الصفحة الإقتصادية

على طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي.. شركة انتاج بذور البطاطس أنموذجاً

على طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي.. شركة انتاج بذور البطاطس أنموذجاً

 منذ أن أنشئت الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس قبل أربعة عقود وهي تسعى لتحقيق هدف انشائها في تحقيق الاكتفاء الذاتي من البذور،

ولكن دون جدوى رغم وجود الامكانيات المادية والبشرية، وظل هذا الهدف حلما يراود كل المزارعين، واليوم وفي ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد جراء العدوان والحصار، صار الحلم حقيقة، وحققت الشركة انجازا كبيرا عجزت عن تحقيقه في العقود الماضية الا وهو الاكتفاء الذاتي من بذور البطاطس برتبها العليا.. وعن نجاحات الشركة في الوصول الى تحقيق الاكتفاء الذاتي وجودة البذور.. التقت "26سبتمبر" بعدد من المختصين والمزارعين واجرت معهم اللقاء التالي:

لقاءات : محمد صالح حاتم
في البداية أوضح المهندس خالد الغولي مدير إدارة تطوير الإنتاج  بالشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس  أن الهدف من مشروع اكثار بذور البطاطس هو احلال المنتج لمحلي بديلا للمنتج المستورد، ورفع الإنتاجية من وحدة المساحة، بالإضافة لزيادة حصة الفرد من بطاطس المائدة، المحافظة على ارضنا من المراض والآفات التي تدخل مع البذور المستوردة..

خطوات إنتاج البذور
وتطرق المهندس خالد الغولي للخطوات والمراحل  التي تم فيها إنتاج بذور البطاطس و التي اتخذتها الشركة لإنتاج بذور البطاطس بتقنية الانسجة مشيرا أن البداية كانت في العام 2018 م بعمل الدراسات والابحاث الاولية ودراسة ما هو ممكن ومتوفر في البلاد، والاستفادة من تجارب الدول الاخرى، تلتها الخطوة الثانية في عام 2019م والتي تم فيها تأسيس اللبنة الأولى لإنتاج بذور البطاطس مبينا  أن هذه المرحلة اشتملت على خمسة خطوط، مشيرا أن المرحلة الخامسة والاخيرة من مراحل إنتاج بذور البطاطس كانت في العام 2022م والذي تم  فيها  اعتماد بروتوكول انتاج بشكل رسمي.
واكد المهندس الغولي أن مراحل الإنتاج كانت تحت اشراف ورقابة لجنة فنية مختصة محايدة من خارج الشركة مكونة من مجموعة من المختصين من الوزارة وهيئة البحوث الزراعية ودكاترة من جامعة ذمار، ومن إدارة مراقبة الجودة وإدارة الإنتاج النباتي، مشيرا أن مهام هذه اللجنة هو فحص مخرجات خطوط الإنتاج والتأكد من خلو منتجاتها من الأمراض الفيروسية والبكتيرية.

تقنية الأنسجة
اشار  المهندس خالد الغولي أن تقنية الإكثار بالأنسجة تعد من أحدث تقنيات الإكثار في العالم، مؤكدا أن هذه التقنية تعتبر حكرا على مجموعة محددة  من الدول، وأن هذه التقنية تعتبر من أضمن الطرق التي تنتج نباتات خالية من الفيروسات البكتيرية، واسرع الطرق واقصرها لإنتاج كميات كبيرة من البذور والشتلات..

الاصناف المنتجة
موضحا أن الشركة اعتمدت على اكثار صنف واحد فقط وهو "الدايمنت" لان هذا الصنف اصبح من الأصناف المطلقة وتستطيع كل دولة أو جهة إنتاجة دون مشاكل او اعتراض من الشركة المنتجة لهذا الصنف.
واكد أن الشركة لديها القدرة على تلبية احتياج المزارعين في الجمهورية اليمنية من بذور البطاطس بكميات كبيرة وجودة عالية وبأسعار مناسبة جدا.
وطمأن الغولي المزارع والمستهلك بعدم وجود مخاوف من نقص في البذور او بطاط المائدة.

سريعة النمو
اما المزارع هلال الجودة من محافظة عمران والذي يعمل في زراعة بذور البطاطس منذ العام 1990م فقد تحدث عن العمليات الزراعية لإنتاج بذور البطاطس والتي تبدأ بعملية تعقيم البذور ومن ثم التخزين، وبعد ذلك اخراجها وتقطيعها وتجهيز الأرض، ومن ثم عملية المذراة بالحراثة أو الأيادي العاملة، واضاف هلال يتم سقي اول مرة بعد البذار 10 ايام إلى 15 يوما، وتترك بدون ري حتى ظهورها من الأرض وتروى بالماء، ويتم رشها للوقاية من الأمراض، بعد ذلك يتم الحراثة وازالة الحشائش والاعلاف والاشجار الضارة وتستمر حتى ظهور الزهرة، ويتم التسميد واشار أن عمليات الري في الموسم تكون من 10- 12 مرة حتى موعد الحصاد، واشار أن البذور المحلية افضل بكثير من البذور المستوردة.
مؤكدا على أن البذور المحلية سريعة النمو، والشجرة و بشكل ممتاز، وخالية من الأمراض، ويقل استخدام المبيدات والاسمدة  لها حال  ظهورها حتى حصادها، لا تحتاج إلى مياه كثيرة، لا تحمل أمراض مضرة بالتربة، وتكاليفها قليلة، وكميات الإنتاج عالية، بخلاف البذور المستوردة والتي بتكون كميات الإنتاج أقل، مضيفا أن البذور المحلية يتم زراعتها اكثر من مرة عكس البذور المستوردة والتي تزرع مرة واحدة فقط، مشيرا أن البذور المستوردة تحتاج إلى مبيدات واسمدة، وتحمل امراضاً ضارة بالتربة، مؤكدا أن الأرض التي كانت تزرع بالبذور المستوردة اصبحت غير صالحة للزراعة..

توجه جاد
المهندس منصور الضبيبي استاذ في كلية الزراعة بجامعة صنعاء اشار أن  دور القيادة الثورية والسياسية الجاد للتوجه نحو الاكتفاء الذاتي وتخفيض فاتورة الاستيراد ودعمها للمشاريع الزراعية الوطنية تم كسر حاجز الخوف الفني الذي كان سائداً خلال العقود الماضية، وكذلك حالة الاحباط والعراقيل من قبل اصحاب المصالحة الشخصية والتي كانت تعيق العمل سابقا..
واشاد الضبيبي بدعم اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري والذي ساعد ودعم قيادة الشركة لمعالجة المشكلات الفنية والإدارية والمالية وتجاوز مرحلة التعافي إلى مرحلة التطوير والتحديث والبحث عن حلول علمية لإحداث نقلة نوعية لواقع الشركة، مشيرا لنجاح أحد مختبرات الزراعة النسيجية الخاصة (مختبر غراس)..

 ورشة التشبيك
واشار أن ورشة التشبيك بين المختبر والشركة  التي عقدت في نهاية العام 2019م بدعم من الصندوق الاجتماعي للتنمية كان لها دور في التخطيط السليم والتوجه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.
واكد أن الشركة خلال الاعوام 2020 إلى 2022م تمكنت من تغطية اكثر من 50% من احتياجات اليمن من بذور البطاطس بجودة أعلى من البذور المستوردة، وبتكلفة أقل ، مشيدا بتكريم رئيس الوزراء لإدارة الشركة وفريق العمل الفني والإداري ومختبر غراس والذي كان له الاثر الكبير في تحفيز القائمين على المشروع لتجاوز الفترة الزمنية لمحددة في الاستراتيجية.
مبينا بان ما حققته الشركة المتمثل في إنتاج بذور البطاطس بتقنية الانسجة سيسهم في تخفيض فاتورة الاستيراد والتي تزيد عن 4 ملايين دولار سنويا، وتجنب الامراض والآفات الزراعية التي تدخل مع البذور المستوردة، بالإضافة لضمان حصول المزارع على بذور عالية الجودة وبأسعار مناسبة، وتشغيل الأيادي المحلية، وتنمية قدرات الكوادر الفنية الوطنية، واكتسابها للخبرة والثقة العالية، مشيرا أن هذا الانجاز سيجعل من اليمن مصدرا لبذور البطاطس من الرتب العليا لدول المنطقة وبميزات تنافسية..

زيادة 30%
اشار المزارع حسين اللسامي احد مزراعي  البطاطس بمحافظة ذمار مديرية  عنس أن الشركة  العامة لإنتاج بذور البطاطس حملت اسمها الحقيقي من الآن وتسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي، مؤكدا أن  بذورها تفوق المستورد بزياده تتراوح30% مشيرا أن الكمية  الانتاجية للهكتار من البذور المحلية وصل إلى76طنا

تنمو بقوة
واضاف اللسامي أن البذور المحلية ينمو المجموع الخضري فيها بكثرة مقارنة مع البذور  المستوردة و التي تتأثر مجموعها الخضري باللفحة وخاصة في السنوات الأخيرة من الاستيراد، مشيرا أن البذور المستوردة تنتهي بذورها في الجيل الثالث أما  البذور المحلية بدايتها بداية خير وجيلها الثاني ينمو بقوة.
وقال اللسامي الذي يزرع بذور البطاطس منذ 22عاما أن سعر الطن المستورد يصل إلى مليون ومائة وخمسين ألفا وهو قابل للارتفاع، اما البذور المحلية فسعر الطن ثمانمائة الف ريال، موضحا  أن صنفي "ديمنت وبانميرا" أفضل الأصناف.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا