ملف الأسبوع

رعب الاقتراب.. استراتيجية عسكرية للقوات البحرية اليمنية

رعب الاقتراب.. استراتيجية عسكرية للقوات البحرية اليمنية

مثلت القوات البحرية اليمنية علامة فارقة في تشكيلات الجيش اليمني، وكانت العمليات التي نفذتها سواء على مسار الهجوم أو الدفاع دليل على جهوزية عالية واستعداد تام لتثبيت السيطرة

على كل المياه اليمنية وخصوصاً مياه البحر الأحمر.
ولقد التفتت القيادة اليمنية بعد ثورة 21 سبتمبر إلى أهمية إعادة بناء هذه التشكيلات وذلك بعد أن رأت احتدام الصراع الإقليمي والدولي على مخزونات ومكنونات البحار والصراع أيضاً على المنافذ والطرق البحرية؛ حيث تبذل الدول الكبرى مجهودات كبيرة من أجل الوصول إلى المياه اليمنية والتحكم في منافذها ومضايقها وخصوصاً مضيق باب المندب والذي يعتبر كنترول التحكم في طرقات البحر الأحمر الجنوبية.
المتابع لما يجري الآن من حروب بحرية في البحر الأحمر وشرق المتوسط والخليج العربي والبحر الأسود، يلحظ أن القوات البحرية اليمنية كانت لها صولات وجولات رادعة لكل محاولات القوى الاستعمارية والقوى الإقليمية التابعة لها؛ فالعمليات العسكرية التي قامت بها هذه القوات لا تقل أهميةً عن ما قامت به القوات البحرية التابعة لمحور المقاومة الإسلامي في الخليج العربي ، حيث تمكنت تلك القوات من إلحاق الهزيمة بأقوى الأساطيل الأمريكية والبريطانية والفرنسية، واستطاعت أن تفرض تفوقاً بحرياً مكنها من بسط سيطرتها من مضيق هرمز وحتى عموم المياه الدولية في الخليج العربي، وفيما يخص القوات البحرية اليمنية وتموضعها في مياه البحر الأحمر فإن المتابع لانجازاتها يجد التالي:
1-  رعب الاقتراب:
فرضت القوات البحرية والدفاع الساحلي في تكتيكاتها الهجومية والدفاعية إستراتيجية عسكرية جديدة، هذه الإستراتيجية تسمى "رعب الاقتراب"؛ وهي مستوحاة مما تفعله الوحوش الكاسرة والضارية  عندما تحمي عرينها وبيتها وكل ما هو لها؛ فالطامع من الاقتراب يتعرض لبطش وانقضاض مرعب ومفاجئ يشتت شمله في البداية مما يجعله لقمة سائغة وفريسة سهلة؛ لتتناوله تلك الوحوش في النهاية بشراسة لا تفارق مخيلة من يفكر الاقتراب مرة ثانية.
هذا الهجوم المفاجئ والمرعب يجعل مملكات الوحوش الكاسرة منطقة محظورة يُمنع الاقتراب منها أو حتى المرور بجانبها إلا في ظل إذن ورغبة تلك الوحوش، وتطبيقاً لهذه الإستراتيجية نجد أن البحر الأحمر أصبح منطقة بحرية مرعبة لا يمكن الاقتراب منه إلا بإذن القوات البحرية اليمنية،  كما أن من نتائج هذه الإستراتيجية أن طفيليات الوحوش مثل الضباع والثعالب تهرب بعيداً ؛ لتبحث لها عن أماكن ومناطق أخرى تمارس فيها التطفل والاستراق، وقد انكشف ذلك في هروب قطعان الضباع التابعة للقوى الاستعمارية وضباعها المرتزقة من مناطق سيطرة القوات اليمنية في البحر الأحمر، وذهابها إلى بحار أخرى مثل المتوسط والأسود، لتقوم بهواياتها في سرق الثروات والمخزونات في تلك البحار، وفي هذه الحروب الشاهدة يمكننا الاستدلال بما سرده المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع حول إنجازات القوات البحرية والدفاع الساحلي حيث أوضح أن هناك أكثر من 29 عملية للقوات البحرية والدفاع الساحلي استهدفت سفن وبوارج وفرقاطات وزوارق وأرصفة موانئ تابعة للعدو وأفشلت عمليات إنزال واحتجزت عدداً من السفن التي انتهكت المياه الإقليمية اليمنية.
وأوضح سريع أن من أهم الفرقاطات التي اصطادتها القوات اليمنية فرقاطة المدينة وفرقاطة الدمام السعوديتين والسفينة الحربية الإماراتية سويفت .
2-  قوة العدة:
تسعى القوات البحرية اليمنية إلى تطبيق الآية الكريمة (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) "الأنفال 60" فالسلاح والعتاد البحري الذي قامت تلك القوات بتصنيعه أكسبها فرصاً كبيرةً للنصر والظفر في كل عملياتها القتالية؛ كما أنه ساهم أيضاً في زيادة نفوذ سيطرتها البحرية لفعاليته ودقته في استهداف نقاط العدو الهجومية.
وقد استطاعت القوات البحرية اليمنية بسلاحها المصنٌّع محليا أن تنفذ عمليات عسكرية في عمق المياه السعودية حيث استهدفت بعمليات نوعية ميناء جيزان السعودي أدت إلى تدمير زوارق حربية كانت راسية في الميناء، ومن أهم هذه الأسلحة:
منظومة صواريخ "مندب1":
وتعد هذه المنظومة من ابرز الانجازات التي  حققها الجيش اليمني في مجال التصنيع الحربي ، حيث تمتاز بدقتها العالية في إصابة الهدف ومزودة بتقنية لا تستطيع سفن العدو العسكرية من فك شفراتها.
وتم إنتاجها بالتعاون بين الوحدة الصاروخية والقوات البحرية، كما أن السلاح المسمى دلالات، حيث يرمز لمضيق باب المندب، الممر المائي الذي يتحكم فيه اليمن ويحافظ عليه.
الألغام الصائدة:
وهي ألغام بحرية محلية الصنع مخصصة لاصطياد قطع العدوان البحرية ، من طراز "كرار1" و"كرار2 " و"كرار3" و"عاصف2" و"عاصف3" و"عاصف4" و"شواظ"  و"ثاقب" و"أويس" و"مجاهد" و"النازعات" و"مرصاد".

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا