كتابات | آراء

وحدة مصير كانت وستبقى..

وحدة مصير كانت وستبقى..

وتيرة المؤامرة على الوحدة اليمنية آخذة في التصاعد على مرأى ومسمع من الجميع، ما يفرض على القوى السياسية الوطنية أن تسارع إلى قطع الطريق على تحالف العدوان وأدواته قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه- لا سمح الله..

ليس مفهوما بعد ما الذي يريده تحالف العدوان بشأن وحدة اليمن، وما السيناريو الذي سيدفع إليه قادم الأيام، غير أن ما هو معلوم بالضرورة أن العدوان السعودي الأمريكي وأدواته اليمنية والإماراتية يسابقون الزمن باتجاه خلط الأوراق مجددا، من خلال استخدام القضية الجنوبية في مواجهة القوى الوطنية التي صمدت بوجه العدوان وجعلته عاجزا عن استكمال مسار الحرب العسكرية، ومحشورا في زاوية المطالب المشروعة بشأن المعالجات الإنسانية والاقتصادية كشرط أساس للانتقال إلى العملية التفاوضية السياسية.
صحيح أن صراع النفوذ بين أطراف العدوان وأدواتهم يشكل نقطة الضعف الأبرز التي يمكن النفاذ من خلالها وإحباط أية خطوات تصعيدية ميدانية في المحافظات الجنوبية، إلا أن ذلك لا يعني أن هذه الأطراف قد لا تتوحد على عناوين متطرفة في يوم ما، خاصة وأن ورقة فك الارتباط واستعادة ما يسمى بدولة الجنوب ليس منفصلا عن المشروع الصهيوأمريكي وخدمة الكيان الصهيوني الذي بات ينظر بقلق أكبر إلى تطور وتنامي القوة العسكرية اليمنية، والتموضع الثابت في إطار محور المقاومة والممانعة، بالموازاة مع الخطاب السياسي والثقافي المتضامن مع القضية الفلسطينية بشكل لم تشهده اليمن من قبل.
ولذا فإن فكرة قيام دولة انفصالية في جنوب اليمن بموقعها الاستراتيجي، لا شك أنها تخدم الكيان الصهيوني الذي يتطلع إلى سيطرة كاملة على البحر الأحمر وباب المندب وجزيرة سقطرى، عبر تفاهمات أولية مع تحالف العدوان الذي يقدم الأرضية المناسبة لتحقيق الأطماع الصهيونية في اليمن، وهي أطماع لا تتعارض مع أطماع من نفس النوع للسعودية وللإمارات، وكل هذه الأطماع تصب في خانة المصلحة الأمريكية، وسعيها الحثيث لإعاقة الصين ومشروع خط الحرير أو خطة حزام واحد طريق واحد، التي يُعد البحر الأحمر والموانئ اليمنية جزءا مهما في مساره الاستراتيجي
من هذا المنطلق يظن دعاة الانفصال المطالبين بالعودة إلى حالة التشطير ما قبل 22 مايو 1990م، أن الفرصة مواتية لهم أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً وقد طالت الحرب العدوانية على اليمن، ولا تزال الأزمة السياسية تراوح مكانها.
إلا أن ما يظنونه فرصة أو لحظة تاريخية يتعين اقتناصها، ليس في الحقيقة إلا وهما كبيرا، فالتجربة التاريخية تؤكد أن اليمن لم يكن قوياً ومستقراً إلا عندما كان موحداً. وإذا كانت الأخطار المحدقة والمتغيرات الدولية تكاد تعصف بالدول المتقدمة والمستقرة نسبياً، فكيف الحال بالكيانات المصطنعة والطارئة؟. فإن غادر البعض هذا الوهم، أدركنا جميعا أن وحدتنا باقية ومستمرة ما دامت جغرافيتنا باقية من صعدة إلى المهرة، ومن عطان إلى ردفان، وأن مصيرنا واحد كوحدة لغتنا وديننا وتاريخنا المشترك.
ثمة حلول كثيرة إذا صدقت النوايا، وكفت الأيادي الخارجية عن تدخلها، لكن يتعين على القوى الوحدوية أن توحد جهودها وكلمتها في مواجهة المؤامرة، وإحباط خطواتها المعلنة والخفية، والتفكير بسقف مرتفع بشأن الحلول السياسية للقضية الجنوبية، حتى لا نجد أنفسنا في سباق مع الفعل ورد الفعل.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا