الأخبار |

القفز فوق الجِمال رياضة الزرانيق باليمن منذ2000عام

  تشكل رياضة "القفز فوق الجمال" نشاطاً رائجاً في منطقة تهامة باليمن التي تقطنها قبيلة الزرانيق.

   القفز فوق الجِمال رياضة الزرانيق باليمن منذ2000عام

  تشكل رياضة "القفز فوق الجمال" نشاطاً رائجاً في منطقة تهامة باليمن التي تقطنها قبيلة الزرانيق.

ويعتبر "القفز فوق الجمال" نشاطاً إحتفالياً أيضاً في الأعياد الرئيسية، ويرجع تاريخه إلى أكثر من 2000 سنة، ويتلقى المشاركون في الأيام العادية تدريبات للاستعداد للمشاركة في منافسات "القفز فوق الجمال ويبدأ بعض أطفال قبيلة الزرانيق بممارسة هذه الرياضة من بلوغهم سن السابعة أو الثامنة. وفي البداية يقفزون على الجمل وهو على الأرض. وبعد أن ينجحوا في ذلك يضعون جملاً ثانياً إلى جانب الجمل الأول ويقفزون من فوقهما. وبعدها ينتقلون إلى تعلم القفز بمساعدة العصا. ومع مرور الوقت، يبدأون القفز من على جمل واحد وهو واقف ثم تتطور مهاراتهم مع مرور السنوات حتى يستطيعوا القفز من فوق سبعة الى عشرة جمال
وعن مضمار القفز قال مختصون في تنظيم المضمار   أن "من مواصفاته أن يراوح طوله بين خمسين وستين متراً، ويتم تخصيص ثلثي هذه المسافة لجري اللاعب والثلث الثالث للقفز، ويوضع في الثلث الأخير ما يعرف بـ"الميثاب"، وهو قبة صغيرة ترتفع بمقدار عشرين سنتيمتراً عن سطح الأرض وتتكون من خليط من أعشاب وتراب وماء. وبعد الميثاب توضع الجمال في صف واحد متقاربة ويُشترط أن تكون متساوية الارتفاع. هكذا يركض اللاعب ثم يدوس بقدميه الحافيتين على الميثاب للوثب من فوق الجمال والصول إلى الجانب الآخر الذي يشترط أن يكون رملياً".
وعن هذه الرياضة قال الدكتور عبد الودود مقشر، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة الحديدة، إن "هذه اللعبة ترتبط بتقاليد القبيلة وعاداتها. وبالنظر إلى تربية أبناء الزرانيق على الشدة والعنف، نفهم إتقانهم للعبة كهذه. كما أن تاريخ القبيلة يؤكد لنا أنها قبيلة قتالية شرسة قامت بثورات متواصلة على من حكم أرضها كالدولتين الرسولية والطاهرية، وكانت تسمى آنذاك بالمعازبة. ثم بعد ذلك تلاشى اسم المعازبة وطغى اسم الزرانيق وهو نسبة إلى "زرنوق" إحدى أفخاذ قبيلة المعازبة".
وأضاف: "نشأت اللعبة من المجال القتالي الذي تميّزت به هذه القبيلة. وارتبطت التربية البدنية وأسس اللعبة بالجغرافيا، فالجمل رمز للصحراء التي يعيشون فيها (صحراء تهامة). وكلما كان الشخص قوياً وزادت مهارته كان قفزه أطول. وكانت هذه اللعبة تقام في مواسم حصاد الزرع وبعد الانتصارات على الأعداء. وقد نشأت منذ نشأت القبيلة وتطورت إلى جانب ألعاب أخرى يمارسها الزرانيق كالوثب إلى مدى يتجاوز الستة أمتار والجري. وكانوا يجسدون الأبطال في القفز ويكتبون أسماءهم ويحكون عنهم الأساطير ويقولون فيهم الشعر الشعبي المشهور في إقليم تهامة".

تقييمات
(1)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا