أخبار وتقارير

رحل بصمت وتساؤلات عن مذكراته !! وماذا قال عن اغتيال الحمدي وأحداث الحجرية ؟؟

رحل بصمت وتساؤلات عن مذكراته !! وماذا قال عن اغتيال الحمدي وأحداث الحجرية ؟؟

بصمت رحل وبهدوء غادر .. ذلك هو عبدالله عبدالعالم الذي كان يوماً بدرجة نائب رئيس جمهورية عندما كانت صنعاء تتجه نحو الاستقلال قبل أن تطال أيادي الغدر مشروعها التحرري بإنقلاب دموي في 11 أكتوبر 1977م

وهو الانقلاب الذي مثل محطة فاصلة ليس في تاريخ الحمدي ورفاقه بل وفي تاريخ الشعب والأمة.
مع الاغتيال قرر عبدالعالم أن يصمت لكن القتلة ظلوا يحيكون المؤامرة للتخلص منه ايضاً فمن صنعاء بدأت الخلافات بينه والغشمي قبل أن يقرر الخروج الى تعز وهناك خلط صالح أوراق المؤامرة وأعاد ترتيبها قبل أن تقذف نتائج تلك الاحداث المؤلمة بقائد قوات المظلات الى عدن ومنها الى ليبيا ثم الى سوريه وأخيراً الى مصر.
من المؤلم أن تظل 44 عاماً بعيداً عن وطنك .. تلك هي قصة عبدالله عبدالعالم الذي قرر أن يصمت طوال تلك العقود وهو من كان له القول والرأي في صنعاء الحمدي وكان له الحضور والتأثير في يمن رفض الوصاية الأجنبية ليصبح من كانوا أقل شأناً منه على رأس السلطة وليصبح العملاء والخونة ممن نفذوا مؤامرة اغتيال الحمدي يحكمون اليمن ليس لعام أو ثلاثة بل لثلاثة عقود ويزيد .. ثلاثة عقود حدد معالمها ملحق عسكري سعودي إسمه صالح الهديان.
بالتأكيد أن عبدالعالم في كل ليلة بل كل لحظة عاشها خارج بلاده وأرضه ووطنه كان يتحسر فيها على ما آلت اليه الأوضاع فما لم يخطر في البال وما لم يكن ضمن التوقع أن يظل أولئك يعبثون وينهبون ويقتلون ويسرقون ويزورون ويغتالون لعقود بأكملها.
توفي عبدالله عبدالعالم في القاهرة فأراد أن يُدفن في اليمن وفي تعز تحديداً فلعله الشوق الى الحجرية ولعله الحنين الى تعز والى اليمن عموماً فما لم يتحقق له في حياته وهو الغريب المغترب أراد أن يتحقق له بعد وفاته في أن يعود الى بلاده ولو على كفن أبيض .. المهم أن يقبر في ارض طالما اشتاق إليها فهو ابن هذه الأرض ولا يمكن أن يُدفن إلا في اليمن بلاده ومسقط رأسه فإن لم تستقبله تعز فتحت صنعاء أحضانها له ليُقبر بجوار رفيقه الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وإن لم يُسمح لجثمانه بالعودة الى أرض الوطن اليوم فسيأتي الوقت الذي تتكفل فيه الدولة اليمنية دولة الاستقلال بنقل رفاته من مصر الى حيث يرغب يرحمه الله أو الى حيث يجب أن يدفن وبما يليق بمواقفه وتاريخه.  
الحاقدون أطلوا من جديد وقد لطخوا وجوههم بالسواد رافضين عودة جثمان رجل تمنى أن يعود ليشتم رائحة الوطن ولو لدقائق .. فلا تظلموا الرجل حياً وميتاً ولا تعذبوه بعد وفاته كما فعلتم وهو غريب الدار والوطن يتنقل من عاصمة الى أخرى فلا يطيب له مقام سوى بلاده وأرضه فهو من عشقها بصمت ومن أحبها دون أن يثير الضجيج فهل ما حدث للرجل طوال 44 سنة يكفي لأن نطوي صفحات الماضي أو على الأقل أن نساوي بينه وبين خصومه الذين قتلوا أو ماتوا فدفنوا في صنعاء أو في أي منطقة أخرى وهم من أفسدوا وخانوا وقتلوا وشردوا واحتالوا ومارسوا أبشع أنواع الجرائم بحق الوطن ومع ذلك لم نجد من يرفع الصوت حينما كانت العربات العسكرية على وقع موسيقى جنائزية تتقدم بمواكبهم نحو مقبرة الشهداء ليُدفنوا فيها في الوقت الذي ظل عبدالعالم بعيداً عن الوطن كل هذه المدة لم يسرق مال الشعب ولم يمارس العمالة والخيانة كما فعل الكثير ممن غادروا اليمن قسراً خلال عقود الوصاية السعودية.
أحداث الحجرية 1978م لم نقف على تفاصيلها كما ينبغي ولم نتوقف عند أسبابها ونتائجها غير أن ما يمكن أن يعلمه أي باحث فيها هو أن المتهم في ارتكابها نفى ذلك فعبدالله عبدالعالم وفي تسجيل صوتي نفى أي صلة له بارتكاب جريمة قتل مشايخ تعز وهنا نعيد القارئ الكريم الى تصريحات أدلى بها المجرم الخائن المرتزق علي محسن الأحمر حين اختلف مع علي صالح عام 2011م حيث استدعى الأحمر عدداً من الصحافيين من ساحة التغيير وأدلى لهم بمعلومات مهمة على ما جرى في أحداث الحجرية على رأسها براءة عبدالله عبدالعالم مما جرى وأن صالح خلف تلك الجريمة والكلام هنا لعلي محسن الأحمر.
في اليوم التالي قرر صالح زيارة الامن المركزي ومن هناك اطلق تهديدات بالكشف عن تجار النفط ممن يمتلكون الناقلات عبر البحار والمحيطات مشيراً بذلك الى علي محسن الأحمر وحينها كان الشعب يتابع مسرحية أبطالها قادة العصابة الدموية وهم يهددون بعضهم البعض بكشف بعض من جرائمهم.
نعم انتقد الكثير صمت عبدالله عبدالعالم حين تم الغدر بالحمدي وانتقد الكثير صمته حين قرر الاعتكاف بعد أن تآمر الجميع عليه فلم يفصح ولم يصرح وما له من صبر طويل ومن غياب أطول لدرجة أن البعض عندما كان يزور دمشق ويطلب لقاءه يعتذر .. قد يكون الاعتذار لاسباب أمنية فسلطة صالح لم تترك عبدالعالم وهو في منفاه دون ان تتعقبه بالمخبرين ومحاولات الاغتيال .. بل إن صالح كان يضحك ساخراً بنشوة المنتقم عندما تصل اليه أخبار رغبة عبدالله عبدالعالم بالعودة لدرجة أن سلطته كانت وراء نشر إشاعة أن عبدالعالم مصاب بمرض نفسي وأنه أصبح يعاني من حالة نفسية متعبة.
وفي العام 2011م رأى عبدالعالم أن الوقت قد حان للعودة الى الوطن الا أن سلطة صالح أوصلت اليه رسالة مخضبة بالدم فهي لا تضمن له البقاء على قيد الحياة إن قرر العودة ولن تتمكن من حمايته وكانت تلك الرسالة الأولى التي تحمل تهديداً مبطناً بالاغتيال أما الرسالة الأعنف فكانت باغتيال أحد أقارب عبدالعالم عندما عاد الى صنعاء.
بعد الانقلاب على الحمدي وجد عبدالعالم نفسه أمام خيارات محددة من بينها الاستمرار في السلطة الى جانب القتلة غير أنه اختلف معهم في مرحلة لاحقة وتحديداً بعد أشهر فالرئيس الغشمي اتجه الى إلغاء مجلس القيادة واستبداله بنظام رئيس الجمهورية وهنا الغي منصب عضو مجلس القيادة الذي كان يتمتع به عبدالعالم وهو بمثابة نائب رئيس جمهورية وبعد قرار الغشمي اصبح عبدالعالم فقط مجرد قائد قوات المظلات لتتصاعد الخلافات بين الطرفين وتصل الى مرحلة خروج عبدالعالم من صنعاء بقواته وصولاً الى تعز وهنا تولى المهمة علي عبدالله صالح الذي أدار المعركة العسكرية ضد قوات عبدالعالم بدعم خارجي قبل أن يصل الغشمي بنفسه الى مناطق الحجرية ليعلن الانتصار على قوات عبدالعالم التي اتجهت نحو الشطر الجنوبي.
الكثير من الاسرار يحملها عبدالله عبدالعالم حيث رفض الظهور الإعلامي طوال الفترات الماضية لاسيما ما يتعلق بتلك الاحداث والانقلاب الدموي على الحمدي وما تبعها من خلافات وتفاصيل الدور السعودي وغير ذلك من الاحداث وصولاً حتى الانتقال الى عدن ومنها الى ليبيا ثم الى سوريه وأخيراً الى مصر.
ولم تترك السلطة السابقة عبدالعالم يعيش خارج الوطن دون أن تتعقبه بالإشاعات والتلويح بفتح ملف أحداث الحجرية بين حين وآخر الأمر الذي جعل عبدالعالم وهو أكثر دراية من غيره بسلطة صالح يتخذ الكثير من الاحتياطات الأمنية غير أن حنينه لليمن لم يتوقف وشوقه لليمن لا ينتهي.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا