الصفحة الأولى

السلام الذي نريد

ذهب ترمب وجاء بايدن وأمريكا هي أمريكا الشيطان الأكبر، وكل تاريخ هذه الدولة "الكوكتيل" والذي لا يزيد عمره عن قرنين ونصف القرن يؤكد هذه الحقيقة.. فأمريكا دولة أقامها مغامرون مجرمون على الإبادة لسكان هذه القارة الأصليين المتمثلين بالهنود الحمر، وشيدت على حساب عرق ودماء الأفارقة الذين عانوا طويلاً من القهر والعبودية، ومازال التمييز العنصري يمارس ضدهم حتى اليوم، وما شعار "حياة السود مهمة" إلا تعبير صارخ على طبيعة هذه الدولة القائمة على العنصرية البيضاء..

السلام الذي نريد

العالم كله انشغل في الانتخابات الأمريكية كما لم ينشغل بها من قبل، ليس حباً في ديمقراطية أمريكا التي أظهرها الرئيس المنتهية ولايته لمرة واحدة دونالد ترمب بشكل فاضح، بل لمعرفة إلى أين هذه الدولة الاستكبارية الظالمة الفاسدة ستذهب..
هناك من يعول على تغيير الرئيس الأمريكي الجمهوري برئيس ديمقراطي وفق المسميات الأمريكية، وهذا غير صحيح كما قد يتوهم البعض.. فالإستراتيجية واحدة والفارق تكتيكات تنفيذها، والتجارب تثبت أن الديمقراطية أكثر دهاءً وخبثاً وتآمراً..
وفي هذا السياق ربما يميل الرئيس الجديد "بايدن" نحو إيجاد حل ما لوقف العدوان ورفع الحصار على شعبنا لأن هذه الحرب التي أعلنت من واشنطن وتقودها هذه الدولة المستكبرة قد طال أمدها، وأصبحت تشكل عبئاً قانونياً وأخلاقياً وإنسانياً- مع أننا نشك في إنسانية أمريكا- وأصبحت أيضاً تمثل أضراراً لو استمرت على هذه الدولة العظمى.. إضافة إلى أن موقفها سيرمي بثقل تداعياتها على الأنظمة الوظيفية في المنطقة وعلى رأسها النظامان السعودي والإماراتي، وإن حصل تغيير في الموقف الأمريكي باتجاه الحل السياسي والسلام، فهذا يرجع إلى صمود شعبنا وقيادته الثورية والسياسية وانتصارات أبطال جيشه ولجانه الشعبية الميامين الذين سطروا أعظم الملاحم في مواجهة هذا التحالف الأمريكي السعودي البريطاني الإماراتي الصهيوني الكوني..
وهنا نقول لأمريكا والعالم كله إن أي حل ينتقص من سيادة ووحدة واستقلال اليمن، ومن حرية وكرامة وعزة أبنائه مرفوضاً جملةً وتفصيلاً.. فالجرائم التي ارتكبت بحق هذا الشعب العظيم، والتضحيات التي قدمها أبناؤه، والدماء التي سالت لا تقبل المساومة والحلول الناقصة، فنحن لم نعتد على أحد عبر تاريخنا الحضاري العريق ولا اليوم ولا في المستقبل لكننا وعبر هذا التاريخ لا يمكن لأحد إخضاعنا أو النيل من كرامتنا وأن نكون أسياداً على أرضنا دوماً، وعلى كل من اعتدى علينا أن يدفع ثمن اعتدائه باهظاً، وهذا ما يجب على أمريكا وحلفائها وأتباعها وأدواتها أن يستوعبوه جيداً..
لهذا لا ينبغي بعد هذه الحرب الإجرامية القذرة الظالمة الرهان من أي كان على الحلول الناقصة والتي لا ترتقي إلى مستوى التضحيات التي قدمها شعبنا دفاعاً عن أرضه وعرضه، وعلى أمريكا أن تعي أن ما كان مقبولاً قبل أربع سنوات لم يعد اليوم كذلك، وهذا ما ينبغي أن تفهمه الإدارة الأمريكية الجديدة التي أحد معانيه صحة شعاراتها هي مراجعة مواقفها من عدوانها وأدواتها على الشعب اليمني.

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا