قال مدير العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية العراقية اللواء سعد معن، اليوم : أن محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي جرت بثلاث طائرات مسيرة، تمكنت القوات الأمنية من إسقاط اثنتين منها.
عربية ودولية
ذكر التلفزيون العراقي الرسمي اليوم الأحد أن القوات العراقية عثرت على مقذوفات لم تنفجر على سطح منزل رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي الذي تعرض لقصف بطائرات مفخخة مسيرة في محاولة اغتيال فاشلة.
وكان المتحدث الرسمي باسم خلية الإعلام الأمني في قيادة العمليات المشتركة العراقية اللواء سعد معن أعلن اليوم أن ثلاث طائرات مسيرة استهدفت فجر اليوم منزل الكاظمي في المنطقة الخضراء.
وقال اللواء معن لتلفزيون “العراقية” إن ثلاث طائرات مسيرة شاركت في عملية استهداف منزل الكاظمي وتمكنت القوات العراقية من إسقاط اثنين منها فيما نفذت الثالثة عملية القصف وأن التحقيق جار للوصول إلى الجناة.
وقال مسؤولون اليوم الأحد إن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي نجا دون أن يصاب بأذى من محاولة اغتيال باستخدام طائرة مسيرة مسلحة في بغداد، الأمر الذي أثار التوتر بشكل كبير في البلاد بعد أسابيع من الانتخابات العامة التي تعترض جماعات مسلحة مدعومة من إيران على نتائجها.
وظهر الكاظمي في مقطع مصور نشره مكتبه اليوم الأحد وهو يرأس اجتماعا مع كبار قادة الأمن لبحث هجوم الطائرة المسيرة.
وذكر مكتب الكاظمي في بيان بعد الاجتماع أن “الاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف منزل رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة بهدف اغتياله، يعد استهدافا خطيرا للدولة العراقية”.
وقالت مصادر أمنية لرويترز إن ستة من أفراد قوة الحراسة الشخصية للكاظمي المتمركزة خارج منزله في المنطقة الخضراء أصيبوا.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن متحدث باسم وزارة الداخلية قوله إن ثلاث طائرات مسيرة استُخدمت في الهجوم، من بينها طائرتان اعترضتهما قوات الأمن وأسقطتهما بينما أصابت الطائرة المسيرة الثالثة مقر إقامة الكاظمي.
وقال متحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية إن الوضع الأمني مستقر داخل المنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة بغداد، والتي تضم مقار الحكومة والسفارات الأجنبية، بعد الهجوم.
ولم تعلن أي جماعة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم.
جاء الهجوم بعد يومين من اشتباكات عنيفة في بغداد بين قوات الحكومة وأنصار أحزاب سياسية مدعومة من إيران، ومعظمها له أجنحة مسلحة، بعدما خسرت تلك الأحزاب عشرات المقاعد في البرلمان في الانتخابات العامة التي جرت في العاشر من أكتوبر تشرين الأول.
وأمر الكاظمي بفتح تحقيق في مقتل وإصابة متظاهرين وأفراد من قوات الأمن في تلك الاشتباكات.
وندد الرئيس العراقي برهم صالح بالهجوم ووصفه بأنه “جريمة نكراء بحق العراق”. وقال في تغريدة على تويتر “لا نقبل بجر العراق إلى الفوضى والانقلاب على النظام الدستوري”.
ووصف مقتدى الصدر، الذي كان حزبه الفائز الأكبر في انتخابات الشهر الماضي، الهجوم بأنه “عمل إرهابي… استهداف واضح وصريح للعراق وشعبه، ويستهدف أمنه واستقراره وإرجاعه إلى حالة الفوضى لتسيطر عليه قوى اللادولة”.
ونددت الولايات المتحدة والسعودية وإيران بهذا الهجوم.
* أضرار بمقر إقامة رئيس الوزراء:
أظهرت صور نشرتها وكالة الأنباء العراقية ما لحق من أضرار بمقر إقامة رئيس الوزراء وسيارة دفع رباعي لحقت بها أضرار في المرأب.
وقال مسؤول أمني مطلع على ما حدث لرويترز إن قوات الأمن جمعت بقايا الطائرة المسيرة الصغيرة المحملة بالمتفجرات لفحصها.
وقال المسؤول مشترطا عدم الكشف عن هويته لأنه ليس مخولا سلطة التعليق على التفاصيل الأمنية “من السابق لأوانه الحديث عمن شن الهجوم. نحن نفحص تقارير الاستخبارات وننتظر نتائج التحقيقات الأولية قبل توجيه أصابع الاتهام إلى مرتكبيه”.
وقال الجيش العراقي في بيان إن الهجوم استهدف منزل الكاظمي وإنه بصحة جيدة. ولم يتطرق لمزيد من التفاصيل.
وقال مسؤولان حكوميان إن منزل الكاظمي تعرض لانفجار واحد على الأقل، وأكدا لرويترز أن رئيس الوزراء بخير.
وقال دبلوماسيون غربيون موجودون في المنطقة الخضراء إنهم سمعوا دوي انفجارات وإطلاق رصاص في المنطقة.
ومن جهته قال المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي اليوم الأحد إن محاولة اغتيال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي عمل جبان.
وأضاف المجلس الوزاري للأمن الوطني ، في بيان صحفي اليوم “إن الاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف الليلة الماضية منزل رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة بهدف اغتياله يعد استهدافاً خطيراً للـدولة العراقية على يد جماعات مسلحة مجرمة قرأت ضبط النفس والمهنية العالية التي تتحلى بها قواتنا الأمنية والعسكرية ضعفاً”.
وأوضح أن هذا الاستهداف هو “تجاوز على الدولة ورموزها، وتهديد صريح للقائد العام للقوات المسلحة ولقواتنا” .
وذكر :”لقد آلت قواتنا على نفسها أن تحمي أمن العراق وسيادته أمام كل من تسول له نفسه تحدي الدولة، وستقوم بواجبها الوطني في ملاحقة المعتدين ووضعهم أمام العدالة، كما فعلت خلال سنوات من الحرب على الإرهاب والانتصار عليه”.
وأكد المجلس أن “ألاجهزة الأمنية ستعمل بكل ثبات للكشف عن الجهات المتورطة في هذا الفعل الإرهابي، والقبض عليها، وتقديمها إلى المحاكمة العادلة” .
وقال “إن من يظن أن يد قواتنا لا تصل إليه فهو واهم، وليس هناك كبير أمام القانون، وليس هناك كبير على العراق”.
* تنديد أمريكي
عرضت الولايات المتحدة المساعدة في التحقيق.
وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس في بيان “هذا العمل الذي يبدو أنه إرهابي، والذي ندينه بشدة، كان موجها إلى قلب الدولة العراقية”. وأضاف “نحن على تواصل وثيق مع قوات الأمن العراقية المكلفة بالحفاظ على سيادة العراق واستقلاله وعرضنا مساعدتنا في التحقيق في هذا الهجوم”.
وندد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني عبر تويتر اليوم الأحد بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي، واصفا إياها بأنها “فتنة جديدة”.
والجماعات التي تقود الاحتجاجات وتشكو من نتيجة انتخابات أكتوبر تشرين الأول هي فصائل شديدة التسليح مدعومة من إيران فقدت الكثير من نفوذها داخل البرلمان في هذه الانتخابات. وهي تزعم حدوث مخالفات في التصويت وفرز الأصوات، وهو ما ينفيه مسؤولو الانتخابات.
وتحولت احتجاجات لأنصار أحزاب تعارض نتائج الانتخابات إلى أعمال عنف يوم الجمعة عندما رشق متظاهرون الشرطة بالحجارة بالقرب من المنطقة الخضراء، مما أسفر عن إصابة عدد من الضباط.
وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، فقتلت متظاهرا واحدا على الأقل، بحسب مصادر أمنية ومن مستشفى في بغداد.