أخبار وتقارير

الانسحاب الأمريكي ومفاوضات قطر بين الأطراف الأفغانية

الانسحاب الأمريكي ومفاوضات قطر بين الأطراف الأفغانية

 الانسحاب الامريكي من أفغانستان كان متفقا عليه بين الولايات المتحدة وروسيا يأتي ذلك على لسان نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف

الذي أشار إلى توصل موسكو وواشنطن بشأن النتائج المحتملة لانسحاب الوحدات العسكرية الأمريكية من أفغانستان.
وفي مقابلة مع مجلة "الحياة الدولية " قال ريابكوف أن " الوضع غامض " معتقدا أنه وبسبب مجموعة معقدة من الأسباب السياسية والجيوسياسية والمحلية جعلت الولايات المتحدة تقلص وجودها العسكري في أفغانستان، وقال بأن : عواقب ذلك متعدد الأوجه"، لافتا إلى مناقشة روسيا هذا الأمر مع أمريكا". وأشار إلى أن " روسيا وامريكا انشأتا قنوات للحوار حول هذا الموضوع على مستويات مختلفة، وأن المبعوثين الخاصين إلى افغانستان على اتصال وثيق مع بعضهما البعض"، مضيفا أن " وزير الخارجية الروسية ووزير الخارجية الأمريكية يناقشان هذه المسألة بشكل دوري"، وقال إن :"  هذا الموضوع طرح في قمة جنيف ".

فرصة للمفاوضات
وفيما تمضي عملية التواصل بالأطراف الأفغانية إلى التسوية السياسية من خلال تحركات المبعوث الأمريكي خليل زادة إلى قطر واوزبكستان وتركمانستان، وكذا استضافة موسكو لوفد طالبان وأهمية استقرار الأوضاع في دول وسط آسيا التي كانت سابقا ضمن الاتحاد السوفيتي السابق فقد وعد الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي باستئناف محادثات السلام تزامنا مع توجهه إلى الدوحة.
وقال رئيس لجنة المصالحة عبد الله عبد الله -الذي يرافق كرزاي إلى قطر الثلاثاء 13 يوليو إن اللقاء المرتقب في الدوحة مع طالبان فرصة للمفاوضات على مستويات مختلفة، مضيفا أن طالبان مستعدة للقاء الوفد الذي يتوجه من كابول إلى الدوحة.
وكشف الوفد الحكومي الأفغاني المفاوض أن كرزاي بحث في الدوحة مع المبعوث الأمريكي زلماي خليل زادة العقبات التي تواجه عملية السلام.
وقبل مغادرة كابول قال كرزاي للصحفيين إن محادثات السلام الجادة ستبدأ قريبا في البلاد، مضيفا "لهذا تحلوا بالصبر، ولتكن لديكم خطة واتجهوا نحو السلام".
وحث كرزاي الحكومة الأفغانية على عدم إضاعة فرص السلام، معتبرا أن ما تم بناؤه في أفغانستان في السنوات الـ20 الماضية ملك للشعب وليس للأجانب، وتابع قائلا " لا تدمروا الطرق والجسور والمؤسسات".
من ناحية أخرى بحث وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي مع نظيره الأفغاني محمد حنيف عملية السلام في أفغانستان، وذلك على هامش مشاركتهما في اجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة شانغهاي للتعاون في العاصمة الطاجيكية دوشنبه.
وصدر بيان صادر عن الخارجية الباكستانية أن قريشي أكد على دعم بلاده لدولة أفغانستان موحدة يسودها السلام، داعيا الزعماء الأفغان إلى استغلال هذه "الفرصة التاريخية والتوصل إلى حل سياسي في أقرب وقت"، بالتزامن مع انسحاب الجنود الأجانب من البلاد.
ودعا مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى إنشاء مجموعة اتصال دولية لمرحلة ما بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.
وأضاف بوريل -خلال الاجتماع الشهري لوزراء خارجية الاتحاد في بروكسل- أن ما يجري حاليا هو نتيجة للانسحاب الأمريكي والأطلسي خلال الأسابيع الماضية على حد تعبيره.
 واعتبر زعيم الأقلية الجمهورية في الكونغرس ميتش ماكونيل أن "الاستعجال المتهور" لخروج قوات بلاده من أفغانستان تحول إلى مصدر إحراج دولي، وأن الرئيس جو بايدن مستمر في رفض تحذيرات من سقوط الحكومة بيد طالبان.
وأضاف أن "الكلام الآن ليس عما إذا كانت القاعدة ستهددنا انطلاقا من أفغانستان، بل عن متى (ستهددنا)".

سيطرة لطالبان
بالمقابل حذرت روسيا الولايات المتحدة من مغبة نقل القوات التي تسحبها من أفغانستان إلى الدول المجاورة، حيث اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي أن مثل هذه الخطوات غير مقبولة بالنسبة لموسكو وقد تزامن ذلك مع إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها تواصل مباحثاتها مع دول جوار أفغانستان بشأن خيارات لشن غارات عبر أجوائها "لمكافحة الإرهاب" كما أعلنت الوزارة أن مئات المتعاقدين معها من الأفغان ما زالوا في أفغانستان، وبعضهم يوفر الدعم لسلاح الجو الأفغاني.
ويتزامن هذا الحراك الدبلوماسي مع الرئيس ومسؤولين أمنيين إلى ولاية بلخ شمالي البلاد، لتقييم الوضع الأمني، ومن المقرر أن يلتقي قادة الجيش وزعماء القبائل بالولايات الشمالية، وذلك لمنع تقدم طالبان نحو مدينة مزار شريف عاصمة بلخ كما يأتي ذلك بعد أن سيطرت طالبان على عدد من المديريات والمواقع الاستراتيجية في ولاية باميان، كما أعلنت سيطرتها على مديرية مالستان بولاية دايكندي، وتشارسده بولاية أوروزغان جنوبي البلاد.
وتقول المصادر الإعلامية إن طالبان تركز على وسط البلاد لفصل الغرب عن الشرق، وقطع طرق الإمداد أمام القوات الحكومية من كابل باتجاه المناطق الأخرى.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن السفارة الفرنسية في كابول طلبت من رعاياها مغادرة أفغانستان لدواع أمنية.
وفي سياق متصل حذرت طالبان -في بيان لها- تركيا من إبقاء قواتها في أفغانستان بعد انسحاب القوات الدولية .
وقالت الحركة إن إعلان أنقرة استعدادها لإبقاء قواتها يعارض اتفاق الدوحة، موضحة أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وافقا في إطار الاتفاق على سحب جميع القوات الأجنبية.
وأضافت أن بقاء القوات الأجنبية في البلاد تحت أي مسمى أو ذريعة يعد "احتلالا" ستتصدى له الحركة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا