كتابات | آراء

ومضات متناثرة: المنبطحون.. وسيناريو الانفصال..!!

ومضات متناثرة: المنبطحون.. وسيناريو الانفصال..!!

يبدو أن الحمير كثر في زماننا هذا.. لم يستوعبوا دروس الماضي، ولا معطيات التاريخ القديم، فالجنوب الآن في حالة غليان وبركان، والقادم أدهى.. فالسيناريو السعودي- الإماراتي بات مكشوفاً ومفضوحاً للعيان..

ولا يخفى على أحد.. إدخال اليمن في بوتقة الحروب الشعواء لإدخالها في دائرة الفوضى الخلاقة والدولة الفاشلة.. وهذا ما تسعى إليه قرن الشيطان بقيادة أمريكا وبريطانيا وفرنسا..
كل هذا يسير وفق سيناريوهات محددة، وبتحالف ورعاية الشيطان الأكبر أمريكا وحلفاؤها.. لإرجاع بوصلة مشروع الانفصال، وتقسيم اليمن الى دويلات متناحرة..
ولكن للأسف تناسى أو تجاهل هؤلاء الأغبياء قراءة التاريخ اليمني عبر القرون، وكل معطيات وحقائق وأحداث التاريخ ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، ولم يدركوا بعد جغرافيا وتاريخ اليمن الحقيقي، ولذلك نراهم في كل وادٍ يهيمون، وفي ضلالهم سادرون..
من نافلة القول: إن الذين تجاهلوا قراءة التاريخ اليمني سهواً أوعمداً، وخلدوا الى الأرض، وعاشوا لأنفسهم وشهواتهم ونزواتهم الحقيرة.. عاشوا لكراسيهم، وعروشهم الزائلة، فهانت الأمة والشعوب، وضاعت هيبتها، وولى مجدها، ومسخت هويتها، واحتلت أرضها، بسبب تخاذل أبنائها، وفساد سلطانها.. فأصبحت غثاءً كغثاء السيل، لا وزن، ولا قيمة ولا تأثير لها..
وهكذا يظل الصراع بين قوى الحق والباطل.. صراعاً أبدياً سرمدياً حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.. وتظل هذه القاعدة الجليلة  باقيةً خالدةً مدى الزمان والأيام الى أن يرث الله الأرض ومن عليها..
فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن على ما يدور في جنوب الوطن: ما موقف الرياض من كل ما جرى ويجري الآن في جنوب الوطن من مهاترات ومشاحنات وصراعات في ظل ما يسمى المجلس الرئاسي المعين من قبل النظام السعودي؟!..
إذا كانت كل المؤشرات تؤكد أن ما يسمى بالمجلس الرئاسي تم بإملاء وتشكل وتأييد سعودي لخدمة مشروع الانفصال تحت ستار شرعنة الدولة اليمنية المزعومة.. بالرغم من وضوح المعنى والمبنى، وفقد الدال والمدلول.. وما يسمى بالميثاق الوطني أو الحوار الوطني الجنوبي هو عبارة عن طبخة قديمة تم الإعداد لها من قبل لتعطيل عمل ما يسمى بالمجلس الرئاسي، وهي خطوة كارثية قد تقود اليمن بل المنطقة برمتها الى صوملة جديدة..
وبما أن قرن الشيطان وبعران الخليج هما المسؤولان عن الملف اليمني، وعما يجري من سيناريوهات متعددة تشير الى مشروع تفكيك وتمزيق وحدة اليمن.. بالرغم أن هناك مواثيق واتفاقيات سابقة تحدد طبيعة العلاقة وتحديد المهام، كمعاهدة الطائف عام 1934م، ومعاهدة جدة عام 2000م.. ولكن طبيعة المؤامرة باتت واضحةً للعيان، وبدعم سعودي- إماراتي وبمباركة أممية ودولية..
وما زيارة السفير السعودي آل جابر الى عدن أخيراً إلا لذر الرماد على العيون، وتمويه السيناريوهات باسم متابعة المشاريع الحيوية التي ينفذها البرنامج السعودي لتنمية إعمار اليمن في أربع عشرة محافظة يمنية، وهذا ما يسمى بالاختفاء وراء حصان طروادة الخشبي.. لجعل اليمن دولة فاشلة.. "الأرض المحروقة"..

# صفوة القول:
علينا أن ندرك أن مصلحة الوطن فوق أي اعتبار مهما كان.. نتصارع، نتحارب نختلف لكن تظل الثوابت الوطنية والقومية لليمن خط أحمر لا يمكن تجاوزه مهما كان حجم الخلافات، أو اتساع فجوة الصراعات..
إن الأمة اليوم في أمس الحاجة الى توحيد كلمتها، ورص صفوفها، ونبذ خلافاتها.. ولا داعي لإيقاظ العصبيات والعرقيات والقوميات الهلامية..
كونوا شموعاً تحترق لتضئ للناس طريق الحق والهدى والخير.. كونوا سفينة إنقاذ في وسط رياح هوجاء وأمواج متلاطمة عاتية.. ولا تكونوا سبب تأخر الأمة، وسر تخلفها، وانهيارها..
دعونا من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق.. دعونا نبني وطن الوفاء والنقاء والمحبة، بعيداً عن سفاسف الأمور، وفسيفساء النزعات الطائفية والحزبية والعرقية المقيتة..!!.
# كلمات مضيئة:
"إذا أردتم سادتي أقول..
ما قاله الشاعر للسلطان..
عبر عصور القهر والهوان..
فنحن بركان بلا دخان..
وثورة ليس لها أوان..."
عبدالوهاب البياتي

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا