الأخبار |

مدينة ام ليلى الأثرية بصعدة

مدينة ام ليلى الأثرية الواقعة في منطقة يسنم مديرية باقم محافظة صعدة من احصن وأقدم المدن الاثرية في المحافظة

مدينة ام ليلى الأثرية بصعدة

مدينة ام ليلى الأثرية الواقعة في منطقة يسنم مديرية باقم محافظة صعدة من احصن وأقدم المدن الاثرية في المحافظة

وهي تعكس بحق عظمة اليمنيين الأوائل وعظمة الحضارة اليمنية القديمة وتكشف معالمها ومبانيها وآثارها القديمة جوانب متعددة من حياة اليمن القديم حيث شيدت هذه المدينة الحصينة على قمة جبل شاهق منيف محدود المسالك والمداخل والمخارج لها باب واحد يتم الصعود منه إلى الداخل في قمة الجبل الرحب الذي تتناثر فيه مبانيه ومنشآته القديمة وحصنه الشامخ على حافة الجبل من مختلف الاتجاهات وفي هذا الجبل اعتصمت قبائل خولان عامر من القائد الحبشي ابرهه الأشرم عن مسيره إلى مكة لهدم الكعبة في عام الفيل...
ويزيد من حصانة هذه المدينة الأثرية وجود سور حجري منيع يحيط بالمدينة دائريا وفي كل جهة من جهاتها نوبة أو أكثر للحراسة وتوجد سبعة سدود متجاورة متفاوتة الشكل والحجم في الجهتين الشمالية والجنوبية تتدرج نحو الوسط في مكان مرتفع ينساب جنوبا وشمالا .

وفي موقع مرتفع في الشرق توجد قرية قديمة تضم قرابة ثلاثين منزلا أضحت أطلالا خربة تقادم عليها العهد وفي وسطها آثار مسجدُ كبير مكتوب على بابه (لا اله إلا الله- محمد رسول الله) بخط قديم يدل على أن القرية سكنت ايضا في عهود إسلامية مختلفة وبداخل المسجد فن معماري بديع ويوجد بقرب المسجد سد من السدود وحمامات سباحة أما في أقصى الشرق من الجبل فامتداد السدود الثلاثة الشمالية التي يخرج الواحد منها للآخر وتصل أعماقها إلى 15 مترا وعرض 50 مترا
وقد أمكن الأوائل الذين سكنوا في هذه المدينة القديمة من الاستفادة من خصائص ومقومات القمة الجبلية الشاهقة فتم تخصيص المناطق المنخفضة فيها لبناء السدود حيث توجد هذه السدود في الجهات المنخفضة المائلة الانحدار التي تكفل انسياب مياه الأمطار إليها كليا وفي أحد السدود الجنوبية صخور متلاصقة تغطي جزء منه ويوجد بها آثار بئر منحوت في الصخر يتصل مجراه بالسد والذي يدلل على انه كان يستخدم كخزان للمياه عند الضرورة وعند اشتداد الجفاف على قمة الجبل أما في المناطق المتوسطة الارتفاع فيوجد بها آثار عدد من المباني الحجرية المشيدة بحجر الجرش الأبيض وهي المادة الرئيسية للبناء في هذه القمة الحصينة حيث يوجد مبنى واسعاٍ ضخماٍ تهاوت طوابقه ولم يتبق شامخا سوى الطابق الأسفل منه ويعتقد انه كان مقراٍ للوالي أو الحاكم في المنطقة كلها
حيث كان الحميريون يحرصون كل الحرص على بناء مقرات الولاة والحكام في المواقع العالية المنيفة التي تشرف على ما حولها من المناطق كما توجد آثار معبد قديم وقد تعرض للاندثار وعلى مقربة منه آثار مازالت باقية لمسجد قديم جداٍ يدلل على ذلك فنون العمارة التي شيد بها والتي تعود إلى القرنين الثاني والثالث الهجري ومما لاشك فيه أن هذه المدينة الحصينة قد سكنت في العهدين الحميري والإسلامي بدليل وجود أماكن العبادات من معابد ومساجد تحكي الانتقال الديني لليمنيين في القرون الخالية.
أما في الجهة الغربية للمدينة الأثرية فهناك آثار مهيبة لحصن قديم بني بحجر الجرش الأبيض على حافة الجبل من الغرب يمتد من الشمال إلى الجنوب وواجهته إلى الغرب ويتكون من ثلاثة طوابق تهدمت العالية منها إلى الداخل فيما ظلت أركانها قائمة وهو حصن مهاب يطلق اسمه على المدينة وشيدت المدينة تحصيناٍ له ولتوفير متطلبات الحياة فيه وله باب في الجهة الشرقية من الوسط يرتبط بطريق مرصوفة بالأحجار إلى وسط الموقع
ويستند مبنى الحصن في الجانب الشمالي على نتوء جبلي بارز تشكله صخرة ضخمة شديدة الصلادة يجدها المرء ملفتة عند خروجه من الحصن وفي واجهتها الأمامية يوجد نقش قديم يعد من أروع النصوص والنقوش الحميرية المكتوبة بخط المسند حيث يحتل النقش الحميري مساحة كبيرة بطول يصل إلى أكثر من 3.5 متر وعرض يصل 2 متر في الواجهة الحجرية الملساء من الحجر الصلد ويحكي النص الحميري بخط المسند في قمة أم ليلى دعوة الوالي الحميري الصانع بن حبيش للقبائل المجاورة لحصن أم ليلى لبناء سدين للمياه”كريفين” هما (يللم ، هران )
والنص يعد في غاية الروعة والدقة ويعكس المرحلة الأخيرة لتطور خط المسند إلى أرقى صوره وقد ترجم هذا النص عدد من المؤرخين منهم المؤرخ اليمني الكبير زيد بن علي عنان رحمه الله والمؤرخ الكبير القاضي العلامة حسين عيظة الشعبي رحمه الله وآخرون
وينتهي طريق الحصن في وسط الموقع الأثري الضخم حيث تتناثر على مقربة منه قرابة 27 مدفناٍ حجرياٍ نحتت في باطن الجبل بصورة متفرقة موحدة في حجم الفوهات وتنساب في عمق الصخر على شكل الكمثرى بارتفاع يزيد عن 4 أمتار لكل مدفن وله أغطية محكمة الإغلاق
منمقة ويعتقد أن هذه المدافن كانت تستخدم لحفظ المحاصيل الزراعية من قمح وذرة وشعير وغير ذلك وترتبط المدينة بنفق من أعلى الجبل إلى أسفل عند قاعدة الجبل العالي المنيف وقد تعرضت هذه المدينة الأثرية للعبث والتدمير والتنقيب بحثا عن الكنوز القديمة فيها..

تقييمات
(1)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا