كتابات | آراء

بيانٌ عاجل

بيانٌ عاجل

من الحقيقة بمكان أنَّ سنن الله الثابتة التي لا تتحول ولا تتبدل تكون الغلبة فيها للحق الظاهر الشامخ ، ويؤيِّد الله -جلَّ في عُلاه-  أنبياءه ورسله وأولياءه بنصر ساحق تعقبه نهاية مخزية للباطل وزواله الزاهق .

ومع هذا كله ، يأبى أهل الباطل من ذوي العقول المتصحرة ، والقلوب المتحجرة، والنفوس المستهترة ، التي ألفت "حياة ما لذَّ وطاب" من الموائد ، وحب الأموال وما يعود عليهم منها من الفوائد، وعيش النمارق، وكل ذلك من عرض الدنيا الزائل البائد ، فكاد الباطل كيده ،  وناصب جهده ، وجمع جنده وحشد إليهم كل البيادق، من مرتزقٍ وعميل آبق، في مجلسي طارق، وحكومة الفنادق، وطليق مارق، وكل حاقدٍ منافق، وحاصدٍ غاسق،  وكل ناعق، وعدو فاسق، كل ذلك الجهد إنما يبذله سعياً منه لرد بأس الله، والنيل من أولياء الله، والقضاء على دين الله، وإطفاء نور الله..
لذلك لم يألُ جهداً في تحقيق مساعيه ، فأعلن حربه على أهل الحق باذلاً في سبيل ذلك كل سلاحٍ خارق ، وأشعل الحرائق ، وقذف بالقنابل والصواعق ، ونصب لأولياء الله الفِخَاخ والمشانق ، ثم ضرب من الجو والبر والبحر حصاره الخانق ، فلما رأى منهم
عبد الله ووليه ما رأى مِمَّا لا يطاق نهض بالأمر الذي هو أمره ، وأذَّن في الناس بالجهاد الذي أحياه بعد أن ظل بابه مغلقاً لقرون وكان بالقرآن ناطقاً ورفع رايته التي مثَّلت إحدى الرايات ، وقاد كرُبَّان سفينة النجاة التي كانت تجري بالمؤمنين المعتصمين  والمتمسكين بها في موجٍ كالجبال آمنين بأمانها إذ لا عاصم اليوم من أمر الله ، فاستنهض المؤمنين فنهض معه كل مؤمن صادقٍ مجاهد للشهادة عاشق ، وعلى الله متوكلٌ وبه واثق ، فأيَّده الله والذين معه بالانتصارات ، وأصاب أعداء الله بالهزائم المنكرات ، وأنزل بحزب الشيطان وجنوده المذلة فباؤوا بالانهيارات والانكسارات ،  وردَّ الله بأس الغارات ، وهدى عبده ووليه إلى أفضل الخيارات، وأحسن القرارات، وأمده بالآيات والمعجزات فألان له الحديد وأسال له عين القطر ليصنع الصواريخ والمسيرات وكل سلاح فتاك في أصعب الأوقات فأجتاز ما كان يُعدُّ ضرباً من الخيالِ والمستحيلات.
 حتى نال من أعداء الله ودفنهم في كل المناطق ، ودحرهم في كل الخنادق ، فلما شعر العدو بمدى ضعفه وعجزه عن رد بأس الله ، عاد أدراجه وأيقن أنه مهزومٌ مذمومٌ مدحورٌ في غيِّه غارق ..
هكذا أضحى حال العدو المتحالف -الأمريكي والصهيوني والبريطاني والسعودي والإماراتي-  المتحاذق ، فلجأ لإسكات صوت القصف موهماً رجال الله المؤمنين بأنه على وقف العدوان موافق ، غير أنه لا يزال يسعى إلى زواله ونكاله بإصراره الأحمق على استمرار حصاره المطبق الخانق ، ولثرواتنا ناهب سارق ، ولاغتصاب أراضينا متحاذق ، وبدلاً عن إنقاذ نفسه بلجوئه الصادق إلى السلام ووقف العدوان ، بات يتحايل ويتفنن بخلق الذرائع والعوائق ، ولا يدرك أنه بإصراره على الاستمرار بذلك إنما قد أقحم نفسه في المآزق ، وأنه لا محالة هالك..
 فو ربِّ المغاربِ والمشارق ، لئن لم ينتهِ هذا المعتدي ويتوقف عن عدوانه ، ويرفع أقدامه القذرة عن كل شبرٍ من أراضينا وجزرنا ، ويسحب سفنه وبوارجه عن مياهنا الإقليمية ومضيقنا ذي الشأن البارق ، ويرحل عن بلادنا ناكس الرأس بالهزيمة غارق ، فليستعد لردنا الصاعق ، وبأسنا الخارق ، فيومئذٍ لن تنفعه شفاعة الشافعين إذا ما وصلت إلى عقر داره الفيالق ، رافعةً راية النصر والبيارق ، وهذا وعد الله لهم ولأمثالهم ، مصداقاً لقوله تعالى : [ سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا ] ، وقوله : [ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْـمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلًا ] .
 وغداً ستتجلَّى الحقائق .. فسبحان ربنا القوي العزيز الخالق الرازق .
فيا بقية الله في أرضه من أنصاره وجنده ، الحذرَ الحذرَ من التفريط في كل الحالات ، ويجب التسليم للقائد الربَّاني ، والالتزام بما يولينا به من الإرشادات ، وما يخصنا به من التوجيهات ، فحينئذٍ سيكون نصر الله لا محالة آتٍ آتٍ ، [  إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا ] ..
والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا