الأخبار

دورالمنشآت الدينية باليمن في الحياة السياسية

 

26سبتمبرنت:محمد تلها

تحتوي اليمن على العديد من المنشآت الدينية التي تنوعت وظائفها وفق التنوع الثقافي والسياسي والاجتماعي للمجتمع اليمني ويعتبر الجامع الكبير بصنعاء الأساس الأول لهذه المنشآت الدينية التي تلعب دورا مهما في الجانب الديني والسياسي والاجتماعي والثقافي والتعليمي.

دورالمنشآت الدينية باليمن في الحياة السياسية

وتعد مدينة صنعاء عريقة منذ القدم وهي من الحواضر الإسلامية الأولى وعند دخول اليمن الإسلام كانت حاضرة العرب الجنوبية وعاصمتهم، واستمرت بعد ذلك مدينة إسلامية رئيسية وعاصمة حكم على مر تاريخنا الإسلامي.

كما ان مدينة صنعاء حظيت بعناية رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمارة المسجد الذي بأمره بني المسجد الأول (الجامع الكبير) على غرار مسجد (بيثرب)وكانت عمارته الأولى في السنة (6هـ/627م) في بستان باذان ما بين الصخرة الململمة وقصر غمدان ومن الجامع الكبير بصنعاء الى جامع الجند في تعز اللذان بنيا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ثم مسجد زبيد (الاشاعر) وصعدة وبداءت عملية التأسيس والتخطيط والتصميم الأساسية في عمارة المساجد التي انتشرت وعمت مدن اليمن.

ويأتي عمارة المساجد التي اتسمت بمعايير قياسية اعتمدت في تخطيطه لأداء نداء الحق تلبية لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بطواعية فما كان منه الا ان خصها بعناية ايمانا وتيمنا وخصهم بقوله الشريف (الايمان يمان والحكمة يمانية) وكان لهذا تأثير نفسي وروحي واجتماعي كبير على اليمنيين الذين اندفعوا في نشر الدعوة الإسلامية في شتى بقاع الأرض.

وهكذا جاءت عمارة المساجد الأولى في صنعاء بالجامع الكبير الذي يعد اول الاسهامات المعمارية التي اكتسبت معارف البناء والعمارة في مسار تطورها الحضاري الذي اتسم بالأبداع المعماري حتى ان اول ذكر للمنبر جاء من اليمن وكذلك هو الحال للمحراب والمصندقات الخشبية المزخرفة وكان للجامع الكبير في صنعاء الفضل في ذلك الذي عكس مستوى الابداع الهندسي والمعماري واعطى جمالا انشائيا فريدا.

وبعد دخول اليمنيين في الإسلام ازدادت وانتشرت في عموم مناطق اليمن بناء المساجد من اجل أداء وإقامة شعائر الصلاة كما، لعبت دورا مهما لتكون مراكز تعليمية وثقافية وبالتالي أصبحت مركزا للنشاط السياسي باتجاهه الرسمي كونه وسيلة اعلام مؤثر في المجتمع وكان للمساجد أدوار مهمة في حياة المجتمع من حيث العبادة والتعليم التي كانت تؤدي دور التعليم الثقافي والاجتماعي في المجتمع اليمني التي ظلت تؤدي دورها حتى ظهور المدارس الإسلامية ومن بعدها الحديثة.

كما كانت المساجد تقوم بدور النشاط السياسي والاجتماعي لتستخدم كوسيلة إعلامية لها تأثيرها السياسي الكبير في محيطها المساحي اجتماعيا، وأصبحت تلعب دور كبير في احداث عمليات التغيير وقلب الموازيين السياسية عند الشعور بالظلم والاضطهاد.

وكان الجامع الكبير بصنعاء المكان الذي يلجأ الحكام لإلقاء بيانهم السياسي الأول ومخاطبة المواطنين.

اما من حيث الجانب الاجتماعي فكان للمساجد دور رئيسي لتداول الحديث حول مختلف القضايا ومواجهتها بما في ذلك حل الخلافات والنزاعات التي تحدث بين المواطنين والعمل على معالجة الإشكاليات والخصومات وديا وبتأثير عاطفي وتتم المسامحة بينهم.

 

 

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا