الأخبار |

العمارة الطينية فن حضاري عريق

مثلت العمارة اليمنية كانت وعلى مر العصور السِّجل الحقيقي المعبر عن حضارة الإنسان وتطوّره وأسلوب حياته وذلك من وجهة نظر عبدالحكيم طاهر والذي يرى أن الحضارة الراقية قد تركت لنا في مدنها ومراكزها الحضرية تراثاً معمارياً يواكب متطلباتنا حتى اليوم..

العمارة الطينية فن حضاري عريق

مثلت العمارة اليمنية كانت وعلى مر العصور السِّجل الحقيقي المعبر عن حضارة الإنسان وتطوّره وأسلوب حياته وذلك من وجهة نظر عبدالحكيم طاهر والذي يرى أن الحضارة الراقية قد تركت لنا في مدنها ومراكزها الحضرية تراثاً معمارياً يواكب متطلباتنا حتى اليوم..

لذا فهناك (مزايا كثيرة ومتعددة تزخر بها العمارة اليمنية والفن  المعماري اليمني والذي أبدع اليمنيون كثيراً في رسم تحف معمارية فريدة ونادرة).

إن القيمة التاريخية للعمارة الطينية في اليمن.. إضافة إلى قيمها ومعاييرها الجمالية المتجسِّدة في كثير من المدن التاريخية.. كانت من أهم عوامل الاهتمام الدولي بها.. حتى أن منها ما تم إدراجه في قائمة التراث العالمي في اليونسكو مثل مدينة صنعاء القديمة ومدينة شبام حضرموت ومدينة زبيد والتي أعلن عنها كتراث إنساني عالمي وذلك في المؤتمر العام لليونسكو ـ بلجراد1980م ـ والذي اتخذ قراراً بالإعلان عن حملة دولية لحماية وصيانة هذه المدن الثلاث.

فمنذ ما قبل التاريخ ـ حوالي عشرة آلاف عام ـ عُرف التراب والطين، فشاد إنسان الحضارات الأولى مساكنه ومعابده وقصوره بهذه المادة.

فسور الصين العظيم معظمه مشيَّد من الطين والتراب الخام.. وهو ما نجده منتشراً في حضارات أخرى مثل حضارتي بلاد الرافدين ومصر الفرعونية وحضارة الهنود الحمر والمكسيك إضافة إلى الحضارات الهندية والرومانية والإسلامية.. أما في الوقت الحاضر فهناك ما يقارب ثلث سكان العالم والذين يعيشون في منازل طينية.

إنه حسب التعريف العلمي وكما يوضح لنا المهندس اليمني صالح عبدالله بقوله: الطين أساساً ناتج عن تحلل الصخور النارية.. وهو لذلك مركَّب من دقائق صغيرة متبلورة من سيلكا الألمنيوم.. وتعتبر اللزوجة من خواصه الطبيعية وذلك عند إضافة الماء إليه.. لذا نراه يتدرَّج من الأبيض الفاتح إلى البني الغامق وبالنسبة لوزنه فيبلغ مابين 1400 إلى 1800 جرام في المتر المربع وذلك حسب درجة التماسك.

والثابت علمياً أن الطين هو من أفضل المواد العازلة للحرارة.. ويضيف المهندس صالح عبدالله: يتكون النقي منه أو ما يطلق عليه الصلصال من حوالي 6.5 % من سيلكا الألمنيوم ـ ثاني أكسيد الكربون ـ و39.5 % من ثلاثي أكسيد الألمنيوم.. بالإضافة إلى حوالي 14 % من الماء.. فهو تشكيل معقُّد من السيلكون والألمنيوم والهيدروجين.. وهو ما يجعل العمارة الطينية أكثر تميُّزاً من العمارة الأسمنتية.. فحسب المعماري سالم خميس فإن الجدار الطيني يعتبر عازلاً جيداً للحرارة والبرودة فلا تسمح الجدران الطينية بسرعة انتقالها من غرفة إلى غرفة.. إضافة إلى سهولة التعامل مع الطين أثناء البناء حيث يسهل تشكيله وزخرفته.

أما على مستوى آخر وهو البعد النفسي والذي تطرقت إليه الكثير من الدراسات والأبحاث التي أثبتت أن الطين له تأثير نفسي إيجابي على الإنسان.

 (الأحجار ـ الجص ـ الخشب) هذه بعض مواد البناء التقليدية المستخدمة في العمارة اليمنية.. ويأتي الطين في مقدمة هذه المواد وذلك بسبب توفره في البيئة وسهولة الحصول عليه وسهولة تشكيله.. ولعلها عوامل هامة جعلت الإنسان اليمني يعتمد الطين كمادة رئيسية في بناء كثير من المدن مثل صنعاء وصعدة وشبام حضرموت والجوف.. فالطين من المواد التي لها استخدامات متنوعة كالتالي:

1 ـ اللِبن أو الطوب الطيني: يستخدم الطين بشكل وحدات بناء أبعادها (32.16.10).. يخلط ويجفف بالحرارة الطبيعية للشمس.. والنموذج هنا نجده في مدينتي صعدة والجوف.

2 ـ الطوب: يوضع الطين بشكل قوالب أبعادها (17.17.7).. ويتم حرقه بأفران خاصة.. وأشهر النمادج هنا متمثلة في مدينة صنعاء القديمة.

3 ـ الزابور: في هذه الطريقة يتم خلط الطين بالتبن ويترك مع الماء ليتخمَّر لمدة يومين.. ويستخدم بعد ذلك في بناء الحوائط على شكل حزام يشكَّل تعرجاً عند الأركان.. أو يستخدم في تغطية الأسقف الخشبية في الغرف والعناصر الخشبية في الجدران ويسمى حينئذ بـ(الملاجة).. وهو ما يمثل مدينة شبام حضرموت كنموذج.

 

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا