أخبار |

قصة أصحاب الجنة "ارض الصريم "

قصة أصحاب الجنة "ارض الصريم "

 هذه هي قصة أصحاب الجنة الذين ذكرهم الله عز وجّل في سورة القلم.

كان يحكى عن قرية اسمها (ضروان) في اليمن وكان هناك شيخ كبير عنده مزرعة كبيرة غنية بمحاصيلها وكان هذا الشيخ لا ينسى حصة الفقراء والمساكين ويتصدق بما رزقه الله عز وجّل. توفي هذا الشيخ بعد أن أوصى أولاده ألاّ يستثنوا حصة المحتاجين ولكنهم خانوا أمانة والدهم ومنعوا الفقراء والمساكين من دخول المزرعة فحلّ غضب الله عز وجّل عليهم فطاف على المزرعة طائف من ربك وهم نائمون فاحترقت بالكامل. أيّ احتراق هذا ؟

كلا لم تحترق الأشجار فقط بل احترقت الأرض معها وتحولت الى شيئ لا يستوعبه العقل.

ارض الصريم :هي التسمية التي اطلقت على الارض التي احرقها الله في اليمن والتي كانت جنة خضراء شديدة الخصوبة.

هذه الارض هي التي ورد ذكرها في القران الكريم في سورة القلم . والقصة مشهورة ويطلق عليها قصة أصحاب الجنة .

القصة التي اخذت حيزا من سورة القلم ، تحكي عن جنة عظيمة زاخرة بالخيرات ، كانت لرجل طيب يعطي الفقراء والمساكين نصيبهم من نتاجها ولا يبخل عليهم . ثم مات وورثها ابناءه من بعده ، لكنهم كانوا بخلاء وقرروا ان يحرموا المساكين من حصتهم التي تعودوا ان ياخذوها من الاب وعزموا في احد الايام انهم سيذهبون اليها صباح اليوم التالي ليحصدوا ثمارها بالكامل حتى لا يبقى شيء ليأخذه الفقراء بعدهم  وناموا ليلتهم تلك وهم عازمون على تنفيذ ذلك القرار . لكن الله غضب من قرارهم هذا واراد ان يعطيهم درسا عظيما وعبرة لكل من اراد ان يصنع مثلهم الى يوم القيامة حيث ارسل الله على تلك الجنة نارا عظيمة احرقتها بالكامل في ليلة واحدة وهم نائمون .

وتحولت الجنة الى شيء رهيب ومخيف لا يستوعبه العقل . وتحول المكان الى ليل اسود لا يصدق من يراه انه كان جنة خضراء قبل تلك الليلة .

وفي الصباح  ذهب اصحاب الجنة لينفذوا ما عزموا علية في اليوم السابق  لكنهم توقفوا في ذهول ورعب ليشاهدوا اماهم ارضا سوداء موحشة ومرعبة بدلا عن الجنة  فاستداروا عائدين من حيث اتوا لاعتقادهم انهم قد أخطأوا الطريق وهم غير مستوعبين للمشهد المرعب الذي راوه لتوهم . ثم ساروا مجددا من البداية ليتأكدوا من الطريق الصحيح نحو جنتهم  لكنهم يفاجئون بنفس المكان المرعب . عندئذ يتأكدون انهم لم يخطاوا الطريق وان هذه الارض المحروقة هي فعلا جنتهم وقد غضب الله عليها بسبب نيتهم حرمان الفقراء والمساكين من الصدقة التي تعود عليها ابوهم .

هذه الجنة هي ارض في اليمن تبعد ما يقارب العشرين كيلومتر شمال مدينة صنعاء في منتصف الطريق المؤدي الى محافظة (عمران)  وهي تقع بالقرب من القرية المذكورة في التفاسير والتي تسمى ( ضروان ) ولا زالت تحمل هذا الاسم الى يومنا هذا .

المنطقة كبيرة جدا وهي محروقة بالكامل ، فعلا كالليل الاسود كما وصفها المفسرون  وهي ليست ارض ميتة لا تخرج الزرع فحسب  بل انها تمزق الاحذية وتدمي الاقدام احيانا عند السير والتوغل فيها لان احجارها حادة ومدببة !! .

ولا عجب ان اصاحبها ذهلوا لرؤيتها واعتقدوا انهم أخطأوا الطريق ، لان من يرى تلك الارض لا يصدق انها كانت جنة عظيمة عامرة بالأشجار والثمار .

".... وخلاصة القول: أن الثورة البركانية التي شهدتها المنطقة وتحدث عنها النقش كانت ثورة رهيبة وكان لها دوي هائل ظلت أصداؤه تتردد قرونا عديدة حتى ظهور الإسلام أي من القرن الأول الميلادي وحتى القرن السابع ثم فيما بعد ذلك.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا