بعد أيّامٍ عصيبةٍ على أهل غزّة، وبعد التخاذل العربيّ الواضح تجاه ما يحصل في فلسطين من إبادة جماعيّة، قرّرت اليمن توسيع رقعة الحرب، لم تكتفِ اليمن فقط بالتظاهرات التنديدية، ولا بالهتافات الشعبية، صارت الصواريخ تهتف في المدى أن يا فلسطينُ إن النصر قريب!
مقالات
أكثر من (36) يوماً وغزة العروبة والإٍسلام تقف وحيدة في مواجهة أعتى عدوان إرهابي أمريكي صهيوني لم يشهد له التاريخ مثيل..
عدوان أعدت له أحدث مالديها من سلاح لم تستثن منه سوى السلاح النووي، ومع ذلك ظهر أحد كلابها الضالة بدرجة وزير يطالب باستخدامه..
هاهي غزة تُمطر ليل نهار بأطنان من الصواريخ والقنابل وغيرها من أسلحة القتل والدمار بمختلف أصنافها من الجو والبر والبحر..
وهاهم أبناء غزة رجالاً ونساءً.. شيوخاً وأطفالاً يتعرضون للإستهداف والقتل- أفراداً وجماعات- في المنازل والمستشفيات والمدارس والمخيمات وفي الشوارع والطرقات وفي أي مكان كانوا يستهدفهم هذا العدو الإرهابي الذي لا ملة له ولادين..
ليس هناك مكان آمن.. ليس هناك حُرمات.. ليس هناك استثناءات في قاموس هذا العدو الذي لا ينتمي إلى البشرية ولا يمت إلى الإنسانية بصلة..
هاهي غزة اليوم تحترق ويُباد أهلها بنيران الإرهاب الأمريكي الصهيوني وأنتم أيها العرب والمسلمون تحيطون بها من كل جانب بما لديكم من جيوش يفوق تعدادها سكان إسرائيل بأضعافٍ مضاعفة لم تفعلوا شيئاً لنجدتها وإنقاذها.. إلاّ من مواقف يتيمة لا ترقى إلى مستوى التحدي ولن تكون كافية وحدها لردع هذا العدو المتوحش عن الإستمرار في عدوانه..
فماذا تنتظرون يا أمة الملياري مسلم؟.. لماذا كل هذا الصمت؟ لماذا كل هذا الذل والهوان.
ألا يكفي ما جرى ويجري في غزة من مجازر وحشية وحرب إبادة جماعية لكي تستقيظوا وتستنفروا لمواجهة هذا العدوان؟
ألم تحرك مشاعركم أشلاء آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ الذين استهدفهم العدوان دونما ذنب اقترفوه ؟!
ألم يحن الوقت بعد لكي تتحركوا لوقف هذا الإرهاب الذي فاق كل التصورات والخيال في وحشيته؟!
ألم يستفزكم تكالب الأعداء من الأمريكان والصهاينة والأوروبيين وحشد كل ما لديهم من قوة للإجهاز على غزة والفتك بها دون وضع أي اعتبار لكم كأمة كان يُضرب لها ألف حساب؟!
أين هي الجيوش التي استُنفرت على مدى أكثر من عقدين وتحولت إلى مجرد شرطة دولية لمواجهة ما تسميه أمريكاً إرهاباً؟ لماذا لم تٌستنفر اليوم وتتحرك لمواجهة إرهاب الدولة الذي تمارسه وتتزعمه أمريكا؟..
هيا أيها المسلمون ضعوا حداً لهذا الصمت المخزي وتحركوا لإنقاذ غزة.. فإذا لم تنصروها اليوم.. فمتى؟!.. الوقت يمر والعدو يوغل في عدوانه فلا تخذلوها فهي ما تبقى لنا من كرامة وعزة.. فإذا سقطت فلن تقوم لنا قائمة بعد اليوم..
وهنا نكرر نداءنا إلى المجاهدين الشجعان في كل مكان الذين باعوا أنفسهم من الله.. أنْ تحركوا واستهدفوا بعملياتكم الفدائية الشجاعة هذا العدو الإرهابي الجبان حيثما تواجد وتواجدت قواعده ومصالحه.
والله ناصركم والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
ما يحدث في فلسطين وغزة تحديداً من مجازر يرتكبها الصهاينة بقيادة الدمية بايدن، الذي اكدت الاحداث أنه يستمتع بمشاهدة أشلاء ودماء الأطفال والنساء وهو ما يعبر عنه بايدن بشكل واضح في كافة المحافل الدولية وامام وسائل الاعلام معتبراً ان كل تلك المجازر والدمار الذي يحدث في غزة وبدأ يمتد الى الضفة الغربية تقع في دائرة حق المحتل في الدفاع عن نفسه ضد أبناء الأرض المحتلة.
إذا كانت كل تلك المجازر والدماء والدمار التي لم يشهد لها العالم مثيلاً هي حقوق مشروعة لدى الإدارة الأمريكية والصهاينة المحتلتين للأرض والمقدسات ، فما هي الجرائم بالنسبة اليهم. فلم يبق شيئاً يمكن تسميته جرائم ، إذا كان كل ما يرتكب في غزة هي حقوق مشروعة بالنسبة اليهم ،وهم يسحقون الإنسانية ويقضون على حق المجتمعات في الحياة ، وتجريد الشعوب من قيمها ومعتقداتها ودينها واخلاقها، كما انهم يسحقون بتلك المجازر القانون الدولي الانساني وقانون حقوق الانسان على مرأى ومسمع العالم، فأين هو حق الآخر في الدفاع عن نفسه عند يتعرض لكل هذا الظلم.
إنها بشاعة هذا العصر التي يصنعها بايدن والنتن ياهو ...أمام هذا المشهد الذي يعبر بوضوح الى أي مدى يمكن لقادة الإرهاب العالمي والطغيان والاستكبار أن يذهبوا بهذا العالم، فلا مكان معهم لخُلق أو قانون أو إنسانية، إنهم يتزعمون ثور جديدة في تطوير الإرهاب وأدواته القذرة بأحدث الوسائل العلمية القاتلة للبشر والناسفة للحجر، وأياً كانت الحياة يسحقونها، فلا حرمة لكنيسة ولا لمسجد ولا لمشفى ولا لمدرسة ولا لمرأة أو طفل أو شيخ، انه الإرهاب العالمي بحلته الجديدة المتطورة لصهاينة ويهود العصر بقيادة بايدن أمريكا.
بعد أن ابتلع لسانه شهرًا كاملًا؛ خرج الأزهر عن صمته يوم أمس بفتوى "ناعمة وخجولة" تنص على: وجوب الدعاء لأهل غزة.. الدعاء فقط!!
وإذا ما عدنا إلى الوراء قليلًا (عشر سنوات تحديدًا)، سنجد أن هؤلاء العلماء ومعهم خمسون آخرون من مختلف الأقطار والمذاهب، هم أنفسهم الذين تهافتوا إلى أرض الكنانة يومئذٍ وأفتَوا بوجوب الجهاد في سورية، ومن منابر التضليل والنفاق أعلنت "حمّالة الحطب" النفير إلى الشام وسط تكبير الحاضرين وتهليل الغائيبن..
ما زال الزمان يأتينا بكل عجيب؛ فقد صار قتال إخوة الدين والعرق والمنطق يسمى جهادًا، أما قتال اليهود المعتدين والغاصبين المجرمين فلا يزيد عن كونه "خلافًا سياسيًا" وتراشُقًا بالحصَى و"الشباشب"!
صحيح أن بعض العلماء والدعاة أدركوا لاحقًا خطأ رأيهم ورؤيتهم حيال سورية، ولكنهم -مع الأسف- أدركوا ذلك متأخرين، ومتأخرين جدًا.. فما جدوى التباكي بعد خراب مالطا؟!
ونخشى ما نخشاه أن يتأخروا هذه المرة أيضًا في استيعاب وفهم ما يجري في فلسطين، ثم يأتونها باكين على أطلالها ومعتذرين لأهلها الذين خذلوهم وتخلَّوا عنهم في أشد المواقف وأحلك الظروف، ثم يريدون بعد ذلك مشاركتها فرحة الانتصار الذي لم يكن لهم ناقةٌ فيه ولا جمل!
من المؤسف والمؤلم أن نجد بعض الشعوب الأعجمية "المسيحية" تنظّم التظاهرات والوقفات الاحتجاجية؛ تعاطفًا وتضامنًا مع مظلومية الشعب الفلسطيني "إنسانيًا"، فيما الأنظمة العربية ومؤسساتها الدينية والفكرية غارقةٌ في صمتها متواريةٌ خلف خضوعها، حتى دافع الإنسانية وقف عاجزًا عن تحريك مشاعرهم المتبلّدة وإنعاش ضمائرهم الميتة، فأي مَفخرةٍ سيقصّونها لأجيالهم؟! وأي تاريخٍ يَرومون فيه ذكرهم؟!
الصهيوني بلينكين يجمع وزراء خارجية الاتباع والاذيال الى عمان ويحاول فرض الاجندة التي من المستحيل تنفيذها وكان القلق واضح على وزراء خارجيتي الدولتين المعنيتان بالامر وهما مصر والاردن اما البقية فهم لاستكمال تنفيذ هذه الاجندة ونقصد النظام السعودي وبقية الحاضرين من الخليجيين .
امريكا في كل الاجتماعات تؤكد على مواقفها والانظمة العربية التابعة لامريكا بين قطبي رحا .. الضغوط الامريكية ومواقف شعوبهم وخاصة المملكة الهاشمية التي هي تعد فلسطين جزء منها وهي جزء من فلسطين اما الشقيقة مصر فنتيجة ما سيحصل في غزة سوف سينعكس عليها بالاتجاهين في حالة النصر والهزيمة وعليها ان تستغل مركزها وتحدد المسار الصحيح لمواقفها قبل فوات الآوان .. والصفدي وشكري كان واضح عليهم حجم الضغوط الامريكية اما وزير الخارجية الامريكي فكان واضح عليه الارتباك والصرامه في آن واحد .
محور المقاومة من لبنان الى اليمن يتطور موقفه وفقاً للمعطيات والمتغيرات باتجاه وضع الامور امام خيارين تحددها غزة في هذا هناك تراجع شكلي عبر عنه احاديث الهدن - ولنا في اليمن قصة طويلة مع الهدن – والتي تريد امريكا استبدالها بوقف اطلاق النار التي اوقفتها في مجلس الامن .
محور المقاومة لن يترك امريكا تمرر الاعيبها والامور في تصاعد حسب طقس الاحداث والمعادلات الان اكثر وضوحاً وتثبيتاً على الارض بعد ما رد حزب الله على مقتل الاطفال بقصف اسرائيلي في جنوب لبنان باحراق كريات شمونه اما اليمن ستنتقل من الرسائل بالصواريخ والطيارات المسيرة على ايلات وكل فلسطين المحتله الى بنك الاهداف القريبة وما اكثرها .
ليس امام كيان العدو الصهيوني وقبلة امريكا والغرب الاستعماري الا خيارين اما وقف العدوان على غزة او الحرب الاقليمية الشاملة والتي ندري كلفتها لكنها ستنهي هذا الواقع الذي طال الأمد عليه في المنطقة العربية وغرب اسيا .
الجرائم الامريكية الصهيونية في غزة عدادها يتصاعد باتجاهين تدمير البيوت والمستشفيات والمدارس على روؤس ابناء فلسطين الغزاويين وبالمقابل القتلى من الجنود الصهاينة الذين يحاولون اقتحام غزة يعمق هزيمة السابع من اكتوبر في محاولات اقتحام شمال ووسط غزة والهدن التي تريد امريكا ان تعملها ليس انسانية منها انما سعياً الى تنفيذ اجندتها مع التركيز على فتح معبر رفح باتجاه مصر لخروج ابناء غزة بدون عودة والفلسطينين يدركون ما يعني ذلك ولن تكون هناك نكبة ثانية .. مهما كانت التضحيات فهي على طريق الخلاص والنصر من المشاريع الامريكية ومن هذا الكيان الصهيوني الغاصب الذي نهايته واضحه باستخدامه لسلاحه النووي كما تحدث احد وزراء حكومته بوضوح .
وفقًا لدراسة إحصائية إسرائيلية؛ يُتَوقّع أن عدد الذين شاهدوا الخطاب الأخير للسيد حسن نصر الله يفوق 70 مليونًا، ففي قناتَي الجزيرة والميادين على اليوتيوب تجاوز عدد مشاهدات "البث المباشر" للخطاب مليون مشاهدة لكلٍ منهما..
وقد استغلّ السيد نصر الله هذه الفرصة لإيصال رسالته ورسالة الشعب الفلسطيني إلى أعلى المستويات السياسية في العالم أجمع، بالإضافة إلى شرح المواقف والأهداف وترك الباب مفتوحًا للتدخل عندما يُتّخَذ القرار، فمسألة الرد ليست بالأمر الصعب بالنسبة لحزب الله..
وعلى عكس خطاب أردوغان "التشنُّجي" والمليء بالعنتريّات الفارغة؛ فقد تميز خطاب السيد حسن بالرزانة والحكمة والدهاء السياسي والعسكري كما وصفه محللون صهاينة في وسائل الإعلام العبرية، وهذا يفسر مسارعة وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" لزيارة المنطقة؛ أملًا في احتواء الموقف وكسب الوقت، ولكن هذا لا يمنع من تمسّك حزب الله بقرار التدخل العسكري في غزة حسب المعطيات والظروف..
لقد حمل الخطاب في طِياته الكثير من الإيجابيات والرسائل المهمة، ولكن الاندفاع العاطفي للشارع العربي لبدء الرد على الكيان كان سقفه عاليًا، ومن هنا شعر البعض بخيبة أمل عقب انتهاء الخطاب، رغم أن الرجل أطل على الشاشة لإعلان موقفٍ سياسي وليس لإلقاء بيانٍ عسكري، ومن ناحيةٍ أخرى فإن أعداء حلف المقاومة من المطبّعين والخونة وحتى "الأردوغانيين"، قد استغلوا الهدوء والعقلانية الظاهرَين على ملامح السيد حسن وكلماته في التهافت للتشفّي بأنصاره، وتبريد الشارع العربي المناهض للتطبيع بقولهم: "شفتم؟ قد قلنا لكم"..!