أخبار وتقارير

انتصار المقاومة وسقوط المساومة: غزة ..  تركع العدو الصهيوني وتسقط مشاريع التوطين والتطبيع

انتصار المقاومة وسقوط المساومة: غزة .. تركع العدو الصهيوني وتسقط مشاريع التوطين والتطبيع

11 يوماً كانت هي الأسوأ في حياة كيان العدو الصهيوني الذي لم تستطع قببه الحديدية أن تحميه من انتفاضة صواريخ المقاومة الباسلة في قطاع غزة التي فاجأته وفاجأت الجميع في المنطقة والعالم

بقدراتها الفائقة على إطلاق أكثر من 4630 صاروخا وقذيفة اصابت اهدافاً حساسة وسط تل أبيب وجعلت 6 ملايين اسرائيلي يفرون الى الملاجئ وضرب مطار اللد ورامون اللذان خرجا عن الخدمة وتوقفت فيهما الرحلات الجوية تماما.
سلاح المقاومة في كل سرايا القدس وكتائب القسام وأبو على مصطفى الذين وقف الى جانبهم كل أبناء الشعب الفلسطيني استطاع أن يغير المعادلة مع كيان العدو رغم فارق التسليح ويعيد القضية الفلسطينية الى الواجهة كقضية العرب الأولى التي لم ولن يتنازلوا عنها مهما بلغت التضحيات.
فرحة بالنصر احتفل الجميع في قطاع غزة والقدس وكل ابناء الشعب الفلسطيني ومعهم كل احرار الوطن العربي هتفوا كلنا فداء لفلسطين لم توهن قوتهم الآلة الحربية للعدو الصهيوني بل زادتهم قوة وثباتا مؤمنين بأن نصر الله قريب .. انتصرت المقاومة المباركة في غزة وأسقطت مشاريع التوطين والتطبيع وصفقة القرن المخزية .. تفاصيل عن 11 يوما من الحرب الخاطفة التي هزم خلال العدو الصهيوني نتابعها في سياق التقرير التالي:-

تقرير : ناصر الخذري
فرضت صواريخ المقاومة واقعاً جديداً وجعلت جنود العدو يعيشون في حالة رعب في كل وقتهم ولهذا فإن تراجع نتنياهو عن التدخل البري كان متوقعا خاصة وأن صواريخ القسام كانت جاهزة لتدمير قوات العدو كصيد سهل امام المقاومين البواسل في قطاع غزة.
وخلال جولة الصراع الأخيرة بين الحق والباطل بدت الهزيمة والارتباك واضحتان ليس على قادة العدو وإنما على الولايات المتحدة التي حاولت من خلال رئيسها بايدين الذي أجرى ستة اتصالات خلال المعارك عله يرفع من معنويات العدو المنهارة.
وبهذه الصورة المشرفة يرى محللون سياسيون أن المقاومة الحرة اثبتت أن كيان العدو الغاصب لا يفهم الا لغة القوة وأن المقاومة تمثل الداعم للأمن القومي العربي التي انهت غطرسة العدو وأيقظت بعنفوانها الشعوب العربية التي وجهت صفعة قوية بحراكها الشعبي لقادة الأنظمة المطبعين مع كيان العدو الصهيوني.

مخططات العدو فشلت
منذ 13 أبريل، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء اعتداءات “وحشية” ترتكبها شرطة إسرائيل ومستوطنوها في مدينة القدس المحتلة، خاصة المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، في محاولة لإخلاء 12 منزلاً فلسطينيًا وتسليمها لمستوطنين.
وتصاعد التوتر في قطاع غزة بشكل كبير بعد إطلاق العدو عملية عسكرية واسعة فيه منذ 10 مايو الجاري، تسببت بمجازر ودمار واسع في المباني والبنية التحتية.
وأسفر العدوان الإسرائيلي الوحشي على المدنيين في فلسطين استشهاد 279 ، بينهم 69 طفلا، و40 سيدة، و17 مسنا، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها “شديدة الخطورة”.
تلك المجازر الوحشية لم تنل من عزيمة المقاومين الأحرار الذين خرجوا محتفلين بالنصر تتعالى هتافاتهم المدوية كلنا فداء للقدس ليتأكد للعدو أن الوصول الى اهدافه بات صعب المنال.

لماذا استهدف برج الجلاء ؟
قصفت الطائرات الإسرائيلية منزلاً في قطاع غزة وقتلت أسرة بأكملها، وبعد أن احتلت المجزرة عناوين الأخبار حول العالم، دمرت إسرائيل برج الجلاء مقر كثير من وسائل الإعلام العالمية.
وفي يوم السبت15 مايو دمرت إسرائيل برج الجلاء وهو برج سكني يتألف من 12 طابقاً في مدينة غزة ويضم مكتب وكالة أسوشيتد برس (Associated Press) الأمريكية ومكاتب وسائل إعلامية أخرى، منها أيضاً مكاتب قناة تلفزيون الجزيرة فضلاً عن مكاتب وشقق سكنية أخرى.
وأظهرت ردود الأفعال الدولية على استهداف الاحتلال الإسرائيلي لبرج الجلاء، أن الهدف المباشر لذلك العدوان هو منع تغطية ما تقوم به إسرائيل من جرائم بشعة بحق المدنيين في غزة وبعد أن بات واضحاً أن كيان العدو بات يخسر التعاطف الدولي معه لصالح الفلسطينيين.

حماس حققت نصراً توعوياً
بعد إعلان التهدئة ووقف إطلاق النار بين العدو الصهيوني والمقاومة في قطاع غزة افردا الاعلام العبري في مختلف وسائله مساحات كبيرة حول تحول غزة قوة تشكل خطراً على مستقبل العدو في ظل تنامي القدرات العسكرية للمقاومة مما قد يشكل منها - بحسب قولهم - حزب الله جديد
وفي هذا السياق أجرت القناة الـ12 في التلفزيون العبريّ لقاءً نادِرًا مع رئيس جهاز الأمن العّام الإسرائيليّ السابِق، يورام كوهين، أكّد فيه أنّ حماس حققت نصرًا توعويًا قاضيًا على إسرائيل، وفي معرِض ردّه على سؤالٍ قال إنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يصلح لأنْ يكون في منصبه ويجِب تغييره فورًا لإعادة إسرائيل إلى التعافي، وفق تعبيره.
وحذّر كوهين من أنّ المُعضِلة الرئيسيّة التي تُواجهها إسرائيل اليوم بعد انتهاء الحرب تتعلّق بما أسماها النزعة الانفصاليّة لعرب 48، الذين أكّدوا خلال أيام الحرب الأخيرة أنّهم يقِفون إلى جانب حركة حماس، وشدّدّ على أنّه يتحتّم على الحكومة الإسرائيليّة إدخال العرب الإسرائيليين (فلسطينيو الداخِل) في مؤسسات كيان الاحتلال بما في ذلك الحكومة الإسرائيليّة لامتصاص نقمتهم، وعدم السماح لحماس بالسيطرة عليهم وجرّهم لحرب استنزافٍ ضدّ الدولة العبريّة، على حدّ تعبيره.
وفي معرِض ردّه على سؤالٍ، قال رئيس الشاباك السابِق أنّ المجتمع الإسرائيليّ يُعاني من انقساماتٍ وشروخاتٍ من الصعب إنْ لم يكُن مُستحيلاً حلّها وإعادة الأمور إلى نصابها، كما قال، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّ الكراهية الموجودة بين فئات الشعب الإسرائيليّ (اليهود) من شأنها أنْ تقود لحربٍ أهليّةٍ تكون نتائجها مُدمِّرةٍ على إسرائيل، وفق توقعاته.
وحاول استشراف المُستقبل ..قال في هذا السياق إنّ المعركة مع حماس انتهت إلّا أنّ حماس ما زالت قادرةً على إمطار أكثر من 75 بالمائة من الدولة العبريّة بالصواريخ ذات المدّيات المُختلِفة، وهذا بحدّ ذاته، يُعتبِر تهديدًا إستراتيجيًا خطيرًا على الأمن القوميّ الإسرائيليّ، كما قال رئيس المخابرات الإسرائيليّة للقناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ.
على صلةٍ بما سلف، قال الجنرال عميرام لفين، قائد الجبهة الشماليّة سابِقًا في جيش الاحتلال ونائب رئيس الموساد (الاستخبارات الخارجيّة)، في مُقابلةٍ مع التلفزيون العبريّ إنّ الحرب الأخيرة أكّدت لكلّ مَنْ في رأسه عينان على أنّ حركة حماس باتت قريبةً جدًا من أنْ تتحوّل إلى حزب الله اللبنانيّ من جميع النواحي، وهذا التحوّل، شدّدّ الجنرال الإسرائيليّ, بمثابة جرس إندارٍ خطيرٍ لحُكّام إسرائيل، وعليهم أنْ يعملوا من أجل إزالة هذا الخطر، لافِتًا إلى أنّ الحلّ سياسيًا وليس عسكريًا، على حدّ تعبيره.

اسرائيل تعترف بالهزيمة
هيئة البث "الاسرائيلية" "مكان" تعترف وبشكل لا لبس فيه، إن 78% من الصواريخ التي أطلقت من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، خلال 11 يوماً، دكت اهدافها، دون ان تتمكن القبة الحديدية من اعتراضها!!.
اللافت ان هيئة البث "الاسرائيلية"، فضحت كذب نتنياهو وحكومته عندما كشفت نقلا عن مصادر عسكرية "اسرائيلية" ان القبة الحديدية تمكنت من اعتراض 22% فقط من صواريخ المقاومة الفلسطينية، لا 90% كما أعلنت حكومة نتنياهو.
اللافت ان ابواق التطبيع، تعتقد ان المخاطب العربي لا يستمع الا لها، بينما اكدت الاحصائيات ان مساحة مخاطبي هذا الاعلام المفضوح تتقلص يوما بعد يوم، حيث يمكن لمس هذه الحقيقة من تعاطف الشعوب العربية في السعودية والامارات وغيرها مع انتصارات غزة، بينما كان اعلام البلدين يشكك ليل نهار في هذه الانتصارات.
وعن انتصار غزة، يقول الكاتب البريطاني، جوناثان فريدلاند، في مقال نشرته صحيفة "الغارديان"، ما نصه:" يقدم القادة العسكريون تقارير تفيد بأن عملية حارس الأسوار نجحت في تقليص قدرة حماس العسكرية، وأن معظم من قتلوا في العملية هم من مقاتلي حماس، وأن ما تم إنجازه خلال الأيام العشرة الماضية يتجاوز بمراحل ما تم إنجازه في حروب 2009 و2012 و2014 مجتمعة"..
"ولكنهم لا يخدعون أحداً، فإسرائيل تدرك أنها تعرضت لكارثة استراتيجية، فقد كانت هذه "أكثر الحروب الحدودية فشلاً وعبثية" في التاريخ، بحسب ما كتبه محرر صحيفة هآريتس، ألوف بين, فهي لم تتوقع هجوم حماس عليها، ولن تغيب نقاط الضعف التي انكشفت لديها عن نظر حزب الله في الشمال الذي يمتلك ترسانة أقوى بكثير من تلك التي تمتلكها حماس".

محور المقاومة ينتصر
اسهم محور المقاومة بدور كبير في تعزيز صمود ومقاومة فصائل المقاومة في قطاع غزة وأوضح رئيس تحرير صحيفة "رأي اليوم" الكاتب عبد الباري عطوان في مقاله له بالقول : "ما لا يعرفه الكثيرون أنّ هذا الانتِصار الذي حقّقته غزّة كان بالتّنسيق مع محور المُقاومة، ولا نكشف سِرًّا عندما نقول أنّ عدم تدخّل “حزب الله” أو إيران، وأنصار الله في اليمن في هذه الحرب، جاء بطلبٍ من قيادة الفصائل في غزّة، حتّى يكون الانتِصار فِلسطينيًّا صرفًا، وحتّى لا تتحوّل “إسرائيل” إلى ضحيّةٍ في نظر العالم، ويخسر الشّعب الفِلسطيني بالتّالي هذا التّعاطف الدّولي لصالح قضيّته، وهذا ما يُفَسِّر المُظاهرات العارمة التي تفجّرت في شوارع وميادين العالم بأسْرِه، بصُورةٍ لم نرَ لها مثيلاً مُنذ حرب العِراق عام 2003، وحرب تمّوز عام 2006.
وأكد أن الحقيقة التي تغيب عن أذهان الكثيرين في غمرة الاحتفال بهذا النّصر العظيم أنّ قِيادة المُقاومة في قِطاع غزّة هي التي اتّخذت قرار الحرب، وتحديد ساعة الصّفر، وبادرت بالقصف الصّاروخي على أسدود وعسقلان وتل أبيب، وبكمّياتٍ كبيرة دُفعةً واحدة لإرباك القبب الحديديّة وإفشال مهمّتها، وهذه علامة فارقة.
وقال : " ربّما يختلف معنا البعض عندما نقول إنّ غزّة بإعلانها الحرب على الغطرسة الإسرائيليّة كانت تنتقم لهجمات “الموساد” على مفاعل “نطنز”، وشنّ الجيش الإسرائيلي ألف غارة صاروخيّة إسرائيليّة على أهدافٍ في العُمُق السّوري، وهذا ما يُفَسِّر أمرين أساسيين:
أوّلًا: فتح الرئيس بشار الأسد أبواب سورية وقلبها لحركة “حماس” وجناحها العسكري المُقاوم للعودة إلى دِمشق، كتحيّة لها، وبدء صفحة جديدة من التّعاون المُباشر، والتّسامي فوق الجِراح والخِلافات.
الثّاني: كشفت إيران عن طائرة مُسيّرة جديدة مُتطوّرة، وإطلاق اسم “غزّة” عليها تخليدًا لذكرى الانتِصار الحالي، وردًّا على خطوة السيّد إسماعيل هنية التي تمثّلت في شُكره للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، ومُرشدها الأعلى على دعمها لفصائل المُقاومة، وعُرفانًا بجميلها ."

صهاينة التطبيع
الحراك الشعبي الذي شهدته الدول العربية وضعت قادة الانظمة المطبعين مع كيان العدو الصهيوني في موقف صعب بعد وجهت لهم صفعة قوية جعلت صفقة القرن تذهب ادراج الرياح .. هذا التحول في الموقف العربي والدولي بعد النصر العظيم الذي تحقق ليس على العدو الصهيوني وإنما على صهاينة التطبيع .
الباحث والمحلل السياسي د. عصام عبد الشافي  كتب على حسابه في موقع تويتر “نعم انتصرت المقاومة الفلسطينية، وخسر الكيان الصهيوني هذه الجولة من الصراع، الذي لن ينتهي إلا بتحرير كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن مؤشرات هذا الانتصار الكبير أن صفقة القرن التي عملت إدارة ترامب على ترسيخها لمدة أربع سنوات منذ يناير 2017 وحتى يناير 2021، ذهبت أدراج الرياح، ولن يكون لها تأثير أو وجود أمام بسالة وصلابة قوى المقاومة. إن اتفاقيات التطبيع، جاءت بالخزي والعار على من قاموا بتوقيعها، وكأن النصر الذي تحقق لم يكن على صهاينة الاحتلال فقط، ولكن أيضاً على صهاينة التطبيع”.

الشعوب تصفع المطبعين
خرج الملايين في عدد من الدول العربية ومنها في المغرب وتونس ومصر والاردن وقطر للتعبير عن رفضهم لمشاريع التطبيع وجرائم العدوان والاستيطان الاسرائيلي وكم كان معيباً أن ترى شرطة دول عربية تقوم بتفريق المتظاهرين وتقتاد حتى النساء اللواتي تظاهرن تضامنا مع المقاومة الفلسطينية ضد الصهاينة .. حيث تواصلت الدعوات في الأردن لطرد السفير الإسرائيلي، وإغلاق السفارة، تضامناً مع غزّة والقدس، وإلغاء اتفاقيّة الغاز، فيما زحف الآلاف إلى الحدود مع فلسطين للاحتفال بانتصار غزّة.

خسائر العدو الصهيوني
2 مليار دولار مُجمل الخسائر الاقتصاديّة التي تكبّدتها إسرائيل نتيجة العدوان على غزّة، وخلال 11 يوماً فقط من بدء العدوان، وتلك تقديرات غير رسميّة بعد قابلة للزيادة.

المقاومة اسقطت صفقة القرن  
أكّد إسماعيل هنية في خطابه بعد وقف إطلاق النار، أن المُقاومة أسقطت صفقة القرن، ومشاريع التوطين، والتطبيع مع الاحتلال، وشكر إيران.
تحوّل القائد الفلسطيني محمد الضيف، والذي قاد المعركة العسكريّة من القطاع، إلى مُلهم الشباب، حيث تغنّوا به كصانع مُعجزات النصر، وأنشدوا باسمه الأغاني الوطنيّة، كما اشتهرت أغنية “يا راعي النخوة والزّلم، إنت أبو عبيدة، إنت أبونا، تغنيّاً بالناطق باسم كتائب القسّام.

ترسيخ الوحدة الوطنية
رسّخت هذه الحرب القصيرة، الوحدة الوطنيّة بين أبناء الشعب الفلسطيني، وأثبتت أن الكلمة العُليا هي للقوّة والسلاح، وذابت الانتماءات، ونصر الفلسطيني أخاه الفلسطيني من النهر للبحر دفاعاً عن فلسطين.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا