الأخبار |

تحالف عربي يلتقي في قمة بالعراق مع أول زيارة لرئيس مصري منذ عقود

اجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في بغداد اليوم الأحد، في أول زيارة لرئيس مصري إلى العراق منذ غزو صدام حسين للكويت عام 1990.

تحالف عربي يلتقي في قمة بالعراق مع أول زيارة لرئيس مصري منذ عقود

اجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في بغداد اليوم الأحد، في أول زيارة لرئيس مصري إلى العراق منذ غزو صدام حسين للكويت عام 1990.


وأدت حرب الخليج الأولى إلى توقف العلاقات الدبلوماسية بين العراق ومصر لكن العلاقات تحسنت في السنوات الماضية مع تبادل كثيرين من كبار مسؤولي البلدين الزيارات.
وتحث الولايات المتحدة العراق على تعزيز العلاقات مع الدول العربية لمواجهة النفوذ الإيراني في البلاد. وتأتي زيارة السيسي للعراق في إطار ثالث جولة من المحادثات بين مصر والأردن والعراق حول سبل تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الدول العربية الثلاث.
وفي السنوات القليلة الماضية، وقع العراق اتفاقات تعاون في قطاعات الطاقة والصحة والتعليم مع الأردن ومصر.
وذكر بيان للرئاسة المصرية أن القادة الثلاثة ناقشوا اليوم الأحد عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك فيما يتعلق بشؤون المنطقة، ومنها المستجدات في القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي.
وأضاف البيان “أكد الرئيس أهمية تضافر جهود جميع دول الوطن العربي والشرق الأوسط لمواجهة التحديات التي تهدد المنطقة واستعادة الاستقرار بها، كما تم التوافق بين القادة الثلاثة حول أهمية العمل المكثف للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة في إطار الحفاظ على وحدة واستقلال دول المنطقة وسلامتها الإقليمية”.
وعقد الكاظمي والسيسي والملك عبد الله قمة العام الماضي في عمّان وكان من المقرر عقد قمة أخرى في بغداد في أبريل نيسان لكنها تأجلت بسبب حادث قطار في مصر خلف عشرات القتلى والجرحى.
وفي فبراير شباط، وقعت مصر 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مختلف القطاعات، بما في ذلك النفط والطرق والإسكان والتشييد والتجارة، بعدما وافق مجلس الوزراء العراقي في ديسمبر كانون الأول على تجديد عقد إمداد الهيئة المصرية العامة للبترول بإجمالي 12 مليون برميل من خام البصرة الخفيف لعام 2021.
كما يخطط العراق لإنشاء خط أنابيب يستهدف تصدير مليون برميل يوميا من الخام العراقي من مدينة البصرة في جنوب البلاد إلى ميناء العقبة الأردني على البحر الأحمر.
وقالت حفصة حلاوة، الباحثة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط، “هناك فوائد اقتصادية حقيقية تأتي من هذا “التحالف العربي” للشركاء الثلاثة لا سيما فيما يتعلق بدبلوماسية الطاقة”، مضيفة أن ثمة اعتقاد بأن تعزيز العلاقات من شأنه أن يؤدي إلى تنشيط الدور الأمريكي في المنطقة.
وتابعت قائلة “الأمل يبقى في أن بعض جوانب هذا التحالف يمكن أن تسحب العراق قليلا من فلك النفوذ الإيراني، لكن دون الاندفاع إلى أحضان أمريكا والوقوع في ثنائية العالق بين واشنطن وطهران”.
وأعلن العراق والأردن ومصر، الأحد، التوافق على ملفات أمنية وسياسية أبرزها مكافحة الإرهاب والقضية الفلسطينية وملف سد “النهضة” الإثيوبي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك لوزراء الخارجية العراقي فؤاد حسين، والمصري سامح شكري، والأردني أيمن الصفدي، في إطار القمة الثلاثية في بغداد، بثه التلفزيون الرسمي في البلاد.
وأوضح وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن المباحثات تطرقت إلى مكافحة الإرهاب في العراق وتحييد بغداد عن تداعيات الخلافات الإقليمية، وتطورات القضية الفلسطينية، وملف سد “النهضة”.
وأضاف: “موقفنا فيما يخص القضية الفلسطينية والسلام الشامل والدائم، فإنه لن يتحقق من دون نهاية الاحتلال وتلبية حقوق الشعب الفلسطيني ومنها حق إقامة الدولة وعاصمتها القدس”.
وتابع: “نؤيد بشكل مطلق مصر والسودان في موقفهم العقلاني بضرورة التوافق حول ملء وتشغيل السد الإثيوبي، والوصول إلى اتفاق ثلاثي يلبي الحقوق المشروعة للدول الثلاث”.
بدوره قال وزير الخارجية العراقي، “توافقنا بشأن العديد من الملفات الاقتصادية والسياسية والأمنية، أبرزها إعادة الإعمار والإسكان وصناعة الأدوية وغيرها”.
من جانبه أكد وزير الخارجية المصري، أن “القمة الثلاثية انطلقت من وحدة المصير التي تجمع شعوب الدول الثلاثة”، معربا عن تطلع بلاده لاستضافة قمة ثلاثية مرتقبة مع الأردن والعراق (لم يحدد موعدها).
وفي وقت سابق الأحد، وصل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى بغداد، في زيارة رسمية للمشاركة في القمة الثلاثية التي ستضم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
والقمة الحالية هي الرابعة من نوعها؛ إذ انعقدت الأولى بمصر في مارس/آذار 2019، والثانية في الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول من العام نفسه، والثالثة في الأردن في أغسطس/آب 2020.
وشكلت البلدان الثلاثة مجلساً تنسيقاً مشتركاً على ضوء نتائج القمة الأخيرة في الأردن.
وأبرمت اتفاقات اقتصادية مشتركة وأخرى ثنائية فيما بينها تتمحور في الغالب حول الطاقة والتجارة والاستثمار.
ومن جهته قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن بلاده تتطلع إلى تدشين مرحلة جديدة من التعاون البناء سواء في الإطار الثنائي أو الإطار الثلاثي المصري العراقي الأردني، والانطلاق سوياً نحو آفاق واسعة من الشراكة الاستراتيجية الممتدة تهدف بالاساس لتعزيز العمل العربي المشترك، وذلك في إطار مستدام من التكامل الاقتصادي والتعاون الاستراتيجي، خاصةً في ظل التحديات المشتركة التي تواجه الدول الثلاث.
جاء ذلك خلال إجتماع رباعي عقد في بغداد اليوم الأحد شارك فيه السيسي مع الرئيس العراقي برهم صالح، والعاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين ومصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق،بحسب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية .
من جانبه؛ أكد الرئيس العراقي إعتزازه بزيارة السيسي والتي تعد الأولى لرئيس مصري إلى العراق منذ أكثر من 30 عاماً، وعلى وعمق الروابط التي تجمع بين البلدين “الشقيقين”، وحرص بلاده على الارتقاء بالتعاون مع مصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وذلك لمصلحة الشعبين “الشقيقين”، وكحجر أساس للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي وإعادة التوازن للمنطقة، وذلك في ضوء الأهمية المحورية لمصر إقليمياً ودولياً.
كما أعرب الرئيس العراقي عن تطلع بلاده إلى الاستفادة من التجربة المصرية الناجحة في تنفيذ المشروعات التنموية والإصلاحات الاقتصادية الشاملة، وذلك في إطار الجهود الحالية لإعادة إعمار العراق، فضلاً عن الاطلاع على الجهود المصرية الحثيثة في مكافحة الإرهاب والتطرف، خاصةً من خلال زيادة التواصل والتنسيق بين المؤسسات المعنية في البلدين.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول تطورات مسارات التعاون المختلفة في إطار آلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن، حيث تم التوافق بشأن استمرار التنسيق والتشاور إزاء كافة القضايا والملفات ذات الاهتمام المتبادل، بهدف توحيد الرؤى والتحركات، ودعم العمل العربي المشترك وبذل الجهود اللازمة لصون الأمن القومي العربي.
ومن جهته جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد موقف بلاده الداعم للعراق في ترسيخ الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب.
وعبّر السيسي ، خلال جلسة مباحثات عُقدت في صالة الشرف الكبرى بمطار بغداد الدولي مع الرئيس العراقي برهم صالح ، عن سعادته بزيارة بغداد وأشاد بجهود العراق في ترسيخ الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والتطرف ومواجهة التحديات المختلفة التي واجهت البلد، حسب بيان للرئاسة العراقية.
وأكّد السيسي موقف مصر المساند والداعم للعراق، وأهمية العمل لتطوير العلاقات بين البلدين، وتعزيز التعاون الثلاثي العراقي المصري الأردني
ووصف الرئيس العراقي زيارة نظيره المصري لبغداد بأنها” خطوة مهمة وكبيرة في دعم العراق وتعزيز العلاقات الثنائية المشتركة”
وأشاد بـ “عمق وتطور العلاقة الأخوية بين البلدين والشعبين اللذين يتقاسمان وشائج وروابط تاريخية، ويحتضنان أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية في وادي الرافدين ووادي النيل.
وبحسب البيان ، جرى خلال اللقاء بحث التعاون الثلاثي القائم بين العراق ومصر والأردن والتأكيد على أهمية تعزيز مستوى التنسيق بين البلدان الثلاثة والاستفادة من التواصل الجغرافي في تنمية آفاق تعاونٍ أوسع في مجالات الاقتصاد والتجارة والتنمية، والتأسيس لمشاريع البنى التحتية ونقل الطاقة ومدّ انابيب النفط.
كما تم بحث مواصلة الجهود من أجل مواجهة التحديات القائمة في مكافحة الإرهاب والتطرف، وتداعيات وباء كورونا، والتغيّر المناخي وحماية البيئة، كما تمّ التأكيد على ضرورة مواصلة الاجتماع بشكل دوري لتنسيق المواقف وتعزيز التعاون الثلاثي.
وتناول اللقاء تطورات الأوضاع في المنطقة، والإشارة إلى الدور المحوري لجمهورية مصر العربية في المنطقة العربية والإقليمية، والتأكيد على أن العراق الآمن والمستقر صاحب السيادة والدور العربي والإقليمي هو عنصرٌ مهمٌ في ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية في كل المنطقة ، والإشارة إلى وجوب التنسيق الثلاثي المشترك في تخفيف التوترات وتعزيز الاستقرار الإقليمي وإيجاد حلول للأزمات في سورية واليمن وليبيا.
كما قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اليوم الأحد إن عقد القمة العراقية الأردنية المصرية في بغداد انعطافة تاريخية خطيرة في ظل تحديات وباء كورونا والظروف الاقتصادية الصعبة في العالم ومكافحة الإرهاب.
وأضاف الكاظمي ، في كلمة خلال افتتاح القمة :” أرحب بضيفي العراق ، الملك عبدالله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي في بغداد مدينة السلام، سعداء بكم في بغداد، هذه الزيارة هي رسالة مهمة إلى شعوبنا بأننا متعاضدون ومتكاملون من أجل العمل لخدمة شعوبنا وشعوب المنطقة” ، حسب بيان للحكومة العراقية.
وأوضح أن ” العراق مر بتجربة قاسية في مواجهة الإرهاب ونجحنا في القضاء على هذه الجماعات بالرغم من تبقي بعض الجيوب الصغيرة لهؤلاء الخوارج، خوارج العصر وعلينا العمل والتنسيق بين دولنا الثلاث لمواجهة هذه التحديات والعمل على تبديدها من أجل خدمة شعوبنا وشعوب المنطقة”.
وأكد الكاظمي أن” العمل المشترك يحتاج إلى ترصين وتوحيد المواقف كي نعمل على مسار التنمية وتطوير المنطقة وشعوبها، نرجو الاستفادة من كل الامكانيات المتاحة عن طريق التواصل الجغرافي بين الدول الثلاث فيما يخص المجالات الاقتصادية وكذلك من أجل خدمة الجانب الاجتماعي في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة”.

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا