أخبار وتقارير

قمة جنيف .. حوار الإرادات المتصارعة

قمة جنيف .. حوار الإرادات المتصارعة

يوم 16 يونيو الماضي توجهت أنظار العالم صوب مدينة جنيف السويسرية حيث تعقد أول قمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن وبحضور وزيري خارجية البلدين

وعدد من المستشارين والخبراء واستمرت القمة التي عقدت في قصر لاجرانج أربع ساعات في أول اجتماع قمة بينهما منذ تولي بايدن رئاسة البيت الأبيض وفي نفس الوقت هي محطة أخيرة في رحلته لحضور قمة مجموعة السبع الكبرى في لندن ثم قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقمة رؤساء مؤسسات دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
كانت روسيا الاتحادية عضوا في مجموعة السبع الكبرى إلا أنه تم تعليق حضورها على إثر  ضم روسيا لشبه جزيرة القرم لها عام 2014 م بالاضافة إلى التغييرات التي عرفتها العقود الأخيرة من القرن الماضي وما شهدته من تبدلات كونية ألقت بظلالها على التطورات الحاصلة في الاقتصاد العالمي خاصة ما يتعلق بإفراز العولمة والثورة التكنولوجية من جهة والتحولات السياسية من جهة أخرى التي أصبحت تفرض نفسها على العلاقات الدولية التي اتسمت بالأحادية القطبية في سياق هيمنة الولايات المتحدة وزيادة طغيانها على المسرح الدولي في ظل الفراغ الذي افتقد فيه العالم لسياسات التوازنات التي تفاقمت فيها الكثير من الاضطرابات والأزمات الدولية وأدت إلى موجات من الحروب المتلاحقة ونشر الفوضى وتنظيمات الارهاب والتدخلات في شؤون الدول وفرض سياسة العقوبات الاقتصادية التي أرهقت كاهل الأنظمة والشعوب وألحقت بها الأضرار البالغة كل ذلك تزامن بعدم احترام القوانين الدولية وتخطي تشريعات الهيئات الدولية وراح الاتحاد الأوروبي يتعاطى مع السياسة الأمريكية ويتماهى معها بل بالعكس ظهر بطابع الدور المكمل لسياسة البيت الأبيض في القضايا الاستراتيجية ومع ذلك تحاول دول في الاتحاد الأوروبي الإفلات من الوصايا الأمريكية في استعادة مكانة الاتحاد لدوره الدولي وإقامة العلاقات مع روسيا وكان المقترح الفرنسي الألماني سباقا لمثل هذا التقارب في إعادة الاتحاد إلى الواجهة إلا أن معارضة دول أوروبا الشرقية عطل مشروع هذا التقارب الاقتصادي مع روسيا وهو ما عبر عنه الرئيس الروسي بوتين بالأسف الشديد لموقف الاتحاد الأوروبي.
أي أن الرئيس الأمريكي لم يكن وحيداً في جنيف بل ذهب متسلحاً برمزيتين اقتصادية بما تمثله مجموعة السبع وعسكرية بما يمثله حلف الناتو من تحالفات بالمعنى العسكري بشروط استراتيجية الحلف والتلويح بعناصر القوة في مواجهة الخصوم تلك هي الرؤية التي لازالت تتشبث بها الولايات المتحدة رغم اخفاقاتها في سياستها الخارجية وغدت غير مقبولة لدى الكثير tمن الاقطار والشعوب وأضحت تشكل طرفا رئيسا في معاداة الشعوب وفرض هيمنتها حتى وإن كانت متسترة  لتكتفي بدور الدول الوظيفية بالإنابة عنها في صناعة الأزمات التي تتكسب منها بطرق مختلفة. وبالطبع فإن الحقائق العسكرية المعاصرة وما أدخلته التكنولوجيا النووية من احتمالات التدمير الشامل في الحروب الحديثة خلق حالة من توازن الرعب وجعل مبدأ التعايش السلمي بين الدول الكبرى مسألة ضرورية لبقاء المجتمعات المعاصرة والجنس البشري إذ فرضت تلك الحقائق إلغاء الحرب الشاملة كأداة من أدوات تحقيق الأهداف السياسية وهذا ما أدى بدوره إلى الوفاق الوطني والحد من الأسلحة والكثير من المساومات الدولية واقتسام مناطق النفوذ بين الدول الكبرى إلا أن ذلك لم يقض على الحروب الإقليمية والحروب الأهلية في العالم. وتحاول الدول الغربية ابتزاز روسيا سياسيا من خلال التزامها بالتعايش السلمي والوفاق الدولي حتى في القضايا الداخلية تحت مظلة احترام " الحقوق المدنية " وقضية الديمقراطية.

تكتل امبريالي واسع
 الفارق هنا بين بايدن وبوتين هو أن الرئيس الأمريكي جاء إلى قمة جنيف بعد ترتيب أوراقه السياسية والاقتصادية والعسكرية وتأليب المجتمع الدولي في جبهة واحدة تحت قيادة الولايات المتحدة في هذا التكتل الامبريالي الواسع وهي الرسالة التي أرادت الولايات المتحدة توجيهها للعالم بأن أمام الخصوم مشقة صعبة في النيل منها لطالما وخلفها هذا الاصطفاف الذي يتقاطع معها في المصالح المشتركة وفي مشاريع النفوذ الاستعماري على العالم.
كان على طاولة القمة العديد من القضايا التي تم مناقشتها وجها لوجه في حوار الرئيسين الذي وصف بالهدوء والإيجابية واتفقا على جزئيات أهمها استئناف محادثات الحد من التسلح النووي واستعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين والأمن السيبراني وقضايا التغير المناخي وقضايا الاستقرار الاستراتيجي وتسوية النزاعات الإقليمية وغيرها من القضايا.
ومع ذلك ظلت الخلافات قائمة في قضايا أخرى وأكد بيان مشترك صادر عن القمة أن واشنطن وموسكو ستطلقان قريبا حوارا شاملاً حول الاستقرار الاستراتيجي وستتعاونان في المجال السيبراني واعتبر أنه لا يمكن أن يكون هناك رابح في أي حرب نووية لا ينبغي أن تندلع على الإطلاق.
من جهته رأى الرئيس الروسي في المؤتمر الصحفي المنفصل بعد اختتام القمة أنه من الصعب الجزم حول ما إذا كانت العلاقات مع واشنطن ستتحسن مؤكداً وجود اختلافات بين الجانبين بشأن عدد من القضايا وأعلن أنه ناقش في اجتماع القمة مع نظيره الأمريكي جو بايدن مسائل الاستقرار الاستراتيجي والعلاقات التجارية والأمن الإقليمي والأمن السيبراني
وأشار بوتين إلى أن القضايا التي نوقشت في القمة مع بايدن بما في ذلك موضوع القطب الشمالي والأمن السيبراني وقال : " آمل أن يصبح موضوع اتفاقيات” وأكد أن موضوع القطب الشمالي مهم وقد ناقشناه مع بايدن بالتفصيل ولفت إلى أن معظم الهجمات الإلكترونية في العالم تأتي من الولايات المتحدة.
من جهته قال بايدن إنه أبلغ بوتين خلال القمة أن أجندة الولايات المتحدة ليست ضد روسيا ولكنها لمصلحة الشعب الأمريكي وقال :“اجتماعي مع بوتين كان إيجابيا ولم تكن الأجواء مشحونة وأرسينا أرضية واضحة لكيفية التعامل مع روسيا” واضاف : “أخبرت الرئيس بوتين أن أجندة واشنطن ليست ضد روسيا بل لمصلحة الشعب الأمريكي” وتابع: “علاقاتنا مع روسيا يجب أن تكون مستقرة ويمكن التنبؤ بها واتفقت مع بوتين على ما يجب أن يعتبر خطوطا حمراء”.

التصرف وفق القواعد الدولية
وعن العلاقات التجارية بين البلدين قال بايدن: “لا مشكلة لدي في التعامل التجاري مع روسيا لو التزمت بالقواعد التجارية والأعراف الدولية وسيسرني ذلك” وأكد بالقول: "إذا لم يتصرفوا وفق القواعد الدولية لن تحدث تلك التجارة ولا مع الدول الأخرى”.
وعن الاتهامات الأمريكية لروسيا بشن الهجمات السيبرانية ضد الولايات المتحدة قال بايدن إنه “أوضح لبوتين امتلاك الولايات المتحدة قدرات سيبرانية ممتازة وأنها سترد على أي هجوم وبنفس الوسائل السيبرانية.
وكان الرئيس الروسي أعلن قبيل اللقاء استعداد بلاده لمناقشة بناءة ومتكافئة مع الولايات المتحدة حول جميع المسائل بما في ذلك الأمن الإستراتيجي وأمن المعلومات مشيراً إلى أن روسيا تعمل بنشاط على تعزيز الاتفاقات الثنائية والمتعددة الأطراف في مجال الأمن السيبراني.
فهل ستنهج الولايات المتحدة سياسة أكثر واقعية من تلك التي اعتمدتها بعد الحرب العالمية الثانية أم أنها ستبقى متسلحة بمناخات الحرب الباردة في المراهنة على مواجهة خصومها وفرض سياسة الهيمنة والنفوذ التي ليس من شأنها سوى إطالة عمر الأزمات في العالم؟.

تطويق روسيا
الأنظار تترقب ما بعد جنيف وصفة الإلحاح تنطبق أيضاً على أوكرانيا التي كادت تشهد في أبريل الماضي حرباً كان يمكن أن تقود إلى مواجهة مباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي. وتعتقد الولايات المتحدة أنها قد استكملت التطويق على روسيا الاتحادية بوصولها إلى أوكرانيا ودول البلطيق وبولندا وانضمام عدد من الدول لحلف الناتو كانت تابعة للمعسكر الاشتراكي.
فأوكرانيا من الخطوط الحمراء التي رسمها بوتين أمام الغرب وبعث برسالة حازمة عبر حشد أكثر من 150 ألف جندي على الحدود الأوكرانية وزاد إصرار كييف على الالتحاق بحلف شمال الأطلسي لتوفير حماية ضد روسيا على غرار ما حصل في القرم عام 2014 م. فالعلاقات الأمريكية - الروسية وصلت إلى حد القطيعة في العلاقات الديبلوماسية ولا يزال ملف مراقبة الأسلحة الاستراتيجية والانسحاب الأمريكي من معاهدة السماوات المفتوحة من القضايا التي تستوجب تعاوناً أميركياً – روسياً مثلما هو شأن المناخ وقضايا التسلح الاستراتيجي.

التهديد الأخطر
لقد ذهب بايدن إلى القمة وفي ذهنه أن روسيا هي التهديد الأخطر على الأمن القومي الأمريكي ويحمل في جيبه مضبطة اتهامات تبدأ من التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عامي 2016 و 2020 م ولا تنتهي عند الهجوم السيبراني على 16 مؤسسة أمريكية وسيادية كما يقول بايدن ومنها على شركة “سولار ويندز” العام الماضي.
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على شركات ألمانية وأوروبية تعمل على خط أنابيب الغاز ( نورد ستريم-2) الناقل للغاز من روسيا إلى ألمانيا ووجد بايدن فرصة في إثارة قضية سجن المعارض الروسي إليكسي نافالني في المؤتمر الصحفي المنفصل كقضية إنسانية.

المنافس الإستراتيجي
ولا بد هنا من الإشارة إلى أن بايدن ذهب إلى القمة مع بوتين وعينه على الصين “المنافس الإستراتيجي” الصاعد في وجه أمريكا فهل اقتنع البيت الأبيض بعدم القدرة على مواجهة الصين وروسيا معاً فقرر الإنفتاح على روسيا والتشدد حيال الصين؟ ً لا تبدو هنا الإجابة سهلة ويسيرة وفي المقابل لا يزال بوتين يعتقد أن جوهر السياسة الأمريكية في مرحلة ما بعد الحرب الباردة هو النظر إلى روسيا كتهديد والعمل في الوقت نفسه على احتوائها بأساليب شتى من “الثورات الملونة” في الجمهوريات السوفيتية السابقة إلى محاولة دعم قوى المعارضة في الداخل الروسي من أمثال نافالني ومن قبله ميخائيل خودورفيسكي أو منظمات المجتمع المدني والأخطر هو الزحف الأطلسي المستمر نحو الحدود الروسية والمناورات الدائمة للحلف على تخوم روسيا وتعزيز الولايات المتحدة لقواتها في كل الدول الأطلسية القريبة من روسيا مثل جمهوريات البلطيق وبولندا ولا ترى موسكو في العقوبات الأمريكية المتمادية إلا نوعاً من المحاولات الأمريكية لشل الإقتصاد الروسي وإنهاكه.

فرض عقوبات
تقول وسائل إعلام غربية عندما قرر بايدن أن يرجىء قبل أيام فرض عقوبات على شركات ألمانية تعمل في بناء خط أنابيب الغاز الروسي (نورد ستريم-2) إلى ألمانيا ثارت عليه ثائرة مشرّعين جمهوريين وحتى ديموقراطيين وهذا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الديموقراطي بوب مينينديز يتساءل أنه لا يفهم كيف يمكن إرجاء فرض عقوبات على شركات تعمل في تشييد هذا الخط الذي سيساعد على مواجهة العدوان الروسي على أوروبا.؟!
وكان الرئيس الأمريكي بايدن قد اعتبر في معرض تبريره إرجاء فرض عقوبات على شركات ألمانية بأن مثل هذه الخطوة قد تأتي بمفعول عكسي لا سيما وأن الرئيس بايدن يحمل لواء تعزيز العلاقات بين أمريكا والإتحاد الأوروبي ولم يكن مصادفة أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كانت أول المرحبين بانعقاد القمة وبايدن نفسه لا يذهب بعيداً في توقع إختراقات في القمة ويضعها في سياق العمل الطبيعي للديبلوماسية التي تُحتّم حتى اللقاء وجهاً لوجه مع الخصوم كما هو مع الحلفاء.

مهددات أمنها القومي
وإذا كانت نبرة العداء لروسيا سمة الحزب الديموقراطي في سنوات ترامب فإن الجمهوريين يلعبون الدور نفسه الآن. فالديموقراطيون يعتبرون أن روسيا كان لها الباع الطويل في الإتيان بترامب رئيساً عام 2016 م وضغطوا من أجل تعيين محقق خاص لكشف “التواطؤ” بين موسكو والرئيس الجمهوري وهدف الحملة الديموقراطية كان التشكيك بشرعية ترامب والجميع يذكر الضجة التي أثيرت بعد لقاء ترامب وبوتين في هلسنكي عام 2018 م عندما قال الرئيس الأمريكي السابق إنه يعتقد أن الرئيس الروسي صادق عندما نفى تدخله في الانتخابات الرئاسية على عكس تقارير الاستخبارات الأمريكية.
 لقد ذهب بايدن إلى جنيف وثلثا أنصار الحزب الجمهوري يعتقدون كما يعتقد ترامب أن بايدن ليس رئيساً منتخباً بشكل قانوني بحسب ما ورد في صحيفة “ذا هيل” بناءً على استطلاع أجرته مصلحة الأبحاث في جامعة كوينبيك ومع ذلك نجح بايدن في ترميم جسور الثقة المنهارة بين أطراف المعسكر الغربي وترك جرعة تفاؤل خلفه بإمكانية العودة إلى صيغة من صيغ التضامن الغربي التي تجد واشنطن نفسها بأمس الحاجة إليها لمواجهة ما تسميه "مهددات أمنها القومي" التي تتصدرها روسيا والصين فيما ترى أوروبا فيها "طوق نجاة" لمواجهة المهددات التي تأتيها من جوارها الشرقي والجنوبي والشمالي بيد أن مسعاه لرسم خطوط حمراء أمام بوتين لم يحقق نجاحاً مماثلاً وسعيه لـ "احتواء روسيا" أو فصلها عن الصين ما زال في دائرة الاحتمالات المُستبعدة لكن ذلك لا يمنع من القول أن قمة جنيف الأولى بين الرئيسين ربما تكون نجحت في وقف الانهيار وتفادي انزلاق العلاقة بين الدولتين إلى قعر الهاوية بل وربما يمكن القول إن القمة نجحت في شق طريق لحوارات ومفاوضات شاقة لاحقة لبحث الخلافات الكبرى بينهما وفي صدارتها الاستقرار الاستراتيجي الأمن السيبراني أوكرانيا حقوق الانسان مخاوف روسيا من اقتراب "الناتو" من حدودها ونشر صواريخه على مقربة منها إلى جانب مروحة واسعة من الأزمات الدولية المفتوحة وذلكم تطور إيجابي بحد ذاته.

ماذا عن الشرق الأوسط؟
لم تحظ قضايا الشرق الأوسط المشتعلة باهتمام الزعيمين في جنيف ولا أبالغ إن قلت بأن قضية المعارض الروسي إليكسي نفالني قد حظيت بمساحة أكبر مما حظيت به أي قضية من قضايا المنطقة في نقاشات الزعيمين لكن ذلك لم يمنعهما من التأشير إلى ساحات يمكن أن تكون لبلديهما مصالح مشتركة فيها تملي عليهما التعاون وفي هذا السياق كانت الإشارة لأفغانستان وإيران وسوريا لافتة للغاية.

ما المتوقع بعد القمة ؟
تُثار تساؤلات عِدة حول ما يٌمكن توقعه من هذه القمة لكن بالنظر إلى انخفاض منسوب الثقة بين الرئيسين يٌمكن القول إنه لا يُتوقع أن تؤدي القمة إلى تحقيق أي تقدم جوهري في الكثير من القضايا التي أثيرت على العكس من ذلك يُتوقع محللون أنها ستكون بمثابة فرصة للرئيسين لإيجاد طريقة تواصل فعًّالة بهدف تحقيق الاستقرار في العلاقات بين البلدين خاصة أن الجانبين يتحملان المسؤولية التاريخية في الحفاظ على الأمن في العالم كعضوين دائمين في مجلس الأمن وكونهما القوتان النوويتان الأكبر في العالم وأنها أيضا فرصة لإعادة التوازن الكوني.
إلى ذلك يُمثل هذا اللقاء فرصة تاريخية للرئيسين للتعبير عن وجهات النظر المُختلفة بشأن العديد من القضايا الثنائية بشكل خاص والإقليمية والدولية بشكل عام وربما يتفقا على الأرضية المُشتركة بينهما للمضي قدمًا خلال الفترة المُقبلة.
وختاما: فإن دوران عجلة تطور الاقتصاد العالمي لن تتوقف وهي تنبئ بميلاد "قرن آسيوي" بامتياز وأن الزمن الذي كان فيه دولة واحدة أو دولتان تتحكمان بتقرير مصير البشرية واتجاهات تطور النظام والعلاقات الدولية يوشك على التبدل ولا يبدو أن التاريخ بصدد الاستدارة للوراء أقله كما تشير التقديرات بصعود قوى جديدة منافسة ومهما بلغت تحديات مواجهتها لكنها في المحصلة الأخيرة ستمضي صعودا وذلك ما يؤكده خبراء الاقتصاد والسياسة وفقا لمؤشرات وتقديرات دقيقة في مراقبة النمو المتسارع في التطور الإنتاجي والصناعي والتقني لدول عديدة وفي مقدمتها الصين التي ستقلب بكثير من المعادلات الاقتصادية رأسا على عقب خلال العشر السنوات القادمة ولن تجدي محاولات الولايات المتحدة في تكتيكاتها في ثنائية العلاقة مع روسيا ضد الصين لخلخلة وتفكيك العلاقة بينهما وبحسب خبراء لابد أن تستجيب الولايات المتحدة للتنافس الاقتصادي والتفوق التقني وأن تتكامل مع ذلك في العلاقات التبادلية مع الصين وغيرها التي لا محالة بأنها سوف تتفوق على الجميع كما يقول خبراء الاقتصاد.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا