الكويت تحيي مراسم الدشة التراثية

أبحرت صباح السبت سفينتان خشبيتان كويتيتان في رحلة تراثية يسميها الكويتيون "الدشة" على متنهما 60 شابا للغوص بمنطقة الخيران جنوب البلاد بحثا عن اللولؤ، استذكارا للنشاط الاقتصادي الرئيسي للبلاد قبل اكتشاف النفط وإحياء لهذا التراث الشعبي العريق الذي يعود إلى مئات السنين.

وتعتبر مهنة الغوص بحثا عن اللؤلؤ إحدى أكثر المهن التي برزت في المجتمع الكويتي قديما وتُقام فعالية "الدشة" برعاية من أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح وبتنظيم من النادي البحري الرياضي الكويتي، حيث تستغرق الرحلة ستة أيام وتهدف إلى تعريف الشباب بالحياة الاقتصادية لأجدادهم.
وأكد نائب مدير هيئة الرياضة بشار عبد الله لوكالة الأنباء الرسمية ((كونا)) أهمية إحياء ذكرى الغوص وما يعنيه هذا التراث العريق بالنسبة للكويت، مضيفا بقوله إنه "تزامنا مع التطور التكنولوجي والتقدم الرقمي المعاصر من المهم إعادة التذكير بتراثنا الأصيل خصوصا أن أغلب المشاركين هم من فئة الشباب".
من جانبه، اعتبر رئيس لجنة التراث البحري بالنادي البحري الرياضي الكويتي علي القبندي، في بيان عمم على وسائل الإعلام، أن إطلاق رحلة الغوص الـ32 يأتي تخليدا لذكرى الآباء والأجداد في الغوص على اللؤلؤ الذي كان رزق أهل الكويت في السابق.
وأضاف أن هذه الرحلة هي الـ32 التي يطلقها النادي وكانت قد توقفت لـ3 سنوات وذلك بسبب جائحة كورونا. ولفت إلى أن الحالة استثنائية، فبعدما كان يتم إخراج 15 سفينة للشباب، أبحرت اليوم سفينتان على متنهما شباب الغوص.
وأوضح أن برنامج رحلة إحياء ذكرى الغوص يتضمن "الدشة" التي أُجريت صباح السبت، ويوما مفتوحا للصحافة والإعلام الثلاثاء المقبل يبدأ من الساعة الـ8 صباحا حتى الـ3 عصرا، إضافة إلى يوم (القفال) الذي تعود فيه السفن يوم الخميس (17 أغسطس الجاري).
يذكر أن النادي البحري الكويتي بدء مشواره في تنظيم رحلات الغوص السنوية عام 1986 بخمس سفن خشبية وفرتها وزارة الإعلام تلتها سبع سفن أخرى هدية من الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد عام 1987 رغبة منه في توسيع المشاركة الشبابية في الرحلات إضافة إلى سفينتي الغوص المشاركتين في الرحلة اليوم وهما مهداتان من الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد وتمت تسميتهما بأسماء سفن غوص قديمة ومعروفة.