كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (73)

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (73)

بعد مرور أكثر من عشرة قرون أصبح اليمن السياسي أصغر مما كان عليه سابقا توقفت المحادثات مع المملكة العربية السعودية على الحدود الرسمية ولم يتمكن المرء من تحديد المساحة الحقيقية لليمن

لقد ثبت أن الآمال التي كانت سائدة قبل عقد من الزمان بأن الاحتياطيات النفطية الهائلة تمتد عبر الصحراء الجنوبية لا أساس لها من الصحة لا يوجد الكثير سوى الرمال وتسلط الحاكم على الخريطة مع الحرية التي تمتع بها البريطانيون والأتراك في بداية القرن، رسم العمانيون خطاً للتعامل مع اليمنيين والسعوديين لكن السعوديين لم يقرروا بعد كيفية التعامل مع يمن موحد يتجاوز عدد سكانه عدد سكان المملكة العربية السعودية وهنالك أراض يمنية شاسعة وغنية تسيطر عليها السعودية إلى هذا اليوم  وكذلك إلى حد بعيد تقاليد وحضارة وتاريخ اليمن مختلف جدًا ، كانت هنالك أمور كثيرة في السعودية تشير إلى مخاوف إستراتيجية مستمرة من اليمن وتحسب للمستقبل سواء كان قريبا أو بعيدا وإحساسا بالخطر القادم من الحدود الجنوبية خصوصا في المناطق المستلبة من اليمن وفي الوقت الحالي  كان على اليمنيين أن يخسروا بسبب فساد الحكومات أكثر مما يخسره جيرانهم، أصبحت الجغرافيا والاقتصاد والسياسة لا ينفصلان وترتبط قضية الحدود  شهرًا بشهر  بمزاعم كل طرف بأن الطرف الآخر يضغط على الإسلاميين المعارضين أو المنفيين   محاولات بيع أو إعادة بيع امتيازات النفط والغاز التي تمولها الحكومة اليمنية تشكل إيرادات أول 60 % من ميزانية الدولة إنتاج حوالي 400  ألف برميل يوميًا لا يوفر حياة كريمة وعائدات معقولة ل 17 مليون يمني يعيشون على ارض اليمن.
في الجهة الأخرى وبمقارنة سريعة نجد أن المملكة العربية السعودية  مع عدد أقل من السكان يضخون 8000000 برميل يوميًا نلاحظ الفارق الكبير بين الدخل القومي وعدد السكان كانت الطبقة الوسطى من العاملين والموظفين في صنعاء تعمل بجد وكان أمرًا شائعًا في العاصمة وأماكن أخرى حيث يشتغل كل من الزوج والزوجة في وظائف مختلفة من اجل تغطية نفقات العيش من تكاليف  سيارة وإلباس الأطفال بشكل لائق وإرسالهم إلى المدرسة  وإيجار البيت وأمور أخرى وكانت المدارس الخاصة تكلف حوالي 1000  دولار أمريكي شهريا وكان الراتب الرسمي للوزير حوالي 200 دولار أمريكي شهريًا وكان الموظف الحكومي المبتدئ يحصل على راتب شهري بحوالي 8000  ريال يمني شهريا فيما تراوح الإيجار الشهري للبيوت بمعدل 5000  ريال في حين بقية تكاليف الحياة قد تصل مجموعها الشهري أربعة أضعاف الراتب الشهري .  
يحافظ معظم الناس في المدن على روابط مع بلدهم الأصلي الريفي أو أراضيهم وتسمى البلاد ويحرص اليمنيون على أن تكون لهم روابط دائمة مع قراهم الأصلية ويعتبر الكثير منهم أن امتلاك أراض زراعية في البلاد هي خير ضمان للمستقبل ويعتبرون أن ارتباطهم بالأرض مقدس ولا يميلون إلى بيع أراضيهم أبداً الأرض هو الشيء الوحيد الذي يجعل الشخص متصلا ببلده ويجعله يبقى هناك كان الهدف من العمالة المهاجرة البارزة جدا خلال القرن العشرين والسمة الاستثنائية جدا للتجربة اليمنية في المهجر هو دائما حول هدف واحد وهو جلب الأموال إلى الوطن وسداد ديون المرء وتأمين ملكية الأراضي .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا