ملف الأسبوع

شبوة وحضرموت.. الفوضى القادمة:مصالح الرياض وابوظبي في انتظار التضارب الحاد في قادم الأيام!!

شبوة وحضرموت.. الفوضى القادمة:مصالح الرياض وابوظبي في انتظار التضارب الحاد في قادم الأيام!!

ما جرى ويجري في شبوة ينذر بتطورات وعواقب وخيمة بالنسبة للرياض وأبو ظبي, وخاصة وأن مليشياتهم المندفعة والمتدافعة قد وقعت في أخطاء مجتمعية قاتلة

بدأت مؤشراتها تؤكد أن عناصرهم ينقصهم الانضباط وانهم ميالون إلى "الفيد" وإلى النهب والسلب وإلى الرغبة المجنونة في الإثراء من خلال البسط والنهب والاستحواذ غير المشروع وغير المبرر ومؤخراً اندفعت أبو ظبي إلى شبوة من خلال مليشياتها المسماة "بالعمالقة" التي استجلبت من مناطق الساحل الغربي ومن عدن ومن لحج وسربت بتوافق غريب بين الرياض وأو ظبي عبر أبين إلى شبوة في توقيت مريب بين ما يسمي هبة حضرموت مع تسريب عناصر من النخبة الشبوانية المليشيا التي ظلت منفية من شبوة بعد صراع مكشوف مع الإصلاح والأخوان المسلمين في شبوة..
هذا التوافق المريب بين ما يجري في شبوة وحضرموت مرشح إلى خلافات قادمة حول وريثة البترول والغاز والأسماك وغيرها من الموارد المنظورة وغير المنظورة في هذه المحافظات الذهبية التي يتصارع فيها المتحالفون والمتخالفون والشركاء والفرقاء ..
ولتنظر قليلاً لنعي جيداً ماذا تخطط أبو ظبي ورجلها الأول محمد بن زايد وأخيه طحنون ولاسيما وأن "ماراثونا" يجري حول من سيكون الوكيل الأوفر حظاً لدى واشنطن وتل أبيب ولندن..
في تنافس مكشوف وفي أعمال خفية عديدة بين الرياض وأبو ظبي من الوقت الذي ظلت سدنة اليهودية الصهيونية يراقبون بكثير من الزهو والشعور بالانتصار تنافس الأحمقين في الرياض وأبو ظبي على "نحر" و"نخر" البناء الإسلامي حتى المهادن منه والناعم جداً, بل وصل الأمر بالمشرعين في إمارات الصهاينة أن خرج عن الأصول الإسلامية وعلى الشرع لإرضاء مراكز القرار الصهيوني التي تصر على أن تحدث خرقاً واضحاً في المفاهيم الإسلامية على طريق الانفلات الكامل للتشريع الإسلامي بشقية المتشدد والمعتدل حتى المخفف المهادن سيظل غير مرغوب به..
ولهذا كانت الحرب العدائية ضد اليمن ذات مغزى ومقصد مرحلي وذات مقصد بعيد مستقبلي في إحداث متغيرات مرسومة ومدروسة في المعطيات الإسلامية والمجتمعية وفي الأعراف القبلية للوصول إلى مرحلة المسخ الكامل مقابل أن تبقى تلك العروض الكرتونية في فاترينات الحكم والإدارة في الجزيرة والخليج وفي الشمال الإفريقي على أنقاض "النظام العربي" الذي كان يمثل بعضاً من التماسك ومن الدولة القومية..
وللأسف أن الصهاينة والمتصهينين استغلوا بسلبية كاملة التيارات المتشددة من الاسلامويين من إخوان ثم من سلفيين في فرض واقع حال وفي تهشيم القائم من البناء المجتمعي تحت مسميات باطلة وتحت عناوين مخاتلة جداً وما يجري اليوم في المحافظات الجنوبية وآخر تفرعات المشروع الصهيوني ما نراه اليم في حضرموت وفي شبوة وفي مأرب اذ يجري الترتيب لأوراق في ختام المطاف تخدم الصهاينة والمرتبطين بالصهيونية وحساباتها؟!
إن استهداف قوات صنعاء في شبوة هدفه البعيد أخطر مما يصوره الإعلام المغاتل والمناور والمغالط .. لأن وجود قوات صنعاء في شبوة كان معناه بقاء اليمن موحداً.. ومعناه مواجهة الحسابات الصهيونية والأمريكية والبريطانية.. ومعناه القرار الوطني السيادي الذي لا يقبل بالتبعية إلى أبو ظبي أو بالتبعية إلى الرياض.
وما تشهده هبة حضرموت فيها ما فيها من التباس بين المطالبات بالحقوق المحلية لأبناء حضرموت وما بين الأهداف الخطيرة التي تريدها عاصمتا العدوان الإقليمي الرياض وأبو ظبي, وما تسعى إليه لندن وواشنطن من حسابات هيمنة بعيدة المدى سوف تكبل المنطقة بآليات سيطرة شديدة لاحكام إذا من المتوقع أن نشهد حالات اغتيالات مؤكدة على قيادات الهبة الحضرمية التي قد تبالغ في موقفها من استنزاف الثروة النفطية والذهبية والسمكية وما خفي أعظم؟!
ومن المتوقع أن نرى إزاحات قادمة من القيادات الشبوانية المتوافق عليها إذ أن الاستبدال سيكون بعناصر أكثر "طواعية" وأكثر ليونة من سابقاتها مراحل استكمال استنزاف النفط والتحكم بها في سوق النفط ولتغطية النفقات القائمة للحروب التي تمولها أبو ظبي في ليبيا ومالي وفي أثيوبيا وكذا تغطية متطلبات مرتزقتها في اليمن بدءاً من الساحل الغربي من مليشيات طارق عفاش ومليشيات العمالقة ومليشيات الأحزمة الأمنية وما تسمية النخب الشبوانية والحضرمية والمهرية والتهامية والسقطرية.
وإذا أردنا أن نقرأ الأعمال الملتوية والألغام السياسية والمليشياوية التي أقدمت عليها قيادة أبو ظبي "المتصهينة" كفيلة بإحداث فوضى مدمرة لعشرات السنوات, وإحداث احتقانات قاتلة إذ من الصعب على أي من القيادات المحلية أن تؤدي عملاً يمكن أن يفضي إلى إنجاز أو تحقيق مصالح محلية لأبناء شبوة أو لأبناء حضرموت..
حيث وان الرغبة الإماراتية الاستحواذية لن تقبل بنشوء "رموز" أو أسماء خارج إطار التطويق الإماراتي المحكم ولهذا فإن شبوة وحضرموت والمهرة في إنتظار التسلط الإماراتي المحتل الذي لن يتيح أن تتنفس هذه المناطق أية حرية اقتصادية أو سياسية, وستكون السجون السرية هي الأساليب المنتظرة في قادم الأيام الآتيات.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا