أخبار |

البحر الأحمر  الخاصرة الرخوة لليمن

البحر الأحمر الخاصرة الرخوة لليمن

 ظل البحر الأحمر- الساحل الغربي الخاصرة الرخوة لليمن (1)..قراءة من كتاب البنيان المرصوص ج2 لمؤلفه حسن حسين الرصابي.

الساحل الغربي لليمن ظل لفترات بعيدة من الزمن الخاصرة الرخوة لليمن ,وظل المنفذ السهل الذي تمر من خلاله جحافل الغزو الى " اليمن "إذ لم يعدم البرتغاليين الوسيلة للنفاذ والوصول إلى سواحل الحديدة والصليف وكمران .. كما فعل البرتغاليون ذلك  حسم  البريطانيون وقبلهم الفرس والرومان ولأحباش والايوبيون والأتراك العثمانيون, كما غامرت سفن المماليك للوصول إلى الساحل الغربي لليمن في مطاردتهم للأتراك ولفرض سيطرتهم  علية, ولقد كانت مساحة الساحل الغربي لليمن محط أطماع دولية من فترات سابقة ومن أزمان قديمة دفع فيها اليمنيون الثمن باهظاً من شهداء ومن فرض سيطرة أجنبية على أرضهم ومن احتلال وهيمنة..

وما نعيشه اليوم من هجمات مسعورة , من حملات عدائية في الساحل الغربي ومن استعانة بالأعراب الأجلاف من نظامي الرياض وابوظبي ومن تحالف معهما وآزرهما وساندهما ماهي إلا صورة بشعة من تلك الصور الاستعمارية التي تغيرت اليوم ملامحها وأساليبها وادعاءاتها وذرائعها ..وجد ير بناء أن نقرأ الحاضر من منظور التاريخ القديم تاريخ الاستعمار القديم.. منذ زمن قديم ونتيجة لأهميته التجارية وقع البحر الأحمر وعرب الجزيرة العربية تحت تأثير الصراع بين القوى العظمى حينذاك والمتمثلة بالإسكندر في روما وبيزنطة والإمبراطورية الفارسية وفي مطلع العصر الحديث كان ساحة للصراع البرتغالي والعثماني لتحقيق أهداف تجارية واستعمارية , وفي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي كان محط انظار نابليون الذي فكر باتخاذه قاعدة لضرب المصالح البريطانية في المحيط الهندي وبعد فتح قنات السويس 1869م أصبح البحر الأحمر ذات اهمية استراتيجية كبرى ودخلت الدول الكبرى يومها بريطانيا وفرنسا وايطاليا وهولندا والمانيا والعثمانيين في صراع فيما بينها في منطقة البحر الأحمر من أجل تحقيق أهداف تجارية واستعمارية توسعية في المنطقة.

وبعد بروز الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي قوتين كبيرتين بعد الحرب العالمية الثانية 1939- 1945م حلت محل بريطانيا وفرنسا وايطاليا في دخول البحر الأحمر وقاد ذلك إلى حدوث صراع بين الدولتين من أجل تحقيق مصالحها في البحر الأحمر والاستفادة من مزاياه الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والجغرافية ليصبح منطقة صراع تكمن أهمية البحر الأحمر بموقعه الجغرافي المؤثر على العلاقات الاقليمية والدولية فهو يتوسط قارات العالم القديم الثلاث ( اسيا , وافريقيا , وأوروبا ) وهو من أهم الطرق البحرية العالمية لأنه يوفر لقوى اقليمية ودولية امكانية الوصول إلى البحر الابيض المتوسط والمحيط الهندي والمحيط الاطلسي ومما زاد من اهميته في التاريخ الحديث والمعاصر افتتاح قناة السويس واكتشاف النفط في الخليج والمناطق العربية الأخرى إذن فالبحر الأحمر يتمتع بأهمية استراتيجية كونه يشكل حلقة وصل بين منطقتي الصراع الاقليمي والدولي وهما الشرق العربي والقرن الأفريقي ايضا البحر الأحمر يشكل حلقة وصل بين الخليج العربي من جهة والبحر المتوسط واوروبا من جهة اخرى ويتميز البحر الأحمر بطول سواحله المطلة عليه والجزر والموانئ ذات الاهمية الاستراتيجية وتتركز الأهمية الاستراتيجية للبحر الاحمر في المضايق والخلجان التي يعد البعض منها مراكز استراتيجية للسيطرة على الملاحة الدولية ومنها مضيق باب المندب لذا سيظل البحر الأحمر بموقعه الجيوبوليتيكي فريد فهو يقع عند نقطة التقاء القارات الثلاث افريقيا من الغرب واسيا من الشرق واوروبا من الشمال وبحكم موقعه بين الشرق والغرب فهو بمثابة جسر يصل الشرق بالغرب وهو ايضاً يربط البحر العربي بالمحيط الهندي وبالبحر المتوسط بواسطة مضيق باب المندب في الجنوب وقناة السويس في الشمال وكذلك يعتبر امتداد للخليج العربي وهذا ما جعل البحر الأحمر مصدر للأطماع  في الماضي والحاضر وهذا يفسر لنا النشاط الاستعماري الدولي على المحيط الهندي والبحر الأحمر الذي شهد حالة صراع وتنافس بين القوى العظمى للسيطرة عليه بواسطة الاساطيل والقواعد والتحالفات  وهذا ما نشاهده اليوم من التحركات الامريكية بأساطيلها وحشد مزيد من القوات إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي  ولقد أخبرنا الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه ..عن أولئك الطامعين والغزاة في أرض اليمن, وأرض المسلمين عامة, و على رأس هؤلاء أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وأدواتهم من الأنظمة الكرتونية العميلة المرتهنين للإرادة الأمريكية والصهيونية الاستعمارية مثل نظامي آل سعود وأل نهيان .. ولقد أتضح ذلك ما نشهده  اليوم من احتلال سعودي وإماراتي للمحافظات الجنوبية وبعض المناطق الأخرى وماشنوه من عدوان غاشم وسعي إلى فرض السيطرة الاستعمارية بالوكالة على أرضنا المباركة وقد حاولوا أن يتدثروا بذرائع وحجج واهية بادعاءاتهم الفارغة أنهم جاءوا ليعيدوا ما تسمى الشرعية ,ولكنهم تجاوزوا الشرعية وأذلوا رموز تلك الشرعية المزعومة التي ظلت إلى اليوم أسيرة  وتحت الإقامة الجبرية في فنادق الرياض وابوظبي ومنفية في تركيا..

وما جلبوه إلى  اليمن التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش التي تسرح وتمرح في مناطق سيطرتهم  المناطق المحتلة وما نشهده اليوم محاولات محمومة لتقسيم اليمن واجتزاء مناطق تحت السيطرة السعودية والإماراتية..                         وكم سيكون مثمراً ومفيدً لو أطلعنا الأجيال الجديدة ..والأجيال القادمة على تاريخ تلك التدخلات , وتاريخ الغزوات التي كسرها شعبنا ولسوف يكسر هذه التحالفات والاساطيل والهجمات الجديدة والغزوات بإذن لله ..نتابع القراءة من كتاب البنيان المرصوص الجزء الثاني بإذنه تعالى.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا