أخبار وتقارير

الحصار والعدوان على اليمن .. جرائم إرهابية

الحصار والعدوان على اليمن .. جرائم إرهابية

  المتتبع للشأن اليمني منذ اللحظة الأولى للعدوان السعودي - الأمريكي، قرابة السبع سنوات الذي أطلقه سفير النظام السعودي حينها عادل الجبير من واشنطن وليس من الرياض،

يلحظ أن اليمنيين لم يستسلموا لحظة واحدة خلال هذه الفترة من الحرب الهمجية عليهم، سطروا أروع البطولات في التصدي لقوى تحالف العدوان سياسياً وفي مختلف جبهات القتال، بل استطاعوا بفضل المسيرات المليونية الكبيرة التي يقدم عليها اليمنيون من مختلف شرائح المجتمع على ذلك النحو وآخرها ما شهدته العاصمة صنعاء عصر يوم الاثنين 22نوفمبر 2021م من مسيرة جماهيرية حاشدة في ساحة (باب اليمن) وفي ساحات مدن المحافظات رفضاً للتصعيد الأمريكي، تحت شعار «أمريكا وراء التصعيد العسكري الاقتصادي واستمرار العدوان والحصار على الشعب اليمني .
رسائل قوية وتجسيد حي لأبناء الشعب اليمني لرفضه كل محاولات التركيع والإذلال وأن الشعب اليمني شعب حر لا يستجدي أحدا ولا يعول على أحد ولا يقبل الظلم ولا يخشى تهديدات أمريكا أو غيرها من قوى الاستكبار.
والقول ان اليمنيين لم يكونوا وحدهم لا.. فمعهم احرار العالم المتضامنين مع الشعب اليمني حضوراً كان أو تعبيراً عن مواقفهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومختلف وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.
أصوات قوية معبرة ومساندة داعمة من أحرار العالم لشعب اليمن وسط الصمت المخزي للمجتمع الدولي فما يشهده اليمن والعالم المتضامن يُعد تعبيراً عن ضمير العالم الحر والإرادة القوية لأبناء الشعب اليمني الصامد في وجه العدوان والحصار الأمريكي السعودي المستمر منذ سبع سنوات.
وفي هذا السياق- قد يتساءل البعض من العامة ومن رجال السياسة والإعلام وغيرهم في الداخل اليمني وفي خارج اليمن.
- ماذا تعني هذه المسيرات المليونية التي يقدم عليها اليمنيون؟
- لماذا بصورة مستمرة وحين الأزمات الخانقة كمنع دخول سفن المشتقات النفطية وأزمات نقص الدواء والغذاء؟
- وهل حققت هذه المسيرات الحاشدة أهدافها؟
- وللإجابة على مثل هكذا تساؤلات نقول:

الأصوات الحرة
ماذا تتوقع من شعب أبي حر يرفض الضيم ويقف بشموخ وعزة وإباء رافضاً التهديد والوعيد الصهيوأمريكي ومشاريع الهيمنة والوصاية الأمريكية على الشعوب الحرة ومنها اليمن الرافض للخضوع والاستسلام، فالمظاهرات الشعبية الواسعة في ساحات مدن ومناطق وقرى المحافظات اليمنية التي نراها في مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية تنديداً بالسياسات الأمريكية التآمرية الخبيثة بحق الشعب اليمني على وجه الخصوص كونه يواجه عدوانا وحصاراً أمريكياً سعودياً على اليمن وشعب اليمن المسالم على مدى ست سنوات ونيف غير ذلك أن هذه الأصوات الحرة من الهتافات والتنديدات والوقفات الاحتجاجية والاستنكارات تعبيراً عن حقيقة مظلومية الشعب اليمني الحر وعدالة قضيته وحقه المشروع في الدفاع عن نفسه وعن أرضه وعرضه وسيادة وطنه.
هذا الزخم الجماهيري الحاشد الذي نشهده في عاصمة اليمن والمحافظات في ظل استمرار الحرب على شعب اليمن وفق محللين سياسيين ومراقبين ومهتمين بالشأن اليمني عرب وأجانب، يرون أنها رسائل تأكيد للعالم أجمع، وأن ما تقوم به أمريكا ودول التحالف من حرب على اليمن من جرائم قتل وإبادة جماعية للأبرياء من المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ والتي أدت لاستشهاد وجرح المئات من المواطنين اليمنيين مستخدمة الأسلحة والقنابل المحرمة دولياً تعد جرائم حرب إرهابية.
فقد كشف المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في اليمن (أن عدداً كبيراً من أنواع القنابل العنقودية المتنوعة التي استهدف بها العدوان الأمريكي السعودي – الإماراتي الغاشم محافظات عدة في اليمن وأدت لاستشهاد وجرح المئات من المواطنين).
وفي حديث للأخ حسين الأضرعي– قائد فريق قذائف ميكانيكي بالمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في مطلع فبراير من العام الجاري «أن هناك أنواعا كثيرة من القنابل التي أسقطت على اليمن من قبل طيران تحالف العدوان من هذه الأنواع القنابل التدميرية والعنقودية والمتشظية والفسفورية».
مشيراً إلى أن هذه القنابل تعتبر من المنظور الإنساني الدولي محرما استخدامها لتأثيراتها البيئية ولكونها أدت إلى إبادة بشرية ودمرت بنى تحتية، لافتا في حديثه إلى أن هناك قنابل متشظية ألقيت على عدد من المحافظات اليمنية في صعدة وحجة وعمران وذمار خلفت أضرارا بشرية ومادية كبيرة، كاشفاً أن القنابل التي أسقطت على اليمن أمريكية الصنع وأخرى أوروبية ولاتينية « بريطانية وفرنسية وبرازيلية « وكلها تدميرية وخطره للغاية، حيث أدت إلى حدوث كوارث كثيرة في العديد من المحافظات اليمنية.

كارثة إنسانية
هذه الأعمال القذرة في حق الشعب اليمني تُعد بالفعل كارثة إنسانية في التاريخ المعاصر وجرائم حرب وإرهاب أمريكي لن يثني الشعب اليمني المعروف بوعيه وإيمانه الكبير بعدالة قضيته من الصمود والثبات في وجه العدوان وعن مواصلة حركة التحرر من نير الغزاة المحتلين وأدواتهم المكشوفة حتى النصر المؤزر.
وتجدر الإشارة هنا- أن الكثير من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وعبر مواقع التواصل الإعلامية الحرة دائماً ما نجدها تتناول مظلومية اليمن من العدوان الصهيوأمريكي- السعودي غير التقارير الدولية وكلها تذكر بعبثية الحرب المستمرة على اليمن من قبل دول التحالف بقيادة أمريكيا اللعينة التي كانت ولا زالت هي القائد الحقيقي للعدوان.
الإعلامي سنان حسن من صحيفة «البعث السورية» أحد الأقلام العربية الحرة يؤكد هذه المقولة أن أمريكا هي القائد الفعلي للحرب في اليمن فهي لم تتوقف لحظة واحدة عن دعم النظام السعودي ومده بالقنابل والسلاح وحمايته من أي محاولة لإدانته وتجريمه دولياً وأممياً بعد المجازر المروعة التي أرتكبها بحق الشعب اليمني الصامد وعطلت كل مشاريع الحل التي يمكن أن تضمن وقف العدوان واستعادة اليمن استقراره ووحدته، في حين عملت على تفتيت اليمن وتقسيمه بين الدول المشاركة عبر دعم انفصال الجزء الجنوبي من اليمن عن الدولة الأم.
فيما قال عروبي شقيق- «ان الولايات المتحدة الأمريكية هي من تؤمن الغطاء السياسي للتحالف السعودي الذي يشن عدوانه على اليمن منذ نحو ست سنوات وحتى الآن، تنفيذاً لمخطط استعماري أمريكي يهدف إلى السيطرة على المضائق البحرية واستنزاف أموال النفط في الجزيرة العربية على صفقات الأسلحة مع الجانب الأمريكي، حيث يهدد تحالف العدوان ثروات بلدانه من أجل تدمير اليمن وقتل وتجويع شعبه الرافض للهيمنة الأمريكية وهو هدف أمريكي صهيوني لا يخفى على أحد.
وأضاف بقوله :» أن السياسة الأمريكية المتوحشة لن تزيد الشعب اليمني إلا تصميماً على إفشال العدوان وأجندته التخريبية، لاسيما أن سنوات العدوان فشلت في تحقيق ما يطمح له التحالف».

الإرهاب الأمريكي
ردود وأراء كثيرة عربية واجنبية لا يسعنا هنا الإشارة إليها وكلها تندد وتعري الإرهاب الأمريكي المضلل، وتأكيداً بأن الإدارة الأمريكية هي المتهمة والمسئولة عن كل قطرة دم تراق في اليمن وهي اليوم ومن خلفها النظام العالمي وأداتها من أعراب الخليج من تدعم مادياً وعسكرياً بعض عناصر القاعدة من يصفونهم بالإرهابيين لتحقيق مشاريع ومخططات تآمرية صهيونية أمريكية.
وبحسب خبراء عسكريون ومحللون سياسيون- أن هذا الدعم ليس مقصوراً في اليمن بل وفي أفغانستان والخليج والعراق والقرن الأفريقي وبأساليب وأدوات مختلفة.. في اليمن مثلاً: نجد أمريكا مصممة على تحقيق مشروع مخطط تأمري على اليمن.. فالمشهد اليمني يؤكد وجود قوات أمريكية في محافظة حضرموت وتحديداً في مطار الريان منذ عدة سنوات وأن هذا التوجه تضاعف خلال الآونة الأخيرة وأن التحركات بخصوص ذلك تم تحت إجراءات سرية مشددة.
وبحسب وسائل إعلام يمنية- ان من أبرز مهام تلك القوات تقديم الإسناد لأدوات الرياض وأبو ظبي، إضافة إلى التدريب ناهيك عن مهام أخرى كالاستشارة .

رهان خاسر
أما ما يتعلق بمحافظة المهرة اليمنية- فالقوات الأمريكية تستخدم ذريعة محاربة التهريب كمبرر للتواجد بالقرب من سواحل المحافظة بالتعاون مع القوات السعودية التي تتواجد بالمحافظة تمهيدا لتنفيذ مشروع- فاشل- لخط انبوب على ساحل البحر العربي والذي طالما حلمت السعودية بإنشائه .
جدير بالذكر – أن قوات أمريكية وبريطانية قد انتشرتا بالقرب من سواحل محافظة المهرة في نوفمبر من العام 2020م قبل أن تغادر القوات البريطانية لتبقى الأمريكية بالتزامن مع تواجد عسكري آخر في جزيرة سقطرى الخاضعة للاحتلال الإماراتي، وبحسب مصادر إعلامية بهدف تحويل سقطرى إلى قاعدة عسكرية متقدمة للتحالف الإسرائيلي الإماراتي.
وبالمحصلة نقول: للأمريكان والصهاينة إن رهانكم على جعل الشعب اليمني تحت وصايتكم رهان خاسر، وأن الجمهورية اليمنية بشعبها وقيادتها ستظل تدعو للسلام من خلال وقف الحرب ورفع الحصار وتفعيل اتفاقية ستوكهولم وتنفيذ بنودها باعتبارها ضرورة للولوج في أي عملية تسوية سياسية، ما لم فإن شعب اليمن لن يقف عاجزاً عن الدفاع عن حقه في العيش الكريم، ولن يسمح بتمادي العدوان في مضاعفة معاناة الشعب اليمني.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا