كتابات | آراء

بوح اليراع: قطاع غزَّة يحترق و(غوتيريش) يشعر بالقلق

بوح اليراع: قطاع غزَّة يحترق و(غوتيريش) يشعر بالقلق

منذ أن غُرِزَ الكيانُ الصهيوني ذو الامتداد الماسوني شوكةً نجسةً في ثرى فلسطين الطاهر وهو يرتكب -في حقِّ الشعب العربي الفلسطيني المقاوم الصابر- المجازر تلو المجازر دون رادع أو زاجر.

وما كان لهذا الكيان العنصري الفاجر أن يتمادى في جرائمه الوحشية بهذا الشكل السافر، لولا ما يحصل عليه من المجتمع الدولي من ضوءٍ أخضر بشكلٍ متكرر.
ومن هذا المنطلق لا يكاد يمرَّ عليه عام دون أن يمارس في حق الفلسطينيين العزل مختلف صنوف القتل والإجرام، فلا يتعرض -إزاء ما يقترفه من آثام- من أنظمة وهيئات المجتمع الدولي -إلا في ما ندر- حتى للعتاب الذي لا يرقى إلى مستوى الملام.
أمَّا في الحالات النادرة التي يشذُّ المجتمع الدولي عن مواقفه المألوفة ويمضي -امتصاصًا للغضب الجماهيري العربي الآخذ في الاتقاد- باتجاه صياغة وإصدار قرارات أمميَّة تدين ما تبلغه سلطات هذا الكيان -في إجرامها الوحشي الظاهر للعيان- من تماد، فإنَّ أمريكا واقفةٌ -بحقِّ النقض «الفيتو»- لأيِّ قرارٍ أمميٍّ بالمرصاد، ومتى ما  سمحت  أمريكا لأيٍّ من تلك القرارات بالصدور في ضوء تنسيقٍ أمميٍّ مسبق، فإنَّ ذلك القرار يظل مجرد حبرٍ على ورق، وربما أمعن هذا الكيان -ليقينه التام أنَّه في منأى عن العقاب- في تخطي المزيد والمزيد من الرقاب ومضاعفة اقتراف الجرائم بشكلٍ وحشيٍّ مقزز، كما لو كانت القرارات الصادرة ضدَّه لا تتجاوز كونها محفزات أو حوافز.
وإذا كان القرن الحادي والعشرون -وهو قرن تحييد الأنظمة العربية عن القضية المركزية للأمة بشكلٍ تام وإقدام بعضها على توقيع اتفاقات «أبراهام»- قد حفل -مقارنة بالعقود الأخيرة من القرن السابق- بجرائم صهيونية شديدة التلاحُق، فقد اتسمت المواقف الرسمية العربية والإسلامية بل والمواقف الدولية -إزاء ما ترتكبه سلطات الكيان الصهيوني في حقِّ أبناء الشعب العربي الفلسطيني من جرائم- بقدرٍ كبير من التشابه البالغ حدَّ التطابُق والتي لا تتجاوز الإدانات الباهتة، ولا تتجاوز -من جانب آخر- أسَفَ أكثرِ الأطراف الدولية والمنظمات والهيئات الأممية لما تعتبره مواجهات دامية ودعوتها لطرفي الصراع إلى ضبط النفس والأخذ -قدر المستطاع- بأسباب إيقاف النزاع، وهو موقف ينطوي على تعامٍ مقصود عن اختلال ميزان القوى إلى أبعد الحدود لصالح الصهاينة اليهود الذين بات متطرفوهم ينكرون على الشعب الفلسطيني حقَّه في الحياة وفي الوجود.
ومن خلال متابعاتنا اليومية لردود الأفعال المختلفة على مجمل اعتداءات الكيان الصهيوني -على مدى الأسبوع الماضي بأكمله- على إخواننا الفلسطينيين في «الضفة» و«قطاع غزَّة» الذي أصليت معظم مدنه وبلداته -لأكثر من 5 أيامٍ متواصلة- بنيران قصفه، لم نجد من ردود الفعل العربية والإسلامية الرسمية ما يتناسب وفداحة تلك العمليات العسكرية الصهيونية الإجرامية سوى ردِّ الفعل الإسلامي الإيراني وردِّ الفعل الإسلامي التركي وثالثهما ردِّ الفعل العربي القطري، وباستثناء هذه الثلاثة الردود الإعلامية ذات النبرة الحامية التي تناغمت مع الحدِّ الأدنى من الرغبة الجماهيرية في مواجهة الاعتداءات الصهيونية الإجرامية بتبني مواقف تضامنية واتخاذ تدابير إجرائية انتقامية، فإنَّ ردود أفعال جُلَ الأنظمة العربية والإسلامية باعثةٌ على الإحباط ومكرسةٌ روح الانهزامية.
بينما اتسمت ردود الفعل الدولية -كعادتها- بذاك البرود المعهود، فقد اقتصر على حثَّ السلطات الصهيونية وفصائل المقاومة الفلسطينية على ضبط النفس والعمل الفوري على وقف العمليات العسكرية مسوِّيًا -في دعوته إلى تهدئة فورية- بين الجلاد والضحية.
أمَّا «منظمة الأمم المتحدة» المنوطة بها -بحسب ما ينصُّ ميثاق تأسيسها- مهمة المحافظة على السلم والأمن الدوليين فقد اقتصر ردُّ فعلها على لسان أمينها العام مخيِّبًا للآمال مبددًا ما راود البشرية -على مدى عشرات الأعوام- من أحلام، ففي الوقت الذي طال «قطاع غزة» -قبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار- من القصف الصهيوني المكثف ما أدى إلى تلبُّد سمائه -لأيام عدة- بسحبٍ كثيفةٍ من غبار الدمار وأدخنة الانفجارات والحريق، اقتصر ردُّ فعل السيد «أنطونيو جوتيريش» -بحسب ما ورد في مستهل الخبر المختصر المعنون [الأمم المتحدة تعرب عن قلقها إزاء التطورات في فلسطين: «ندعو جميع الأطراف لضبط النفس» الذي نشره موقع «المصري اليوم» مساء الأربعاء الـ10 من مايو الحالي- على (التعبير عن «قلقه العميق» إزاء التصعيد بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، داعيًا -بمنطقٍ فاتر- إلى خفض التوتر).

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا