الأخبار |

فطنة اليمنيّ

قبل ظهور مصطلح هندسة القيمة ال Value Engineering وهو عمل دراسة هندسية للمنشأ أو المشروع للوصول إلى أفضل المواد وطرق التنفيذ للمشروع.

فطنة اليمنيّ

قبل ظهور مصطلح هندسة القيمة ال Value Engineering وهو عمل دراسة هندسية للمنشأ أو المشروع للوصول إلى أفضل المواد وطرق التنفيذ للمشروع.


قام المبدع اليمني ببناء جسر شهاره باستخدام مواد البناء المحلية البسيطة فقط،وذلك عن طريق حلول إنشائية تنم عن تفكير هندسي فريد من نوعه.
وفي مطلع القرن الـ 17 للميلاد، قام مهندس يمني عظيم، يدعى الأسُطى صالح اليمان، بابتكار تقنية هندسية فريدة، لم تكن معروفة في الجزيرة العربية والمنطقة. واستطاع من خلالها بناء أول جسر قوسي معـّـلق، على مستوى منطقة الجزيرة العربية. قام بتشييده من الأحجار وجذوع شجرة “العُـتم”، لربط جبلين بينهما اخدود سحيق وشاهق للغاية.
صمد هذا الجسر الاستثنائي أمام اختبار الزمن طيلة 400 سنة. وما يزال اليوم تحفة هندسية طبيعية بالغة الدقة، من حيث الإنشاء الملائم للطبيعة الجبلية والصخرية.
إليكم قصة مهندس جسر شهارة، والتقنية الهندسية والبيئية التي ابتكرها لبناء جسر على أخدود شديد الانحدار، في تقرير خاص من «حلم أخضر» بالاعتماد على مصادر تاريخية وبحثية متعددة.

لماذا أقيم جسر شهارة؟
من الناحية الجغرافية، أقيم جسر شهارة للربط بين جبلين: جبل (شهارة الفانش/ الفيش)، وجبل (شهارة الكبيرة/شهارة الأمير)، فقد كانت الطريق بينهما تتطلب الكثير من الوقت والجهد للوصول.
وكان الأهالي يلجؤون للنزول إلى أسفل الأخدود الى القاع الفاصل بين الجبلين، ثم الصعود مرة أخرى إلى الجبل الآخر، وكان هذا هو الأمر الذي جعل نقل الماشية والبضائع بين الجبلين، يعتبر شبه مستحيل ويأخذ مشقة ضخمة وطويلة، نظراً لصعوبة الطرق والأخاديد الفاصلة بين الجبلين ذات الانحدار الشديد.
لكن مقالة بحثية نشرها موقع Ancient Origins المعني بأبحاث الأصول القديمة الأثرية. تشير الى أن جسر شهارة أقيم بأمر من الحاكم المحلي، من أجل مقاومة الغزو العثماني لليمن في تلك المناطق، ولتسهيل الحركة بين المقاتلين اليمنيين ومد بعضهم البعض بالسلاح والعتاد.
تاريخ بناء جسر شهارة:

الباحثة اللبنانية ناديا خليفة
تشير أغلب المصادر البحثية باللغة الإنجليزية، ان جسر شهارة بني قبل أكثر من 400 عام. وتؤكد الباحثة اللبنانية ناديا خليفة في مقالة بحثية نشرتها بعنوان: YEMEN’S BRIDGE OF SIGHS أن بناء جسر شهارة تم في مطلع القرن الـ17 الميلادي. والذي يبدأ من العام 1601. وأن جسر شهارة بني من أجل مقاومة الغزو العثماني الأول لليمن.
وتؤكد مقالة بحثية، للكاتبة والباحثة كيرلي سوليفان Kerry Sullivan، المنشورة في مارس 2017، على موقع Ancient Origins على أن جسر شهارة في اليمن تم بناؤه في القرن الـ 17 للميلاد من أجل مقاومة الغزو العثماني في تلك المناطق الشمالية، ولتسهيل الحركة بين المقاتلين اليمنيين ومد بعضهم البعض بالسلاح والعتاد.
وتلك الفترة هي الحقبة التاريخية التي تخص الغزو العثماني الأول لليمن. وبحسب الباحثة سوليفان، فأن الدلائل الأثرية تشير إلى وجود مستوطنات كبيرة في جبال شمال اليمن يعود تاريخها إلى ما قبل 5000 ألف سنة قبل الميلاد.
تم بناء جسر شهارة بأمر من الحاكم المحلي، من أجل مقاومة الغزو العثماني الأول لليمن، وأوكلت المهمة للمعماري اليمني الأسطى صالح، نظراً لإنجازه تحفة هندسية نادرة تتمثل في بناء قصر في حصن “نواش” بمديرية “القفلة
ووفقاً للمعلومات التاريخية، يتبين أن جسر شهارة تم بناؤه من أجل مقاومة الغزو العثماني لليمن في المناطق الشمالية بالبلاد، بأمر من الحاكم المحلي (إمام اليمن) الإمام المنصور بالله القاسم.
وبحسب احدى المصادر خاض المنصور بالله ثورة ضد الاتراك، وبدأ بحشد أنصاره لقتال العثمانيين في شمال اليمن منذ نهاية العام 1597.
واستطاع تحرير مناطق صعدة، وعمران، وحجة، من سيطرة العثمانيين، لدرجة أن الأخيرة وقعت معه هدنة لمدة عشر سنوات في العام 1608. وظلت سلطة الدولة العثمانية الحقيقية محصورة في زبيد، والمخا، وعدن، طيلة فترة وجودهم.

وكان الغزو العثماني لليمن قد تم على فترتين: الأولى الغزو العثماني الأول لليمن، وهي فترة إيالة اليمن من العام 1539 وحتى العام 1634. استمر فيها احتلال العثمانيين لليمن قرابة 95 سنة.

وأما فترة الغزو العثماني الثاني لليمن وهي فترة ولاية اليمن من العام 1872، حتى العام 1911. ودام خلالها الاحتلال العثماني لليمن قرابة 39 سنة.

تفاصيل الجسر:
وتعتبر الهندسة المعمارية لجسر شهارة واحدة من أهم سماته، فقد أقيم على أخدود شديد الانحدار يفصل بين جبلين: بين شهارة “الفائش/ الفيش” وجبل شهارة الكبيرة/ شهارة الأمير، ويبلغ ارتفاع الجسر من أسفله إلى أعلى قمة الجبل حوالي 200 متر.

 

تقييمات
(1)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا