الصفحة الإقتصادية

العنب .. ثروة وطنية يجب الاهتمام بها

العنب .. ثروة وطنية يجب الاهتمام بها

ارتبط اسم العنب بالتاريخ والحضارة اليمنية القديمة، والعصور الاسلامية،  وذكر اسمه في النقوش والاثار اليمنية،  وذكره المؤرخون في  عدة كتاب ومراجع  تاريخية قديمة.

جودة عالية :
اشتهر العنب اليمني بجودته العالية ومذاقة الفريد، نظرا للميزة النسبية التي تتفرد بها البيئة اليمنية، من تنوع مناخي وتعدد في التضاريس، وخصوبة للتربة، وضرب به في  المثل العربي القديم (لا طال عنب اليمن ولا بلح الشام )، وهذه شهادة لجودة العنب اليمني، وأن الحصول عليها يعد من الامنيات.
بيئة العنب :
يحتاج العنب إلى صيف حار وجاف وشتاء بارد، مع درجات حرارة تتراوح بين 15-20 درجة مئوية.

مناطق زراعته :
كان العنب ينتشر في عدة محافظات يمنية ولكنه مع مرور الزمن انحصرت زراعته على محافظات قليلة عل اشهرها محافظة صنعاء ، وصعدة ، والجوف وعمران ،والبيضاء  بنسبة قليلة. وتعد مديرية بني حشيش في محافظة صنعاء  اشهر مديرية يزرع فيها العنب وتسمى سلة عنب اليمن نظرا لخصوبة تربتها، ومناخها المناسب،  وكذلك يتواجد في  مديريات خولان، وبني الحارث.

اصناف العنب :
يصنف العنب اليمني الاجود على مستوى العالم، ويكتسب شهرته من تنوع أصنافه  وألوانه وأشكاله. ويقسم لعنب اليمني الى ثلاثة اقسام : العسلي (الابيض)،  والأحمر، والاسود، وتوجد عدة اصناف من هذه الاقسام ومنها على سبيل الذكر (الأطراف، الجبري، البياض، بيض الحمام، التبوكي، التربي، الزيتون، القوارير،  العرقي، عيون البقر،  الحاتمي، الجوفي، والعاصمي، وغيرها من الاصناف والتي تزيد عن اربعين صنفا.

الامراض والآفات :
محمد صالح الحيلة أحد مزارعي العنب في بني حشيش اشار  ان العنب في بني حشيش اصيب بأمراض منذ سنوات قليلة والتي لم تكن موجودة من قبل، مؤكدا أن هذه الامراض تؤدي الى فساد وتلف كميات كبيرة من العنب.
واوضح ان من هذه الامراض والآفات ما يسمى البياض الزغبي والعفن، مشيرا أن السبب في انتشارها هو الاستخدام العشوائي والمفرط للأسمدة والمبيدات الزراعية..
واشار محمد الحيلة أن وزارة الزراعة والري لم تقم بدورها في الرقابة على المبيدات التي تدخل إلى اليمن، وكذلك التوعية والارشاد بالطرق الصحيحة والسليمة لاستخدام المبيدات والاسمدة.
وذكر الحلية أن المزارعين في السابق كانوا يستخدمون السماد البلدي (الذبيل) المستحضر من مخلفات الحيوانات، وكذلك عملية( تتريب )العنب والتي تعمل على القضاء على الحشرات والعناكب وتسفية عناقيد العنب
وطالب المزارع محمد صالح حاتم الدولة ممثلة في وزارة الزراعة والري بتفعيل الارشاد الزراعي، وتشكيل فرق للنزول الميداني إلى المزارع لمعرفة الأمراض وان يكون النزول منذ بداية موسم العنب حتى يتم مكافحة الأمراض والآفات التي تصيب العنب، مضيفا أن على الوزارة كذلك تقديم الارشادات والتوعية المستمرة للمزارعين بالطرق الصحيحة والسليمة لاستخدام المبيدات والاسمدة وذلك عن طريق وسائل الاعلام المختلفة بالإضافة إلى التوعية الميدانية، وتشكيل لجان توعية وإرشاد على مستوى العزل والقرى من ابناء المجتمع.
مدير مكتب الزراعة والري بمديرية بني حشيش المهندس حازم العضلي اشار أن شجرة العنب تصيبها امراض وآفات زراعية عديدة منها البياض الدقيقي، والبياض الزغبي، والاعفان  وغيرها من الأمراض والآفات، والتي انتشرت خلال السنوات الأخيرة، واثرت بشكل كبير على محصول العنب مؤكدا أن السبب هو انعدام المبيدات الفعالة في الاسواق القادرة على مكافحة تلك الأمراض، والتي غابت خلال السنوات الأخيرة، وما يتواجد في السوق من مبيدات لا تنفع، بل أن بعضها اصبح مضراً على العنب.

الإرشاد الزراعي :
اوضح المهندس العضلي أن الارشاد الزراعي غائب عن المديرية، مؤكدا عدم وجود مركز ارشادي في المديرية، وناشد مكتب الزراعة والري بالمحافظة بتوفير مركز ارشاد زراعي ومهندسين زراعيين في المديرية
الصعوبات :
يعد العنب من الفواكه التي لا تتحمل النقل او البقاء لفترة طويلة، بل أنها سريعة التلف، مالم يتم تجفيفها وتحويلها إلى زبيب..
واشار حازم العضلي ان الصعوبات هي ارتفاع اسعار المشتقات النفطية، واسعار المدخلات الزراعية، وضعف التسويق، وعدم توفر المبيدات الزراعية النافعة لمكافحة الأمراض والآفات..

المساحة والإنتاج :
حسب كتاب الاحصاء الزراعي للعام 2020م - بلغت المساحة المزروعة بالعنب 11991 هكتارا، وبنسبة 8. 12% من المساحة المحصولية للفواكه،  وبلغت كمية الإنتاج 136555طناً، وبحسب الكتاب نفسه فقد جاءت محافظة صنعاء في المرتبة الأولى بمساحة بلغت (9076) هكتاراً،
وكمية الانتاج ( 104074) طناً، ومحافظة صعدة ثانيا بمساحة (996)هكتاراً، وكمية الانتاج (10888)طناً.
وتبقى شجرة العنب ثروة وطنية هامة ومحصولاً نقديا  واشتهرت بزراعتها اليمن منذ قرون من الزمن، يجب الاهتمام بها وتنميتها والحفاظ عليها، بل يتطلب دعم المزارع اليمني، ايجاد حلول عاجلة وسريعة للآفات الزراعية التي انتشرت في اشجار ومحصول العنب، وإنشاء جمعيات زراعية خاصة بالعنب وانشاء اسواق خاصة بالعنب، تحتوي على بنية متكاملة من ثلاجات تبريد لحفظ وتخزين العنب وقت الذروة، وتسويقها في بقية ايام السنة، كما يتوجب منع استيراد الزبيب الخارجي، وفتح اسواق خارجية لتصدير العنب والزبيب اليمني، ليعود النفع والفائدة على المزارع اليمني والدولة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا