الأخبار |

 صناعة «الحرض» مهنة لا توجد الا في سحار

تشتهر مديرية رازح بمحافظة صعدة  بصناعة «الحرض»، وهي حرفة توارثتها الأجيال باحتراف، وتُستخرج أحجارها الخاصة من بين الصخور وفي مناجم تنتشر في بطون الجبال خصوصاً في هذه المنطقة  

Previous Next

تشتهر مديرية رازح بمحافظة صعدة  بصناعة «الحرض»، وهي حرفة توارثتها الأجيال باحتراف، وتُستخرج أحجارها الخاصة من بين الصخور وفي مناجم تنتشر في بطون الجبال خصوصاً في هذه المنطقة  

 وهي حرفة صناعية مدهشة، تقوم بها مجموعة من المهرة في هذا المجال، وذلك بنحت الحجارة وتستخرج منها الأواني الحجرية النادر وجودها في العالم   ولا تزال بالصناعات الحديدية التقليدية كالسيوف الصعدية المشهورة، وقديماً عرفت بصناعة أدوات الحراثة والدباغة، ولا تزال صناعة الأواني الحجرية «الحرض»، المستخدمة في طهي الطعام، موجودة في مناجم منطقة رازح التابعة لهذه المحافظة. تحدي الموت وقد أكد  العاملين على هذه المهنة أن صناعة الحرض تنتشر عبر مناجم في منطقة رازح، حيث يرى الزائر العمال المهرة يتحدون الموت وهم يدخلون إلى المغارات لإخراج أحجار «الحرض»   ويشير الى ان  النحاتون المهرة يصنعون «الحرض» من حجارة رصاصية اللون تستخرج من مناجم خاصة في جبال رازح خصوصاً في مناطق «الإزد والشوارق»، وفيها يقوم هؤلاء العمال بالحفر والتنقيب في باطن الأرض لمسافة 250 متراً للحصول على هذه الأحجار من باطن الأرض، مما يعرضهم للخطر، وتحدث إثر ذلك حوادث فقد ينهار المنجم أحياناً على من فيه. شكل جميل وناعم من جانبه ويضيف ..أن الممارسين لهذه المهنة يتحملون العناء، لكنهم سعداء بأعمالهم ولا يكترثون بأي صعوبات، وتزداد اشتياقاً للاقتراب منهم لتستمع كيف تصنع تلك القدور والأواني والتماثيل الحجرية «?حجارة الحرض» المستخرجة من أعماق الأرض.  والتي تمتاز بلونها الرصاصي، وكذا بليونتها من جهة، وصلابتها من جهة أخرى، حتى يستطيع النحات تشكيلها بالطريقة المناسبة وحتى تكون أكثر احتمالاً للحرارة والبرودة فيُطهى الطعام فيها بشكل جيد.. والنحاتون يستعملون آلة حديدية خاصة لعمل هذه الأواني، وهي عبارة عن «قدّوم» له رأسان أحدهما حاد يشبه رأس المسمار يضرب به النحات ضربات متتالية خفيفة، فيتكون في مكان الضرب مجموعة من الخطوط، ويستمر في ذلك حتى يتكون الشكل المطلوب. ثم يستعمل المبرد لإعطاء الآنية شكلاً جميلاً وناعماً. مهارة خاصة يصنع النحاتون أشكالاً مختلفة من هذه الأواني، بل إنهم أصبحوا يتفننون في صناعة بعض الأشكال الجميلة كالسلاسل التي تحتاج إلى مهارة، وكذا بعض اللوحات الفنية التذكارية والخطية وطفايات السجائر. ولا شك أن هناك تفاوتاً في المهارة في صنع تلك الأواني من قبل النحاتين، حسب خبرة كل منهم وقدرتهم الفنية على التشكيل. ويحرص كل زائر على اقتناء هذه الأواني ليطبخ فيها، حتى أن حجم بعضها يستوعب خروفاً أو أكبر ويسمى «المدهلة»، وهي تساوي قدر الضغط الحديث حيث تطبخ فيها الأشياء التي لا تنضج بسرعة فتنضجها، ويقوم من يستخدمها غالباً بوضعها فوق الحطب المشتعل في التنور لفترة غير طويلة فينضج الطعام فيها بشكل مميز وسريع خصوصاً اللحم. وما يميزها أيضاً أنها تحفظ الطعام ساخناً لفترة أطول من الأواني العادية ولا تفقد حرارتها إلا بعد مدة طويلة. لذا نجد أكثر المطاعم اليمنية تقدم الطعام للزبون فيها حتى يظل ساخناً، خصوصاً عندما تتنوع الأطعمة المقدمة فيبدأ بأكل أنواع معينة من الطعام ويترك البعض الآخر حتى النهاية، فيأتي إليها وهي ساخنة دون أن تفقد طعمها كما تمتاز هذه  الأواني بسعرها المرتفع نسبياً مقارنة بالأواني التقليدية، نظراً لما يبذل فيها من جهد، إضافة إلى أن الحصول على تلك الأحجار يكلف الجهد والمال والمخاطرة، لكنها حرفة لا يمكن أن يتخلى عنها أصحابها؛ لأنها مصدر رزق لهم ولأنها حرفة الآباء والأجداد. وعلى الرغم من كثرة الأواني الحديثة وتنوعها إلى أن اليمنيين لا يزالون يحافظون على هذه الأواني ويحرصون على اقتنائها مع ارتفاع ثمنها مقارنة بأثمان الأواني  

 

 

 

تقييمات
(15)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا