أخبار وتقارير

عدن.. تطورات دراماتيكية في أحداث صراع مجلس الوصاية

عدن.. تطورات دراماتيكية في أحداث صراع مجلس الوصاية

شهدت مدينة عدن ولا تزال تطورات دراماتيكية متسارعة في صراع فرقاء ما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي، حيث بدأ كل طرف من أطراف سلطة مجلس الوصاية السعودي الإماراتي

استعدادات وترتيبات التموضع والتمركز والتوسع في بسط النفوذ والسيطرة والإقصاء للطرف الآخر خلال مرحلة ما بعد تفكك "المجلس" بالتزامن مع وصول العلاقة بين أعضائه إلى مفترق طرق وسط مؤشرات على دخولها مرحلة "اللا عودة".. المزيد من التفاصيل المتعلقة بتحركات واستعدادات وخيارات كل طرف من أطراف صراع العمالة والارتزاق في سياق التقرير التالي:
مع مرور كل يوم تزداد نزعة الشر والإجرام وسفك الدماء في نفوس عناصر وقيادات المليشيات الإخوانية والعفاشية والانتقالية وغيرها من فصائل الإرتزاق المأجورة استفحالاً وسعيراً، حيث حرص تحالف العدوان والاحتلال منذ اللحظة الأولى على زرع هذه النزعة الإجرامية الهدامة الشريرة في نفوس قيادات فصائل وعصابات الارتزاق والعمالة لتتسنى له إمكانية تحريك تلك العصابات المعتوهة والتحكم بها كيف يشاء وبما يخدم أهدافه ونزعته الحاقدة على الوطن والشعب وكذا تحقيق مصالحه ومطامعه في السيطرة والهيمنة وتوسيع النفوذ واستغلال الموقع الجغرافي الهام والاستراتيجي ونهب مقدرات وموارد وخيرات وطننا وأبناء شعبنا اليمني.
وفي هذا السياق تأتي تطورات الصراع الذي تشهده مدينة عدن وعدد من المحافظات المحتلة بين أطراف ومكونات ما سمي بمجلس القيادة الرئاسي الذي يحرص العدوان كل الحرص على عدم توقفها ولو لفترات بسيطة بل جعلها مستمرة ومتواصلة تهلك الحرث والنسل وتحرق الأخضر واليابس.

صراع تصاعدي مستمر
منذ انطلاق شرارتها الأولى بالتزامن مع وصول مجلس الوصاية السعودي الإماراتي إلى عدن سلكت خلافات المرتزق طارق وانتقالي الإمارات منحى دراماتيكياً في مسار تطور وقائعها وأحداثها وبشكل تصاعدي مستمر.
وبالتزامن مع حلول الذكرى الـ32 لعيد الوحدة الوطني تطورت تلك الخلافات بشكل ملفت للنظر ووصلت على ما يبدو إلى مرحلة اللا عودة.
حيث قامت عناصر تابعة للمرتزق طارق برفع علم  الجمهورية اليمنية في قصر المعاشيق، غير أن عناصر تنتمي إلى انتقالي الإمارات قامت بإنزاله وتمزيقه ورفع علم الجنوب، ما أدى الى حالة من التوتر وتبادل التهديدات بين الطرفين.
وذكرت مصادر مطلعة أن عميل الإحداثيات رشاد العليمي رئيس ما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي تدخل لإيقاف الخلاف والتوتر بين الفصيلين بعد أن كاد يصل إلى مرحلة المواجهات والاشتباكات المسلحة.

سخرية وشماتة
وفي ذات السياق علق المرتزق سيف الحاضري المستشار الإعلامي للمرتزق علي محسن، على اقتحام مليشيات الانتقالي لفلة يتخذها المرتزق طارق صالح كسكن له في عدن بعد رفع أفراد حراسته لعلم الجمهورية اليمنية.. مشيراً إلى قيام مليشيات الانتقالي بتمزيق العلم وتهديد الحراسة قبل أن تتدخل وساطة مشتركة من رئيسي مجلسي الوصاية الإماراتية والسعودية (الزبيدي والعليمي) لتهدئة الوضع.
وتعمد المرتزق الحاضري السخرية والشماتة بالمرتزق طارق من خلال تعليقه على حادثة الاقتحام والهجوم على ما أسماه عضواً يعد في أعلى السلطات التي شكلها تحالف العدوان.

قرارات مستعجلة
من جهته شن الطاقم الإعلامي التابع للمرتزق طارق صالح حملة واسعة على انتقالي الإمارات مطالباً ما يسمى برئيس المجلس الرئاسي بإصدار قرارات مستعجلة لإنهاء سيطرة فصائل الانتقالي على عدن.
إلى ذلك كان المرتزق طارق صالح قد أقام فعالية احتفالية بذكرى الوحدة في معقل مليشياته الرئيسي بالمخا، تضمنت خلالها كلمة مكتبه دلالات النكاية بانتقالي الإمارات والتهديد باستعادة عدن.
يشار إلى أن عناصر أمنية تابعة للمرتزق طارق نفذت انتشاراً مفاجئاً في عدد من مديريات عدن، عقب وصول ما يسمى بالمجلس الرئاسي إلى المدينة.
ويرى مراقبون أن ذلك الانتشار قد مثل نقطة الاشتعال الأولى لنار الصراع والتباين والاختلاف، الذي وصل حد المواجهات المسلحة بين الطرفين في محافظة شبوة النفطية، في ظل مساعي سعودية إماراتية مشتركة لتقليص نفوذ الانتقالي، وتمكين المرتزق طارق من السيطرة على المحافظة الإستراتيجية.

حملة تجنيد واسعة
وعلى ذات السياق وسع المرتزق طارق صالح، قائد الفصائل الموالية لنظام العدوان الإماراتي انتشاره العسكري جنوب البلاد، قبيل ترتيبات مرتقبة لدمج فصائل الارتزاق المتناحرة هناك، ما يشير إلى مساعيه الهادفة إلى إعادة رسم مسرح انتشار مليشياته في ضوء الخلافات المتصاعدة بينه وبين مليشيات الانتقالي.
وأفادت مصادر قبلية في أبين أن لجنة المرتزق طارق التي تعمل تحت غطاء ما يسمى بهيئة الأركان بدأت التجنيد في أبين وتحديداً في المناطق الخاضعة لسيطرة انتقالي الإمارات.. وتعرض اللجنة مرتبات تصل إلى ألف ريال سعودي لكل فرد.
وأشارت المصادر أن المرتزق طارق من خلال التجنيد في أبين يهدف إلى تشكيل 3 ألوية على الأقل.
وأضافت أن عملية التجنيد في أبين جاءت بعد أيام على إطلاق حملة تجنيد مماثلة في لحج والضالع  تحت مسمى "ألوية اليمن السعيد" التي سبق لدول العدوان تأسيسها قبل أشهر.

خارطة تحركات
بالمقابل ووفقاً لخارطة تحركاته على الأرض، فقد قرر انتقالي الوصاية حسم التكهنات بشأن وجود أزمة في المعاشيق، باعتراف من قبل ما يسمى بنائب رئيس دائرته الإعلامية منصور صالح، ناهيك عن التحرك المكثف لرئيس المجلس المرتزق عيدروس الزبيدي عسكرياً وسياسياً، ينبئ بترتيبات لتصعيد جديد، تجلت أبرز ملامحه من خلال استعراض المجلس لمليشياته في نطاق سيطرته وفي عدد من المحافظات المحتلة وتوجيهه بعدم التعامل مع ما يسمى بوزارة الدفاع لا سيما فيما يتعلق بعملية التجنيد التي ينفذها المرتزق طارق في محافظات أبين ولحج وكذا مساعي العليمي لدمج فصائله، وقد حدد مجلس الزبيدي خياراته لمرحلة ما بعد إنفراط عقدة رئاسي الوصاية السعودية سياسياً، بالاتجاه نحو اتخاذ مواقف تصعيدية خلال اجتماع مرتقب لجمعيته  التي أصدر المرتزق الزبيدي قرار عقد اجتماعها منتصف الشهر المقبل.

عودة للإدارة الذاتية
ويتوقع مراقبون أن يعلن انتقالي الزبيدي خلال اجتماع أعضاء جمعيته العودة للإدارة الذاتية لعدن وقرارات أخرى ربما يكون قرار طرد مجلس العليمي الموالي لنظام العدوان السعودي أحدها.
أما على الصعيد العسكري فيبدو أن أعين قيادة انتقالي الوصاية الإماراتية تنصب على حضرموت والمهرة، حيث ينشط هناك على كافة المستويات، ففي حضرموت يضغط لإخراج ما يسمى بالمنطقة العسكرية الأولى وهي آخر وحدات تابعة للمرتزق علي محسن منتشرة في المحافظة النفطية الأهم، والهدف ليس فقط إنهاء نفوذ خصومه في حزب الإصلاح بل أيضا تضيق الخناق على رئاسي الوصاية السعودية ومنع أعضائه من استخدام حضرموت كعاصمة بديلة لعدن.

إرهاب متعدد
وفي ظل الواقع الاقتصادي الصعب والمعقد والاجتماعي المهتز والعسكري والسياسي الممزق الذي تتقاسمه مكونات ومليشيات عسكرية وسياسية عميلة ومرتزقة متنافسة ومتصارعة ومتسابقة على بسط النفوذ وفرض السيطرة وتنفيذ أجندات أنظمة العدوان والاحتلال.. لا يزال الإرهاب يضرب مدينة عدن الجميلة ، تلك المدينة التي لا يمكن لأي مدينة في العالم منافستها فيما تتعرض له من جرائم إرهابية، وفي تعداد ما يستخلصه منها الإرهاب من الأرواح البريئة والطاهرة.. لقد أضحت تلك المدينة (بموقعها الاستراتيجي الحيوي، وبمكانتها ودورها وبريقها التاريخي الذهبي في عالم الاقتصاد والنقل والتجارة) مسرحاً مفتوحاً أمام الإرهاب بشتى أنواعه ومصادره واختلاف دوافعه ومحركاته، وفيها تتواصل جرائمه بشكل شبه يومي في مسار تصاعدي ومسلسل تراجيدي حلقاته الدموية وفصوله المأساوية متواصلة يتابعها العالم- للأسف الشديد- بصمت مريب، وربما  بابتسامات رضا أو سخرية في بلد لا يزال حتى اللحظة خاضعا للوصاية الدولية، وأحكام البند السابع.  

انهيار أمني مرعب
وفي هذا السياق أكدت مصادر محلية أن مسلحين مجهولين ألقوا قنبلة متفجرة وسط سوق للأسماك في مديرية الشيخ عثمان وأسفر الانفجار عن مقتل خمسة مواطنين بينهم أربعة أطفال وإصابة 30 آخرين، في حصيلة أولية.
ولم يعرف بعد دوافع عملية الانفجار أو الجهة المسؤولة عنه، إلا أنه يأتي في ظل تصاعد الصراعات بين فصائل العمالة والارتزاق في مدينة عدن، التي تشهد خلال الآونة الأخيرة، انهياراً مرعباً في الأوضاع الأمنية.

صراع دموي طويل
في ضوء كل ما تقدم تشير الكثير من المعطيات إلى أن عدن على موعد مع فصل جديد من الصراع الدموي الطويل بين الفصائل المرتزقة التي تقودها القيادات المتصارعة داخل تشكيلة ما سمي بمجلس القيادة الرئاسي لا سيما في ظل استمرار حشد انتقالي الزبيدي لمليشياته على أكثر من جبهة، واستمرار توعد المرتزق طارق وتنفيذه لحملة تجنيد واسعة وبدعم من نظام العدوان السعودي في معاقل تابعة لانتقالي الزبيدي وتحديدا في لحج والضالع، وكذا استمرار حزب الإصلاح في العمل على تعزيز مليشياته في محافظات حضرموت وأبين ولحج وصولا إلى عدن.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا