كتابات | آراء

مع تلازم العلم والجهاد .. المراكز الصيفية ودورها في رسوخ الهوية الايمانية

مع تلازم العلم والجهاد .. المراكز الصيفية ودورها في رسوخ الهوية الايمانية

للدورات الصيفية اهمية كبيرة  في تحصين الشباب من الغزو الفكري والحرب الناعمة فمنذ ثلاثة عقود كان للجامع الكبير دور هام والسبق في إقامة الدورات التنشيطية الصيفية

وفي عدد من المساجد داخل بعض مديريات امانة العاصمة وكان هذا النشاط متزامنا مع نشاط مماثل في محافظات صعدة وحجة وذمار والجوف والبيضاء وصنعاء وبجهود العلماء الأعلام في تلك الحقبة الزمنية التي اعقبت قيام الوحدة اليمنية عام 1990م..
كان ما قبل هذا التاريخ يشهد توغلا مخيفا وانتشارا سريعا للوهابية بدعم من الانظمة في تلك الحقبة ما لبث ان وجد العلماء العاملون انفراجا طفيفا وسعوا من خلاله انشطة اقامة الحلقات العلمية المستمرة والدورات الصيفية المؤقتة وبتلك الجهود حافظوا على الهوية الايمانية في مناطق نشاطهم من ان تخترقها الهجمة الوهابية المدعومة من النظام آنذاك وكان هذا مقدمة لتراجع المشروع الوهابي في اليمن او فرملة توسعه..
عند دخول اليمن الالفية الثالثة كان هناك نضوج لدى الحاضنة الايمانية في مناطق الحركة العلمية والصيفية لكنها كانت تواجه بالكثير من التهديدات المباشرة من قبل النظام نفسه او عبر الاختراقات للمكونات العاملة التي شتتت من جهودها وافقدتها فاعليتها وحدت من توسعها بشكل ملحوظ..
وفي عام 2002 الى 2004م تبلور مشروع الشهيد القائد حسين بدرالدين- رضوان الله عليه- كمشروع نهضة متكامل المعالم ازعج السلطة القائمة بشكل لم تكن تنزعج بتلك الطريقة لجهود من سبقوه وان كانت تقوم بتشتيت جهودهم والحد من فاعليتهم لذلك حينما رأت السلطة القائمة في المشروع القرآني المتكامل والذي ينطلق ليعالج مكامن الخطورة من العدو الحقيقي للامة المتمثل في الصهيونية العالمية بقيادة امريكا والغرب انتفض بأوامر امريكية وشن الحروب الست المشؤمة لأنه علم ان في المشروع القرآني المتنامي خطرا حقيقيا ليس كخطر النشاطات التي سبقته كون هذا المشروع يرمي ببصره اقصى القوم بينما ما سبقته من انشطة كانت تقزم الصراع حول فروع العبادات وما شابهها كقضايا غاية في الخطورة ولم تكن ترى انها حالة تشتيت وحرف الانظار عن المحرك والعدو الاول والاخطر لهذه الامة بأجمعها لا لمذهب او لطائفة بعينها..
المشروع القرآني بتكامله هو من استوعب النشاطات السابقة واحتواها ووجه بوصلة نشاطها نحو المسار المتكامل للنهوض فجمع بين العلم والجهاد وقاد المواجهة مع العدو بفاعلية المجاهدين في الميدان ووعي العلماء العاملين حتى حقق هذه النجاحات والانتصارات التي نعيشها وننعم ببركتها اليوم..
لن نلتفت لمن لا زال بعيدا عن حقيقة الواقع ولا زال يغرد خارج السرب فالحالة العامة التي جعلت الهم الرسمي الداعم للجهد الشعبي في الدفع بإقامة الدورات التنشيطية الصيفية والمراكز والاكاديميات الدائمة  على نطاق واسع والتي كانت بعيدة كل البعد فيما كنا ننشط به (قبل دخول الالفية وقبل انتشار وتوسع ونجاح المسيرة القرآنية ومشروعها القرآني) وحده كافيا لنقول اننا بالفعل قد حافظنا على هويتنا الايمانية وهزمنا الغزو الوهابي التدميري في بلادنا بشكل ملحوظ ودامغ ولا زال كل يوم يتلاشى شيئا فشيئا حتى يندحر بفضل الله وجهود ابناء المشروع القرآني من جميع ربوع بلاد الايمان والحكمة وتعود اليمن خالصة لحالة الديمومة والرسوخ في هويتها التي شهد لها النبي الخاتم (صلى الله عليه وعلى آله) وبعدها لن يكون للحرب الناعمة من أثر يذكر طالما والجميع قد بادر وانطلق واسهم وشارك وشجع ودعم بالدفع اكثر واكثر بالشباب والشابات والابناء والبنات الى مراكز العلوم الشرعية لينشأ معها جيل القرآن الكريم جيل الهوية الايمانية.. والله من وراء القصد.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا