الصفحة الإقتصادية

من اليمن.. بدأ التاريخ

من اليمن.. بدأ التاريخ

إلى كل الأقزام الذين يحاولون تشويه تاريخ وحضارة اليمن أينما كانت مواقعهم، عليهم تطهير قلوبهم وألسنتهم وأجسادهم لأنهم يقفون في حضرة التاريخ اليمن السعيد.

في هذ المقال سوف أتجول في ذاكرة التاريخ لأقدم للقارئ العربي مقتطفات مختصرة عن تاريخ اليمن الكبير الذي ساح أبناؤه شرقاً وغرباً للتجارة والسيطرة وحكموا الأرض قبل الإسلام وبعد الإسلام حملوا رسالة الخير والسلام والعلوم المختلفة إلى العالم.

من هنا بدأ التاريخ
وُجدت اليمن قبل التاريخ البشري كأقدم حضارة على وجه الأرض إذ يرجع تاريخها لأكثر من 10 آلاف سنة. اليمن هي الموطن الأول للجنس البشري، وأصل الهجرات البشرية، والحضارة اليمنية لن تتكرر حتى قيام الساعة فهي أقدم من الحضارة الفرعونية والبابلية وغيرها من الحضارات التي تعتبر امتداداً لحضارات اليمن القديم، واليمن سابقة في تمدنها على مصر وبابل، اليمن هي البلاد التي هاجر منها إلى مصر الفراعنة العظام وحملوا معهم العلم والحكمة والصناعة والزراعة ومنها أسلاف البابليين والآشوريين وغيرهم.
اليمن أرض العرب الأولى والشعب اليمني هو أصل الجنس العربي الأصيل، وقبائل اليمن الشهيرة عاد، وثمود، وطسم، وجديس، وجرهم، والعمالقة، والهكسوس، والفينيقيون، وأميم، وغيرها هي قبائل العرب القديمة التي انتشرت في الجزيرة العربية والعراق والشام ومصر وشمال إفريقيا، وظهر منها العرب العاربة قبائل قحطان، والعرب المستعربة قبائل عدنان، وفي عصر الإسلام فتح اليمنيون العالم حتى وصلوا إلى الصين وفرنسا وفتحوا بلاد المغرب العربي والأندلس ومصر التي أسسوا فيها مدينة الفسطاط القاهرة حالياً والجيزة ولاتزال شوارع القاهرة القديمة حتى الآن بأسماء قبائل يمنية.
القرآن يصف حضارة اليمن "إرم" و"سبأ"
أبناء اليمن سبقوا العالم في التمدن والحضارة والتجارة والعلوم والفنون والهندسة، وفتحوا الأرض من مشرقها إلى مغربها، ونشروا الإسلام في مختلف بقاع الدنيا، وكان لأبناء حضرموت اليمنية الفضل بعد الله في إسلام قرابة نصف مليار مسلم في (شرق آسيا) ماليزيا وإندونيسيا والصين والهند، ومنطقة القرن الإفريقي، ومختلف دول العالم.
قال تعالى عن المدينة العظيمة إرم وقوم عاد وثمود: "إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد". الإنسان اليمني معجزة الله في هذه الأرض، حوَّل من الجبال قصوراً زينت بالذهب والفضة والأحجار الكريمة، للترف فقط وحقق من التقدم والرخاء والديمقراطية ونظام الحكم، قديماً ما لم تستطع أي حضارة تحقيقه حتى الآن.
مملكة سبأ من أعظم الدول وأغناها بلغت سمعتها ومكانتها الآفاق
وصف القرآن مملكة سبأ {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آية جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ } تلك الجنان تمتد من اليمن حتى الشام يصعب وصف جمالها وعظمتها والخير الذي فيها، كانت خالية من الحشرات والزواحف، وكل ما يؤذي الإنسان.
مملكة سبأ تعتبر ذروة الحضارة اليمنية، فيها عرش بلقيس، وسد مأرب ومعبد الشمس الذي يُعتبر من عجائب الدنيا، ومملكة سبأ ذكرها القرآن الكريم والكتب السماوية، وذكرها المؤرخون كأعظم الحضارات الإنسانية في التاريخ القديم. لقد تجاوزت حدودها الشام والعراق حيث كانت اليمن تمسك بزمام طريق التجارة الدولية التي كانت تُعرف بطريق اللبان الذي يصلُ بين أفريقيا الشّرقية وبلاد الشام وبلاد فارس وآسيا بالإضافة للعديد من أسواق الجزيرة العربية، والعالم حتى أن البحر الأحمر كان اسْمُهُ "بحـر اليمن"، والملكة بلقيس أول من أسست نظام الشورى في الحكم.

ملوك اليمن والكعبة ونبي آخر الزمان
ملوك اليمن أول من لبس التيجان، وأول من كسا الكعبة منهم التبابعة وذو القرنين الذي ملك الأرض من مشرقها إلى مغربها، وأفريقس الذي أسس القارة الأفريقية، والعظيمة بلقيس، والملك تُبع الحميري ملك اليمن وهو أول من كسا الكعبة قبل الإسلام، وصنع للكعبة باباً ومفتاحاً، ووضع أموالًا لخدمتها، وهدم الأوثان حولها وجعل قوم جرهم أوصياء عليها، وتوارثه بقية ملوك اليمن في كساء الكعبة، وبنى الملك تبع أسعد الحميري بيتاً لنبي آخر الزمان في المدينة وسكن فيه أجداد أبو أيوب الأنصاري، وهو الذي وقفت ببابه ناقة النبي محمد عليه الصلاة والسلام عندما هاجر إلى المدينة.
الفخر عند الملك تبع ملك اليمن
أنا تبع الأملاك من نسل حمير ... ملكنا عباد الله في الزمن الخالي
ملكناهم قهراً وسارت جيوشنا ... إلى الهند والأتراك تردى بأبطال
وكل بلاد الله قد وطئت لنا ... خيول لعمري غير نكس وأعزال

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا