الأخبار |

نتيجة الاهمال انهيار جزء من معلم تاريخي شهير في سيئون 

نتيجة الاهمال المتمد انهر جزء من السور الشمالي لقصر السلطان الكثيري في مدينة سيئون بحضرموت وأظهرت صوراً بُثت على مواقع التواصل الاجتماعي سقوط جزء آخر من سور القصر

نتيجة الاهمال انهيار جزء من معلم تاريخي شهير في سيئون 

نتيجة الاهمال المتمد انهر جزء من السور الشمالي لقصر السلطان الكثيري في مدينة سيئون بحضرموت وأظهرت صوراً بُثت على مواقع التواصل الاجتماعي سقوط جزء آخر من سور القصر

وقصر سيئون كانت هذه التسمية في عهد الوحدة اليمنية، وقصر الثورة في عهد ماقبل الوحدة، و حصن الدويل في عهد السلاطين ..
حصن الدويل هو الاسم الذي ظل يعرف به قصر سيئون حالياً طوال خمسمائة واربعين سنة، عاصر الدولة الكثيرية الاولى والثانية والثالثة الى ان جاءت الثورة الاكتوبرية عام 1963م ثم الجبهة القومية ثم الحزب الاشتراكي في جنوب الوطن سابقاً لتغير وظيفة القصر من حصن للحكم والتخطيط للازدهار الى معتقل سياسي، والتسمية من حصن الدويل الى قصر الثورة، لكن ليس لوظيفته علاقة بالاسم، وليس للثورة خير من مهمته بعدما تحول الى قلعة تصدر من ردهاتها وغرفها البديعة أنين وآهات التعذيب الذي مارسه حينذاك الجلادون والحبائب من زوار الفجر حينما جعلوه معتقلاً لجهاز أمن الدولة.
ويبدو ان تسمية القصر قد مر بمراحل كما هو حال فترة انشائه وبنائه ورغم ان القصر اصبح الجزء الكبير من مرافقه تعرض فيه مستلزمات الدولة الكثيرية من مقنيات سكان القصر وملابسهم واسلحتهم والموروث الشعبي والعادات الحضرمية في المناسبات والعادات الاحتفالية للاعراس وملابس العريس والعروس الحضرمي ..
تاريخ القصر
معروف ان القصر قد عاصر الدولة الكثيرية وكان اول من بناه واتخذه مقراً للسلطنة، ويعود تاريخ بنائه الى سنة 814هجرية الموافق 1411ميلادية وعندما تولى السلطان بدر بن عبد الله الكثيري المشهور بابي طويرق عرش الدولة الكثيرية عام 927ه / 1521م زادت أهميته بجعل مدينة سيئون العاصمة السياسية لدولته وذلك لكونها مركز تواجد قبيلة آل كثير ولموقعها المتوسط بين مناطق وأطراف وادي حضرموت بالإضافة للحصانة الطبيعية التي تتمتع بها , حيث اتخذه مقراً رئيسياً لإقامته وقام بتجديد عمارته وبناء به مسجداً في الجهة الشمالية .
وفي العام 1274ه / 1857م قام السلطان غالب بن محسن الكثيري ( 1223 - 1287ه ) مؤسس الدولة الكثيرية الثانية بتجديد عمارة بناء القصر ثم أكملها ابنه المنصور بن غالب الكثيري ( 1287 - 1347ه ) ثم قام علي بن منصور الكثيري ( 1347 - 1357ه ) باطلا القصر من الخارج بالنورة ( الجص ) وإتمام العمارة بالشكل الذي عليه اليوم وكان الانتهاء من ذلك في العام 1355ه / 1936م .
كان السلطان حسين بن علي بن منصور الكثيري هو آخر من سكنوا القصر من سلاطين الدولة الكثيرية التي سقطت في الثاني من اكتوبر 7691م وسلطانها حينذاك في سويسرا ضمن الوفد اليمني الذي ذهب للتوقيع على اتفاقية الاستقلال، لكنه عاد حينذاك ليجد سلطنته قد سقطت فعاد من عرض البحر ليعيش في مدينة جدة السعودية الى أن توفى ودفن هناك عام 1976م.
وبنجاح الثورة التي اندلعت في جنوب اليمن من اجل طرد الاستعمار البريطاني وإسقاط الدولة الكثيرية عام 1386ه / 1967م أطلق على القصر اسم قصر الثورة واستخدم مركز للشرطة ومقرا للمؤسسات الأمنية .
وفي عام 1393ه/ 1984م صار مقرا للهيئة العامة للآثار والمتاحف ومقر لمتحف سيئون . وفي عامي 1420 – 1421ه /2000- 2001م شهد القصر آخر الترميمات الإنقاذية
قصر سيئون اوحصن الدويل كم استغرق فترة بنائه وكيف تم؟
يذكر المؤرخون أنهم ظلوا يبنونه خمسة عشر سنة نظراً للخصوصية التي يتطلبها بناء القصر من الطين - حيث كانوا كلما بنوا طابقاً او جزءاً منه تركوه لفترة طويلة يتعرض للرياح والشمس لكي تجف منه الرطوبة ويتمكن الطين من افراز أملاحه ثم بعد ذلك يتم طلاؤه بالقضاض والنورة وهذا ايضاً يحتاج فترة طويلة يتعرض للشمس . بل ان بناء القصر تم علىفترات ومراحل - اذ لم يكن القصر في المرحلة الاولى مطلياً بالقضاض او الجص وانما بالطين فقط، وكان بناء المرحلة الاولى قبل 15سنة ثم تطور بناؤه باضافة ردهات ومرافق خدمية، بل ان بوابة القصر في البداية لم تكن واسعة تسمح بدخول السيارات، وانما كانت صغيرة بحيث تستوعب دخول الجمل محملاً.
كما ان بناء القصر كان في المرحلة الاولى قد جسد فيه تشكيلات فنية حضرمية وأخرى تأثرت بالفن المعماري الماليزي إذ أنه يوجد لدى صور للقصر وعلى بنائه شكل النجمة السداسية والشمعدان اليهودي والهلال، لان الفن المعماري عندنا يعكس التاريخ الذي وجدت فيه الديانات السابقة ثم الديانة الاسلامية.
البناء والمكونات والاستخدام!!
بداية المساحة الكلية التي بنى عليها القصر 5460متراً مربعاً، ويبلغ ارتفاع بنائه 34متراً، مشكلاً ستة طوابق مبنية من الطين الناعم ومطلي بالنورة والقضاض حيث تزدهر في وادي حضرموت العمارة الطينية إلى اليوم وذلك لملامتها جو الوادي الذي يتميز بالحرارة والجفاف ,
وللقصر أربعة أركان برجيه تستخدم لمراقبة جهات القصر , كما تتوسطه من الداخل بئر ماء تشرف عليها جميع الطوابق من خلال فناء داخلي , حيث يوفر ذلك الفناء المكشوف من الأعلى أيضاً الضؤ للغرف الداخلية التي تطل عليه .
كما يحتوي القصر على ( 3 بوابات , 20 سطح , 183 باب , 214 نافذه , مسجد ومصليين , 4 سلالم , 23 حمام , 14 مستودع , 55 غرفه صغيرة , 41 غرفة كبيرة ) .بالاضافة إلى 20سطحاً جانبياً اي شبيه ببناء المدرجات الزراعية.
واما استخدمات طوابق ادوار القصر في عهد الدولة الكثيرية هكذا جرى تقسيمه الدور الاول كان يستخدم مستوعاً ومخازن لمتطلبات الدولة والقصر ايضاً فيه سكن الخدم وعمال القصر، فيما ضم الدور الثاني ريموت ادارة الدولة الكثيرية - المجلس السلطاني مكتب السلطات الكثيري وهو الآن مكاتب لفرع هيئة المتاحف والآثار بسيئون.
في حين خصص الطابق - الدور- الثالث لسكن العائلات والجلسات العائلية والرابع خصص لزوجات السلطان واستقبال الضيوف من النساء .
اما الطابق الخامس عبارة عن سطح يحرسه ستار من البناء يلف القصر كالعمامة متصلاً بالغرفتين المبنيتين في جهتين متقابلتين الشرقية والغربية كان يستخدم السلطان احداهما للراحة والاخرى غرفة نوم خاصة به، والطابق السادس فهو عبارة عن سطوح متنفس لسكان القصر وبامكانهم الواقف عليه روية ومشاهدة كل مايدور في المدينة وحول القصر، بل ومشاهدة الذاهب الى خارج المدينة والقادم اليها..
ويعتبر القصر بحق قلعة عسكرية حصينة ويلاحظ ذلك من خلال اختيار موقع بناه على تل يتوسط المدينة , وعلو بنيانه الذي يكشف كل المدينة والقرى المجاورة , وتوفر فيه عناصر مواجهة الحصار كأبراج المراقبة والمستودعات الكبيرة وبئر الماء . وثبتت تلك الحصانة في العديد من المعارك التي شهدتها مدينة سيئون , ومع عظمة ذلك البناء غير إن المصادر التاريخية قد أغفلت ذكر أصحاب تلك الأيادي التي شيدته وأصحاب العقول التي صممته .
حاضر القصر :
صار القصر اليوم متحف للآثار يرتاده العديد من الزوار يومياً من داخل البلد وخارجها , يحتوي على عدد من الآثار والنقوش التي تعود إلى عهد الممالك اليمنية القديمة , ويحتوي أيضاً على أثار تعود إلى العصر الإسلامي كا منابر المساجد الخشبية والتي يعود تاريخ أقدمها إلى عام 673ه / 1274م , ويضم المتحف أثار لعهد الدولة الكثيرية كعلم الدولة ووثائقها الرسمية كالجوازات والرخص المختلفة وكذا أنواع من العملات التي يعود بعضها للدول الإسلامية التي قامت في اليمن والبعض الأخر عملات استخدمت في عهد الدولة الكثيرية كا ريال الإمبراطورية النمساوية الذي يحمل صورة ماريا تريزا والذي سك في عام 1195ه /1780م وعملة شيخ الكاف التي سكت عام 1315ه / 1897م وعملة حسين بن سهل التي سكت عام 1258ه / 1842م وعملت صالح بن عبدات التي سكت في عام 1344ه /1925م وغيرها من العملات الأخرى .
ويضم المتحف أنواع من الأسلحة التي كانت تستخدم في عهد الدولة الكثيرية ابتدأ من بندقية أبو فتيلة أول سلاح ناري يدخل إلى حضرموت مع الجنود العثمانيين الذين استعان بهم السلطان بدر أبو طويرق عام 926ه / 1520م وكان ذلك قبل توليه عرش الدولة الكثيرية , كما يشمل المتحف قسماً خاصاً للموروث الشعبي الذي تزخر به حضرموت .
وتزين جدران المتحف الصور الفوتوغرافية التي التقطتها عدسات الرّحالة الأوربيين كالرّحالة الهولندي فان دير مولين والرّحالة الانجليزية فريا ستارك.

 

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا