرري

 وهكذا عند بدء التحضير للعدوان على اليمن بدأ جهاز الدعاية يروج انه لا خيار أمام اليمن الا التمسك بالنزعات التمزيقية لان ذلك  سيجعل من الكيانات الصغيرة مزدهرة وسريعة التطور وتعيش في رفاهية .

ولان تركيز البريطانيين بواجهتهم الإماراتية على عدن  فقد راحوا يبيعون الوهم  لأبناء هذه المدينة اليمنية (الكوسومبلتيه) وهكذا تعاملوا مع المحافظات الجنوبية  وتعز ليكون العزف على المناطقية والفدرالية الوهمية هي الأسلوب الناعم لتحقيق اجندة مخططات تحالف العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي البريطاني .

اليوم وبعد اكثر من ست سنوات على عدوان هذا التحالف الهمجي العدواني القذر يخرج أبناء من صدقوا الأكاذيب وصلوا الى حقيقة ان لاوجود لهم الا بوطن موحد لم تكن تنقصه الا الدولة القوية القادرة العادلة وهذا هو المشروع الوطني الذي كان يفترض ان يلتف حوله كل اليمنيين بعد أن انحرفت وحدة الـ22 من مايو عن المسار الذي اراده اليمنيين كبديل لما ارادته السلطة آنذاك من الوحدة الشكلية لتمزيق الشعب حتى يسهل حكمه ونهب ثرواته مع  اسيادها الإقليميين والدوليين وعلى راسهم تحالف العدوان  المتشكل أساسا من رباعية بريطانيا وامريكا واداتهما السعودية والامارات وفوق الجميع  كيان العدو الإسرائيلي .

بعد كل أعوام بيع  الوهم لم يهتدي البعض الى الحقيقة او بالاصح  لم يستعيد وعيه رغم المعاناة  الناجمة عن الاحتلال السعودي الاماراتي للمحافظات الجنوبية التي ابنائها يخرجون للمطالبة بالخدمات من حكومة لاوجود لها اصلا بدلا من ان يخرجون في ثورة عارمة شعبية ومسلحة لطرد الغزاة لانهم العلة الأولى والأخيرة لويلات ما يعيشونه .

عدن تخرج في مظاهرات تطالب بالكهرباء والمياه  والمرتبات ووقف تدهور قيمة العملة وكذا حضرموت ولحج وصولا الى تعز  وكأنهم لايدركون ان هذا كله يأتي في سياق  مخطط الاذلال لتسهل عملية السيطرة عليهم وتحقيق مآرب ومطامع تحالف العدوان التي لن تتحقق اذا لم يشغلوا الشعب بهذه المعاناة والى ان يعي تكون المخططات قد أنجزت حسب تقديرات تحالف العدوان .

هؤلاي يمكن ان نجد لهم بعض الاعذار لكن ماهي اعذار حزب الإصلاح وشركائه  وخصومه واعدائه الذين يتصارعون على كل شيء لكنهم يتفقون على وضع اليمن كله تحت الاحتلال .. يتحدثون عن سقطرى المحتلة مع الامارات وعن المهرة المحتلة مع السعودية وعن عدن الواقعة تحت حكم تحالف العدوان لكنهم سرعان ما ينسون هذا كله وينخرطون مجددا  في أي محاولة للسيطرة على مناطق جديدة في المحافظات الحرة الواقعة تحت سلطت حكومة الإنقاذ في صنعاء .

تحررت البيضاء من تحالف العدوان وادواته التكفيرية الوهابية الإرهابية نهاية عام 2019م وبقيت بعض الجيوب  والأدوات في أطرافها المحاذية للمحافظات المحتلة التي أعاد الأمريكي استخدامها كورقة لتحقيق اهداف عسكرية وسياسية وفي مقدمتها الحيلولة دون استكمال ابطال الجيش واللجان تحرير محافظة أرب وبالتالي فرض الاجندة التي يريدها الأمريكي في أي مفاوضات قادمة ومن جديد لا هذا ولا ذاك تحقق .

ما خطط له الأمريكي لأشهر فشل في 72 ساعة والاهم ان الجيش واللجان الشعبية هذه المرة لن يتركوا تلك الجيوب مجددا وهكذا كل ما أراد حلف الشيطان تحقيقه تحول الى هزيمة وانتصار للشعب اليمني وقواته المسلحة ليفتح مسارات لاستكمال تحرير كل شبر من ارض اليمن دنسها الغزاة والمحتلين .

المرحلة القادمة في حال أصر الأمريكي والبريطاني والسعودي والاماراتي على استمرار عدوانه سيكونون امام استراتيجية جديدة في مواجهة هذا العدوان الذي ستكون خسارته مدوية وما هوا ممكن اليوم لن يكون كذلك غدا .

بقي أن ابناء اليمن في المحافظات المحتلة الذين عليهم ان يغادروا اوهامهم ويدركوا ان المظاهرات والمسيرات المطلبية المنعزلة لن تحقق الا مضاعفة معاناتهم والخيار الصحيح هو تفجير انتفاضة شعبية مسلحة لطرد المستعمر وبدون ذلك سينتقلون من السيئ الى الاسواء وهذا يفترض منهم ان يكونوا جزاء من فعل وطني تحرري يجسده اليوم أبناء المحافظات الحرة وفي طليعتهم أبطال الجيش واللجان الشعبية وهذا وحده قادر على انهاء مأساة معاناتهم  ومعاناة الشعب اليمني للعام السابع على التوالي .

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا