أخبار وتقارير

اسرار وخفايا معارضة الكيان الصهيوني لعودة الاتفاق النووي مع إيران

اسرار وخفايا معارضة الكيان الصهيوني لعودة الاتفاق النووي مع إيران

, أكد رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني مجتبى ذو النور عزم بلاده التراجع عن تطبيق تعهداتها وفقاً للاتفاق النووي حتى يلتزم الجانب الآخر بتعهداته ويطبقها ..

محذراً وزير الخارجية الامريكي الجديد بألا يلومن إلا نفسه عندما توقف إيران العمل بالبرتوكول الإضافي.
وقال في لقاء مع قناة «العالم» أن قرار الحكومة الإيرانية في تنفيذ قانون إلغاء الحظر والحفاظ على مصالح الشعب الإيراني لا رجعة فيه بل بات تنفيذه ضرورة ملحة بعد الخطاب المتعجرف لوزير خارجية بايدن أنتوني بلينكن الذي دعا فيه إيران للالتزام بالاتفاق النووي وضرورة التفاوض على اتفاق جديد يشمل قضايا غير نووية وأن بلاده ترى ان الأمر بحاجة إلى مزيد من الوقت" .

تطوير القنبلة النووية
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي قد هدد في كلمة له في مستهل المؤتمر السنوي بمعهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب وقال : " إن إيران تمتلك كمية من اليورانيوم المخصب تخرق ما هو مسموح به بموجب الاتفاق النووي الموقع معها .
وأشار إلى أن أجهزة الطرد المركزي التي طورتها إيران تسمح بتسريع عملية تطوير القنبلة النووية التي ربما تتم في غضون أشهر أو حتى أسابيع .. معرباً عن معارضته للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران داعيا إلى الإبقاء إلى العقوبات الدولية المفروضة على إيران .. قائلاً "إن العودة للاتفاق النووي الموقع في عام 2015 م حتى وإن كان اتفاقا مماثلا بعد العديد من التحسينات أمر سيئ وخاطئ من وجهة نظر عملياتية واستراتيجية".
وأضاف" أننا نقف مع تحالف قوي يضم دولا عربية لمواجهة المحور الشيعي الذي يمتد من إيران مرورا بالعراق وسوريا ولبنان وأشار إلى أن هذا التحالف الإقليمي القوي قد تبلور ليبدأ من اليونان وقبرص ومصر والأردن ودول الخليج العربي حيث تقف دولة إسرائيل داخل هذا التحالف" .. لافتاً إلى أن تموضع محور إيران "يشهد تباطؤ داخل سوريا نتيجة للعمليات المتواصلة التي ننفذها مع باقي المؤسسات الأمنية لكن هذا التموضع لم ينته ولا توجد لدى الإيرانيين النية لوقفه ولذلك نشاطاتنا ستتواصل.

مشكلة إسرائيل
وأشار رئيس اركان الجيش الإسرائيلي الى أن إيران حسب وصفه لا تعتبر مشكلة إسرائيل فحسب بل مشكلة دولية لأنها تغذي الإرهاب في العالم عامة وفي الشرق الأوسط خاصة" مضيفا أن : "العودة إلى الاتفاق النووي لسنة 2015 أو حتى التوصل إلى اتفاق مشابه ومعدل سيكون اتفاقا سيئا على المستويين العملي والاستراتيجي لذا يجب عدم السماح لذلك" .. موضحاً أنه أصدر تعليمات للجيش لوضع عدد من الخطط العملياتية فيما يتعلق بإيران غير أن قرار تنفيذها يبقى في يد المستوى السياسي لدى قيادة بلده وأنه يتم هذه الأيام وضع خطط قتالية للتعامل مع احتمال محاولة إيران تطوير قنبلة نووية معتبرًا الرجوع للاتفاق النووي “خطأً عملياتياً واستراتيجياً كما أشار حسب وصفه إلى أن إيران تمتلك كمية من اليورانيوم المخصب تخرق ما هو مسموح به بموجب الاتفاق النووي الموقع معها.
 
تواصل دبلوماسي
تلك التصريحات هي بمثابة رسالة للرئيس الأمريكي جو بايدن مفادها أن يتوخى الحذر في أي تواصل دبلوماسي مع إيران كما أن صدور مثل تلك التصريحات عن رئيس الأركان الإسرائيلي بشأن صنع سياسة أمريكية أمر نادر الحدوث ومن المرجح أنها تمت عن موافقة من الحكومة الإسرائيلية هذا الى جانب ان المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران وجهت له انتقادات لإذاعة من صقور الإدارة الأمريكية واتهامه بالتراخي والتساهل مع طهران في الوقت الذي أعلن فيه مستشار الأمن القومي الأمريكي أن حل الأزمة النووية المتصاعدة  يمثل أولوية قصوى للإدارة الأمريكية الجديدة فيما عبرت إيران عن موقفها لافته ذلك في تصريح وزير خارجيتها محمد جواد ظريف الذي أكد أن بلاده لن تقبل مطالب واشنطن بالعدول عن تسريع برنامجها النووي قبل أن ترفع الأخيرة عقوبتها عن الجمهورية الاسلامية الإيرانية.

رفع العقوبات
ووسط جدال محتدم بين طهران وواشنطن فإن الإدارة الأمريكية لم تهدف لرفع العقوبات عن إيران بالكامل ويتشاور المبعوث الأمريكي الخاص بطهران مع مسؤولين بارزين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا لمعرفة تقييم الأطراف الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015م حيث تحذر واشنطن من اقتراب إيران من الحصول على سلاح نووي بينما تريد طهران رفع القيود الأمريكية المفروضة عليها مع التقيد باتفاق 2015 م وعودة واشنطن إليه من دون شروط مسبقة فيما عبر الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون عن موقفه من الاتفاق النووي قائلاً : إن المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني ستكون صارمة للغاية وينبغي تفادي تكرار أخطاء عام 2015 م عندما تم تهميش القوى الإقليمية من الاتفاق النووي مع إيران .. وأشار إلى أن الوقت المتبقي لمنع إيران من تطوير السلاح النووي محدود للغاية وأن المفاوضات معها ستكون صارمة للغاية " .. مشيراً الى أنه سيطلب من إيران ضم شركاء فرنسا في المنطقة إلى الاتفاق النووي ومن ضمنهم السعودية محذرا من أن الوقت المتبقي قصيراً جدا لمنع إيران حيازة سلاح نووي جاء حديث ماكرون هذا أمام عدد من الصحفيين على مائدة إعلامية مستديرة شملت عددا من القنوات الفضائية فيما شدد الرئيس الأمريكي جو بايدن على تعزيز القيود النووية على إيران عبر إتباع الدبلوماسية فيما ردت الرئاسة الإيرانية بالقول : " إنها لن تتفاوض بشأن الاتفاق النووي أو أي ملفات أخرى تقول إنها لم تخرج منه كما فعلت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب".

حرب نفسية
وعلى الجبهة الإيرانية شدد محمود واعظي مدير مكتب الرئيس حسن روحاني في تصريحاته المتلفزة قائلا: إن قواتنا المسلحة مدربة وأن المناورات المختلفة التي قمنا بها هي دليل على أن لا نية لدينا للاعتداء" وأنه لا نية لدينا للدخول في حرب لكننا سندافع جدياً عن بلادنا" حيث تنظر إيران إلى تلك التصريحات في إطار "الحرب النفسية" مؤكداً أن طهران لن تتوانى في الدفاع عن نفسها في مواجهة أي اعتداء.
وقال واعظي "الإسرائيليين يقومون بشن حرب نفسية وعملياً ليست لديهم أي خطة وأي قدرة وهم غير قادرين على مهاجمة إيران تلك التصريحات الموازية للصحافيين رداً على سؤال بشأن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة وعلى ذات السياق قال مندوب إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي إن طهران لن تتردد في الدفاع عن نفسها وسترد بقوة على أي تهديد لأمنها.

الكذب والخداع
أكد واعظي أن إسرائيل تواصل “الكذب والخداع” لإظهار أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا للمنطقة معتبرًا أن الهدف وراء تلك التهديدات هو التعتيم على أسلحة إسرائيل النووية وأفعالها التي تهدد استقرار المنطقة برمتها وأن تل أبيب فعلت كل ما في وسعها لهدم الاتفاق النووي المبرم مع طهران مؤكدًا على ضرورة أن يكون المجتمع الدولي حذرا من ذلك وأن يقوم بمسؤولياته تجاه التهديدات الإسرائيلية كما رد المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارجي على التهديدات الإسرائيلية حول البرنامج النووي الإيراني بالقول: ” سنبيد تل أبيب ونسويهما بالأرض إذا ما ارتكب الكيان الصهيوني حماقة تجاه إيران وشعبها العظيم” وفي مقابلة مع قناة العالم أكد شكارجي أن تصريحات الكيان الصهيوني الأخيرة عن تدمير المنشآت النووية الإيرانية لم تكن سوى أوهام وأضغاث أحلام وأضاف: ” نقول للصهاينة بأنهم جربوا أنفسهم أمام قوات المقاومة وأن المناورات التي أجريناها عكست جانبا من قدراتها القتالية” وكان الحرس الثوري والجيش الإيراني قد أجرى خلال يناير (كانون الثاني) الحالي سلسلة مناورات عسكرية امتدت على نحو أسبوعين شملت تمارين عدة مثل استخدام الطائرات المسيرة وإطلاق صواريخ بالستية وإنزال مظليين.

عملية التطبيع
كل ذلك يأتي مع مجيء الإدارة الأمريكية الجديدة فالجميع يحاول ترتيب أوراقه من أجل تحسين ظروف المفاوضات مع الجانب الأمريكي وبالتالي فإن واشنطن تلعب بورقة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتؤثر في المناخات وافتعال السياسات المتنقلة في الاضطرابات الأمنية وبالمقابل أن إسرائيل هي من تستثمر هذه المناخات وخصوصا مع عملية التطبيع مع العرب وتعتبر إسرائيل أن هذه التحالفات تشكل لها عملية توازنات عسكرية استراتيجية وأمنية لمواجهة إيران وليس النظام العربي القديم وبمعنى أن هذا التوازن يشكل تفوقا استراتيجيا من وجهة نظر تل أبيب قائم إلى هذه اللحظة أما العرب فهم مشغولون بترتيب أوراقهم وبصداقة الولايات المتحدة وبعيدين عن أي استنهاض للواقع العربي وتشكيل شخصية عربية مستقلة.

معاهدة ستارت الجديدة
الإدارة الأمريكية الجديدة تريد أن تعطي صورة مخالفة لترميم كل أخطاء الإدارة السابقة بموافقتها على المقترح الروسي بتمديد معاهدة ستارت- 3  للحد من الأسلحة متوسطة المدى وقصيرة المدى دون شروط مسبقة ولمدة خمس سنوات قادمة وذكرت وكالة نوفوستي الروسية أن موسكو وواشنطن وافقتا على تمديد العمل بمعاهدة ستارت الجديدة للحد من الأسلحة النووية وقال الكرملين إن الاتفاق يأتي  لتمديد معاهدة ستارت -3 الموقعة بين البلدين في العام 2010م والتي تنص على خفض الأسلحة الاستراتيجية الهجومية وفرض قيود على نشرها .
جاء ذلك في أعقاب الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نظيره الروسي فلادمير بوتين حيث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن بايدن بحث في الاتصال الرغبة الأمريكية في تمديد معاهدة ستارت الجديدة لخمس سنوات قادمة وتمثل موافقة الجانب الأمريكي على المقترح الروسي مؤشرا إيجابيا فيما يتعلق بإمكانية التفاوض مع واشنطن الخاص بالتوازن الاستراتيجي بين البلدين وقد وافق" مجلس الدوما" الروسي بالكامل على تمديد المعاهدة لتدخل حيز التنفيذ قبل ال5 من نوفمبر 2021م وهو موعد نهاية اتفاقية 2010م .
ومنذ انسحاب واشنطن من الاتفاق تخطت إيران تدريجياً حدوداً أساسية مفروضة بموجبه وزادت من مخزوناتها من اليورانيوم منخفض التخصيب وبدأت في تخصيبه بدرجات أعلى من النقاء وفي استخدام أجهزة طرد مركزي بما لا يتسق مع بنود الاتفاق ولمح بايدن إلى احتمال عودة واشنطن إلى الاتفاق شرط عودة طهران إلى تنفيذ كامل التزاماتها بموجبه التي كانت قد بدأت التراجع عنها بشكل تدريجي بعد عام من الانسحاب الأمريكي ومن جهتها تطالب إيران الولايات المتحدة برفع "غير مشروط" للعقوبات مؤكدة أنها ستعاود تنفيذ التزاماتها بمجرد عودة الأطراف الآخرين في الاتفاق لا سيما واشنطن لتعهداتهم علماً بأن إيران تنفي بشكل متكرر سعيها لتطوير السلاح النووي.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا