اللوز اليمني جودة عالية ومذاق فريد اكسبته شهرة عالمية

ارض اليمن معطاءة وواعدة بالخير الوفير في الانتاج الزراعي بشكل عام نظرا لخصوبة تربتها ومناخها المتنوع مما اكسبها تفرداً في الانتاج لمختلف المحاصيل الزراعية النقدية وغيرها ,

ومن تلك المحاصيل التي اكتسبت ايضا شهرة عالمية لجودتها هي اللوز التي تحتاج الى التفاتة من قبل المعنيين للتطوير والتوسيع في زراعتها وارشاد المزارعين بشكل يسهم في  زيادة الانتاج لتغطية السوق المحلي وصولا الى التصدير  .. تفاصيل أكثر في سياق التقرير التالي :  
بحسب كتاب الإحصاء للعام 2020م- الصادر عن الإدارة العامة للإحصاء والمعلومات الزراعية فقد زادت  المساحة المزروعة بأشجار اللوز وكمية الإنتاج حيث بلغت( 7119)هكتاراً، وكمية الإنتاج (12466)طناً مقارنة (6474 )هكتاراً في العام 2019م، وبلغت كمية الإنتاج (11340) طناً وتركزت زراعة اللوز في محافظة صنعاء بنسبة تفوق 95%،  وخاصة في مديريات الطيال، وبني مطر والحيمة الداخلية، والخارجية.

الموطن الاول
تعد منطقة جبل اللوز وجبل بني جبر بمديرية الطيال محافظة صنعاء  الموطن الأول للوز اليمني، وترتفع عن سطح البحر اكثر من 3200متر، وتمتاز ببيئة مناسبة لزراعة اجود انواع اللوز، بالإضافة إلى زراعة انواع الحبوب البلدي ومن هذه المنطقة انتشرت زراعة اللوز إلى مديريات اخرى في محافظة صنعاء وتعز وذمار وأمانه العاصمة.
وعن زراعة اللوز اشار مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة صنعاء المهندس علي القيري إلى اهمية محصول اللوز، باعتباره محصولا نقديا هاما، مؤكدا أن اللوز من اهم المحاصيل التي تشتهر بها محافظة صنعاء
موضحا بأن محافظة صنعاء تحتل المركز الأول بين محافظات الجمهورية اليمنية  في زراعة وانتاج اللوز.

مهرجان اللوز
الى ذلك كشف القيري أن هناك استعدادات جارية  لتنظيم مهرجان للوز خلال الاشهر القادمة بالتعاون مع اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري، لافتا الى اهمية المهرجان في عملية التسويق للوز، وايجاد اسواق خارجية ومحلية.

منع استيراد اللوز الخارجي
ودعا المهندس القيري إلى ضرورة اصدار قرار بمنع استيراد اللوز الخارجي، مبينا المردود الكبير الذي سيعود على اللوز المحلي، وهو ما سيشجع المزارعين على التوسع في زراعة اشجار اللوز، مؤكدا أن اللوز الخارجي يعد إحدى التحديات التي تواجه المنتج المحلي من  اللوز.

الموطن الأول
المزارع محمد علي السلامي احد مزارعي اشجار اللوز بمنطقة جبل اللوز مديرية الطيال محافظة صنعاء أوضح بأن منطقة جبل اللوز عرفت زراعة اللوز قبل اكثر من 400 سنة مبينا ان جبل اللوز يعد الموطن الأول للوز في اليمن.

انواع اللوز
واشار السلامي أن اشهر انواع اللوز هو اللوز الحلو (الرازقي والذي يسهل كسره باليد،  ذات اللون الابيض وصغير الحجم) ثم يأتي بعده النوع( العجمي ولا يكسر الا بالحجر)، وبعدها يأتي النوع نصف مر ويسمى (الشحطي) وآخر الانواع وهو النوع المر، وهو قليل جدا، وهو غير مرغوب.
واوضح المزارع السلامي أن شجرة القات اثرت بنسبة ما بين 30%-40% على زراعة اللوز، مشيرا الى  أن زراعة  اللوز اسهل من زراعة القات، ولا تحتاج كميات كثيرة من الماء، مبينا أن منطقة جبل اللوز تعاني من شحة المياه وهو ما ساعد على عدم انتشار شجرة القات.
واشار السلامي أن اكبر التحديات التي تواجه شجرة اللوز هي انتشار الآفات الزراعية ومنها آفة المن الاسود، واللفحة، الى جانب اللوز الخارجي الذي يتنشر بكثرة في الاسواق اليمنية.
وقال : "  أن اللوز المستورد لاتكمن خطورته في تدني سعره فقط، بل أن خطره يأتي  عند خلط اللوز اليمني باللوز الخارجي،  خاصة عند التجار عديمي الضمير وهو ما يؤثر على  شهرة وجودة اللوز اليمني داخليا وخارجيا.

الارشاد الزراعي
وأكد السلامي ان غياب الارشاد الزراعي، وعدم استخدام التقنيات الحديثة في زراعة اشجار اللوز ومنها البيوت المحمية أثر بشكل سلبي على تطور زراعة اللوز وزيادة الانتاج ، داعيا وزارة الزراعة والري إلى الاهتمام بأشجار اللوز،  والقيام بعملية الارشاد الزراعي لتوعية المزارعين وارشادهم بالطرق الصحيحة لمكافحة الآفات الزراعية التي تصيب اشجار اللوز، في ظل  غياب تام للتسويق الزراعي لمنتج ومحصول اللوز.

جودة اللوز اليمني
من جانبه اوضح  المهندس عادل العريقي مدير البستنه بوزارة الزراعة أن اشجار اللوز تحتاج إلى ساعات برودة ما بين( 150- 500)ساعة،  مشيرا ان الإزهار والعقد يبدأ في (يناير - فبراير) والنضج يبدأ في (يونيو -يوليو)، مبينا أن عملية جني اللوز تبدأ عندما يتشقق الغلاف الخارجي الثمري وانفصاله عن القشرة الداخلية للوز.
واشار العريقي ان  شجرة اللوز تبدأ بالإثمار في عمر( 3-4)سنوات، والإنتاج التجاري يكون في السنة السادسة والتي يمكن أن يصل إلى (15) كيلو جرام، وكلما ازداد الاهتمام بالشجرة يمكن يصل إلى 30كيلو جرام.
مؤكدا أن اللوز اليمني يمتاز عن غيره من انواع اللوز في العالم بمذاق فريد وجودة عالية وذلك لاحتوائه على العديد من الألياف والعناصر الغذائية الهامة  ونكهته المشبعة بالزيوت الطيارة، مقارنة بغيره، مرجعا سبب هذه الميزة الى طبيعة المناخ والتنوع المناخي الفريد لليمن.

الأمراض التي تصيب اللوز
 وعن الأمراض التي تصيب اشجار اللوز بين المهندس العريقي أن من أكثر الامراض والآفات إنتشارا بين اشجار اللوز هي :  البياض الدقيقي والمن الاسود، والعناكب، والتصمغ عند ارتفاع الرطوبة ، خنفساء قلف البرقوق
مشيرا أن هذه الامراض ينتج  عنها  سقوط الثمار بعد العقد وإضعاف النمو  وبالتالي صغر الشجرة وتشوهها وتساقط اوراقها
موضحا بأن الوقاية من هذه الأمراض والآفات التي تصيب تتطلب العناية بالشجرة وازالة الاغصان المصابة باستمرار والتحويط حول الشجرة عند ريها واستخدام المبيدات المتخصصة بنوع الإصابة حسب التعليمات على العبوة.
وتبقى شجرة اللوز شجرة اقتصادية هامه  ومحصولها   محصولاً نقديا و اقتصاديا هاما ،للمزارع والدولة، وبالمقابل لا تحتاج شجرة اللوز الى عناية كبيرة كبقية المحاصيل الزراعية ، ولا كميات ماء كثيرة وتتوفر بيئتها بشكل كبير في اليمن، وهي الأراضي الهامشية التي لا تؤثر على المحاصيل الاستراتيجية من الحبوب كالقمح وغيره، وهو ما يتطلب التوسع في زراعتها، وايجاد اسواق خارجية للوز اليمني وحمايته من اللوز المستورد، ومكافحة الأمراض والآفات التي تصيب هذه الشجرة النقدية الهامة..